العدد 3842 - الخميس 14 مارس 2013م الموافق 02 جمادى الأولى 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

مؤهلات من نوعٍ آخر...

قد يبدو ما سأكتبه مُكرراً ممجوجاً، ولكنه تحوَّل إلى ظاهرة حقيقية ومتجددة ومتزايدة، ورغم أن الحديث عنها قد يقتل الأمل ولا يبعثه من جديد في نفوس الخريجين والخريجات، ولكنه على الأقل سيُشفي غليلهم ويُذكرهم بأن الخلل لم يكن يوماً فيهم، بل في المجتمع الذي لم يُقدر ما تفانوا في تحقيقه...

في السابق كانت النتائج التي نتمناها لبلوغ أهدافنا تحتاج أسباباً فقط، نحن المسئولون في الغالب عن خلقها وتهيئتها، أحدها أن يدرس الطالب وينجح ويتفوق رغبةً منه في إيجاد عملٍ يتوافق ومؤهله الأكاديمي الذي كدح لسنواتٍ طوال للحصول عليه، فبذلك يكون نجاحه سبباً في الحصول على العمل، وهو إحدى النتائج التي يرجو تحقيقها.

اليوم نحن نعيش عصراً مختلفاً يبحث فيه أرباب الأعمال عن مؤهلاتٍ مختلفة تماماً عما عهدناه في السابق، بات الحصول على عملٍ مناسب بعد التخرج أصعب مما يمكن على الخريج تخيله أو رؤيته صدفةً في أحلامه، مؤهله الأكاديمي لا يعني شيئاً إن لم يكن مؤهلاً من نوعٍ آخر، وما أكثر تلك المؤهلات من النوع الآخر التي قد تجعل طالباً بليداً أو حتى جاهلاً يتبوأ أعلى الرتب.

اليوم اسمك أو اسم عائلتك قد يُحدد إن كنت مؤهلاً للوظيفة أو لا، عنوانك أو منطقة سكنك، علاقاتك، ملابسك، قوامك أو تسريحة شعرك، قدرتك على التملق والتسلق ولعق الأحذية وأمور أخرى تنضوي تحت هذه القوائم وغيرها...

يُحدثني أحدهم من جاليةٍ أخرى وفي عينيه ترتسم علامتي استفهامٍ وتعجبٍ معاً فيقول: «مديري له القدرة على تحديد الشخص المؤهل من اسمه أو اسم عائلته دون الحاجة إلى رؤية سيرته أو مؤهلاته أو مقابلته!» ثم يسألني: «كيف يُمكنه تحديد كفاءة شخص بهذه الطريقة؟»، أجيبه: «هنالك مجموعة من الأسماء يتم إدراجها تلقائياً في القائمة السوداء (البلاك ليست) اختصاراً للوقت والجهد»، لم أجشم نفسي عناء الخوض في تفاصيل ذلك حتى لا تتحول نظرة التعجب في عينيه إلى سيلٍ عارمٍ من نظرات الازدراء لمديره ذي القدرة الخارقة!

وسمعت إحداهن تقول مرة لصديقتها ناصحةً - ولم أكن أقصد استراق السمع على أي حال -: «إن أسرع الطرق للحصول على عمل تشمل الآتي: إن أردتِ الطريقة الاعتيادية فعليكِ وضع صورة جميلة في سيرتكِ الذاتية وإن حدث وتم الاتصال بك لمقابلة العمل فعليكِ ارتداء ما قل ودل - آثرت أن أكتبها بهذه الطريقة عِوضاً عن الطريقة الرخيصة التي قيلت بها - وجعل وجهكِ دفتر تلوين! وإن أردتِ الطريقة السريعة فعليكِ توسيع دائرة علاقاتكِ لا سيما بالمتنفذين وصناع القرار والمسئولين عن التوظيف...».

ولعلي لم أستغرب كثيراً من تلك النصيحة فقد قالت لي إحدى مسئولات التوظيف في أحد القطاعات ذات مرة بأن مدراء الأقسام يفرضون عليها شروطاً من نوعٍ خاصٍ جداً في اختيار موظفاتهم من الجنس اللطيف على وجه التحديد!

في الختام، أعزي إخواني الخريجين وأخواتي الخريجات في موت آمالهم بالحصول على أعمالٍ تتناسب مع مؤهلاتهم بعد كل السنوات التي أمضوها على مقاعد الدراسة... عزيزي الخريج إن كنت لا تملك النوع الآخر من المؤهلات فلن تجد أمامك إلا تعبئة خزانات السيارات في محطة البترول، أما أنتِ عزيزتي الخريجة فعليكِ انتظار عريس الغفلة حتى تستحقي لقب «ربة منزل» كمسمى وظيفي، مع احترامي الشديد لكل العاملين في محطات البترول وربات المنازل، وازدرائي الشديد لكل أصحاب المؤهلات من النوع الآخر ولجميع من يُعول عليها!

إيمان علي دعبل


في ذكرى «انتفاضة 5 مارس 1965»

شهدت أرض البحرين انتفاضة جريئة شملت كل شبر وشارع وكل مدينة وقرية في الدفاع عن المواطن البسيط وخاصة عن العامل الذي يشتغل في شركة نفط البحرين.

فعلى مدى أزيد من ثلاثة أسابيع والمظاهرات اليومية شملت هذه الأرض إضراباً امتدّ من مدينة إلى أخرى من الرفاع وسترة والمحرق والمنامة حيث امتدت فيها الإضرابات بشتى أنواعها إلى أن شلّت حركة الأسواق والمؤسسات التجارية على اختلاف أنواعها على مدى ثلاثة أسابيع حتى اضطرت تلك الشركة في الرجوع إلى قرارها ورجوع كل العمال إلى أعمالهم ومراكزهم الوظيفية بكل عزة وكرامة.

وسارت الأمور على ما يرام فبعد مدة من الأمر نتذكر أمن الدولة «السيئ الصيت برجالاته حتى طافوا بمداهمات وحشية خاصة في ليالي المحرق الهادئة الوادعة الآمنة استطاعوا إخراج شباب ورجال من بيوتهم وزجّهم في السجون الظالمة دون محاكمات تماماً مثلما أوهمت السلطات الاستعمارية منازل أحرار البحرين مثل الشملان والباكر والعليوات وغيرهم من رموز البطولة وهم نائمون بين أولادهم وعائلاتهم وأخذهم في السجون... تحركت الحركات التحررية ضد كل ظالم».

كنت في دورة تدريبية في تونس الشقيق وعلى أيام المرحوم الرئيس الحبيب بورقيبة. دخلنا مكتب رئيس ديوان قيس الأراضي فبعد البسطة الرائعة عن تاريخ هذا الديوان العريق وبشرح دقيق عن كل إدارة وكل قسم حيث تعرفنا على أكبر مسئول وما أعظم هذا المسئول الذي لا يعرف أن يغلق باب مكتبه أبداً، ففي جلسة ومناقشة عن الأراضي أخذني الفضول وقد سألته هل هناك تجاوزات في الأرضي؟ قال أي شكل من التجاوزات؟ رددت عليه مثل هل يقدر أي مسئول أو وزير يضع يده على أرض؟ قبل جوابه ابتسم بابتسامته الحقيقة بعدها قال لدينا حكومة قوية ورئيس أقوى وأقوى لا يرضى بأي شيء اسمه فساد لم يحدث أي شكل من الأشكال ولكن العقوبات تقول إن أي شيء مثل تلك يقابله الحبس بالمؤبد. مع الأشغال الشاقة.

وزير الداخلية تعدى على رصيف عرضه عشرة أقدام وأدخله في سور بيته، رفع هذا المسئول إلى الرئيس وأخبره أمامك عشرة أيام أن تزيل جدار بيتك بعدها أقال هذا الوزير لك الرحمة الواسعة يا الحبيب بورقيبة.

