العدد 3831 - الأحد 03 مارس 2013م الموافق 20 ربيع الثاني 1434هـ

كيري: مصر في حاجة لإصلاح اقتصادها وإبرام اتفاق مع صندوق النقد

الرئيس المصري أثناء استقباله وزير الخارجية الأميركي أمس - reuters
الرئيس المصري أثناء استقباله وزير الخارجية الأميركي أمس - reuters

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم السبت (2 مارس/آذار 2013)، إن حاجة مصر إلى عودة اقتصادها للوقوف على قدميه أمر بالغ الأهمية وملحّ وإنه يتعين على الحكومة التوصل إلى اتفاق بشأن قرض مع صندوق النقد الدولي.

وتراجعت احتياطيات مصر من العملات الأجنبية إلى ما يزيد قليلاً على ثلث مستوياتها قبل ثورة العام 2011 وفقدت عملتها أكثر من ثمانية في المئة مقابل الدولار منذ نهاية العام الماضي (2012).

وقال كيري لمديري شركات مصريين وأميركيين في القاهرة: «إنه لأمر بالغ الأهمية وضروري وملحّ أن يشتد عود الاقتصاد المصري وأن يعود للوقوف على قدميه».

وأضاف «من الواضح لنا أنه يجب التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وأننا يجب أن نمنح السوق تلك الثقة».

وكانت مصر قالت يوم الخميس (28 فبراير/شباط 2013)، إنها ستدعو فريقاً من صندوق النقد الدولي لاستئناف محادثات قرض بقيمة 4.8 مليارات دولار الذي اتفق عليه من حيث المبدأ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ لكن تقرر تجميده بناء على طلب من القاهرة في خضم أعمال عنف في الشهر التالي.

ولاتزال مصر أكبر الدول العربية سكاناً منقسمة بشدة بعد عامين من الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك مع تعهد كثير من أحزاب المعارضة بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقرر أن تجرى على أربع مراحل بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران هذا العام. ونظراً إلى أنه من المحتمل أن يتضمن الاتفاق مع صندوق النقد إجراءات مؤلمة، دعا كيري إلى التوصل إلى توافق على كيفية معالجة المشكلات.

وقال بعد اجتماعه مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو: «نرى أنه من المهم في لحظة التحدي الاقتصادي الخطير هذه أن يتوحد الشعب المصري (...) بشأن الاختيارات الاقتصادية وأن يتوصل إلى أرضية مشتركة».

وأوضح عمرو أن مصر تتوقع من واشنطن المساعدة في تحقيق استقرار الاقتصاد. وقال: «نتوقع من الولايات المتحدة كصديق وحليف وكصديق استراتيجي وخاصة أنها ستقف إلى جانب مصر في هذه المرحلة التي نمر بها وخاصة في الموضوعات الاقتصادية». وقال كيري، إن واشنطن تريد دعم العملية الديمقراطية. وتابع «لسنا هنا كي نتدخل وإنما لنستمع (...) لسنا هنا كي نطلب من أحد أن يقدم على هذا التحرك أو ذاك مع أن لدينا وجهة نظر وبالتأكيد سأعلنها. لكن ما ندعمه هو الديمقراطية والشعب والأمة المصرية».

وقال كيري إنه سيجري محادثات مع مرسي يوم الأحد (أمس) بشأن أشياء يمكن للولايات المتحدة أن تقدمها لمصر من بينها مساعدة الاقتصاد المصري ودعم الشركات الخاصة وزيادة الصادرات المصرية للولايات المتحدة.

لكنه أضاف أن واشنطن تريد معرفة ما إذا كانت «مصر ستتخذ القرارات الاقتصادية الأساسية الصائبة فيما يتعلق بصندوق النقد الدولي».

والعلامات على الأزمة الاقتصادية كثيرة. فالواردات من القمح اللازمة لإطعام سكان يتزايدون بسرعة وصل عددهم إلى 84 مليوناً تتراجع بشدة إلى الآن هذا العام على رغم تصريح الحكومة بأنها تعطي الأولوية في تخصيص الدولارات لمستوردي الغذاء.

كذلك أعلنت الحكومة في وقت سابق زيادة بنسبة 50 في المئة في سعر زيت الوقود المدعوم للمستهلكين باستثناء الصناعات ذات الأولوية ومن بينها إنتاج الغذاء والكهرباء.

وقلص البنك المركزي كمية الدولارات التي تطرح من خلال البنوك التجارية؛ ما أجبر كثيراً من الشركات على التحول إلى السوق السوداء للعملات.

وكان مسئول أميركي كبير قال في وقت سابق أمس إن كيري سيشدد على أهمية تحقيق توافق سياسي في مصر بشأن إصلاحات اقتصادية مؤلمة لكن ضرورية للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي.

وترى الولايات المتحدة ضرورة أن تزيد مصر حصيلة الضرائب وأن تخفض دعم الطاقة وهي إجراءات من المرجح ألا تحظى بتأييد شعبي إذا أجبرت حكومة الإخوان المسلمين التي يقودها مرسي على اتخاذها. وأبدى وزير الاستثمار أسامة صالح أمله في إمكانية إبرام اتفاق بنهاية أبريل.

وقد جمّدت الحكومة المصرية قرار زيادة الضرائب لكن من المرجّح أن يواجه الرئيس محمد مرسي احتجاجات شديدة نظراً إلى أن خفض الدعم الذي يطالب به صندوق النقد سيرفع تكاليف المعيشة في بلد ينتشر فيه الفقر.

وتلتهم مخصصات دعم الطاقة نحو 20 في المئة من موازنة الحكومة؛ ما يزيد من العجز الذي من المتوقع أن يرتفع إلى 12.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية الحالية.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن مجموعة من المتظاهرين المعارضين لمرسي أشعلت النار في صور لكيري أمام وزارة الخارجية.

وكانت مجموعة صغيرة من المحتجين المعارضين نظمت في وقت سابق مسيرة من ميدان التحرير مركز انتفاضة العام 2011 إلى وزارة الخارجية للاحتجاج على الزيارة.

العدد 3831 - الأحد 03 مارس 2013م الموافق 20 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً