العدد 3755 - الإثنين 17 ديسمبر 2012م الموافق 03 صفر 1434هـ

أبو عمر الشافعي: آرائي تمثلني وحدي... والشارع السني «تائه» و«المعارضة» بحاجة إلى «الشجاعة»

مواطن بحريني بسيط وعادي... متفانٍ ومُحب لوطني... البحرين... حبٌّ غير مشروط لكُل مـن يعيش على أرضه... بهذه الكلمات يصف نفسه الناشط على شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) أبوعمر الشافعي، الذي برز مؤخراً بأطروحات جريئة وبنقد لاذع للسلطة والمعارضة في آن واحد، معبراً عما يجول في خاطره من رأي وأفكار حيال الأوضاع التي تمر بها البلاد.

لأبي عمر الشافعي تحليلات خاصة، ونظرة مختلفة لما يحدث في البحرين، فهو يرى أن بنود ميثاق العمل الوطني هي الخلاص، فلو «نفذت كما هي لما احتجنا إلى أي وثائق أو توافقات».

أبو عمر الشافعي لم يذهب إلى «دوار اللؤلوة»، ولم يشارك في تجمعات الفاتح، مؤكداً أن «المعارضة» في فترة من الفترات «كانت تطالب بالمستحيل» وهي بحاجة إلى الشجاعة لمواجهة جماهيرها، وأن خط «تجمع الفاتح» تحول إلى خطوط، وأن الشارع السني أصبح «مشتتاً وتائهاً»

وإليكم نص الحوار الذي دار بيننا وبين أبو عمر الشافعي عبر البريد الإلكتروني:

من هو أبوعمر الشافعي؟

- أبوعمر الشافعي مواطن بحريني محب لوطنه البحرين.

هل هذا الاسم مستعار؟، ولماذا؟

- الاسم نصفه مستعار، كنيتي «أبو عمر» صحيحة كون اسم ابني عمر، أما الشافعي ربما اخترته لدلالته ولمحبتي لشخصية الإمام الشافعي، واخترته كذلك كدلالة للتأكيد على معتقدي، فتحتُ حسابي في «تويتر» إبان مرحلة السلامة الوطنية، واخترت أن أكون مجهولاً، لأني شعرت أن آرائي لا تروق للمجتمع الذي أنتمي إليه والذي وصل فية الاستقطاب الطائفي لأقصى درجاته.

لماذا يفضل أبوعمر الشافعي أن يكون شخصية مبهمة؟ هل للخوف من السلطة، أم من المجتمع؟

- كانت معظم الحوارات تأخذ منحى متشنجاً وكنت أجد نفسي غير قادر على التعبير بحرية عن كل ما في نفسي؛ بسبب الوضع المجتمعي الخانق، وخاصة أن السلوك الجمعي للجمهور الذي أنتمي إليه يتجه بكل قوة إلى تخوين كل من يتجرأ وينتقد بعض السلوكات القائمة... أنا لا أخفي نفسي عن السلطة مطلقاً لأن كتاباتي كلها تقع ضمن نطاق حرية التعبير المسموح بها قانوناً، فأنا لا أشهِّر بأحد، وألتزم النقد السياسي الحاد الهادف وليس التشهير.

تريد أن تقول إنك لست خائفاً من السلطة، بل جلُّ خوفك من المجتمع؟

- نعم، لا خلاف بيني وبين السلطة، والحملة الأخيرة على بعض المغردين المتجاوزين؛ أثبتت أن الأجهزة الأمنية قادرة على الوصول إلى أي مغرد يكتب باسم مستعار بكل سهولة؛ لذلك لا أخشى الدولة؛ فأنا كما أسلفت أكتب رأيي بكل موضوعية.

هل أبو عمر الشافعي الحقيقي شخصية معروفة في المجتمع؟ أم أنه أوجد لنفسه شخصيته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالخصوص «تويتر»؟.

- أنا شخص عادي ومواطن عادي... يحمل لبلده حبّاً شديداً... فجّرته أحداث فبراير/ شباط.

كيف جرَّتك الأحداث، وفي أي اتجاه.

- الأحداث كانت متسارعة، ولشدة سرعتها واندفاعها جرّت الجميع سواء المهتم بالشأن العام أو غير المهتم أيضاً، ولعل المسيرة التي كانت متجهة إلى الديوان الملكي في الرفاع مروراً بدوار الساعة أصابتني بصدمة كبيرة، لأن الانقسام المجتمعي أصبح شديد الوضوح، والتطرف أصبح سيد الموقف؛ كوني عايشت الموقف عن كثب.

ما هي المشكلة في مسيرة الديوان؟ وما علاقتها بالانقسام المجتمعي؟

- ربما تكون هذه المسيرة هي التي جعلتني أدرك مقدار الانقسام الحاصل أو الاتجاه الذي كانت تدفع اليه البلاد... كان الانقسام شديداً والتطرف يبدو واضحاً على الجميع، وكان أكثر ما يخيفني هو التصادم بين فئات الشعب بشكل مباشر بغياب أو تغييب حضور الدولة... حيث لأول مرة كان الاندفاع يحمل توصيفاً طائفيّاً بامتياز من الجانبين القادم والمتحفز.

لماذا تضع صورة ولي العهد؟

- ربما دلالة على التفاؤل.

هناك مجموعة أيضاً تضع صورة ولي العهد، فهل هو ناتج عن تنسيق، وتشكيل متفق؟

- لا ليس تنسيقاً ولا تشكيلاً متفقاً عليه، والحقيقة يبدو لي أني أول من وضع صورة ولي العهد، أما الآخرون فلا أعرفهم بشكل شخصي لكني أتابع ما يكتبون.

ما هي الدلائل والرمزية في صورة ولي العهد التي تعتقد أنها جمعتكم، وما حجم التفاؤل؟

- بالنسبة لي كما أسلفت ربما التفاؤل به كقيادي شاب لديه رؤية محددة يتوق إلى تحقيقها في وقت محدد أيضاً، لكن للأسف مجريات الأحداث لم تكن مواتية لتحقيق هذه الرؤية، وبالمناسبة؛ فإن إحدى دول الجوار الشقيقة اقتبست هذه الرؤية وبدأت بالفعل في تحويلها إلى مشاريع.

ما هي الرؤية التي تعنيها، هل من توضيح أكثر؟

- الرؤية الاقتصادية للبحرين 2030، وأصبح لدينا بعد ذلك الدوحة 2030 وأبوظبي 2030.

كيف يرى أبو عمر الشافعي الوضع السياسي في البحرين؟

- الوضع السياسي متأزم جدّاً.

في أي منحى يتجه؟

- المؤشرات تقول إن هناك تصعيداً وتأزيماً، ومع ذلك أميل إلى التفاؤل... لا يظهر النور إلا بعد ظلام شديد.

ما هو الحل من وجهة نظرك، في ظل التحليلات المتتالية عن الوضع، وهل تعتقد أن البحرين ستصل إلى شاطئ الأمان قريباً؟

- نحن بين طرف يشد إلى أقصى اليمين وطرف يشد إلى أقصى اليسار، فالمعارضة طرحت مطالبها في وثيقة المنامة، وهي ملزمة لمن أصدرها فقط، ولا يحق له فرضها على الجميع، والسلطة ترى أن حوار التوافق الوطني أنتج حلاًّ، وهو أيضاً يثير بعض التساؤلات كون التوافق المعني معدوماً لغياب أحد طرفي الأزمة، وأكاد أجزم بأن طرفي الأزمة (الدولة وجمعيات المعارضة) لم يكن لهم وجود في هذا الحوار!، لذلك فنحن نسبح في فراغ بين السقفين، وفي رأيي أنه لو تم تفعيل بنود الميثاق كما هي لما احتجنا إلى أي توافق أو وثائق، وخاصة أن الميثاق حاز غالبية شعبية منقطعة النظير، وبنوده كانت واضحة إلا أنها للأسف لم تفعِّل بالشكل الصحيح والمرجو.

ما هي البنود التي تعتقد أنها لو طبقت لما احتجنا إلى أية وثيقة جديدة؟

- انطلاقة الميثاق أذكرها جيداً، وأذكر كيف كانت الأجواء مشجعة للإصلاح بشكل كبير، وكان ما صوتنا عليه مختلفاً، عما رأيناه بعد ذلك ولأكون أكثر إنصافاً كانت عجلة الإصلاح بطيئة وأحياناً متعثرة.

الميثاق تكلم عن مسلمات كثيرة غاية في الرقي، كفالة الحريات الشخصية، والمساواة، وعدم التمييز، ومبدأ فصل السلطات، وحسن ادارة املاك الدولة واستثمارها... أعتقد ليس الخطأ في الميثاق بل في تطبيقه؛ فعلى سبيل المثال تقارير الرقابة المالية أثبتت أن الادارة والاستثمار في أملاك الدولة وثرواتها في كثير من المواطن تحوي خللاً ما بشهادة تقارير رسمية... الميثاق تكلم عن الحريات السياسية وعن حقوق الانسان وعن كرامة المواطن، وللأسف حصلت انتهاكات عجز عن البت فيها نظامنا القضائي، ولجأنا الى لجنة دولية ولو كان القضاء متوافقاً على نزاهته من جميع الأطراف لما احتجنا للجنة دولية لتقصي الحقائق.

هل تعتقد أن الميثاق، هو الخلاص مثلاً، في ظل اعتقاد كثيرين أن الميثاق حقبة انتهت؟

- هههههه، البعض بدأ يطالب بدستور 1973 عزيزي وهو في فترة زمنية أبعد بكثير... أنا أتكلم عن روح الميثاق وما ذكر فيه من خطوط عامة.

كيف كان أبو عمر الشافعي قبل 14 فبراير/ شباط 2011، وكيف كان بعده؟

- في السابق كنت متابعاً للأحداث السياسية العامة لكن ليس باهتمام شديد فكان اهتمامي الاكبر بأعمالي وأموري العائلية، أما بعد فبراير فقد حدثت هزة عميقة في وجداني ووجدان أهل البحرين جميعاً، جعلت الكثيرين يهتمون بالشأن العام ولو لمجرد التعبير عن آرائهم، وأنا أحدهم.

هل ذهبت إلى الدوار من قبل؟ ولماذا؟

- لم أذهب... كانت تنتابني هواجس في وجهة الحراك منذ البداية، ولم أعطِ الموضوع أهمية كبرى، إلا أن الأحداث أخذت في التسارع بعد ذلك، وخاصة بعد وقوع ضحايا، لكني ذهبت إلى مسيرة 9 مارس/ آذار والمسيرة المناوئة للاتحاد والتي أقامتها جمعيات المعارضة، وكان ذهابي لكي أكون قريباً من الحدث ولغرض التوثيق كذلك لكتابة مقال عن هذه المسيرات.

هل تعتقد أن حالتك فريدة، أم أن هناك كثيرين عاشوا الهزة ذاتها، وخصوصاً من مكونك؟

- هناك فئة ليست بالقليلة لكنها تؤثر الصمت وبالخصوص بعد انتهاء مرحلة السلامة الوطنية.

ما هي أهم محطة أدت إلى خلق تغيير جوهري في فكر أبوعمر الشافعي؟ ولماذا؟

- بعد السلامة الوطنية وبعد الانشطار المجتمعي المحزن، والأمور غير المعقولة التي حدثت آنذاك سواء في النصف الأول من مارس أو في فترة السلامة الوطنية، وحملات الكراهية والكثير من التفاصيل الأخرى... لماذا؟ لأني كنت أرى نفسي غير منسجم مع كل ما يحدث حولي مجتمعيّاً.

من وجهة نظرك، ما هي أسباب انشطار المجتمع؟

- الانشطار المجتمعي يتحمله الجميع... القوى السياسية والسلطة والمجتمع، فالمعارضة كانت تطالب في فترة من الفترات بالمستحيل، والتظاهرات والشعارات كانت تحوي في بعض الاحيان إقصائية واضحة والتعدي على القيادة السياسية بالقول والفعل والألفاظ النابية أحياناً حرك مشاعر كثيرة عند المكون الآخر، وهذا ما استثمرته السلطة بشكل سياسي واضح، كان هذا في مرحلة قبل منتصف مارس ثم بدأت الحلقة الثانية من الانشطار المجتمعي وهي الفجور بالخصومة الذي بدأ ببداية سقوط الضحايا والجرحى والاعتقالات والحملة الإعلامية الشرسة ضد طيف كبير في المجتمع وكانت ممزوجة بقذف وشتم وتحريض ووشاية ومقاطعة متبادلة، كل هذه الأمور أدت إلى انشطار فعلي في المجتمع.

ألا تعتقد أن لديك خلطاً في التفاصيل الزمنية، بخصوص المطالبات والشعارات الاقصائية، فهل كانت موجودة قبل القتل أو بعدها؟ ألا تعتقد أن ذلك يشكل فارقاً كبيراً؟

- كم الأحداث وتلاحقها يصيبنا في أحيان كثيرة بالحيرة، وكل طرف يراها من زاويته؛ فسقوط ضحايا يرفع سقف المطالب عند طرف، وفي الجهة الثانية المعارضة تسعى إلى التصادم مع رجال الأمن وإيقاع ضحايا لرفع سقف مطالبها وتبقى مسألة جدلية.

من ظاهر الاسم؛ فإن أبو عمر الشافعي، شخصية من الطائفة السنية الكريمة؟ هل هذا صحيح؟

- صحيح .. فانتمائي المذهبي لأهل السنة والجماعة.

لكن الكثيرين يشككون في ذلك ويعتقدون أن شخصاً ما يتقمص هذا الدور لإثراء الساحة، والحديث عن وجود شخصيات سنية ثائرة أيضاً؟

- قيل الكثير من الكلام في هذا الشأن وهوجمت مهاجمة شرسة لاعتقاد خاطئ غير موجود إلا في مخيلة من اخترعه وروّج له وتجاوز في كثير من الأحيان أبسط حدود اللياقة، وللأسف أحياناً كان يصدر من شخصيات معروفة وأعرفها أنا شخصياً!، إلا أنني في مقابل هذا كله؛ كنت أقابل هذه التعليقات بالابتسامة؛ لأنهم كانوا ينسبون شخصيتي إلى شخصيات كبيرة في المجتمع، و لا أعرف السبب؛ فأنا لي خطي الخاص المختلف عن كل من تم تشبيهي بهم.

مثل من؟

- عدد غير قليل وربما تركزت الشائعات في تشبيهي بأنني وزير سابق.

هل تقصد وزير العمل السابق مجيد العلوي؟ وما هو وجه الشبه؟

- لا تعليق.

هل صحيح أن الشارع السني يعيش صحوة حقيقية في هذه الفترة، تختلف عن «فزعة الفاتح»؟ وكيف يمكن الاستدلال على ذلك؟

- الشارع السني للأسف مشتت وفي حالة «تيهان» وعدم توازن، بعد أن فقد الثقة بزعمائه السياسيين؛ سواء التقليديين منهم أو الطارئين الذين أفرزتهم الأزمة، وأصبح الشارع يراهم على أنهم متلونون لا تهمهم إلا مصالحهم... أما عن الصحوة؛ فأنا متفائل ربما لأن الصمت والحيرة يؤديان إلى التفكير السليم وربما التغييرات المقبلة ستفرز قيادات شابة قادرة على إعادة كسب ثقة الشارع بعيداً عن القيادات الحالية. شباب الفاتح تغير كثيرا وربما لا نستطيع رؤية هذا التغير ولكن بتغير اللعبة السياسية وفي خلال سنوات سنتفاجأ بشباب أكثر عقلانية وأكثر جرأة في الطرح، وأكثر قبولا للآخر المختلف معهم فكريا وعقديا.

من وجهة نظرك، من يتحكم في الشارع السياسي السني؟ ومن يدير خطابه، والقادر على توجيهه؟

- حاليّاً لا أحد يستطيع التحكم في الشارع السني؛ لأنه فقد الثقة في كل الأطراف السياسية.

هل تصنف نفسك معارضاً؟

- بصراحة أرى تصنيف الأفراد لموالاة ومعارضة تصنيف غير عادل وبه حس طائفي واضح، فأنا ابن البحرين ككل وأكن الاحترام لجميع الأطياف، وأكن احترام وتقديراً خاصاً للعائلة المالكة في البحرين، وإن كان لدي بعض الانتقادات فهي على بعض السلوكيات الحكومية والجهاز التنفيذي في البلد.

بمعنى أدق؛ أنت مع إصلاح النظام، أم إسقاطه؟

- نعم بلا شك أنا مع اصلاح النظام، ولا ارى الدعوات لإسقاط النظام حلاً صحيحاً، ولدي أمل كبير بنظام الحكم وأتوق للاصلاح تحت مظلته.

