العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ

أمنيات المواطن «بهادر دين» وطموحات الحاجّة «روزناير»

لمن سيمنح المتجنسون أصواتهم في انتخابات اليوم؟

الوسط - محرر الشئون المحلية 

24 نوفمبر 2006

عمد أحد المترشحين في إحدى دوائر محافظة المحرق الى دراسة القوائم الانتخابية جيداً ليستهدف الشريحة الانتخابية «الكبيرة»، ويعمل بنشاط مع فريقه الانتخابي على اختيار منسقين وممثلين للوصول الى العدد الأكبر منهم، ودعوتهم لحضور خيمته الانتخابية في أمسية باللغة الأوردوية يشرح فيها برنامجه الانتخابي ويحثهم، مستعيناً بأحد الخطباء المتجنسين أيضاً على التصويت له في اليوم المشهود.. وهو اليوم (السبت).

من جهة أخرى، وفي صورة مشابهة أيضاً، كان المترشح في احدى دوائر العاصمة واضحاً وصريحاً عندما ناشد عدداً من المتجنسين - عرباً وأجانب - بأن يكونوا له بمثابة الجسر الذي يعبر عليه الى مقعد البرلمان ليحقق ما استطاع الى ذلك سبيلاً ما يطمحون اليه من غنائم، ولم يكن يبالغ قطعاً حينما أعلن: «أنا في حاجة الى 300 صوت منكم... هل هذا صعب؟ اعتقد أنكم لن تبخلوا».

وبالنظر الى القوائم الانتخابية في مختلف الدوائر، لن يكون صعباً تحديد الأعداد الكبيرة من المتجنسين الذي يحق لهم المشاركة بالتصويت، ولذلك، سيكون «المواطن البحريني» من عائلة راجانزير أو من قبيلة «جندا بخش» متمتعاً بحق التصويت حاله حال المواطنين المنحدرين من العوائل البحرينية الأصيلة.

ولكن السؤال المهم هو: «لمن سيمنح المتجنسون أصواتهم، وكيف سيختارون المترشحين؟ ولا عزاء للمترشحات طبعاً! لأنه لا يبدو من خلال الحملات الانتخابية الساخنة أن المترشحين من بعض الكتل الكبيرة سيتركون مجالاً لظفر مترشحة ولا بصوت متجنس واحد! هذا بالإضافة الى أن هناك أقاويل صدرت هنا وهناك عن توجيه أصوات المتجنسين لناخبين «بعينهم» دون غيرهم أملاً في تحقيق المعادلة المتوخاة مع عقدة توزيع الدوائر الانتخابية.

المتجنسون العرب صامتون!

في الواقع، يتعامل المتجنسون العرب بحذر واضح مع أي طرف يسألهم عمن سينتخبون، وربما اكتفوا بالإجابة التي تقول إنهم ليسوا ملزمين بانتخاب أحد، أو بإجابة عامة هي أنهم سيتباحثون مع بعضهم بعضاً لاختيار المرشح الأكفأ، إلا أن الوضع يختلف كثيراً بالنسبة للمتجنسين من الأجانب والآسيويين تحديداً الذين لن تعرف أبداً من كلامهم من هو مرشحهم؟

وعلى هامش الإجابة، يصر أحد المترشحين على أنه ليس من الحرام أو العيب أو من قبيل مخالفة القانون أن يتوجه الى المتجنسين ويظفر بأكبر عدد من أصواتهم، فحسب قوله - وهذا صحيح - أن «أسماءهم مدرجة على القوائم الانتخابية وهذا يعني أن لهم حق التصويت، ولأنني في منافسة ودخلت المعترك الانتخابي أملاً في الفوز، فليس من المانع التوجه لهم وكسبهم، ولست وحدي من فعل ذلك.. وانتم تعرفون هذا الأمر».

ويكتفي بالقول إنه ليس معنياً بمعالجة مشكلة التجنيس في البلد أو ما ستسببه من تغيير في نسيج المجتمع أو الحديث عن أسباب التجنيس العشوائي وأبعاده، فله إن دخل البرلمان «قول آخر»، ولكن الآن، فإن الأصوات التي تحمله للبرلمان هي الأهم.

حرام عليكم... إيش هالحقد!

ولأننا لم نسأله عن مدى تطابق التجنيس العشوائي مع ما تقره الشريعة الإسلامية أو ما إذا كان ذلك الفعل حراماً أم حلالا، فإن مترشحاً في محافظة المحرق تحدث غاضباً عندما سألناه عن أكثر مطالب المتجنسين الذين اجتمع بهم بقوله: «حرام عليكم... اتقوا الله... ايش هالحقد... أليسوا بشراً، ثم اليسوا مواطنين لهم ما لكم من حقوق؟ اذهب واعترض على الحكومة فهي التي جنستهم ولست أنا»! ولكنه لم يوضح اطلاقاً ما تمناه المتجنسون منه حين يصوتون له ويصل الى البرلمان، بل لم يكن اطلاقاً راغباً في طرح وجهة نظره عما اذا كان فهمه لمعارضة التجنيس الذي تحمله الجمعيات السياسية المعارضة ينطلق من كونه تجنيساً عشوائياً لا يتوافق مع قانون الجنسية في المملكة، ليتضح بعد ذلك أنه متجنس أصلاً!

نفر زين... مسلم زين!

استغلالاً للحضور في الخيمة الانتخابية للمترشح التي احتشدت بالآسيويين، دارت احاديث جانبية مع بعضهم، فالمواطن «شمع» سيشارك في الانتخابات، وقد اختار مترشحاً فعلاً سيصوت له هو وعائلته المكونة منه ومن زوجته وابنتيه لأنه يعتقد فيه أنه: «نفر زين.. مسلم زين واجد زين»، فمترشحه انسان طيب وهو مسلم وقد وعدهم بتوفير خدمات إسكانية والعمل على ايجاد فرص للتوظيف وللتعليم الجامعي لأبنائهم. وعلى غرار «شمع» فإن «ز. بهادردين» يطمح للكثير، وقد ابلغ مترشحه الإسلامي أنه كمواطن يريد الكثير، وعليه أن يعمل بنشاط لكي يوفر لهم وحدات سكنية وقروض لأن أسعار ايجارات العقارات مرتفعة في البحرين، وهذا يشكل عليه عبئاً كونه يتقاضى راتباً لا يتجاوز 300 دينار، كما أن من أمنياته أن يتم تخفيف الرسوم التي تشكل عبئاً عليه وعلى غيره من «المواطنين»، ولكنه رفض الحديث عما اذا كان مترشحه منحه بعض المال، أو أرشاه، أو «دهن سيره» كما نقول بالعامية. بدا غاضباً هو الآخر، ولعله يشعر بالتراكمات والاحتقانات التي يشهدها المجتمع البحريني بسبب التجنيس العشوائي والمتجنسين، لذلك فـ «س. بهادردين» يشعر بالحزن هو والحاجّة زوجته التي تريد أن تعيش بسلام فهم ليسوا عالة على البحرينيين، ومن أهم النقاط التي يرغب في نائبهم المستقبلي أن يحققها لهم الحفاظ على حقوقهم كمواطنين، وأن يكف السياسيون عن غمزهم ولمزهم، فهم ليسوا سوى بشر يريدون كسب لقمة عيشهم.

(يمسك بيد ابنه الصغير، ويغادر الخيمة حاملاً كتيبات لن يستفيد منها، لأنها مكتوبة باللغة العربية وهو كما يقول لا يتقن القراءة). أما ذلك المتفائل الذي اكتفى بالتعريف بنفسه بالإشارة الى اسم عائلته «روزناير»، فإنه اتفق مع أحد المترشحين، وسيصوت له بكل سرور، وقد سعى مع الفريق الانتخابي للمترشح لجلب المزيد من أصوات «القوم» لأنه يعتقد أن مترشحهم يستحق أن يفوز لأنه «بوت أجاه آدمي» (خوش إنسان)، كما أنه ملتزم دينياً وسيعمل على توفير خدمات صحية وتعليمية وإسكانية لنا... «آب سب خدمات.. جاني مان» (مزيد من الخدمات بكل الحب والتقدير).

الغريب في الأمر أن «شوكت علي لال» لم يحسم أمره بعد، فلديه حين تحدثنا معه ثلاثة أيام ليقرر، ولكنه لن يرشح أي شخص يعمل من وراء الكواليس على حرمانه من الحقوق واعتباره «ليس مواطناً ولا يستحق أن يبقى في البلاد»، ومع ذلك، فإنه كمواطن يشعر أن من واجبه المشاركة في الانتخابات، ولكن «ز. راجانزير» يقول إن المترشح الذي اختاره اجتمع معهم واطعمهم وسقاهم وكساهم وليس ينقص الا أن يوفر لهم سكناً ووظائف برواتب محترمة، ومعاشات تقاعدية مجزية، وأمناً وأماناً لأنه يعتقد أن «مطلب أمان»، وهو الحصول على الأمان والعيش في الكريم في بلاده مطلب لا يمكن اغفاله.


«جلدي كرو»... انتهت المقابلة

المحرق - الوسط

في محاولة من «الوسط» للتعرف عن قرب على آراء المتجنسين، التقت بأحد الذين حصلوا على الجنسية، يلبس الثياب الباكستانية، ويتحدث مع ابنه وعدد من الأشخاص الآخرين باللغة الاوردية، ويتحدث مع «الوسط» باللغة الانجليزية الركيكة تارة واللغة العربية المكسرة تارة أخرى.

«الوسط» سألته لماذا سترشح الشخص الذي كان في خيمته، فأجاب: «هذا مترشح جيد، انه أخ مسلم جيد، لذا فانني سأعطيه صوتي».

«الوسط» قاطعته: ولكن هل اطلعت على برنامج المترشح الانتخابي، فأجاب « ان هذا المترشح لديه عقيدة مثل عقيدتي ، وهذا يكفي». «الوسط» سألته: اين تعمل، وأجاب «في وزارة ...».

«... هل انت من باكستان أصلاً؟»... الجواب «نعم وافتخر بذلك».

«...و هل انت بحريني؟»... الجواب: «فيه جواز»...يعني ان لديه جواز. في هذه الأثناء مر ثلاثة من الآسيويين وقالوا أيضاً ان لديهم جوازات وانهم سيصوتون للمترشح.

«الوسط» سألت «منذ متى حصلت على الجواز؟»... ولكن ابن الشخص (شاب في العشرينات) تدخل وقاطع المقابلة قائلاً «جلدي كرو»، يعني فلننتهي بسرعة، وانقطع الحديث مع مغادرة الشخص وابنه ورفضهما المواصلة في المقابلة.


ناخبون لا يتواصلون باللغة العربية

? على رغم أن الناخب حضر الى خيمة انتخابية لمترشح سلفي، ولكن واجهة شاحنته الصغيرة ذات العجلات الست «السيكس ويل» تحمل عبارة كتبت بالخط الملون البراق «الزري» تقول : «مدد يا علي»!

?أحدهم قدم سؤالاً للمترشح لفت فيه الى المشكلة التي تواجههم في حالة السفر براً عبر جسر الملك فهد!

?بعض المترشحين المتنافسين استغلوا لقاءات منافسيهم مع المتجنسين فأخذوا في الحديث عن «النخوة» للتصدي لأولئك الذين يريدون أن يضاعفوا الضغط على الخدمات الحكومية المحدودة أصلاً بزيادة الطلبات الإسكانية والصحية والتعليمية والاجتماعية!

?لم يسلم مترشح من لسان سيدة بحرينية تعيش في مجمع يقطنه غالبية آسيوية عندما طردت «المرأة الباكستانية» التي جاءت لتتحدث لها بلغتها التي لم تفهمها واعتبرت ذلك إهانة لها، وهي أصلاً لم تكن عازمة على ترشيحه حتى لو أرسل لها «نسوان المحرق وسترة وكرانة»!

?نصح أحد العاملين في حملة انتخابية لمترشح عدداً من المتجنسين بأن يرتدوا الثوب والغترة يوم التصويت، ولا ندري هل طلب منهم التعطر بالبخور أم بدهن العود أم بماء الورد؟?

العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً