العدد 3762 - الإثنين 24 ديسمبر 2012م الموافق 10 صفر 1434هـ

وزير الخارجية: متفائل بـ «الاتحاد»... سيتحقق ويحل مشكلات البحرين والكويت والإمارات

أكد أن مطالب الشعوب لا تنتهي وتتطور... وليست لدينا مشكلة في الحوار

الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة
الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة

قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في لقاء مع صحيفة «اليوم» السعودية: «إن الاتحاد بالنسبة لدول مجلس التعاون مسألة حيوية، بأي نوع من الاتحاد سواء كان صيغة كونفدرالية أو بأي شكل من أشكال الوحدة، وسيتحقق الكيان الواحد لأنه مطلب شعبي قبل ما يكون طرحاً رسمياً. وأنا متفائل، وسيتحقق لأنه سيحل كل المشاكل، سواء في البحرين أو في الكويت أو في الإمارات... وكل دولة لديها مشكلة خارجية أو داخلية، حلها سيكون بقيام هذا الاتحاد الذي يتعين أن يكون حقيقياً وليس شكلياً».

وعن الإجراءات الأمنية الخليجية، أوضح أن «الإجراءات الدفاعية الأمنية الخليجية تجري على قدم وساق. وهي دفاعية وليست هجومية. وأية طائرة أجنبية تتمركز في المنطقة يتم التفاهم مسبقاً بأن مهماتها دفاعية، فليس لدينا أية نوايا عدائية ضد أي آخرين، وخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وتحدث وزير الخارجية في لقائه مع «اليوم» عن رؤى بحرينية وخليجية وعربية ومواقف دول الجوار والربيع العربي، وكثير مما يشغل بال مواطني الخليج، وبالذات مبادرة مشروع الاتحاد الذي طرحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ليمثل أملاً بتحقيق حلم انتظره مواطنو مجلس التعاون طويلاً.

وقال: «حينما قدم خادم الحرمين الشريفين مشروع الاتحاد، فهو قد قدم أكبر مطلب شعبي، فمنذ أن تأسس مجلس التعاون وحلم الاتحاد في خيال الناس وكانت الصحف قبل كل قمة خليجية تمتلئ بآمال حول الاتحاد، الآن هذه القمة ستتطرق إلى التوجيه بالإسراع، هذا ما أستطيع قوله، أما التفاصيل، فدعنا نترك ذلك للقادة».

وأشار إلى أن «التكامل العسكري المشترك دائماً يحقق خطوات جديدة، وسيتخذ خطوات إلى الإمام في هذه القمة». لافتاً إلى ضرورة أن «نتخذ خطوات، سواء بالتواصل مع إيران أو نتخذ خطوات أخرى للتأكد من سلامة المفاعلات التي تملكها إيران وحماية الشعوب الخليجية».

وعن التجاوب الخليجي مع مشروع الاتحاد، قال الوزير: «حينما قدم خادم الحرمين الشريفين مشروع الاتحاد، فهو قد قدم أكبر مطلب شعبي، فمنذ أن تأسس مجلس التعاون وحلم الاتحاد في خيال الناس... لأن الاتحاد هو المطلب الأول الرئيسي لمواطني دول مجلس التعاون. وأتى خادم الحرمين الشريفين، ووضع الحلم على الطاولة أمام القادة». مستدركاً «قلت ما قاله الأمير سعود الفيصل، حينما قال أثناء اجتماع وزراء الخارجية، إن مشروع الاتحاد سيحافظ على سيادات الدول. لأننا لا نود أن نسرع الخطى ولا نتحدث عن وحدات اندماجية سريعة مثلما كان يطرحها بعض الزعماء العرب». مضيفاً أن «كل خطوة تأتي في وقتها... وقد قلت لك إنني متفائل، هذا الموضوع له «جذور عشب» في القاعدة الشعبية، وحينما حدث تجاوب رسمي بطرح خادم الحرمين الشريفين مع المطلب الشعبي الأول في الخليج، وضع الحلم على الطريق الصحيح... لهذا أنا متفائل. وإن لم يتحقق في هذا الجيل، فإنه حتماً سيتحقق في الجيل القادم».

وبين أن «الشركاء الدوليين سيدعمون مشروع الاتحاد... العمل مع الشركاء انتقل من الثنائية إلى العمل مع المجموع. كان يوجد عمل مشترك ثنائي مع الولايات المتحدة الأميركية وكل دولة خليجية، ومنذ العام الماضي، وخصوصاً بعد مسألة البحرين، بدأت الولايات المتحدة العمل مع المجموع الخليجي. لأنها وجدت صلابة في موقف مجلس التعاون فيما يتعلق بمصالحه، سواء أمنياً، أو اقتصادياً لدعم الاستقرار كما حدث مع البحرين وعمان، ما دفع الولايات المتحدة لطلب حوار استراتيجي مع دول المجلس، في المجالات العسكرية، وكل المجالات، وأيضاً الاتحاد الأوروبي اتخذ خطوات مماثلة، ما يعني أن الدعم الدولي لقيام اتحاد خليجي أو الترحيب الدولي أو النظرة الإيجابية لهذه الخطوة مسألة محققة. بل إن التفرق والتشرذم سيدفع حلفاءنا إلى التفكير في بدائل».

