العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ

شبح الاغتصاب يطارد المرأة الهندية

تردد النساء في مختلف أنحاء الهند أنهن يعشن في حالة رعب دائم من الاعتداء الجنسي، بعد أن لقت شابة عمرها 23 عاماً حتفها في مستشفى في نيودلهي بعد أن إغتصبتها مجموعة من الرجال داخل حافلة متحركة في العاصمة الهندية ثم ألقت بها في الشارع من باب الحافلة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

فأثار هذا الحادث احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء نيودلهي، وتحدت أعداد هائلة من النساء وأطفال المدارس هراوات الشرطة وخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع في موجة من الغضب العام. واجتاحت الاحتجاجات ضد ظاهرة الاغتصاب العديد من المدن الهندية لأخرى، وإن اتسمت بهدوء أكثر على الرغم من أعداد المحتجين.

وتؤكد كثير من المتظاهرات أنهن يخشين الوقوع ضحية الاعتداء الجنسي في كل مرة يخرجن فيها من منازلهن، في حين يتهم النشطاء الحقوقيون السلطات الهندية بانعدام نظام سليم لردع مرتكبي عمليات الاغتصاب.

هذا وتفيد إحصاءات الجريمة بأن النساء يقعن ضحية الاغتصاب بمعدل إمراة كل 28 دقيقية في هذا البلد البالغ تعداده 1.2 مليار نسمة. وتشدد المنظمات النسائية الهندية على أن تدابير إنفاذ القانون والملاحقة القضائية بالغة السوء في الهند.

وقالت منسقة منظمة حقوق المرأة في كلكتا «سوايام» غوبتا سوكايانا، لوكالة «إنتر بريس سيرفس»: «بكل بساطة، الهند ليس لديها البنية التحتية الضرورية لحماية المرأة أو معاقبة المعتدين من خلال التحقيق والمحاكمات السريعة».

وأضافت، «لا يجوز أن نتسامح مع هذه (الجرائم)... لا بد من كسر سلسلة الخوف».

لا تشعر النساء بالأمان في المدن الكبيرة، بينما يتفشي الاغتصاب في الريف الهندي مع كون الضحية نفسها هي الطرف المتلقي للعقاب القانوني في كثير من الأحيان.

وفقاً لدراسة نشرتها في ديسمبر غرفة التجارة والصناعة في الهند، تؤكد 92 في المئة من النساء العاملات أنهن يشعرن بعدم الأمان، خاصة أثناء الليل، في جميع المدن الكبرى في مختلف أنحاء البلاد.

ومن بين المناطق الحضرية، تصدرت نيودلهي اللائحة بنسبة 92 في المئة من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع بأنهن لا يشعرن بالأمان، تليها نسبة 85 في المئة من النساء في بنغلور ونسبة 82 في المئة في كلكتا.

وتقول النساء إنهن يشعرن بعدم الأمان أثناء العمل في صناعات رئيسية مثل تكنولوجيا المعلومات، والضيافة، والطيران المدني، والرعاية الصحية والملابس الجاهزة.

وتستند الدراسة -التي أعدتها مؤسسة التنمية الاجتماعية- على التعليقات الواردة من كل من النساء العاملات وغير العاملات.

وبين إستطلاع في إقليم العاصمة الوطنية دلهي، وكذلك في مومبي وكلكتا وبنغلور وحيدر آباد وأحمد آباد وبيون ودهرادون، أن 100 في المئة من النساء يشعرن بأن مشكلة انعدام الأمن للمرأة هي أكبر من أي تحد آخر تواجه الهند حالياً.

وقال الأمين العام لمؤسسة التنمية الاجتماعية لوكالة «إنتر بريس سيرفس»، «مازالت الموظفات قلقات للغاية ويخشين على (أمنهن) حتى في أماكن مثل المستشفيات».

ووفقاً لمسح مؤسسة التنمية الاجتماعية، تكمن النقاط الرئيسية التي تسهم في شعور النساء «بعدم الأمن أو عدم الراحة»، في الإضاءة السيئة، وصعوبة الحصول على المساعدة في حالات الطوارئ، وعدم كفاية الأمن الذي توفره الشرطة.

أما مديرة مركز البحوث الاجتماعية في نيودلهي، رانجانا كوماري فتقول إن الهند بحاجة إلى مراجعة فورية لقوانين الاغتصاب وتعريف الاغتصاب.

وقالت لوكالة «إنتر بريس سيرفس»: «تعديل القانون الجديد مازال معلقاً منذ سبع سنوات. وقد تم إعداد التعديلات الجديدة بعد قدر كبير من المشاورات. لكن الحكومة ليست جادة بشأن تمريرها في البرلمان».

وأضافت، «قوانين الاغتصاب في الهند لا تعرف الاغتصاب على نحو كاف، فهي تتحدث فقط عن اختراق القضيب. وينبغي أن يكون هناك زيادة في حجم العقوبة، كما ينبغي أيضاً تقديم المساعدة الاقتصادية للمرأة التي تقع ضحية الاغتصاب وألا تسمى «تعويض».

وقالت كوماري، «نحن أيضاً ضد أي نوع من المصالحة بين المغتصب والمغتصبة. وتفيد بعض التقديرات بأن هناك 100,000 حالة اغتصاب معلقة في المحاكم. ولكن بغض النظر عن الأرقام هناك حاجة لتتبع سريع للحالات في المحاكم الخاصة».

هذا ويطالب المواطنون من الشباب أيضا بتعديل القوانين الحالية في هذا الاتجاه. وأفادت مجموعة طلبة في كلكتا -حيث تم حشد حوالى 6،000 مواطناً مؤخراً بعد اغتصاب دلهي- أنها ستواصل المطالبة بتغيير القوانين.

وقال التمسا حميد البالغ من العمر21 سنة، الطالب في قسم الاتصال الجماهيري في جامعة «سانت كزافييه» بالمدينة، والذي قاد مسيرة كلكتا، لوكالة «إنتر بريس سيرفس»: «نريد الحفاظ على تقدم الحركة وسنقدم التماساً إلى رئيس جمهورية الهند لتغيير قوانين الاغتصاب وتوفير المزيد من الأمن في الشوارع».

العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً