العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ

المخرج السوري مفلح: استعادة التاريخ يتجاوز القضايا السلبية

ضمن فعاليات شهر «وطن» لـ «منامة الثقافة»

في إطلالة فريدة من نوعها، استعرض المخرج الفني السوري جهاد مفلح، بصحبة 100 فنان وفنانة، صفحات حافلة من التاريخ عبر حكاية «جوليا جومنا»، التي تجسدت بتقنيات محترفة للمزاوجة بين الأصالة والمعاصرة والواقع والخيال، وقراءة إسقاطات التاريخ بحذافيره بشكل فلسفي وبرداء الاشتغالات التعبيرية للتساؤلات الذاتية.

العرض الذي قدم على مسرح الصالة الثقافية ضمن فعاليات المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012 لشهر الوطن، تم بحضور وزيرة الثقافة الشيخة، مي بنت محمد آل خليفة، وعدد من السفراء، ونخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي، وحشد من المتذوقين للمسرح.

ومن خلال الأداء الحركي التعبيري الممزوج بالدراما، واللوحات المتشابكة للعرض الفني سلط مفلح الضوء على حياة «جوليا دومنا». وحول هذا يقول: «فكرة العرض تعود إلى قصة حقيقية، حول امرأة عربية تدعى جوليا دومنا، تعرفت منذ آلاف السنين على قائد روماني من أصل فينيقي يدعى سيبتيموس سيفروس، وأصبح بينهما تقارب كلل بالزواج. وفي الوقت ذاته كانت روما مسيطرة على كل العالم بعصر الرخاء، إلا إنها تعرضت لهجوم جيش الجرمن. تم الإستعانة بزوج جوليا دومنا القائد لإنقاذ روما، إلا إنه يذهب ضحية مؤامرة. يملأ الحزن قلب جوليا دومنا إثر مقتل زوجها فتعود إلى أهلها، ومن خلال العمل تتضح لنا صورة جوليا دومنا المرأة الزوجة المؤازرة، وصديقة الأسفار العسكرية، وراعية حلقات العلم، وسند زوجها إمبراطور روما سبتيموس سيفروس».

وأضاف: «العمل يركز على دور المرأة عبر التاريخ، وتأثيرها وماذا قدمت للإنسانية، إلا أنه ينتهي بإسقاط ضد كل المؤمرات التي حيكت ضد سبتيموس سيفروس، أو ضد هذا الإرث وهذا التاريخ».

وأكمل موضحاً: «أخذنا على عاتقنا منذ التأسيس أن نقدم التاريخ العربي ونحافظ على هويته، ونعرض إيجابياته التي لا تحصى، بطريقة معاصرة فنية وبأدوات متوافرة في المسرح في كل العالم. ولا يمنع أن نعرض في المستقبل أعمالاً معاصرة مرتبطة بقضايا الوطن العربي».

وأوضح قائلاً: «الموروثات الثقافية لها تأثير على حياتنا، فالكون كله عبارة عن دائرة، وما حصل في التاريخ بذات المضمون نجده في الحاضر، فنحن ضمن مضمار الحياة، وأعتقد عرض سلبيات التاريخ للتذكير فيها واستعادتها ومن ثم تجاوزها، وعندما نسقطها بمعالجات بصرية على وضعنا الحالي فهو فقط لغاية إصلاح الأمور وليس لمهاجمة الفكرة».

وقال مفلح: «المسرح في وطننا العربي بحاجة لدعم حتى يصل إلى كل الشرائح، ويتوسع ويقدم عروضاً أكثر. وكل فنان بحاجة لدعم حتى يقدم أفضل ما لديه، خاصة إن كان هذا الهدف يقع كرؤية لتشكيل مؤسسة مثل (أنانا) السورية، فهذة المساندة ترمي إلى إعلاء شأن الثقافة».

العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً