العدد 3772 - الخميس 03 يناير 2013م الموافق 20 صفر 1434هـ

نقص الطاقة يعوق جهود التنمية في أفغانستان

قال كبار رجال الأعمال في مدينة جلال آباد عاصمة إقليم نانجارهار إن غياب الإمداد المنتظم بالكهرباء في إقليم نانجارهار في شرق أفغانستان يقوض جهود إعادة الإعمار ويدفع الأسر إلى الفقر مرة أخرى.

وتقع جلال آباد على طريق تجاري حيوي مع باكستان المجاورة وحتى سنوات قليلة كان لديها مصانع وورش تنتج الصابون والسلع المنزلية المصنوعة من البلاستيك وأحجار الرخام والملح والقماش والأواني وبضائع أخرى متنوعة.

وقد كشفت الدراسة التي أجرتها مؤخراً الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وغرفة التجارة الأفغانية عن أن 30 مصنعاً وورشة في المدينة قد أغلقت أبوابها في السنوات القليلة الماضية بسبب عدم توافر الطاقة.

وقال الممثل المحلي لغرفة التجارة الأفغانية محمد قسام يوسفي، في حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): «كان لدينا 115 مصنعاً في العام 2011 لكن لا يوجد الآن سوى 85 مصنعاً وإذا لم تتوافر الكهرباء فإن هذا العدد قد يتناقص أكثر».

وأضاف يوسفي أن «نحو 600 شخص فقدوا وظائفهم هذا العام وحده بسبب إغلاق المصانع» موضحاً أن مشاكل الكهرباء هي السبب الرئيسي لذلك.

وطبقاً لما ذكرته غرفة التجارة، فإن نصف التجارة الخارجية للبلاد تقريباً تمر من خلال هذا الإقليم بما في ذلك 70 في المئة من إمدادات حلف شمال الأطلسي.

لكن مسئولي الحكومة الإقليمية قالوا إن انعدام الأمن قد أرجأ توصيل الكهرباء المخطط له بمحطة ناغلو الكهرومائية في كابول والذي كان مقرراً له أن يوفر 32 ميغاواط من الطاقة للمدينة من بينها 6 ميغاواط لمدينة الشيخ مصري الصناعية.

من جهته، قال الممثل الإقليمي لشركة الطاقة الوطنية (شركات برشنا الأفغانية) محب الرحمن مهمند: «إن الربط المقترح قد يقوَض بسبب انعدام الأمن في منطقة أوزبين في إقليم كابول».

وأضاف مهمند أنه «منذ أيام قليلة فقط قام أعداء شعبنا بتدمير برج أسلاك الضغط العالي في منطقة سبير كوندي في منطقة أوزبين. وقد عبرنا عن قلقنا لوزارتي الداخلية والدفاع الأفغانية لكننا لم نتلقَ أبداً أي رد إيجابي».

وذكر مهمند أيضاً أنه «قد تم تنفيذ جميع الأعمال ولم يبقَ سوى توصيل خط كهرباء بطول 1,000 متر إلى سد المياه للحصول على الطاقة هنا في هذا الإقليم».

وقد وصفت الأمم المتحدة قضية الطاقة بالمتداخلة حيث قالت مبادرة الأمم المتحدة التي تحمل اسم «الطاقة المستدامة للجميع في 2011» إن «الطاقة هي الخيط الذهبي الذي يربط النمو الاقتصادي وزيادة العدالة الاجتماعية والبيئة ما يسمح بازدهار العالم. ولذلك فإن التنمية غير ممكنة من دون توافر الطاقة والتنمية المستدامة غير ممكنة من دون توافر الطاقة المستدامة».

يمتلك ساردار خان مصنعاً لأنابيب البلاستيك في مدينة جلال آباد كلف إنشاؤه 200,000 دولار. وقد قام بتوظيف 50 شخصاً، ولكن بعد عامين من تشغيل المصنع اضطر إلى إغلاقه، حيث قال: «أكبر تحدٍ واجهته كان الكهرباء» لأن استخدام مولدات الديزل يجعل إنتاج الأنابيب مكلفاً للغاية.

وقد أدى غياب الطاقة إلى تعطل القطاع الصناعي الذي يستطيع إخراج آلاف الأفغان من دائرة الفقر. وكانت مدينة الشيخ مصري الصناعية جزءاً من رؤية مدينة جلال آباد للدفع باقتصادها قدماً، لكن منذ إنشائها في العام 2006 لم ترحب بعد بمصنع يعمل.

الفساد

وتحصل جلال آباد حالياً على كل احتياجاتها من الكهرباء من سد نانجارهار الكهرومائي الذي يولد 14 ميغاواط وتم بناؤه على أيدي مهندسين أفغان وروس في العام 1965. لكن الحرب الأهلية والنزاعات أثرت على صيانة المرفق ولا يعمل فيه الآن إلا اثنتان من توربيناته الثلاث .

وتستخدم الكهرباء لإمداد الطاقة للمكاتب الحكومية و4,000 منزل ولكن لا يمكنها سوى إمداد عدد محدود من المصانع بالطاقة.

من جهته، قال علي أحمد المقيم في قرية مجبور عباد ويعمل حارساً أمنياً هناك: «يقول المسئولون منذ ثلاث سنوات إن الطاقة ستأتي من محطة ناغلو. لو كانوا سيحضرون هذه الطاقة على ظهر حمار لكانت قد وصلت إلينا الآن».

وقد حصل أحمد العام الماضي على الكهرباء من مولد يعمل بالوقود كان يستخدم لعشر ساعات في اليوم لتشغيل مروحتين ومصباحي إضاءة. ويكلف المولد 40 دولاراً شهرياً أي ما يعادل نصف راتبه تقريباً.

وقال أحمد: «لا أعرف هل أدفع كلفة الغذاء والملابس والسلع المنزلية الأخرى أم أدفع كلفة الطاقة. يستطيع الأشخاص الذين يعرفون المسئولين معرفة شخصية أو من يقومون برشوتهم الحصول على الكهرباء 24 ساعة في اليوم في منازلهم في حين أصيب أطفالي بالمرض بسبب الحرارة الشديدة».

وقال المسئول عن توزيع الطاقة في إقليم نانجارهار إنه في إحدى الحالات كانت الطاقة التي تزود مكتباً حكومياً تقدم إلى 60 مبنى آخر بصورة غير قانونية. وقد قدر المسئول أن نحو 30 في المئة من الكهرباء يتم فقدانها بهذه الطريقة.

في الوقت نفسه، قد تساعد الحلول من خارج الشبكة الأسر في الأجزاء البعيدة عن الإقليم التي قد تنتظر لمدة عقود لأية إمكانية للتوصيل بشبكة الكهرباء الوطنية، إذ يجري حالياً بناء 11 محطة مائية صغيرة بطاقة إجمالية 125 كيلوواط في الإقليم بواسطة مشروع الطاقة للتنمية الريفية في أفغانستان في وزارة إعادة تأهيل الريف. وهناك أمل بأن توفر تلك المحطات الإمداد بالطاقة لــ 1,845 أسرة بكلفة تبلغ نحو 600,000 دولار.

العدد 3772 - الخميس 03 يناير 2013م الموافق 20 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً