العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ

من صاحب الفكرة... أسبابها ودواعيها... الغاية والوسيلة... الصعوبات والمخرجات المتوقعة؟

الأكاديمية أوجدت لمعالجة النواقص والسلبيات في كرة اليد البحرينية 

15 مارس 2013

خطف اتحاد اليد قبل نحو 8 أشهر من الآن الأضواء لما أعلن رئيسه علي عيسى عن تأسيس أكاديمية كرة يد في البحرين، ولم يتفاعل كثيرون في مجتمع كرة اليد البحرينية على أساس أن الفكرة تبدو كالحلم الذي من الصعوبة أن يتحقق، والبعض ذهب إلى القول بأنها مجرد دعاية انتخابية، إذ إن الإعلان الرسمي جاء قبل نحو الشهرين من نهاية الدورة الماضية، ولكن بوادر الأكاديمية بدأت يوما بعد يوم بدءا بوصول المدير الفني الصربي بوها رستو، ثم التعاقد مع مدرب للحراس ومدرب مساعد وطني، وأخيرا وصول المدربة الكرواتية.

التعاقد مع المدربين جاء من أجل تشغيل الأكاديمية، ولكن مجتمع كرة اليد البحرينية لا يعرف تفاصيل ما يحدث داخل الأكاديمية، لذلك «الوسط الرياضي» يستضيف رئيس الاتحاد علي عيسى للحديث عن الجوانب الإدارية فيما يخص الفكرة وولادتها ومن صاحبها، بالإضافة إلى الأسباب التي جعلت الاتحاد يفكر في الأكاديمية، في حين المعروف أن الأكاديميات في الدول المتقدمة موجودة في الأندية، والتساؤلات الأهم هي الوسيلة للوصول للغاية والصعوبات التي تواجه الأكاديمية في الوقت الحالي، بالإضافة إلى الوقت المتوقع لولادة المخرجات. وإليكم نص الحوار المطول مع علي عيسى.

فكرة أكاديمية للعبة كرة اليد فكرة رائدة وأخذت بعد إعلانها بشكل رسمي اهتمام الكثيرين في الشارع الرياضي، هل لك أن توضح كيف ولدت الفكرة قبل الدخول في تفاصيلها؟

بدأت أفكر في الأكاديمية في آخر عام للدورة الماضية وطرحتها على مجلس الإدارة في ذلك الوقت ولقيت تشجيعا منهم ومنذ تلك الحظة بدأنا العمل، اجتمعنا مع اللجنة الأولمبية البحرينية، بالإضافة إلى وزارة التربية والتعليم، وحصلنا على ترحيب ومباركة، وهذا أعطانا دافعا أكبر لكي نبدأ الخطوات العملية، وضعنا استراتيجية عمل، نراقب عمل الأكاديمية بشكل مباشر وبالتأكيد هناك عيوب ودورنا هو رصدها وإنهاء وتذليل كافة الصعوبات حتى تصل الأكاديمية للوضع الأكثر مثالية.

الأندية المتقدمة في العالم لديها أكاديميات منتجة، كيف فكرت في إقامة أكاديمية متخصصة في لعبة كرة اليد وما هي الحاجة؟

النواقص في لعبة كرة اليد البحرينية معروفة، وحاولت الإدارة في الدورة الماضية معالجتها، إلا أنه مع الأسف لم تحقق المطلوب، النواقص التي أراها بحسب خبرتي في اللعبة في جانبين، الجانب الأول فني يتعلق بعدم توافر اللاعب الأعسر (الأشول) وقامات اللاعبين وعدد حراس المرمى ذوي الكفاءة بالأندية. الجانب الثاني جغرافي، إذ يلاحظ أن اللعبة متركزة في مناطق معينة وفي مناطق أخرى غير موجودة بتاتا، كرة اليد في البحرين متمثلة في 40 في المئة فقط من أماكن تواجد السكان، ونشر اللعبة دور رئيسي وهام يجب أن يقوم به الاتحاد.

وكيف ستعالج الأكاديمية المشكلة الجغرافية في ظل عدم وجود أندية أساسا في تلك المناطق؟

زرنا عددا من المدارس ولكن في غير المناطق التي تتركز فيها أندية اللعبة، لا يسعى الاتحاد في كل الأحوال لمزاحمة الأندية، بل يسعى لخلق حب اللعبة لدى الصغار الذين يعيشون خارج مناطق اللعبة، على أمل أن تتشكل أندية مستقبلا أو تقوم أندية بإضافة نشاط كرة اليد مستقبلا. في كل الأحوال سنكون قد حققنا الهدف وهو نشر اللعبة ولو في هذا المستوى.

تبدو فكرة الأكاديمية مبهمة لوسط كرة اليد في البحرين، أعني النواتج أو مخرجات الأكاديمية، كيف سيتم تسويقها؟

هناك عدد من الأفكار ولكنها ليست مهمة بالنسبة لنا الآن لنفكر فيها بعمق، الأولى أن نفكر في كيفية خلق لاعبين كرة يد مثاليين، يهمنا أن نصل باللاعب لهذه المرحلة بعد 4 سنوات من التدريب والتطوير والصقل، يهمنا أن ننشر اللعبة في كل مناطق البحرين بأي طريقة، لما نصل لمستوى تكون فيه قاعدة الممارسين كبيرة نكون قادرين على اختيار أفضل العناصر بل وعناصر أكثر كفاءة، في فرنسا نحو 400 ألف فرنسي يمارسون لعبة كرة اليد، لا نقارن أنفسنا بها ولكننا قريبون جدا من آيسلندا على سبيل المثال وبإمكاننا الوصول لها لو عملنا بالطريقة الصحيحة.

ما مدى تفاؤلك كرئيس وكصاحب الفكرة بالوصول للنتائج المرجوة؟

متفائل جدا، ولكن ليس وحده الاتحاد من على عاتقه المسئولية للوصول لهذه النتائج، دور الاتحاد في حدود 65 في المئة والباقي في يد اللاعب نفسه، الاتحاد سيؤمن له المعسكرات الخارجية والمدرب وأماكن التدريب وسيثقفه رياضيا في كيفية "الغذاء والراحة والانضباط"، ولكن يبقى الجزء العملي في يده، فالمسألة رقابة ذاتية بالدرجة الأولى، لا اتحاد ولا أي شخص ممكن أن يوصل لاعب الأكاديمية إلى تحقيق النتائج إذا ما كان هو يريد الوصول إليها، الملاحظ أن منتخباتنا لا تعاني مشاكل كبيرة مع المنتخبات الأوروبية المتطورة بدليل أن المنتخب الدنماركي الفائز بكأس العالم للرجال مرتين فزنا عليه في كأس العالم للناشئين العام 2007، المحصلة أن الفوارق تظهر لما يكبر عمر اللاعب في اللعبة، لدينا بعض اللاعبين في الوقت الحالي لديهم هذا الوعي وليس الكل ولا بد من غرسه في اللاعب وهو صغير حتى نضمن وجوده عند الغالبية إن لم يكن الكل.

تكلمت عن المراقبة الذاتية، هل هناك تنسيق بين الاتحاد وأولياء أمور اللاعبين لمتابعة اللاعبين في الأمور التي يتم تدريسها وتعليمها؟

سيقوم الاتحاد بالاجتماع مع أولياء الأمور بالنسبة للاعبين الذين يثبتون أنفسهم من أجل توقيع عقود أدبية فيها التزام من قبلهم تجاه الأكاديمية، بحيث يكون ولي الأمر ملزما بعد نقل ولده لأي ناد حتى يكون جاهزا ويتخرج من الأكاديمية.

وهل سيقتصر بقاء اللاعبين في الأكاديمية على التدريبات والدروس النظرية فقط؟

بالتأكيد لا، ستشارك فرق الأكاديمية من الموسم المقبل في الدوريات السنية باسم فريق الأكاديمية حاله حال الأندية الأخرى المنضوية تحت مظلة الاتحاد.

وهل سيوفر الاتحاد مكافآت مالية للاعبين من أجل تحفيزهم وتشجيعهم على المواصلة؟

لا، فمسئولية الاتحاد تتمحور في التطوير الفني والثقافي، وفي الأكاديمية خارج البحرين يقوم اللاعبون بدفع رسوم ونحن لا نريد مردودا ماليا، ولا نريد أن نضع فوارق بين لاعبي الأكاديمية وبقية الأندية في هذا الجانب.

قامت اللجنة الأولمبية البحرينية بمضاعفة موازنات كل الاتحادات، هل تلقى اتحاد اليد دعما استثنائيا لتنفيذ فكرة الأكاديمية؟

كما ذكرت سابقا، حصلنا على مباركة اللجنة الأولمبية البحرينية برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وهي تتابع عمل الأكاديمية باستمرار، جاءت فكرة زيادات الموازنات من أجل التطوير على كل المستويات بما فيها المنتخبات والحكام والأكاديمية من أجل زيادة رقعة ممارسة اللعبة في البحرين كما ذكرت بالإضافة إلى الأمور الفنية والتثقيفية الأخرى، سعداء في اتحاد اليد بأننا بدأنا والأكاديمية تعمل ونقوم بتطويرها شيئا فشيئا لتصل للمرحلة المثالية، ومتأكد من أن اللجنة الأولمبية البحرينية لن تتردد في رصد موازنة خاصة لاستدامة الأكاديمية لو تطلب الأمر ذلك.

قلت بأنكم كإدارة اتحاد تتابعون الأكاديمية وتحاولون تطوير عملها برصد الصعوبات وتذليلها قدر الإمكان، ما هي أبرز الصعوبات التي تواجه الأكاديمية حاليا؟

طموحنا في الأكاديمية أن لا تقتصر على الجانب الفني فقط، الطموح أن تكون شاملة التدريب والتدريس والتثقيف والإعداد البدني والاستشفاء، بحاجة لمبنى خاص يتوافر فيه ملعب مخصص للأكاديمية وفصول دراسية وصالة إعداد بدني وتجهيزات الاستشفاء (السونا والجاكوزي)، لو حصلنا على المبنى المتكامل ستحقق الأكاديمية نقلة نوعية، لدينا في الاتحاد قناعة بأن نترك الكلام جانبا ونبدأ العمل بالمتاح وعرض العقبات على المسئولين في البحرين. التقينا الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وكان سعيدا بفكرة الأكاديمية، وطرحنا من جانبا الحاجة لمبنى خاص وكان متجاوبا معنا.

ما تقول في نهاية هذا اللقاء؟

الأكاديمية مشروع وطني قدمناه من أجل مصلحة اللعبة، والمشروع قابل للنجاح أو الفشل، لا أتحدث هنا عن الجانب المالي بل أعني المخرجات التي تطور اللعبة، والنجاح لن يتحقق إلا بتكاتف وتعاون وزارة التربية والتعليم واللجنة الأولمبية البحرينية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة معنا، الأكاديمية بدأت على مستوى الأولاد وستشمل البنات في المستقبل القريب بوصول المدربة الكرواتية والتي ستعمل بذات الاستراتيجية لخلق أجيال للمستقبل.

العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً