قاسم من الطلبة المشاغبين سلوكاً وتحصيلاً وقد اعتاد أن يجلس في آخر الصف كي يأخذ فرصته في إثارة الفوضى مع جميع المدرسين! مدرس الجغرافيا الوافد والجديد ذو الهندام الذي لا يصلح للبيت فكيف بالمدرسة! قميص أخضر تدلت من رقبته ربطة عنق حمراء وبنطال أزرق قد مل الكواي من كيه ظناً منه بمفاجأة طلابه بهندامه هذا! كما في حكمته «دوام الحال من المحال» التي كتبها في أول يوم دراسي جديد على السبورة السوداء وبابتسامته العريضة يستقبل به طلبته ومع بداية صباح يوم دون شمس مختفية خلف السحب الملبدة بالغيوم السوداء! وما إن انتهى المدرس من كتابة حكمته رفع قاسم يده قائلاً: حكمتك هذه تنطبق على طقس اليوم! فأضحك جميع الطلاب قبل أن يكمل قائلاً: يعني طقس اليوم قابل للانفلات والتغيير إلى أمطار مصحوبة برياح شديدة! تفاجأ المدرس بسرعة إجابته التي كان ينوي فيها وكعادته سردها وإطالة حصته على حساب طلبته حتى يدق جرس المدرس وينصرف الطلبة وهكذا تتكرر هذه الظاهرة مع بداية كل عام! إلا أن قاسم اختصر الزمن وأضاع عليه غايته إلا أنه عاد واستدار للطلبة موجهاً لهم السؤال نفسه الذين أيدوا جواب قاسم واكتفوا بما قاله وهكذا قطع الحصة جرس المدرسة منهياً يوماً من أيام المدرسة. عاد قاسم لبيت والده وكعادته يتفقد مسروقاته اليومية قلم حبر ماركة معروفة أو مقلمة جميلة!
عادة سيئة اعتاد عليها كل عام مطمئناً أنه سيفلت كل مرة بفعلته هذه! ولكنه بحث في حقيبته عن كراسة اللغة العربية الجميلة فلم يجدها وعاد مرة أخرى يبحث عنها في غرفته فلم يعثر عليها! في اليوم التالي وقبل أن يغادر المدرسة تفقد مقلمته الجميلة التي سرقها فلم يجدها! حيث عاد إلى البيت وهو في حالة سيئة لم تمر عليه هذه الظاهرة من قبل وفي اليوم الثالث وفي نهاية الأسبوع وقبل أن يبدأ مدرس اللغة العربية درسه وقف وهو حزيناً يشكو أمره للمدرس الذي أحال إلى الطلبة الذين كان الضحك جواباً! فعاد المدرس السؤال نفسه من منك شاهد كراسة قاسم؟ فلم يرد أحد من الطلاب! حينها جلس قاسم في مقعده حزيناً هذه المرة كئيباً ولعله أدرك أن نهاية أمره ونهاية سرقاته وأفعاله قد افتضحت! وأدرك أن نهاية كل سارق ومتلبس بالسرقات وبالإجرام هو الفضيحة وانكشاف أمره يوماً ما وقد يكون هذا هو اليوم حيث بدأت السماء ترسل رسائلها الغاضبة عبر البرق والرعد منذرة بهطول أمطار غزيرة تطهر الأرض من السرقات وتكشف السارقين! وما هي إلا لحظات وقبل أن تنتهي الحصة إذ بالأمطار الغزيرة تتساقط مصحوبة بالبرق والرعد المخيفة. وقف الطالب هارون الذي يجلس خلف قاسم مستأذناً المدرس في الكلام قائلاً: أنا الذي سرق كراسة قاسم ومقلمته اللتين في الأصل ليستا له بل من مسروقاته اليومية حيث عجزت من توجيه النصيحة له وقدمهما للمدرس الذي شكره على حسن تصرفه وأمر قاسم بالوقوف الذي عجزت ساقاه من أن تحمله واكتفى «بنعم»!
مهدي خليل
مخيفة هي تلك الإحصاءات التي أوردتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالسكو) عن القراءة في الوطن العربي إذ لم يتجاوز المعدل الست 6 دقائق للفرد في غضون سنة كاملة، هذه الإحصائية صدرت في العام 2008 وأجزم أن الأمر زاد سوءاً في هذه السنوات الأربع!
يظهر جلياً أن أبرز الأسباب هو عدم تشجيع الأهل لأبنائهم على القراءة منذ الصغر، فلو أن الآباء والأمهات خصصوا ساعة كل يوم للقراءة فسيعتاد أبناؤهم عليها وكما هو المثل المعروف «من شبَّ على شي شاب عليه»، ونستطيع القول إن التكنولوجيا الحديثة التي غزت كل ما يحيط بنا فسلبت العقول قد زادت الطين بِلّة، فلم تجد الكتب لها مكاناً بين أيدي الأفراد. فالتلفزيون والهواتف الذكية لم تجعل لأيٍ منا متسعاً للوقت لتصفح كتاب أو حتى قراءته على شبكة الإنترنت.
ولا ننسى الفكرة السائدة عن القراءة، فللأسف يعتبر البعض أن الكتب هي للدراسة فقط ولا يخطر بباله أن يتصفح كتاباً ليوسع ثقافته أو يغذي فكره أو يرتقي بنفسه أو حتى قراءة لمجرد التسلية، كقراءة القصص أو الروايات.
يكمن الحل لهذه المشكلة كما أسلفت في دور الأهل بالدرجة الأولى، وأيضاً يمكن للمدارس المساهمة الفاعلة، فكما هو معروف أن المدارس توفِّر حصصاً للأنشطة، فما أجمل أن تكون هذه الحصص تحت عنوان «القراءة الحرة» بحيث يستطيع الطالب قراءة ما يشاء من كتب، وطبعاً من دون إجبارٍ أو اختبار.
إذا تم غرس حب القراءة في النفس فسيتبقى على الفرد تنظيم وقته ليتمكن من مواكبة التكنولوجيا وعلاقاته الاجتماعية ويضيف لجدوله اليومي القراءة، وما أجدر بنا كأمة اقرأ أن نقرأ!
فاطمة أحمد خلف
طالبة إعلام/ جامعة البحرين
تتزايد في الآونة الأخيرة الاحتجاجات المناهضة للفيلم الأميركي المسيء للإسلام، فيما تتفاعل القضية مع العالم وبأوجه مختلفة والحديث عن الإساءة للإسلام بشكل أدبي ليس جديداً بل لايزال هناك من يقتات ويصنع شهرته بهذه الإساءات ولكن يبقى القول هل أن في تلك الإساءات انتقاصاً من قدر الإسلام الحقيقي في الواقع وفي النفوس؟ إن إجابة هذا السؤال متروكة للتأريخ والتأريخ يشهد فمن عقر دار أميركا وأوروبا يظهر كم أديب وكم فيلسوف يمتدح الإسلام ويمتدح شخص النبي (ص) فهذا المفكر الفرنسي لامارتين يقول: «محمد هو النبي الفيلسوف المشرع المحارب قاهر الأهواء، وبالنظر إلى مقاييس العظمة البشرية أود أن أتساءل... هل هناك من هو أعظم من النبي محمد؟!».
وها هو المستشرق الأميركي المستر سنكس يقول: «ظهر محمد بعد المسيح بخمسمئة وسبعين سنة وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، بإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة. إلى أن قال: «إن الفكرة الدينية الإسلامية، أحدثت رقياً كبيراً جداً في العالم، وخلصت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسره الهياكل بين يدي الكهان. ولقد توصل محمد – بمحوه كل صورة في المعابد وإبطاله كل تمثيل لذات الخالق المطلق – إلى تخليص الفكر الإنساني من عقيدة التجسيد الغليظة». وهذا هو الأديب الإنجليزي برنارد شو يقول: «إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد هذا النبي الذي لو تولى أمر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلامة والسعادة التي يرنو العالم لها».
وها هو الكاتب الإنجليزي توماس كارليل يقول: «إني لأحب محمداً لبراءة طبعة من الرياء والتصنع، إنه يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم ليرشدهم إلى ما يجب عليهم في هذه الحياة الدنيا والآخرة». وها هو الأديب البريطاني جورج ويلز يقول: «محمد أعظم من قاد للعدل والتسامح». وأخيراً وليس آخراً نقتبس بعض شذرات مما قاله الفيزيائي الأميركي اليهودي مايكل هارت في كتابه «الخالدون المئة»، يقول: «إن اختياري لمحمد ليتصدر قائمة «أشد الناس تأثيراً في التاريخ» قد يفاجئ بعض القراء، وقد يشكك فيه البعض الآخر، لكن محمداً هو الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً ساحقاً في الوجهين الديني والدينوي». وليس هذا إلا غيض من فيض من أقوال الغربيين المنصفة في حق الإسلام والنبي محمد (ص). كل هذا يدل على أن الإسلام قد تمكن من قلوب الكثير من عمالقة الفكر والأدب في العالم الغربي وما الإساءات التي تظهر بين الفينة والأخرى إلى محاولات لإطفاء النور الإلهي العظيم بالأفواه ولكن يبقى هذا النور ساطعاً ويبقى الإسلام شامخاً.
ياسين يوسف رضي
وضع المشرع البحريني قانون المرور رقم (9) لعام 1979 واللائحة التنفيذية والقرارات المنفذة لتنظيم قواعد المرور وآدابه، حفاظاً على أرواح مستخدمي الطريق وأرواح أسرهم وأيضاً حفاظاً على الآخرين - من مستخدمي الطريق - وممتلكاتهم، ويبقى على مستخدمي الطريق التقيد بهذه الأحكام تجنباً للمسئولية الجنائية التي ينظمها قانون المرور في حالة مخالفة قواعده، وسنشير إلى بعض هذه الأحكام لما لها من أهمية بالغة:
فقد نصت المادة (2) على أن «يجب على قائد المركبة وعلى الراكب وعلى المشاة أن يبذلوا في استعمالهم للطريق العام أقصى عناية وأن يلتزموا الحذر والاحتياط الواجبين وأن يتجنبوا الإضرار بالممتلكات أو بالغير أو تعريضه للخطر أو إعاقته أو مضايقته بأكثر مما تستوجبه الظروف التي لا تسمح بتجنبه»، أما المادة (3) فقد نصت بأنه «يحظر ترك أو إلقاء ما من شأنه أن يعوق حركة المرور على الطريق العام أو يسبب خطراً لمستعملها كالأتربة والحجارة ومواد البناء وغيرها، كما يجب الامتناع عن القيام بما يؤدي إلى قذارة الطريق، ولا يجوز شغل الطريق العام أو أي جزء منه من أجزائه أو أرصفته بأي وجه من الوجوه بما يعوق استعماله أو سير المشاة، فإذا اقتضت الضرورة ذلك لفترة مؤقتة وجب الحصول على ترخيص بذلك من الجهة المختصة وفي هذه الحالة يجب على إدارة المرور اتخاذ الإجراءات اللازمة لتلافي إعاقة حركة المرور، وإذا خولفت شروط الترخيص أو شغل الطريق العام بغير ترخيص وجب على المسئول عن ذلك إزالة المخالفة فوراً وتتولى إدارة المرور ذلك في حالة امتناعه طبقاً لأحكام القانون».
كما نصت المادة (4) على أنه «لا يجوز ترك المركبات أو الحيوانات في الطريق العام بحالة ينجم عنها تعريض حياة الغير أو أمواله للخطر أو تعطيل حركة المرور أو إعاقتها وعلى المسئول عن ذلك إزالة المخالفة فوراً وتطبق المادة السابقة في حالة امتناعه»، فيما نصت المادة (5) أنه «على قائد المركبة قبل استعمالها الكشف عليها وعلى جميع أجهزتها والتأكد من سلامتها وصلاحيتها للسير دون خطر عليها أو على الغير وهو مسئول عن استيفاء المركبة لما يتطلبه القانون والقرارات من شروط وعن توافر الشروط في الركاب وفي الحمولة»، كما تنص المادة (6) أنه «يجب أن تكون جميع الأنوار اللازم وجودها في المركبة موجودة بها فعلاً وأن تكون صالحة الاستعمال، كما يجب ألا يوجد ما يعوق الرؤية على أية صورة».
وتطرقت المادة (7) إلى أنه «إذا طرأت أثناء سير المركبة عيوب بها من شأنها أن تؤثر على أمن المرور وحركته فعلى قائدها أن يسحبها من المرور من أقصر طريق وفي أسرع وقت»، فيما أوضحت المادة (8) أن «على مستعملي الطريق إفساحه لمرور المواكب الرسمية وما في حكمها بمجرد الإعلان عن اقترابها بواسطة المنبهات الصوتية أو الضوئية حتى ولو استدعى الأمر التوقف، وحينئذ يحب التزام أقصى يمين الطريق».
وتطرقت المادة (9) إلى أنه «على مستعملي الطريق إفساحه لمرور مركبات الطوارئ (كالإطفاء والإسعاف والأمن العام) أثناء تحركها متجهة للقيام بخدمة طارئة عاجلة، ولهذه المركبات أن تستعمل أجهزة تنبيه صوتية ذات أنغام خاصة بها وكذلك أجهزة ضوئية ذات لون أحمر أو أزرق يشع لمسافة لا تقل عن 150 متراً، ولقائدي هذه المركبات أثناء اتجاهها لمكان القيام بالخدمة عدم التقيد عند الضرورة بقواعد المرور وإشاراته وعلاماته، بشرط بذل أقصى العناية والحرص اللازمين وعدم تعريض حياة الأشخاص أو الأموال للخطر، على أن تستعمل أجهزة التنبيه المشار إليها، ولا تسري هذه الأحكام الاستثنائية أثناء عودة هذه المركبات بعد أداء مهمتها».
وزارة الداخلية
أمي، أنتِ وردةٌ تشقُ عبيرهَا الجميلُ بين أوداج الليل...
أنتِ لونٌ مخمليٌ يبحرُ في متاهات العين...
أنتِ سلطانَ القمر في سماءٍ زرقَاء محمرَةُ اللون...
أنتِ بريقٌ ساطِعٌ لدمعةٍ تختَالُ بـ رقصهَا على كُلُ خدٍ...
أنتِ غيمَاتُ الصبحِ وكُلُ قطرةِ مطرٍ رسمت سقوطِهَا على أرضٍ...
أنتِ شمسٌ مشرقَة في يوم تجوبُ مشيتها لحفلٍ مِن الناس...
أنتِ صبَاحٌ ومساء...
أنتِ ربيعٌ وشتِاء...
أنتِ صيفٌ وخريف...
أنتِ كل شريَان لا يستطِيعُ قلبِي أن يعيشُ بدونِه...
أنتِ حبيبتِي،
أنتِ بسمتِي شِفَاهِي!
وكل الحُروفِ لا تُوصُفُكِ، أنتِ!
إسراء سِيف
العدد 3689 - الجمعة 12 أكتوبر 2012م الموافق 26 ذي القعدة 1433هـ
أبيات رثاء
اعجبت بهذه الأبيات القصار التي اختزلتها الكاتبة والشاعرة إسراء. في والدتها كما يبدوا لي انني أفرأ كثيراً وعن أبيات شعرها ومرثياتها في آل البيت .. مهدي خليل