لاتزال الجماهير البحرينية تحلم برؤية اليد التي سترفع كأس الخليج للمرة الأولى في تاريخ الرياضية البحرينية، فهذا الأمر يتجدد مع كل بطولة خليجية، وكل قائد للمنتخب يتمنى أن يكون هو أول بحريني يرفع هذه الكأس حتى يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وهنالك العديد من قادة (الأحمر) في البطولات العشرين السابقة كانوا يأملون أن يلامسوا الذهب للمرة الأولى ولكن هذا لم يحصل إطلاقاً، لنكون نحن في البحرين الوحيدون الذين لم يحققوا البطولة مع اليمن التي لم تدخل البطولة إلا في النسخة السادسة عشرة في الكويت، وهي إلى اليوم لاتزال تُصارع لتحقيق الفوز الأول لها.

واليوم مع افتتاح خليجي 21 على أرضنا سيكون المدافع محمد حسين هو قائداً للمنتخب، وبالتأكيد يطمح لحمل كأس الذهب يوم الثامن عشر من الشهر الحالي، والتقى «الوسط الرياضي» بقائد الأحمر الحالي وتحدث معه عن كل ما يتعلق بالأحمر في هذه البطولة ابتداءً من مباراة اليوم وخرجنا باللقاء التالي:

بماذا تعدون الجماهير البحرينية في اللقاء الافتتاحي اليوم أمام عُمان؟

- نعد الجماهير البحرينية بأن نقدم أفضل مالدينا في مباراة اليوم أمام عمان، إذ ان الجميع مستعد تماماً لخوض هذه المباراة، ونحن سنعمل منذ الدقيقة الأولى لتحقيق الانتصار الأول والذي سيكون (إن شاء الله) بمثابة مفتاح التأهل للدور الثاني، ولكن تبقى مسألة التوفيق والفوز والخسارة في عالم الغيب، فنحن سنؤدي واجبنا من خلال أفضل مستوى ونأمل أن يتم تتويج ذلك بتحقيق الانتصار الأول.

الجمهور لن يخذلنا

هل من كلمة أو دعوة للجمهور البحريني لحضور اللقاء الافتتاحي ودعم الأحمر؟

- نحن واثقون تماماً بأن جماهيرنا الوفية لن تخذلنا وستكون متواجدة بشكل مكثف اليوم وستملأ جميع مدرجات استاد البحرين الوطني، والجمهور البحريني لا يحتاج لأي دعوة بالتأكيد لأنه يعرف دوره، وفي الحقيقة أنا شخصياً وجميع اللاعبين نعتبر أن الجمهور هو اللاعب رقم 1 في مباراة اليوم وليس رقم 12، فبدون هذه الجماهير لن نتمكن من تقديم المطلوب منا، ونحن لدينا إحساس كبير جداً أننا لن نرى مقعداً خالياً اليوم، لأن البطولة تعود على أرضنا بعد غياب 15 عاماً، والجمهور البحريني مشتاق لرؤية منتخب بلاده يلعب كأس الخليج على أرضه.

هنالك عدة نجوم يمتلكون الخبرة في المنتخب وننتظر منها الشيء الكثير وهم متعودون على هذه الأجواء، ولكن اللاعبين الصغار الصاعدين هل من الممكن أن يتأثروا بالضغوط وأجواء كأس الخليج؟

- كلامك صحيح، هنالك العديد من اللاعبين الذين تعودوا على مثل هذه الأجواء في بطولات سابقة عديدة، بينما اللاعبون الصاعدين ربما يتأثروا بالبطولة بالذات كونها تُقام على أرض البحرين، ولذلك نحن كلاعبين خبرة وأنا كقائد للمنتخب أيضاً أقمنا العديد من الجلسات الخاصة بيننا وبين اللاعبين الصاعدين وشرحنا لهم بعض الأمور وأزلنا عنهم بعضاً من الضغوط التي من الممكن أن تؤثر على مستواهم، وهم أظهروا حماساً كبيراً وتعاوناً لافتاً في الفترة الأخيرة و(إن شاء الله) هذا الأمر سينعكس على مستواهم ابتداءً من اليوم أمام عُمان.

الاختلاف عن خليجي 14

أنت شخصياً مررت بمثل هذا الظرف عندما استضافت البحرين خليجي 14 وكنت لاعباً صغيراً مع الأحمر، صف لنا التجربة والاختلاف ما بين منتخب 98 ومنتخب 2013؟

- ابتسم قليلاً ثم قال فعلاً إن التاريخ يُعيد نفسه الآن، ففي خليجي 14 كنت أنا أصغر لاعبٍ في المنتخب وعمري كان 19 عاماً تقريباً، وكنت متخوفاً بالتأكيد من المشاركة في كأس الخليج بالذات كونها في البحرين وهي البطولة الأولى لي، ولكن مثلما فعلت أنا الآن بالتحدث مع اللاعبين الصاعدين فقد تحدث معي كبار نجوم المنتخب حينها وطالبوني بالتركيز على اللعب فقط، وفعلاً هم أزالوا عني الكثير من الضغوط وظهرت بصورة طيبة، ويومها كنت أنا فقط ومحمد سالمين من اللاعبين الذين سيخوضون هذه البطولة أيضاً، وبصراحة منتخب خليجي 14 لم نُحقق فيها نتائج إيجابية لأن حينها لم يكن الانسجام والتفاهم موجوداً بالدرجة المطلوبة، ولذلك لم نحقق أي فوز نهائياً بالرغم من أن الأسماء كانت كبيرة ورنانة، وتلك البطولة كانت آخر بطولة لهم تقريباً، بينما منتخبنا الحالي يضم خليطاً من الشباب والخبرة وأغلب اللاعبين أمامهم المجال لخوض بطولات خليجية عديدة قادمة، وهم إذا ما حققوا نتائج إيجابية في خليجي 21 فسيكون الوضع أسهل لهم بالنسبة للبطولات المقبلة.

البطولة الأخيرة

بما أنك تطرقت لأمر مشابه، فنحن نسألك هل هذه البطولة هي الأخيرة لمحمد حسين مع المنتخب؟

- أنا سأواصل مشواري مع المنتخب بعد البطولة فلدينا تصفيات كأس آسيا وهي قريبة جداً، ولكن بالنسبة لكأس الخليج فأظن أنها الأخيرة لي ولن أخوض أي بطولة بعدها، ولذلك أتمناها خاتمة متميزة بالنسبة لي برفع كأس البطولة وأنا قائد للمنتخب.

في الشهرين الأخيرين شهد منتخبنا تغييراً على صعيد الجهاز الفني بإبعاد الانجليزي تايلور والتعاقد مع الأرجنتيني كالديرون وطاقم كامل معه، فهل شعرتم أنتم كلاعبين بالتغيير من الناحية الفنية؟

- لا أُبالغ إن قلت لكم بأن المنتخب شهد تحولاً وتغيراً يصل للفارق بين السماء والأرض بين الفترة الأخيرة لتايلور والفترة التي قادنا فيها كالديرون، والتحول والفارق طبعاً للأفضل، فتايلور أصلاً لم يكن لديه السيرة الذاتية الكافية ولم يكن يمتلك التكتيك في الملعب ولا الانضباطية، وربما أثر عليه كثيراً عدم وجود الخبرة الكافية لديه بالمنطقة، كونه لأول مرة يُدرب في منطقة الخليج، بينما كالديرون لديه دراية كاملة بالمنطقة كونه يعمل فيها منذ 9 سنوات مع عدة أندية ومنتخبات ويمتلك سجلاً حافلاً، إضافة إلى أنه يعمل باحترافية أكثر، ومن الجانب الفني فإن عمله بدأ يتضح كثيراً وهنالك ارتياح كامل من عمله لدى جميع اللاعبين.

وهل فعلاً منتخبنا وصل لمرحلة الجاهزية الكاملة 100 بالمئة مع كالديرون بعد أقل من شهرين له مع الأحمر؟

- نعم نستطيع أن نقول ذلك، بالذات كون كالديرون استفاد كثيراً من الفترة السابقة من خلال بعض المباريات الودية ومعسكر الدوحة وأيضاً المشاركة في بطولة غرب آسيا، فهو استغل كل ذلك لتجهيز المنتخب، وربما كانت هنالك تغييرات مستمرة في اللاعبين بالمباريات أو غيره ولكن هذا الأمر طبيعي كون المدرب لم يتواجد من فترة طويلة، ولكن أعتقد أن الآن الأمور باتت واضحة تماماً بالنسبة إليه وهو وصل للتشكيل المناسب والنهائي لخوض البطولة، ومثلما ذكرت في البداية فإن لاعبينا جميعهم يعدون بتقديم كل ما لديهم وسيساعدون الجهاز الفني بالتأكيد، وأتمنى أن يكون التوفيق حليفاً لمنتخبنا.

في أغلب المباريات الودية كونت أنت ثنائياً مع عبدالله المرزوقي ولكن بالمباريات والتدريبات الأخيرة انتقلت للعب بجوار حسين بابا؛ نظراً لإصابة المرزوقي، فهل هذا سيؤثر على تأقلم الدفاع؟

- لا بالعكس، فنحن الثلاثة نلعب مع المنتخب منذ سنوات طويلة، وكل مدافع لعب مع الآخر ويعرف عنه كل شيء ويعرف طريقة تحركه، ومن يعلم فربما اليوم يلعب المرزوقي بجوار حسين بابا، وأنا أمون في دكة البدلاء، وهما قادران على قيادة خط الدفاع بالشكل المطلوب نظراً لخبرتهما الكبيرة.

عقدة عمان

هل فعلاً منتخب عُمان أصبح بمثابة العقدة لمنتخبنا في كأس الخليج بعد أن تفوق علينا في البطولات الأخيرة؟

- لا أعتقد ذلك، ففوز أي فريق أو منتخب على حساب الآخر لثلاث أو أربع مرات متتالية لا يعني أن ذلك أصبح (عقدة)، واليوم مثلما لدينا حظوظ وترشيحات في الفوز فإن العمانيين لديهم ذلك أيضاً، وأود أن أشير لنقطة وهي أن المنتخب العماني في المباريات الأخيرة التي كان يتفوق فيهم علينا لم يكن يتفوق إلا عبر (الهدايا) من فريقنا أو من الحكام، وهذا حصل في أكثر من مناسبة!.

تحدي عماد

هل لديك تحدي شخصي اليوم لإيقاف أحد مهاجمي عُمان؟

- طبعاً المنتخب العماني لديه عدة نجوم متميزين، وأنا كمدافع يجب أن أحاول إيقاف أي مهاجم أواجهه، ومن المعروف إن المهاجم رقم واحد في عُمان حالياً هو عماد الحوسني، وأنا سأدخل في تحد من أجل منعه عن هز شباك منتخبنا، بالذات كونه يعرف طريق المرمى جيداً وهو متألق مع ناديه الأهلي السعودي.

قبل انطلاق البطولة بساعات، هل هناك ما يخيفك شخصياً؟ وبماذا تتفاءل؟

- يقول المثل (من خاف سَلَم)، قالها مبتسماً ثم واصل حديثه: لابد أن تكون نسبة كبيرة من الحذر لا تصل لمرحلة الخوف وهذا الحذر من الممكن أن يتحول إلى تركيز أكثر وهذا ما أتمناه، وبالنسبة للتفاؤل فأنا متفائل جداً بالجمهور البحريني الذي نتمنى إسعاده ابتداءً من اليوم.

بطل جديد

سؤال أخير، توقعاتك الشخصية لبطل خليجي 21؟

- باختصار أقولها إن بطل خليجي 21 سيكون بطلاً جديداً لم يسبق له تحقيقها من قبل!.