العدد 3722 - الأربعاء 14 نوفمبر 2012م الموافق 29 ذي الحجة 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

سرب البالون الأخضر

جلست قرب والدتها في المطار... بين يديها بالون أخضر مربوط بشريطة حمراء يمتد حتى سقف المطار... عامت «فضة» في قوقعتها الرمادية.

صدى صوتها يرج بقوة في رأسها رددت الأغنية نفسها مراراً وتكراراً... أغمضت عينيها ثم هزت بالونها بقوة... ودندنت بصوت مرتفع جداً، قالت وهي تعوم داخل هالتها الرمادية:

طيري يا بالونتي الخضراء... حلقي... حلقي... في السماء... خذيني بعيداً حيث هناك القزم والأميرة السمراء.

لطمتها والدتها بقوة فوق رأسها وطلبت منها بصوت منخفض أن تكف عن الغناء... زمت شفتيها واحمرت عيناها... ثم أغمضت عينيها بقوة وعامت في هالتها الرمادية مرة أخرى... هزت بالونها، وقالت مرة أخرى:

طيري يا بالونتي الخضراء حلقي... حلقي... في السماء... خذيني بعيداً حيث هناك القزم والأميرة السمراء.

سحبت والدتها ضفيرتها القصيرة بقوة ثم قالت لها هامسة: ألم أقل لك أن تكفي عن ترديد هذه الأغنية السخيفة... مرة أخرى.

رفعت صوتها «فضة» بالصراخ وراحت تضرب كرسي المطار برجليها القصيرتين مخلفة صوتاًَ يدوي السمع... اشتدت أنظار الناس حولهما وهمم البعض متضايقاً من تصرفات الصغيرة «فضة»...

تكدرت والدتها من تصرفها... شعرت بخفقان قلبها واحمر وجهها خجلاً، دفعت رأسها للأرض حتى هدأت «فضة»...

قربت فمها وتكلمت في أذني الصغيرة بغضب عارم:

إذا لم تكفِ عن هذا الأسلوب الأحمق سآخذك بعيداً من هنا وأقوم بضربك بقوة.

أغمضت فضة عينيها بقوة وهزت البالون... ثم تمتمت بهدوء... طيري يا بالونتي الخضراء حلقي... حلقي... في السماء خذيني بعيداً حيث هناك القزم والأميرة السمراء.

طارت البالون الخضراء من يدي «فضة» محلقة بعيداً في المطار... نهضت فضة تطارد بالونها الأخضر... اندست بين جموع من الناس البالغين... رفعت عينيها تراقب البالون يطير بعيداً محلقاً في سقف المطار.

يد مدت لها من بين الجمع سحبتها بقوة... فتحت عينيها فضة فشاهدت أسراباً من البالون الأخضر تحلق في سماء زرقاء صافية... ابتسمت فضة وهزت رأسها الصغير... تراقصت ضفائرها فوق عينيها بخفة... ركضت «فضة» نحو سراب البالون تدفعها بيديها الصغيرتين... تعالت ضحكاتها في السماء الزرقاء... وكل ما تعالت ضحكاتها كل ما زادت أسراب البالون من السماء الزرقاء.

ثم ظهر من بين أسراب البالون الكثيف قزم أخضر يطير فوق مزلجة طائرة... حلق بسرعة فوق رأس فضة، فتعالت ضحكاتها وهي تمد يديها نحو مزلجة القزم الطائرة... رفعت يديها تقفز نحوه فخطف القزم يدها وراحت تحلق فضة فوق أسراب البالون الأخضر مبتعدة، شاهدت السرب يتحول إلى نقاط صغيرة خضراء ويختفي شيئاً فشيء في الأرض.

تعالت ضحكاتها مجدداً فسقطت فضة بخفة على بساط أبيض على الأرض... رفعها البساط بقوة من على الأرض وأعادها إلى السماء الزرقاء مراراً وتكراراً.

رفعت يديها تحلق في السماء الزرقاء... فشاهدت الأميرة السمراء تقف فوق جبل مزروع بالعشب والورود تلوح لها بيدها من بعيد... تعالت ضحكاتها بقوة بينما مازال البساط يرفعها بقوة نحو السماء الزرقاء.

تكدر وجه الأميرة السمراء... وأغمض القزم الأخضر عينيها... سمعت فضة أصوات البالونات تتفاقع بقوة في السماء... أحست بجسدها الصغير يهوي بقوة من السماء نظرت إلى الأرض وقد اختفى البساط الأبيض من فوقها.

فتحت فضة فمها بقوة وانطلقت منه صرخة عالية ثم شعرت بشيء يمسك ضفيرتها الصغيرة بقوة.

فتحت عينيها فرأت أنظار الناس معلقة حولها وهمم البعض متضايق...

تكدرت والدتها من تصرفها... شعرت بخفقان قلبها وتحمر وجهها خجلاً دفعت رأسها للأرض حتى هدأت «فضة»... قربت فمها وتكلمت في أذني الصغيرة بغضب عارم:

إذا لم تكفِ عن هذا الأسلوب الأحمق سآخذك بعيداً من هنا وأقوم بضربك بقوة.

ضحكت فضة بقوة ثم عانقت والدتها وقالت لها: لقد شاهدت الأميرة والقزم... لونه أخضر وهناك الكثير من البالونات لقد طرت في السماء ووضعت والدتها يدها فوق فمها وقالت لها غاضبه: إذا لم تكفِ سآخذ هذا البالون وأقوم بتفجيره.

ضحكت فضة ثم رمت برأسها الصغير على كتف والدتها... أطلقت البالون الأخضر من يديها فراح محلقاً في سماء المطار، ثم قالت بصوت خافت: طيري يا بالونتي الخضراء حلقي... حلقي... في السماء... خذيني بعيداً، حيث هناك القزم والأميرة.

حواء الأزداني


حكاية في الذاكرة!

كنا في القطار من القاهرة إلى محافظة أسيوط للمشاركة في أحد الملتقيات هناك، بالمصادفة كان في العربة نفسها أحد المستشارين من رجال القضاء، دار بيننا حديث طويل عن أحوال مصر بعد الثورة، وعن محاكمات رجال النظام السابق، ورأيه بصفته رجل قانون فيما يحدث، تطرقنا في حديثنا إلى أمور كثيرة... شاركنا الحديث محامٍ كان يجلس بالقرب منا، وعندما كان الحديث يدور حول موضوع توريث الحكم من مبارك الأب إلى ابنه جمال.

تطرقت بشكل غير مباشر إلى قضية توريث المناصب عموماً في مصر والذي لم تسلم منه أية مؤسسة أو جهة على أرض الكنانة، أشهد للرجل (أي المستشار) بذكائه فقد تلمس قصدي سريعاً... وقال إن أول من ابتكروا فكرة توريث المناصب هم أساتذة الجامعات، عندما جعلوا أبناءهم ـ سواء بوجه حق أو من دون ـ من أوائل الخريجين وبالتالي يجوز لهم التعيين، وغالباً في القسم نفسه في الكلية نفسها بالجامعة ذاتها التي يعمل فيها الآباء!، وهذا ما خلق لاحقاً ما يعرف بمصطلح «تعيين أبناء العاملين» في قطاعات كثيرة ومتعددة في الدولة.

قاطعته قائلاً: لكن هناك بعض الجهات قد لا يؤثر كثيراً فيها تعيين أبناء العاملين أو غيرهم، صحيح أنا ضد هذا لأنه يقضى على تكافؤ الفرص ويقتل المتفوقين نفسياً ومجتمعياً، ويحول المجتمع إلى مجتمع ملكي يتوارث الأبناء ما يتركه الآباء من مناصب حتى ولو كانوا بلا خبرة أو علم أو قدرة، لكن هناك جهات بعينها في الدولة يكون التوريث فيها أمراً خطيراً جداً وقد يؤذي بالوطن بأكمله... القضاء مثلاً!، لا أذكر تحديداً ماذا كان رده... لأنه قد مرت فترة طويلة على هذا الحديث، لكن ما أذكره فعلا... إنني قابلت صديقاً لاحقاً أكد لي أن ابن هذا الرجل يدرس معه في كلية الحقوق نفسها بإحدى الجامعات وأنه يتم إعداده لإلحاقه بسلك النيابة!

تذكرت هذا الموقف عندما رأيت نعياً تتناقله صفحات الفيسبوك، وقامت بعض الصحف بإعادة التعليق عليه، حيث ينعى النائب العام المصري بصحيفة «الأهرام» مستشاراً بهيئة قضايا الدولة يكشف أن له 5 أبناء بينهم 4 مستشارين والخامس وكيل نيابة، في الواقع لا يمكنني أن أقول شيئاً لأني لا أفقه القانون جيداً، فقد يكون من بين مواده ما يجرم الحديث في موضوع كهذا ويجعلك تحت طائلته بحجة إهانة القضاة، لكني فقد أود أن أعبر عن افتقادي لتصريحات المستشار أحمد الزند... في مثل هذه الأوقات، ولا داعي أن أقول إنني أضم صوتي لمن يطالبون بضرورة إصدار قانون جديد للسلطة القضائية... لا أعرف فربما هذا لن يحدث إلا بعد التطهير!، أحياناً أتساءل عمّن كان يشرف على الانتخابات البرلمانية في عهد النظام السابق وكذلك أول انتخابات رئاسية متعددة والتي فاز فيها مبارك مكتسحا؟، لكن أتذكر فجأة مقولة: «لا تعليق على أحكام القضاء»... فأتوقف عن التساؤل!

أحمد مصطفى الغر


حلاوة الاعتذار

عندما يخطئ البعض فإنه يرى في الاعتذار ذلاًّ وتنزلا ً للطرف الآخر، ولا يعلم بأنّ في الاعتذار سموًّا ورفعة ً في النفس؛ لأنّ هذهِ المبادرة بالاعتذار ناتجة عن الصفاء القلبي والطهارة الروحية، حيثُ يرى بنفسه الخطأ فيسارع للاعتذار من دون تردد، و البعض منا يخجل من المبادرة بذلك إما لوجود توتر باطني أو ضعف في الشخصية أو لعناده ووجود الخُبث والتكبّر بنفسه وربما بسبب اليأس مِن قبول اعتذار الطرف الآخر!

الإحساس بعدم القيمة!

الكثير منّا يحس بعدم وجود قيمة ومعنى لوجوده في الحياة! ويحس أنّه كقطرة مِن بحر لا هدفَ له ولا منفعةَ منه، وهذا الإحساس يولّد ضعف الشخصية ويورث فقد الثقة بالنفس واللاهدفية في الحياة، تُرى لماذا كل هذا الخذلان والإحباط!؟

حاول أن تكونَ شخصاً نافعاً لنفسكَ أولاً ولمجتمعكَ ثانياً، حاول أن تطوّر مِنْ قدراتكَ الشخصية واستخرج طاقاتكَ المكمونة بداخلك, واعلم أيها الإنسان أنّ هذهِ الروح التي أودعها الله فيك هي مملوءة بالطاقات والقوى التي تصل درجتها لأن تتصرف بالكون والوجود بشرط أن تصل لدرجات الكمال الروحي، كَمْ مِنْ الجميل أن تكونَ شخصاً لهُ وزنه وقيمته الشخصية في أوساط المجتمع، والأجمل أن تخدمهم وتساعدهم كلمّا استطعت، حينها ستشعر بقيمة نفسك وأهمية وجودك في هذا الكونْ.

المِزاجية في التعامل مع الآخرين

أيضاً توجد فئة مِن الناس تتعامل بمزاجية سيئة ومعاملة قذِرة مع الآخرين, وعندما تسألهم عن سبب هذا التعامل؛ يجيبونكَ إما لوجود مشاكل شخصية لديهم أو لقلة نومهم، وربما لوجود خبائث وبواطن سيئة بنفوسهم ما يجعلهم يتعاملون بهذهِ الكيفية مع الناس.

أقول هُنا هَل مِن العقلِ والإنصاف أن نجرح ونؤذي الآخرين بسبب ظروفنا الشخصية...؟! ولماذا أساساً نخرج ونحتك بالآخرين عندما نكون بهذهِ الحالة؟! ونصُب كل قهرِنا ووجعِنا عليهم...؟! وما ذنب هؤلاء؟! هذهِ الحالات لا تخرُج إلا مِن إنسان مُتعب ومعقّد نفسيّاً. ..!

المِزاح الأحمق!

هناكَ من يمزح مع الآخرين ويستهزئ بهم لأجل أن يُضِحكَ الآخرين ويكون أضحوكة الجميع معتقداً نفسهُ أنّه المسيطر على الجو الفكاهي وأنّه يحسنُ صنعا فيما يفعل ويقول، ويظن أنّهُ المحبوب والفاكهة التي يحبها الكُل! ويكون الضحية هؤلاء الأشخاص المعرّضون للسخرية مما يجرحهم ويؤذي مشاعرهم، ولو علِمَ الأثر السيئ الذي يخلّفهُ في نفسه وفي الآخرين لضجّ مِن نفسه!

لأنّه أولا ً ظلمَ مَنْ لا ناصرَ لهُ إلا الله، وثانيا زرعَ في نفسه شخصية المهرّج الأولى؛ ما يجعل الآخرين يستغلونه في إضحاكهم وقضاء وقتهم الممتع، وعلى كلِّ حال فإنّه لا يألف مجالس البطالين هذهِ إلا مَنْ كانَ على هذهِ الشاكِلة والهيئة السيئة مِن الخُلُقْ!

محمد عبدالله رضي


محرم

محرم ما هو دمعة عين مسكوبه

ولا هو حزن يتسرمد في أبياته

محرم مو قلب مفجوع بذنوبه

ولا تكفيره الخاطي بزلاته

ولا هو اشتداد الهمة معصوبة

وترفع في ليالي الحزن هاماته

ولا دمعة سْكينة تطلب التوبة

عشان الماي عمها ينهي جولاته

ولا مهر اللي راجع ضاعت دروبه

بدون حسين يرجع بانحناءاته

محرم ما هو عبدالله ولا ثوبه

بدمه اليوم تتقمط جراحاته

ولا زينب بعد هالعز مسلوبه

وشايل هالظعن مرمي بعذاباته

بعد عزي يا خويه ما هي محسوبة

أظل أسأل اخوي حسين وش فاته؟

ولا صرعة رقية وتنتظر صوبه

ويبقى الراس يفجعها بمأساته

ولا جثة على الرمضات متروبة

ثلاث أيام وحزن الكون برفاته

محرم مو فجايع فينا مصيوبة

تبچي العالم وتندبها حسراته

محرم في قلبنا نبضة مسلوبة

نجددها في كل عام ابمواساته

محرم دنيا في داخلنا مصلوبة

وفيها الكون ساجد بانكساراته

على كف الكواكب تطلب التوبة

ودمع الدنيا تنزل من محيطاته

في ليلة نحيا عاشر فيها مكتوبة

سواد الكون يعلن عن عزاءاته

ويلطم هالنجم بالحسرة مكروبة

إذا شافت فضا العالم سواداته

يحاورها الفضا يا نجمة مثيوبة

تعالي اشهدي عاشر وفجعاته

بنت المرخي

العدد 3722 - الأربعاء 14 نوفمبر 2012م الموافق 29 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:09 ص

      حلاوة الاعتذار

      سلمت يداك اخي محمد عبدالله رضي, نعم الكثير من الناس وللإسف لديهم اعتقادات باطلة ولكن يفتخرون بها ويصرون عليها وعلى سبيل المثال الذي ذكرته عن الاعتذار والاحساس بالذل والهوان .. اتمنى ان يكون موضوعك مؤثر على هؤلاء الناس .. والى الامام اخي

اقرأ ايضاً