عبدالرحمن راشد القصاب


غصة...

كُنتُ ممدّدَة بجسدِي الذي انحنَى على فراشِي وأشلائِي صارت كشرنقة ذابلة تغرف أفكارها المشتتة بين الأنفاس، لسَاني يهمهمُ بلغاتٍ لا أذكر إلى أين تعود وصوتِي بالكاد يخرج من بين أضلعِي!

هكذا كُنتُ أنا مُنذ أن هام بعيدًا، صار شوقُه يحوم فيَّ وسرابه يسطر بغرابة، يترنح بحروفه التي لاتزال تهرول في أنفاسي، عيناه ونظراتُه التي تلمَحُنِي فِي كُل لقاء ينسجه لنا القدر، تتأتى أسنانِي عن الحديث ويصُيبنِي البردُ القارس كأنما الشِّتَاءُ بفصلِه أتى يشدو بيننا!

كُلما حاولتُ أن أنساه، وأبعِد طبعةَ ملامحه من بين خيالي، أشِدّ الرحال عن تلك الطرق التي التقت عيناي بعينيه، أمزقُ كل ذكرى مضغت ألوانها بهيبة غريبة، وأبعثر صوته المتعلق بأطراف أذني، إلا أنها في كل مرة تعودُ جميعها تتخايل رقصًا وهي تصرخ في أعماق دماغي!

أذكِرُ رسائلهُ ورسائِلي، حروفي التي سطرتها على كل صورةٍ رأيناها نحن الاثنين، تعانِق أصابعَ اللقاء وهي تسجِلُ كل لقاءٍ في الذاكرة، لم يكن من السهل نسيانه أبدًا... بِتُّ أحاول الابتعاد عن طقطقة الحروف لكَي أنساه وأبعده عن مخيلتي تمامًا، لكِن حتى إلهامِي متعلقٌ به ويتغلغل في نسيمِ شهيقي!

إسراء سيف


عافك الخاطر

ماني من اللي يرخص النفس للي باعني بأرخص ثمن ويرديني

لأني بالوفا عاهدت نفسي لكل محب وماله داعي تترجيني

واللي يبيني يمّه الروح تنساق واللي سلاني عنه القلب يبليني

لا تزيد الجرح جرحين يا محبوبي واليوم لك ما أرخص كل غالي يلفيني

وما ألقى للقلب من يداوي جرحه بعد النزف اللي يمنيني

كلاً بطريقه واللي يريدني والله ما أعوفه واللي بهالدنيا يعافيني

وأرخص له هالدنيا بما فيها وله عمري وروحي وكل ما يسليني

خلاص أبعد ياللي كنت محبوبي وشف لك درب عني ينجيني

اِرحل عني وهاجر كالغريب لشوف دربي وحياتي اللي تعنيني

كفايه تجريح وعذاب بعدك عني أغلى هدية بالوجود تهديني

ياللي عافك الخاطر بعد الشقا والعذاب إلـ ضيَّع سنيني

حميد المرهون

العدد 3842 - الخميس 14 مارس 2013م الموافق 02 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • جعفر الخابوري | 7:35 ص

      قلعة البحرين

      كشفت الحفريات التي قامت بها البعثة الدنماركية والفرنسية على الساحل في الفترة من ( 1955م إلى 1956م ) عن الجزء المحوري من مبنى الحصن، أي من البرج الشمالي إلى البرج الحنوبي. وقد كشفت أعمال التنقيب في عامي 1977 م، و 1978 م ، عن الجزء الأكبر من السور الشمالي، وكذلك المخطط الداخلي للقاعة الشمالية. ويقع البرج المحلي في الجانب الشرقي ، فيما يضم الجانب الغربي المدخل الفخم. وقد أتاحت هذه الاكتشافات للآثاريين فرصة فهم التصميمات التي أقيم على أساسها البناء ، وكذلك التعرف على الأغراض التي من أجلها

اقرأ ايضاً