العدد 3815 - الجمعة 15 فبراير 2013م الموافق 04 ربيع الثاني 1434هـ

في عامها السابع... مجلة «الكلمة» تناقش الصراع السياسي بمصر وفضائح الديمقراطية

تفتتح مجلة «الكلمة» التي تصدر من لندن، ويرأس تحريرها صبري حافظ، عامها السابع بهذا العدد الممتاز، عدد (69)، الذي يتجاوز الستمئة صفحة لو كان مطبوعاً، ويضم بين طواياه أكثر من كتاب. فبالإضافة إلى رواية العدد الكبيرة التي جاءت هذه المرة من العراق وكتبت عن أوجاعه بعد الغزو الأميركي وقبله، هناك روايتان قصيرتان، أولاهما من تونس، والثانية مترجمة عن الروائي الأميركي الكبير وليم فوكنر. وهناك كتاب عن الأديب الصيني مو يان الذي حصل على جائزة نوبل هذا العام، يتكون من أشمل دراسة ضافية عنه بالعربية، وأول حوار طويل معه بها، وترجمة لفصل من آخر أعماله.

وكتاب آخر عن رائعة الطيب صالح «موسم الهجرة إلى الشمال»، ومجموعة قصصية من البحرين، وديوان شعر من مصر، وملف عن «الأدب والثقافة الرقمية»، فضلاً عن عدد كبير من الدراسات النقدية عن القصة الفلسطينية والرواية السعودية والعمانية والليبية، وقضايا الأنساق الثقافية العربية، أو النخبة الجزائرية ودراسة ضافية عن العلاقة بين الفن والسلطة عبر التاريخ، وغيرها من الدراسات التي تتابع زخم الواقع الثقافي العربي، وتقدم إلى القارئ بعض أحدث إبداعاته في القصة والشعر والمسرح والفن التشكيلي. فضلاً عن متابعتها المستمرة لقضايا الربيع العربي وتناولها مساراته وهمومه، فضلاً عن المزيد من القصائد والقصص، والأبواب المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.

ويعود رئيس تحرير الكلمة صبري حافظ في افتتاحية موسومة بـ»منارة العقل أمام زحف الظلام» إلى تلك الشروط التي أسست استمرارية الكلمة، حيث امتزج النبل الإنساني بالقيم الأصيلة والتجذر برسالة المجلة وخط تحريرها كمجلة لحراس الكلمة كقيمة فكرية وأخلاقية نبيلة، وليست لكلاب الحراسة الذين يوطئون الثقافة لخدمة السلطة.

وتنشر الكلمة ملفّاً عن «الأدب والثقافة الرقمية» أعدده محررها عبدالحق ميفراني، سعياً وراء تشكيل خطاب جديد عن مضمرات هذا التقاطع ووشائجه المعرفية والتكنولوجية. وهو الملف الذي شاركت فيه نخبة من الكتاب والباحثين العرب.

في باب دراسات يواصل الناقد صبري حافظ رحلة الاستقصاء حول العوالم الروائية المدهشة للمتوج بجائزة نوبل مو يان ومن خلاله نتعرف على سمات الأدب الصيني الحديث. ويسجل الناقد الفلسطيني فخري صالح في «المشهد القصصي في فلسطين» مسيرة القصة الفلسطينية القصيرة طوال قرن من الزمان، منذ بداياتها الأولى عند خليل بيدس وصولاً إلى أحدث تجلياتها المعاصرة في رصدها لواقع ما بعد أوسلو. مهتمّاً بتسجيل المسار الفني مع تبدلات الرؤى والعوالم القصصية عند منعطفات التحول في التاريخ الفلسطيني. وتستخدم الباحثة السورية بهيجة مصري إدلبي في دراستها «العتبات النصية في الرواية النسائية السعودية»، منهج الباحث الفرنسي الشهير جيرار جينيت في الكشف عن العلاقات الثرية بين عتبات النص وما يستخدمه من استهلالات وعناوين لتعزيز شبكة المعنى فيه، وخلق بنية هذا المعنى التي تناظر في تشابكاتها وتعقدها بنية النص ذاته. وتتناول الباحثة المصرية أمل نصر في «مسارات للفن والسلطة» المؤثرات السياسية الفاعلة في مسار الفن منذ عصر النهضة إلى القرن العشرين. وتبين طبيعة الجدل القائم بين الفن والسلطة عبر تلك الرحلة الطويلة، بصورة تقود للقول إن الذائقة في تاريخ الفن عرفت صراعاً حادّاً بين ثوابت السلطة المهيمنة، وبين حرية الإبداع ورغبة الفنان في استشراف الأصقاع الجديدة.

وفي قراءة نقدية ضافية بعنوان: «فرسان الأحلام القتيلة: الحلم واقعاً!» يرى الباحث العراقي عذاب الركابي في رواية الروائي الليبي إبراهيم الكوني، الأخيرة سرداً تسجيليّاً يتكئ على تخييل تنصهر فيه الحدود الفاصلة بين الواقع، وبين مفردات الحلم على مستوى منطق اللغة وبنية الحدث وحراك الشخصيات وتكوين حبائل القص في سبيل «الحرية» كقول وفعل سردي.

ويقدم الباحث المغربي محمد الدوهو في دراسته «استراتيجية إعادة إنتاج الأنساق الثقافية العربية» قراءة متأنية لكتاب الناقد السعودي عبدالله الغذامي وقضية إعادة انتاج الأنساق الثقافية العربية المترسخة في العقل والوجدان منذ العصر الجاهلي، ودورها في الحيلولة دون إحداث القطيعة الثقافية الضرورية للانطلاق نحو حداثة حقيقية، ونهضة قادرة على الإبداع والحوار بين عقل نقدي حر وأنساق تستحق النقد والتغيير. وتقارب دراسة الباحث الجزائري عبدالوهاب شعلان «النخب الجزائرية وسجال اللغة والهوية» مسارات السجال حول اللغة والهوية في تاريخ الجزائر المعاصر، رصد لمجموعة من التحولات المفصلية في هذه المسيرة. بينما يكتب الباحث الفلسطيني نبيه القاسم حول «مركزية الموت وأنسنته في «كولاج» سميح القاسم»، عن جداريته الخاصة التي يتميز فيها الموت عن ذلك المكتوب في قصائدَ تحدّث فيها عن الموت وتغنّى به، واتّخذته غاية ثوريّة مُفجّرَة لطاقات البطل الثوريّ الفدائي.

ويقدم الباحث أفنان القاسم في دراسته عن رائعة الطيب صالح «موسم الهجرة الى الشمال» (دراسة/ كتاب) تحليلاً بنيويّاً يهتم بتشكلات البنية وحل شفراتها للكشف عن دلالات النص وكوامن ما ينطوي عليه من رؤى ومواقف، من حقائق وأوهام عن الذات والآخر على السواء. ويقدم الناقد المصري شوقي عبدالحميد يحيى في «أيها العربي...لماذا أنت هنا؟» قراءة نقدية في واحدة من روايات الثورة العربية التي نشرتها (الكلمة) قبل عام ونيف. تكشف عن تحولات السرد في هذه الرواية، وعن قدرتها على استشراف المستقبل وتمهيد الطريق إليه.

باب شعر يفتتحه الشاعر المصري المرموق محمد سليمان بقصيدة «مثل وباء»، وهي قصيدة تقطر تجربة الثورة المصرية، وركوب العميان عليها. ومعه تقدم الكلمة ديوان العدد «الحياة الصغيرة» للشاعر سالم أبو شبانة وهو ديوان مسكون بوجع العالم وبقدر الشاعر الطافح بالهم الإنساني. هذا الى جانب نصوص الشعراء: محاسن الحمصي، موسى حوامدة، منى حسن محمد، عبداللطيف الإدريسي، أنس أبو عريش، خليل الوافي، وحيد القريوي، محمد قنور، ونيس المنتصر.

في باب السرد نقرأ رواية العدد «وحدها شجرة الرمان» للروائي العراقي سنان أنطون، حيث ينتقى الروائي العراقي شخصيته من القاع العراقي ومغسل الموتى، أهم الأماكن الحيوية في ثلاثين السنة الأخيرة. ومجموعة قصصية للقاصة البحرينية ليلى السيد موسومة بـ»أبيع كذبا، أشتري حياة» حيث تنسج القاصة مجموعتها القصصية المبنية على الحياة والكذب في بنية تروي مشاهد رواية مكثفة على لسان راوية واحدة تمزج الحلم بالواقع.

ويكتب المبدع التونسي محمد خريف نصّاً روائيّاً قصيرا وسمه بـ «جعة الدرع» نص مكثف بلغة شعرية يتداخل فيها الإنسان وهمومه بهموم الكائنات الأخرى. ونقرأ لوليم فولكنر رواية قصيرة أخرى «يا للعجب» حيث يرسم الروائي الأميركي الشهير أجواء الجنوب الأميركي عائداً إلى فترة الصراع بين الرجل الأبيض القادم والسكان الأصليين (الهنود).

وضمن المحور الخاص بالكاتب الصيني مو يان تنشر «الكلمة» ترجمة للفصل الأول من روايته الأخيرة «الضفادع»، وهي الرواية التي تجسد أوجاع سياسات الطفل الواحد في الواقع الصيني. هذا الى جانب نصوص المبدعين لؤي حمزة عباس، لمياء الآلوسي، أحمد الفطناسي.

بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و»أنشطة ثقافية»، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع «الكلمة» في الانترنت: (www.alkalimah.net).

العدد 3815 - الجمعة 15 فبراير 2013م الموافق 04 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً