العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ

اليمنيون يستعدون للبدء بحوار وطني صعب

يمنيون يمرون بالقرب من إعلان دعائي للحوار - afp
يمنيون يمرون بالقرب من إعلان دعائي للحوار - afp

ينطلق يوم الإثنين المقبل في اليمن، وهو البلد العربي الوحيد الذي أسفرت فيه الاحتجاجات الشعبية عن انتقال منظم للسلطة، حوار وطني بالغ الأهمية لمستقبل البلاد التي تبدو وحدتها التي حققتها قبل 23 عاماً مهددة بفعل مطالبات بانفصال الجنوب.

وسيجمع مؤتمر الحوار خلال 6 أشهر 565 مندوباً يمثلون الأحزاب السياسية والمحافظات الجنوبية والتمرد الحوثي في الشمال إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني. ويفترض أن يصل الحوار إلى وضع دستور جديد للبلاد وفتح الباب أمام تنظيم انتخابات عامة في فبراير/ شباط 2014، تزامناً مع انتهاء المرحلة الانتقالية التي بدأت في فبراير 2012 بموجب اتفاق انتقال السلطة.

وتخلى الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عن السلطة من خلال هذا الاتفاق، وذلك بعد عامٍ تقريباً من الاحتجاجات. وتأخر انعقاد الحوار خصوصاً بسبب تحفظات «الحراك الجنوبي» الذي يطالب معظم فصائله بالانفصال والعودة إلى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990.

ويستعد الجناح الأكثر تشدداً في الحراك بزعامة نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض، للتظاهر اعتباراً من اليوم (السبت) في عدن، كبرى مدن الجنوب، رفضاً لهذا الحوار. وتقاطع الحوار شريحة واسعة من «الحراك الجنوبي».

وقال الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني أحمد عوض بن مبارك لوكالة «فرانس برس» إن «الرئيس عبدربه منصور هادي ومبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر يضاعفان الجهود لإقناع الفصائل المترددة في الحراك الجنوبي بالمشاركة في الحوار».

وبحسب بن مبارك، فإن «الباب سيظل مفتوحاً أمام كل الفصائل التي تود الانضمام في أي وقت للحوار» المدعوم من قبل الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وهما الجهتان الراعيتان لاتفاق انتقال السلطة والحوار.

وقال المحلل اليمني عبدالغني الارياني إنه في ظل غياب «الحراك الجنوبي» المنقسم بين مطالبين بالفدرالية ومطالبين بالانفصال الكامل، «ستكون انطلاقة الحوار بروتوكولية». وأضاف إن «الحوار الحقيقي لن يبدأ إلا عندما يأتي الجنوبيون ليتكلموا بصوت واحد»، وهو أمر يمكن أن يتحقق «إذا ما بادرت الحكومة إلى تلبية مطالبهم».

ويطالب الحراك خصوصاً بإعادة دمج نحو 60 ألف موظف في القطاع العام والجيش والقوى الأمنية تم فصلهم «تعسفياً» أو أحيلوا إلى التقاعد المبكر بعد محاولة انفصال جنوبية أجهضها الشمال بالحديد والنار في العام 1994، فضلاً عن إعادة أراضٍ يقول الجنوبيون إن شماليين نافذين وضعوا يدهم عليها.

من جهته، قال المحلل في معهد بروكينغز بالدوحة إبراهيم شرقية إن «جنوبيين كثر سيستمرون بالمطالبة بالانفصال عن حكومة صنعاء التي لا يثقون بها» إذا لم يتم أخذ مخاوف «الحراك الجنوبي» بعين الاعتبار. وحذر المحلل في دراسة نشرها أخيراً من أن «القرارات السيئة التي تؤخذ خلال المرحلة الانتقالية يمكن أن تدمر العملية السياسية وتؤجج الفوضى وعدم الاستقرار».

وبحسب شرقية، فإن وجود الرئيس السابق علي عبدالله صالح في اليمن حيث مازال يرأس حزب المؤتمر الشعبي العام صاحب أكبر كتلة برلمانية، «يعقد أيضاً الحوار الوطني... وعملية المصالحة». وإضافة إلى القضية الجنوبية، سيتطرق الحوار إلى مسألة التمرد الحوثي في شمال البلاد وتأجج التوترات الطائفية.

وينتمي الحوثيون في الأساس إلى الأقلية الزيدية الكبيرة التي يتركز حضورها في شمال غرب البلاد، لكنهم تقاربوا بحسب المراقبين إلى حد كبير مع الشيعة الإثني عشرية خلال الأعوام الماضية، فيما يتهمهم خصومهم بالولاء لإيران وبالحصول على أسلحة منها.

ومازال اليمن يواجه موجة عنف مصدرها تنظيم «القاعدة» فضلاً عن تحديات اقتصادية هائلة. وسيحظى حزب المؤتمر الشعبي العام بـ 112 مقعداً في الحوار بينما سيحصل الحراك الجنوبي على 85 مقعداً والحوثيون على 35 مقعداً.

ويفترض أن تنبثق عن مؤتمر الحوار تسع لجان يمكن أن تجتمع في عدن وفي مدن أخرى مثل المكلا (جنوب شرق) وتعز (جنوب صنعاء) والحديدة (غرب)، وإنما أيضاً في الخارج، كمقر الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من المنظمين.

ولضمان أمن المشاركين في الحوار، منعت السلطات حمل السلاح في صنعاء وفي المدن الكبرى حيث سيتم نشر 60 ألف جندي وشرطي.

العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • انور العياشي | 4:26 م

      لاحوار مع المحتل ... الا باستعادة الدولة الجنوبية

      شعب الجنوب يرفض الحوار مع المحتل , الا برعاية دولية وعلى مبدء فك الارتباط بين الدولتين , واستعادة الدولة الجنوبية
      وشعب الجنوب خرج باربع مليونيات متتالية بالعاصمة عدن وحضرموت ليعلن رفضة للمحتل وحوار الطرشان بصنعاء
      وستكون المليونية الخامسة ب 17 و 18 مارس اكبر رسالة من شعب الجنوب الى العالم اجمع ان القرار قرار الشعب الجنوبي برفض المحتل .. وان ارادة الشعوب لاتكسر ابدا مهما كانت الضغوط
      وانها لثورة حتى النصر

    • زائر 5 | 4:13 م

      سيحق الله الحق وان طال الوقت

      سيحق الله الحق وان طال الوقت

    • زائر 4 | 4:11 م

      شعب الجنوب يرفض الحوار مع المحتل اليمني

      الشعب الجنوبي يرفض الحوار الا برعاية دولية وتحت مبدء فك الا ارتباط بين الدولتين و استعادة الدولة الجنوبية المحتلة
      ومليونية 17 و18 مارس ستكون اقوى رسالة للعالم ان شعب الجنوب يرفض الحوار مع المحتل وان لا مطلب لة الا ايتعادة الدولة
      ومليونية القرار قرارنا بالعاصمة عدن وحضرموت سترسل رسالة للعالم ان القرار قرار الشعوب وليس قرار المصالح الدولية والاقليمية

    • زائر 3 | 3:48 م

      لاحوار مع قتلة ابناء الجنوب العزل

      شعب الجنوب شعب مطالب بدولته التي احتلة واجتيحت عسكريا من قبل الاحتلال الشمالي صنعاء فكيف تحل قضية دوله بحوار مثل هذا فشعب الجنوب بجميع ابنائه قد قررو عدم الدخول في حوار مع القتله الذينا كل يوم واخره يقتلون ابناء الجنوب العزل وكاننا لسنا بشر ولن ندخل في حوار الابين دولتين وتحت رعايه دوليه تضمن حقوق شعب الجنوب ودولته واي فصيل من الحراك يتبنا غير ماذكر فلا يمثلنا لامن قريب ولابعيد فالقرار قرار الشعب الجنوبي والفصائل لاتمثل شعب الجنوب فهو يمثل نفسه

    • زائر 2 | 2:57 م

      شعب الجنوب لن يشارك بالحوار اليمني

      "‏شعب الجنوب يناضل من اجل استعادة دولته سلمياً وقدم في سبيل ذلك الآف الشهداء والجرحى والمعتقلين .. ان الوحدة اليمنية انتهت باحتلال الجنوب عام 1994م والوضع القائم هو احتلال وعلى مجلس الامن الدولي ان يفعل قراراته 924 و931 الصادرة عام 1994 ولايتعامل بمعايير مزدوجة ويساعد النظام اليمني على ارتكاب الجرائم في الجنوب.
      ان شعب الجنوب لن يشارك بالحوار اليمني ولن يعترف بنتائجة وسيستمر في نضاله حتى تحرير ارضه من الاحتلال اليمني واستعادة دولته‏"

    • زائر 1 | 1:51 م

      لا حوار تحت مدفع الاحتلال

      شعب الجنوب مجمع على رفض الحوار تحت سلطة الاحتلال والعصيان المدني دليل اجماع ومن نطق بغير ذلك فهو لا يمثل الا نفسه ويحشد الجنوب لاقامة مظاهرات مليونيه في يوم عقد المؤتمر رفضا للحتلال ووجوده وعلى صنعاء الا تفرض قوتها على شعب الجنوب للتحاور على الجنوب بما يخدم مصلحتها ويثبت اركان احتلالها وعلى المجتمع الدولي ان لا يتجاوز حقائق الوضع الموجود في جنوبنا المطالب بالاستقلال وفك الارتباط مع وحدة القتل ونحمل المجتمع الدولي المسؤليه تجاه اي تصرفات رعنا من قبل الاحتلال لخمد ثورة الجنوب بالقوه

اقرأ ايضاً