«نرحب بكم في بلدكم البحرين، متمنين لكم حسن الاقامة والتوفيق والنجاح في مبارياتكم الرياضية، التي نرجو أن تكون بجهودكم مثالا للعمل الرياضي الهادف للروح الرياضية البناءة القائمة على التعاون والتسامح والتضحية، وهي القيم الاخلاقية السامية التي يمكن للعمل الرياضي ان يساعد على غرسها في النفوس من اجل مجتمع متعاون فاضل».

بهذه الكلمات المعبرة أعلن صاحب السمو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها عن افتتاح دورة كأس الخليج العربي الاولى لكرة القدم، وكانت الساعة تشير الى الرابعة والنصف من عصر يوم الجمعة الموافق 27 مارس/اذار من العام الميلادي 1970 حينما دخل طابور المنتخبات المشاركة: السعودية والكويت وقطر والبحرين. ثم القى رئيس اللجنة المنظمة ورئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ محمد بن خليفة ال خليفة كلمة قال فيها: «ان البحرين لتفخر ان يكون بينها اليوم شباب من البلاد العربية المطلة على الخليج العربي يحدوهم أمل واحد، ويجمعهم هدف مشترك يتجاوز في معناه وفي دلالته نطاق الرياضة، الى مجالات ارحب وأوسع تتأكد فيها روابط الاخوة بين ابناء الخليج وتتضافر فيها الجهود من اجل مستقبل مشرق باسم الأمة العربية جمعاء.

ثم انطلقت مباراة افتتاح الدورة الاولى بلقاء المنتخبين قطر والبحرين اذ اسفر اللقاء عن فوز البحرين بهدفين مقابل هدف واحد.

اللبنة الأولى

لم يكن من السهل على البحرين ان تتقدم باستضافة دورة رياضية كروية بسبب عدم حصولها على عضوية «الفيفا»، لذلك سعت البحرين جادة في الحصول على الاعتراف بعضويتها العاملة بعد أن حصلت على العضوية المؤقتة سنة 1966 للمشاركة في بطولة كأس العرب ببغداد. فأرسلت وفدا برئاسة رئيس الاتحاد الشيخ محمد بن خليفة وعضوية كل من سيف المسلم وجاسم امين بتاريخ 2 اكتوبر/تشرين الثاني 1968 الى مدينة جوادالاهارا المكسيكية لتقديم طلب العضوية الى اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي، وفي 9 اكتوبر تمت الموافقة على قبول عضوية البحرين بإجماع الدول الحاضرة. واثناء الزيارة اجتمع رئيس الاتحاد البحريني مع رئيس الاتحاد الدولي السير ستانلي راوس وقدم له دعوة لزيارة البحرين، كما عرض عليه فكرة اقامة دورة كروية خليجية.

فكرة التنظيم

والغريب ان اول من تحمس لدعم تنظيم دورة خليجية كروية تقام على ارض البحرين كانت شركة «روثمان للسجاير» على ان تشارك فيها منتخبات إمارات الخليج العربي والكويت والسعودية. وقد استحسن الاتحاد هذه الفكرة في اجتماعه المنعقد في نوفمبر/تشرين الثاني العام 1968، و لكن فكرة التنظيم الحقيقية تبلورت بشكل رسمي اثناء زيارة رئيس الاتحاد الدولي للبحرين في فبراير/شباط 1969 اذ رحب بالفكرة وتم الاتفاق على ان تقتصر الدورة الاولى على منتخبات السعودية والكويت وقطر والبحرين؛ لكونهم اعضاء في «الفيفا» باستثناء قطر التي ستحصل على عضوية استثنائية.

بعدها تقدم اتحاد الكرة بطلب رسمي لتنظيم دورة اقليمية تقام بداية العام 1970 وكان ذلك في خطاب رسمي تقدم به رئيس الاتحاد الى حاكم البحرين وتوابعها الشيخ عيسى بن سلمان، اوضح فيها رغبة الاتحاد في ذلك، وتحديد اجتماع لممثلي الدول المشاركة. وبالفعل عقد هذا الاجتماع بدار بلدية المنامة يومي 19 و20 يونيو/حزيران 1969 بحضور كل من احمد السعدون (الكويت) ابراهيم الشامي (السعودية) احمد الانصاري (قطر) برئاسة الشيخ محمد بن خليفة (البحرين)، وتم في هذا الاجتماع وضع النظام الاساسي للدورة والذي سمي «المؤتمر التمهيدي لدورة كأس الخليج العربي»، واشتمل النظام على 7 بنود بين فيها اهداف الدورة وشروط الاشتراك والشئون المالية للدورة، واشتمل ايضا على قواعد المسابقة والجوائز والطعون ومراسم الدورة.

ومن بعد ذلك بدأ الاتحاد في اعداد العدة لاستضافة الدورة بتشكيل اللجنة المنظمة العليا للبطولة واللجان التنظيمية (الحكام - الطبية - العلاقات العامة - الاعلام) اذ تقرر اقامة مباريات الدورة على ملعب استاد مدينة عيسى.

وحتى تكتمل عناصر النجاح لا بد من توافر الدعم المالي المقدم من الحكومة، وقد قام رئيس الاتحاد بتوجيه رسالة الى رئيس مجلس الدولة صاحب السمو خليفة بن سلمان آل خليفة يطلب فيها دعم اللجنة المنظمة بمبلغ 2500 دينار بحريني.