هل ترى أن المطالبة بإسقاط النظام جريمة، مثلاً؟

- الجمعيات السياسية جميعها بلا استثناء كانت مطالبها تركز على الملكية الدستورية والعمل على الإصلاح تحت هذه المظلة، وبالتالي هي ملتزمة بالعمل وفق الدستور والقوانين في البلد، فوجودها في الأساس مستمد من شرعية هذه القوانين. وإن كانت ترى ذلك؛ فيجب عليها احترام القوانين وعدم المطالبة بإسقاط نظام سياسي هي في النهاية جزء من منظومته... كما يجب التفريق بين من يعبر عن رأيه من جهة ومن سعى الى التغيير باستخدام القوة.

هل تعتقد أن النظام البحريني يمكن إصلاحه؟ كيف؟

- نعم يمكن إصلاحه... فالأنظمة الملكية أكثر قابلية من غيرها للإصلاح والتطوير، وبالنظر إلى الربيع العربي؛ تبدو الملكيات أكثر استقراراً وأكثر انسانية في معاملتها لشعوبها مقارنة بالأنظمة الجمهورية، وهذا واقع مما نراه في المنطقة. كان ميثاق العمل الوطني جرعة إصلاحية كبيرة، لكن للأسف لم نستطع المواصلة بنفس «نَفَس» الميثاق في سنته الأولى، والمتتبع لتلك الفترة يرى أن كل سلطات البلد كانت تعمل في اتجاهات متباينة، فهناك افتراق بين السلطة التشريعية والجهاز التنفيذي، وخصومة وجفاء بين مجلس النواب ومجلس الشورى... وهناك تضارب بين الرؤية والتخطيط الاقتصادي ومن ينفذ هذه الخطط... العمل السياسي والاقتصادي يحتاج إلى ديناميكية وانسيابية بين جميع الأطراف، وهذا ما كان غائباً للأسف.

هل سيأتي اليوم الذي تزيل فيه الستار عن شخصيتك الحقيقية؟

- بلا شك، وقد يكون قريباً جدّاً.

هل هناك مؤشرات معينة؟

- المؤشرات تكون بعودة الهدوء إلى المجتمع وانحسار ظاهرة التخوين والطعن وتشويه السمعة.

كيف ترى المعارضة في البحرين؟ وما هي انتقاداتك لها؟

- المعارضة في البحرين لها إرث تاريخي كبير وتراكمات كثيرة، وعلى رغم وجود عدد من جمعيات المعارضة؛ فإن جمعية الوفاق هي الرئيسة، فهي تمثل طيفاً كبيراً من المجتمع وقد كانت تمثل أكبر كتلة برلمانية، ويكفيها أنها أكبر حزب معارض على مستوى دول الخليج العربية، إلا أنها وفي بعض الأحيان يصدر عنها تصرفات غير مفهومة، ولكن في المجمل؛ أعتقد أن الجمعية أصبحت أكثر قوة بعد الأزمة. الانتقادات الرئيسية لها دعني أصيغها كما يأتي:

الأمور بدأت متشابكة وأخذت تتحرك بإيقاع كمتوالية حسابية، كل مرحلة تؤدي إلى المرحلة التي بعدها، بدأت الأحداث ويبدو ان السلطة حينئذٍ لم تستوعب الحراك، وكانت مرتبكة في معالجته، وهذا الارتباك أعطى المعارضة جرعة من الإحساس بالغلبة! وأدى هذا الاحساس بعد ذلك إلى إرباك اصاب المعارضة أيضاً، فلم نعد نعلم هل الشارع يدير الجمعيات السياسية أم الجمعيات السياسية تقود الشارع؟! فرأينا تطرفاً وتصعيداً وقوائم شروط طويلة، وحدث اغفال تام لتوازن القوة في البلد والتوازنات في الإقليم، فكان التصعيد لمن يراه عن بعد أن المعارضة لا تريد حلاًّ، بل تتعجل قطف الثمرة!... كل هذه الأمور إضافة إلى البعد الطائفي الموجود أصلاً، عندما نرى ما آلت إليه النتائج، وكم الخسائر على الصعد كافة، نرجع للوم المعارضة في هذه الجزئية؛ لأن القائد في بعض الأحيان عليه أن يتحلى بالشجاعة لمواجهة الجماهير.

هل أنت مع من يرى بأن تجمع الوحدة، تجمع موال خلقه النظام لضرب المعارضة؟

- الأمور تقاس بنتائجها، ومن النتائج يتبين أن هذا كان الهدف من بناء التجمع، ولو أن خطابه الأول كان ممتازاً، وكنت متفائلاً به، ولكن الخطاب الثاني كان اعلاناً عن افتراق بين المكونين في المجتمع. أما عن كونه أداة بيد النظام لضرب المعارضة فهذا ما لمح له بشكل واضح التقرير السياسي للتجمع.

هل ذهبت للفاتح؟، وهل تغير خطهم؟

- لم أذهب إلى الفاتح في التجمعات الأول والثاني والثالث، وإنما ذهبت إلى جمعة القصاص التي دعا إليها «صحوة الفاتح» ومن ثم تجمع الاتحاد الذي أقامه تجمع الوحدة الوطنية، وفي الحالتين كان ذهابي لغرض التوثيق وكتابة مقالات تحليلية لما يحصل... بالنسبة إلى خط الفاتح؛ فقد تحول إلى خطوط وكنا نرى تفتته إلى صحوة الفاتح ثم إلى ائتلاف شباب الفاتح وثم خروج كثير من الشخصيات منه.

هل تعتقد أن الحاجة لتجمع الفاتح انتهت، ولذلك عمل على تشتيته، لكي لا يصبح قوة سياسية مؤثرة؟

- التجمع بصورته السابقة انتهى، وتلاشى الى جمعيات سياسية صغيرة تتنافس في ما بينها على تمثيله، وإن كانت جمعية الوحدة الوطنية هي التي ترى نفسها الوريث الشرعي للتجمع.

العدد 3755 - الإثنين 17 ديسمبر 2012م الموافق 03 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 6:13 م

      معرفتي المقربة جدا من أبو عمر

      أنا من المعارف المقربة لأبو عمر وفعلاً انسان بكل معني الكلمة..من دوم مدح للعلم أنا من الطائفة الشيعية ومعرفتي فيه من 8 سنوات الي الان.
      الله يوفقة يا رب

    • زائر 17 | 6:31 ص

      سكوتكم عن الإنتهاكات دليل على رضائكم عنها

      فكيف نثق فيكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 16 | 5:01 ص

      مع احترامي للأخ ( لكن كل من جا وقص علينا )

      مع احترامي للأخ ( لكن كل من جا وقص علينا ) بالكلام المعسول واخذ ما يريد وهب ونحن من ندفع الثمن من سجن وقتل ابنائنا واغراق قرانا بالغازات السامة ليليلا والبعض يحلل ويركب على ظهورنا نحن نصفق ، قد لا يروق ما اقول للبعض ولكن هذا هو تحليلي لما ارى الكل يقول نحن مع المطالب لكن الذي يدفع الثمن نحن في القرى ، كلامي هذا من واقع مر اعيشه ويعيشه الكثير في القرى اولادنا في السجن والملاحقة والبعض يحلل فقط ولا ينزل الميدان .

    • زائر 14 | 3:13 ص

      محرومون من امثالك أبا عمر

      للاسف حالة الاستقطاب الكريهه اللتي عمت الشارع البحريني وكان ورائها السلطة والمعارضة حرمتنا ممن هم على شاكلتك يا أبو عمر.. لكن الحياة خبرة والتجارب المريرة نتعلم منها.. بوركت

    • زائر 13 | 3:00 ص

      رائع أيها الشافعي.

      كلام واقعي جدا، ينم عن متابعة دقيقة للأحداث، وحس وطني بالدرجة الأولى.
      كم نفتقد من هم على شاكلتك على جميع الأصعدة.
      بوركت و عساك علقوة :).

    • زائر 12 | 2:57 ص

      نعم الرجل أنت

      نعم هذه الشخصية عزيزة على قلبي وأنا من المتابعين كثيرا لتغريداته بل وأشتاق اليها كلما سنحت لي الفرصة لمتابعته فهو ذو حس وطني خالص وكلماته ومفرداته تنطق من الواقع بارك الله فيك وفي أمثالك وعشت حرا لبحريننا الحبيبة.

