العدد 3770 - الثلثاء 01 يناير 2013م الموافق 18 صفر 1434هـ

مرضى «سكلر»: نُعامل «بقسوة» في «السلمانية» ونطالب بتقليل ساعات العمل في وظائفنا

اعتبروا «جمعية السكلر» ممثلاً شرعيّاً ينقل معاناتهم

مرضى سكلر خلال حديثهم إلى «الوسط»: لم نر نتائج التحقيق في معرفة أسباب وفاة بعض المرضى - تصوير : محمد المخرق
مرضى سكلر خلال حديثهم إلى «الوسط»: لم نر نتائج التحقيق في معرفة أسباب وفاة بعض المرضى - تصوير : محمد المخرق

قال عدد من مرضى فقر الدم المنجلي (السكلر)، إنهم يُعاملون بـ «قسوة» عندما يذهبون لطلب العلاج في مجمع السلمانية الطبي، ولا يحصلون على المعاملة الحسنة التي تعد جزءاً من العلاج، موضحين أن الأطباء والممرضين لا يقدمون لهم علاجات محددة، «فكل طبيب يعطي علاجاً يختلف عن الطبيب الآخر».

وطالب المرضى في حديثهم لـ «الوسط»، بأن يتم تقليل ساعات العمل في الوظائف التي يعملون بها، وخصوصاً أن وضعهم الصحي لا يسمح لهم بالعمل لساعات طويلة، مؤكدين أنهم يواجهون مشكلات عند تغيبهم عن العمل بأعذار طبية، الأمر الذي يضطر جهة العمل إلى تحويل أوراق إجازاتهم الطبية إلى اللجان الطبية بوزارة الصحة.

واعتبروا أن جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، هي الممثل الشرعي للمرضى، «إلا أن الجمعية تلقى تهميشاً من قبل الوزارة». وقالوا إنهم لا يجدون «أفضل من الجمعية لتمثيلهم، والتعبير عن صوتهم ومعاناتهم».

وتساءلوا: «إذا كانت الجمعية ليست ممثلاً عن مرضى السكلر، فلماذا يستقبلهم رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ولماذا يرعى وزير الصحة صادق الشهابي فعالية مهرجان همسة الأمل، التي أقامتها الجمعية في شهر رمضان الماضي؟».

إلى ذلك، تحدث المريض بالسكلر سيدمحمد جعفر الكامل، عن مرضى السكلر وكيف أنهم «محصورون» في أماكن ضيقة، وأن ممرضتين فقط تقومان بمتابعة المرضى، معبراً عن استيائه من «عدم وجود تنظيم في قسم الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي، فأحياناً تأخذ ساعة وأحياناً أخرى ساعة ونصف الساعة ننتظر الحصول على العلاج».

وأضاف «الحصول على الدواء من الصيدلية يستغرق وقتاً طويلاً، كما ان بعض الأدوية تؤثر سلباً على المريض». وتساءل: «لماذا تهمش الوزارة المرضى والجمعية؟».

أما المريض إبراهيم حسن محمد فتحدث عن «تعامل الممرضين»، وقال: «يتعاملون معنا بقسوة، وقد يتعمدون إثارة أعصابنا، وعندما نشكو للمسئول، فهو يقف مع الممرضين، ويعتبرنا المخطئين».

واستدرك محمد «نعلم أن بعض المرضى يدخلون المستشفى فقط من أجل أخذ جرعة العلاج، ولكن لا يقاس هذا على بقية المرضى. والمفترض ألا تأخذ الوزارة أية قرارات بسبب هذه المجموعة من المرضى».

وذكر أن «بعض الأطباء يكون لديهم خلاف مع بعض المرضى، وهذا ما يؤثر سلباً على علاج المرضى، وتصل إلى أن يرخّص الطبيب المريض وهو يتألم».

وعن الجمعية، أشار إلى أنه «في كل مشكلاتي ألجأ إلى الجمعية، وهم بدورهم يتحدثون عن مشكلاتنا، ونعتبرهم لساننا». وأضاف «قد نكون أعضاءً غير فاعلين في الجمعية، لكننا نرى أنشطتهم وفعالياتهم، إضافة إلى متابعتهم مع المرضى».

ولمّح إلى وجود «جهات غير وزارة الصحة، لديها انتقادات على الجمعية. كما توجد جهات داخل المستشفى تحارب المرضى والجمعية، لأن الأخيرة تقف مع المرضى وتساندهم في كل شيء».

ومن جانبه، قال محمد أمين جاسم: «أنا لست مريض سكلر، ولكني مرافق لمرضى السكلر، وعضو في الجمعية، وأحضر فعالياتها».

وتحدث جاسم عن البروتوكول العلاجي لمرضى السكلر، مبيناً أنه «لا يُعرف ما هي بنود البروتوكول، وبعض الأطباء حتى في المراكز الصحية، لا يعترفون بالبروتوكول، وهم يقيّمون العلاج الذي يحتاجه المريض».

وأشار إلى أنه «لا يوجد فحص لمرضى السكلر قبل إعطائهم جرعات العلاج. وصحيح أن الوزارة خصصت عيادة لعلاج مرضى السكلر في السلمانية، ولكن الطاقم الطبي الموجود في العيادة لا يتواجد باستمرار، وبعض الأطباء لا يلتزمون بالتواجد في العيادة طوال الوقت».

وذكر أن «بعض الأطباء يرفضون تقديم العلاج للمرضى، وبالتالي يضطر المرضى إلى الانتظار لساعات طويلة، بعض الأطباء يعطي علاجاً مسبقاً لجميع المرضى، دون أن يكشف عليهم».

ورأى أن «الاهتمام بمرضى السكلر يأتي بعد أن نسجل حالات وفاة لأيام متواصلة، وهذا الاهتمام يستمر لفترة بسيطة، ومن ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه».

وفي سياق حديثه، ذكر جاسم أن «أجهزة الكشف عن العروق، من المفترض أن توفرها وزارة الصحة. وسبق أن بعض رجال الأعمال أبدوا استعدادهم لشراء هذه الأجهزة، إلا أن الوزارة قالت إنها ليست بحاجة إلى هذه الأجهزة، وانها قادرة على توفيرها».

وأكد أن «لجان التحقيق التي تشكلها الوزارة في معرفة أسباب وفاة بعض المرضى، كل هذه اللجان التي تشكلت في الوزارة منذ العام 2009، لم نر نتائجها حتى الآن».

أما مريضة السكلر عواطف المرزوق، فأكدت أن «معظم مرضى السكلر، لا يعلمون شيئاً عن البروتوكول المطبق في الطوارئ، ونشعر بأن هناك تصعيبا على المرضى أكثر من التسهيل عليهم، وفي بعض الأحيان نشعر وكأن هناك انتقاما من المرضى».

وقالت: «بقيت ذات مرة واقفة بالألم لمدة ساعة أنتظر الحصول على العلاج»، مشيرة إلى أن «أول سؤال يسألني إياه الطبيب، هل تريدين أن ترقدي في المستشفى؟ فإذا كنت لا أرغب البقاء في المستشفى، فإن حصولي على العلاج يتأخر لساعات».

ولفتت المرزوق في حديثها، إلى الوظائف التي يعملون بها، ورأت أن «من المفترض أن يكون هناك قوانين تدعم مرضى السكلر في العمل، وتقلل ساعات العمل عليهم، إذ لا توجد مراعاة في ساعات العمل، وشخصياً لا يوجد موظف يساعدني في العمل الذي أقوم به».

وأَضافت «عادة أحوّل على اللجان الطبية، بسبب إجازاتي المرضية. فبعد 3 أشهر من العمل تم تحويلي على اللجان الطبية بسبب كثرة الغياب».

وعن الجمعية، قال الكامل: «أشعر بأن هناك تهميشا من وزارة الصحة للجمعية، ولو كانت الوزارة توفر العلاجات المطلوبة وتهتم بالمرضى، لما احتاجوا إلى الجمعية».

واعتبر جاسم أن «الخلاف بين وزارة الصحة والجمعية في طريقة علاج المرضى، إلا أنه تحوّل الخلاف إلى شخصي»، مؤكداً أنه «إذا أعطت الوزارة الأولوية لمرضى السكلر، فإنهم لن يلجأوا إلى الجمعية». واعتبر أن «الوزارة تحارب المرض».

وفي حديثه عن الجمعية، قال محمد إن: «بعض المرضى ينتقدون الجمعية، ولكنهم من خارج الجمعية، وفي الوقت الذي يواجهون أية مشكلة يلجأون إلى الجمعية». وأضاف «نشهد للجمعية، وتواصلها مع المرضى، وفعالياتها التي تقيمها باستمرار».

العدد 3770 - الثلثاء 01 يناير 2013م الموافق 18 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 6:05 ص

      عفواً

      أكيد سعادة الوزير ماعنده علم بإهانة المرضى لأن سعادته لايرضى والدليل كم من التصريحات والوعود أطلقها لحماية مرضى السكلر وإن لم ينفذ من ذلك شيئ لأنه لم يوحى لسعادته

    • زائر 2 | 1:16 ص

      الجمعية

      اود تزويدي بوسيلة تواصل للجمعية لرغبتي بالانضمام لها ارجو منكم افادتنا بذلك علما انني لست مريض سكلر ولكن مهتم ومتابع
      ارجوا تزويدنا بأي وسيلة مناسبة وشكرا لكم

اقرأ ايضاً