وأشار إلى أننا «خرجنا من الأزمة المحلية وعدنا إلى الوضع السياسي الطبيعي الذي ليس بجديد... تخطينا الأزمة بحكمة إدارة جلالة الملك وبأقل الخسائر، أما مسألة مطالب وتطلعات الشعب فهي موجودة منذ زمان... أنا مولود في العام 1960، لكن آخرين عاصروا أحداث الخمسينيات 1956 حينما أثيرت مطالب شعبية، وعاصروا هيئة الاتحاد الوطني التي سيطرت على مبنى الجمارك وجبت الرسوم لأربعة شهور. فالبحرين تمر بفترات تواجه مشاكل.. لكن التطلعات الشعبية للتطور والعمل المشترك مع الحكم والمشاركة الشعبية دائماً تتحقق إلى أن تطورت إلى كتابة الدستور ومجلس منتخب. والميثاق الوطني أخضع للتصويت الشعبي، حيث عدل الدستور وألغي قانون أمن الدولة، تحققت مطالب الشعب، ومطالب الشعوب لا تنتهي وتتطور ولابد أن نعانق هذه المطالبة برؤى مستقبلية، لأن ذلك، في نهاية المطاف، في مصلحة الجميع، لمصلحة استقرار البلاد ولمصلحة الحكم ولمصلحة الجيران. عدنا للوضع الطبيعي، نقاش حول الحوار والممانعة كما كنا سابقاً، أمر واحد ووحيد يفرق عما كان في السابق هو استمرار العنف ضد رجال الأمن... ويتعين أن يوقف ليس فقط بالإدانات، سمعنا إدانات.. جزاهم الله خيراً... لكن يجب العمل لإيقاف الصبية الذي يرتكبون هذا العمل».

وأضاف أن «النقطة الأخرى هي أن من يطالب بحوار بينه فقط وبين الدولة فهو غلطان، ومن حصر نفسه بتمثيل مكون مذهبي واحد لا يحق له أن يتحدث باسم كل الشعب، ذلك إجحاف بحق البحرينيين، لأن لدينا تنوعاً. سابقاً كانت لدينا حركة شعبية وصلت إلى المجلس التأسيسي ثم فرضت نفسها في مجلس النواب في ذلك الوقت. وأؤكد أنه ليست لدينا مشكلة في الحوار، فيمكننا أن نتفق على المسائل الرئيسية، وهذا يجعلني أقول إنني لست متشائماً بالنسبة للوضع الداخلي، نحن سياسياً نمضي إلى الأمام وحكمة جلالة الملك هي الأساس. ما وصلنا إلى هذا الأداء إلا بالتوجيه السديد والإشراف المباشر من جلالة الملك... ونعلم بتنوع التوجهات والتحريضات سواء في الداخل أو من الخارج ونحن مستعدون».

وأوضح أن «النهضة الاقتصادية في المنطقة بدأت في أسواق صغيرة في المنطقة وإحداها البحرين، ثم تصاعدت الحركة الاقتصادية، واليوم نشهد في المنطقة مدناً جميلة، ومباني شاهقة ومصانع كبيرة، والبنية التحتية المتمكنة موجودة في دول الخليج من الكويت إلى عمان. وإن كانت البحرين تتميز بتأسيس مدني قديم والمطار الدولي الذي كان يستقبل طائرات من الشرق والغرب. لكن الآن بنيت مطارات كثيرة وظهرت سياسات انفتاحية في دبي وتجارها يملكون جرأة أكثر مما عندنا أو عندكم في المنطقة الشرقية. ويسعدنا أن يزدهر الاقتصاد في كل بلدان الخليج».

وأكد أن «كثيراً من تصريحات المسئولين الأميركيين تبنى على معلومات خاطئة، وبالمناسبة كل من عنده مشاكل يتحدث عن معلومات خاطئة لدى الآخرين، لكنني أتحدث بثقة عن معلومات فعلاً خاطئة عن البحرين لدى الآخرين، سأعطي أمثلة أولاً ألصقونا ظلماً بما يجري في بعض دول الربيع العربي، بينما ظروفنا ومعطياتنا تختلف عن ظروف مصر أو تونس أو اليمن أو سورية، كلنا نعرف أن الأحداث في سورية نتجت من الوضع الاقتصادي السيئ والبطالة وانعدام الفرص، إضافة إلى الفساد... وإن كانت دول مجلس التعاون عربية مثل العرب الآخرين، لكن عندنا الظروف التي أدت ثورات غير موجودة لدينا، لأنه توجد تنمية بشرية تضع دول المجلس في مصاف الدول الأوروبية».

العدد 3762 - الإثنين 24 ديسمبر 2012م الموافق 10 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 3:12 م

      المراقب / الى زائر 10

      لقدقلتها بعظمة لسانك (غصب عني وعن اشكالي ) يعني با القوة ، خوش ديمقراطية ههههه .

    • زائر 8 | 12:45 ص

      (المراقب) طموح وزير الخارجية

      ما لم يتحقّق إتحاد بمشاركة واستفتاء شعوب الخليج فذالك يعتبر اتحاد مفروض با القوة ولن يكون نتائج ذالك الإتحاد مفيداً في كثير من النواحي سواءاً التجارية أو الأمنية وحتى المجتمعية .

    • زائر 10 زائر 8 | 1:22 م

      ......

      بيصير الاتحاد غصب عنك وعن اشكالك اللي مايبون الاتحاد

اقرأ ايضاً