    • زائر 11 | 2:46 ص

      بارك الله فيك

      اشكر شجاعتك اخي واتمنى ان يكون جميع ابناء الشعب مثلك ممن لديهم قلب محب للوطن ولابن الوطن ويارب يدوووم المجبة بينا كأخوان في الوطن والدين

    • زائر 10 | 1:49 ص

      سني من الفاتح

      تحليل دقيق للغاية ، لم أقرأ مثله في جميع الصحف البحرينية ، ماهو السبب ياترى ؟ ، لماذا ينجح شخص عادي في الوصل للحقيقة ويفشل أصحاب الخبرة من الصحفيين والكتاب بدون إستثناء وعلى مدى سنتين في ذلك.

    • زائر 9 | 1:18 ص

      انا معك ولكن لو أننا وقفنا وقفة رجل واحد بعد ان رأينا الميثاق لا يطبق لكان الوضع مختلف

      كلامك سليم وسيقف معك الكثير ولكن هناك أمر مهمّ وهو أننا كشعب عندما رأينا الميثاق اصبح حبرا على ورق لماذا تواكلنا وسكتنا ولم نقف الوقفة المطلوبة منا كشعب يخاف على بلده ونحن نرى بأم عيننا ان البلد ذاهب نحو الهاوية الكلام ليس لك انت وإنما للجميع.
      لماذا عندما اظهرت لنا التقارير الكثير من الفساد والامور التي كانت تنخر في البلد ....لم نقف ضد مثل هذه الامور فهي تعنينا جميعا ولكن للأسف البضع كان يطبل للفساد .....ويلقم كل من يتكلم عنه حجرا وهذه النتيجة

    • زائر 8 | 12:25 ص

      اختلف معك

      لكن انت شريكي بالوطن لك كل التقدير و لو كان الشارع السني مثلك لما كانت الازمة الله يكثر من امثالك

    • زائر 7 | 12:23 ص

      إلى أبو عمر الشافعي مع ألف تحية.

      ربا كلمة أهلكت صاحبها)0قل خيراً أو إصمت)أشعر وأنا أقرأ المقابلة أن كثير مما قلته يا سيدي الغالي كان يدور في فكري مع ةإختلاف بسيط جداً والإختلاف حالة صحية وليس الخلاف،وددناأن لو يخرج علينا المنصفون ولو ببضع كلمات وينتقدون ويشيدون بوطنية وبروح الأخوّة وبشجاعة(مثلكم)سيدي الشافعي لصار حواراًغير مباشراً يفيد المجتمع البحريني الذي ألبسوه ثب ليس ثوبه زوراً وبهتاناًولدي إخوان من الطائفة الكريمة السنية أحبهم في الله وازدادو اليوم واحداً فالحمد لله وشكراً لك ولأمثالك طلاب الحق !

    • زائر 6 | 12:17 ص

      bahraini

      السلام عليكم ،،كل شعب البحرين يحمل بين جوانبه المحبه والتسامح ،،رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ..تحيه لكل مواطن يحب الخير لاخيه ويقاسمه العيش بكرامه

    • زائر 4 | 11:50 م

      لماذا لا نرى مستقبلا حوارا خاص بالشخصيات التويترية من أمثال ( منرفزهم ، حارقهم ، الفاروق )؟

      شخصيات قوية في عالم الترابط التواصل الاجتماعية للاستفادة.

    • زائر 3 | 11:25 م

      عشت يا بو عمر

      القائد في بعض الاحيان عليه ان يتحلى بالشجاعة في مواجهة الجماهير ،، صدقت هذا ملخص البلاء

    • زائر 2 | 11:17 م

      (المراقب) هذه الشخصية

      إحدى الشخصيات المحبة والمخلصلة للوطن والقيادة والشعب ، كثّر الله من أمثالها ونعتقد أنّه لو كان مثل هذه الشخصيات الموجودة فى مجتمعنا بكثرة تختار الظهور علناً لما وصلنا لما نحن عليه من وضع مأساوي ، فنرجو من الجميع من كل مكّونات الشعب الظهور ومعالجة الأمور بعقلانية وموضوعية بعيدة عن الإنتماء الطائفي والمذهبي وبعيداً عن المصالح الشخصية لتنعم الحرين وأهلها با العيش الرغيد و نعود كما كنا يضرب بنا المثل باالتعايش السلمي في كل أقطار العالم .

    • زائر 1 | 10:36 م

      تحية من شيعي لجراتك

      تحية خاصة اليك وانت تاج على راسي

اقرأ ايضاً