العدد 3881 - الإثنين 22 أبريل 2013م الموافق 11 جمادى الآخرة 1434هـ

شيخ الأزهر يحذر من التفريط في الأخوة الدينية ووحدة النسيج الوطني

شيخ الأزهر: البحرين بلد عاشت فيه المذاهب والأفكار دون صراع
شيخ الأزهر: البحرين بلد عاشت فيه المذاهب والأفكار دون صراع

الجفير - المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 

22 أبريل 2013

حذر شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب من «التفريط في أخوتنا الدينية ووحدة نسيجنا الوطني لأي سبب من الأسباب؛ لأنهما قاعدة الحياة المشتركة، وعصمة الحقوق، وأساس الوجود الوطني نفسه في وقت معًا».

جاء ذلك خلال استضافة المجلس الأعلى للشئون الاسلامية صباح يوم امس الاثنين (22 ابريل/ نيسان 2013)، شيخ الأزهر يرافقه أعضاء هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية الشقيقة.

وعقد الجانبان جلسة لتبادل الخبرات والآراء ترأس الجانب البحريني فيها رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة بحضور نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز الشيخ خليفة بن راشد آل خليفة، ووزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة، ومستشار جلالة الملك لشئون السلطة التشريعية نائب رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية محمدعلي الستري، وأعضاء المجلس، وعدد من العلماء والقضاة.

وفي مستهل الجلسة، نوه سمو الشيخ عبدالله بن خالد بالدور الحيوي والمهم الذي يضطلع به الأزهر الشريف في العناية بالثقافة الإسلامية الأصيلة وإعلاء قيم التسامح والفضيلة والخير.

واستعرض سموه العلاقة التاريخية بين مملكة البحرين والأزهر الشريف، لافتًا إلى عمق الصلات الدينية والثقافية التي تربط المؤسسات الرسمية والأهلية في البلاد بالأزهر الشريف الذي تخرج واستفاد منه ومن إنتاجه الثقافي الكبير علماء البحرين وقضاتها.

وأشاد بمواقف شيخ الأزهر الداعمة والمساندة لمملكة البحرين، مؤكدًا أن تلك المواقف ليست غريبة على الأزهر الشريف الذي عرف بالوسطية والاعتدال والحكمة والانتصار للحق.

وأعرب سموه عن تمنيه أن تطول مدة إقامة فضيلة شيخ الأزهر والوفد المرافق في بلدهم الثاني مملكة البحرين، مقدرًا في الوقت نفسه الأعباء والمسئوليات الملقاة على الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء، مؤكدًا ترحيب البحرين دائمًا بفضيلتهم، مؤملاً سموه في أن يتجدد اللقاء بزيارة ثانية قريبة إن شاء الله.

ثم ألقى الطيب كلمة أعرب فيها عن سعادته البالغة بوجوده في البحرين، مؤكدًا فضيلته أن مملكة البحرين هي «وجه الشرق العربي السمح، وهمزة الوصل الرابطة بينه وبين بقية العالم الإسلامي في وسط آسيا وشرقها»، لافتًا إلى أنها «الوطن الأصيل الذي كان من قديم ملتقى الثقافات والحضارات على مر التاريخ، والذي عاشت فيه المذاهب والعقائد والأفكار المختلفة دون صدام أو صراع، وتعلم فيه الإنسان ثقافة التعاون والتسامح والعيش المشترك، رغم تفاوت الأفكار واختلاف المذاهب والآراء، وتعود أن يصول ويجول في مجاهل الدنيا وبحارها، ويغوص في أعماق الماء، ويتعامل مع أجناس البشر، ويستمد من ذلك كله ثقافة الإخاء الإنساني، والوحدة الوطنية، والآمال والآلام المشتركة».

وأضاف ان «البحرين الوطن الذي استقبل منذ الصدر الأول رسالة الإسلام الحنيف، الذي يجمعنا جميعًا في رحابه، ويضمنا في جنابه».

واعتبر أن تجربة البحرين «تشبه فيما يبدو لي - مع الفوارق التي لا تخفى - تجربة الشعب المصري في الارتباط بالوطن ارتباطًا حميمًا، والضرب في مناكب الأرض، ومجاهل البحر، وتطوير ثقافة النسيج الوطني الواحد، مع سماحة الفكر وسعة الصدر عند الاختلاف أو تنوع الفكر، أو تعدد مذاهب النظر والترجيح».

ودعا إلى التشبث والاعتصام بـ «ثقافة النسيج الوطني الواحد، والوفاء للآباء والأجداد بحفظ تراثهم، والتمسك بمنهجهم في الوحدة والتفاهم، والحوار والتناغم»، لافتًا إلى أنه السبيل الأوحد إلى الاستقرار والسلامة، والأمن والكرامة.

ونبه الإمام الأكبر إلى أن الوحدة تقوم على أسس ثلاثة راسخة: الأخوة في الإيمان، والولاء الوطني المستمد من الإسلام، والعدل والمساواة بين جميع المواطنين على أساس المواطنة ذاتها دون تفرقة أو تمييز، معتبرًا هذه الأسس «الضمان الذي يقينا زوابع الفرقة والاختلاف، ويجمعنا في رحاب الوطن إخوةً متساوين متحابين».

وأشار فضيلته إلى قول رسول الله (ص): «لا يحل لمسْلم أنْ يروع مسْلمًا»، لافتًا إلى أن الرسول (ص) «قال ذلك حين روع أحد الصحابة أخاه بحبل»، متسائلاً: «فكيف بمن يرفع أدوات التدمير في وجه جموع إخوته في الوطن والدين».

وأضاف: «ديننا دين التسامح والسلامة والسلام، لا ضرر فيه ولا ضرار، يكرم النفس الإنسانية، ويعصم الدماء البريئة، ويجعل العدوان على نفس واحدة عدوانًا على الإنسانية كلها»، مشددًا على أنه «من الظلم لهذا الدين العظيم أن ينسب إليه إهدار الدم البريء، أو تعريضه لذلك بأي وسيلة كانت»، مؤكدًا أن «الحياة الإنسانية أقدس عند الله من كل ما قد نتخيله من أغراض أو أهواء».

ونبه إلى أن «العنف والعدوان أمران غير واردين على الإطلاق في علاقة المسلم بأخيه المسلم، المبنية على الأخوة والتناصح والتعاون على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان».

واختتم فضيلته كلمته بدعوة أهل البحرين إلى المضي في مسيرتهم الوطنية الواحدة، وبناء وطنهم الذي كان دومًا نموذجًا للتعايش والتماسك والاستقرار، مع التفتح على الآخرين والتعاون معهم دون مساس بالكرامة الوطنية والاستقلال التام، داعيًا الله أن يجمع الشمل ويرد الفتن عن الجميع ويحفظ البحرين وأهلها.

بعد ذلك تحدث الشيخ الأحمدي أبوالنور، منوهًا بقيم التعايش والأخوة بين أهل البحرين، مؤكدًا في الوقت نفسه أهمية رص الصف ونبذ التفرقة، ومذكرًا بالقيم الإيجابية التي ينبغي أنْ يتحلى بها أبناء الدين الواحد والوطن الواحد، داعيًا إلى جعل كلمة الحق هي الغاية في السلوك والحوار.

ثم تكلم عضو هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية الشيخ حسن الشافعي، واستعرض التجارب التي مرت على الأزهر الشريف خصوصًا وعلى جمهورية مصر عمومًا، مؤكدًا أن البحرين قريبة إلى قلبه، وتحتل مكانة كبيرة في نفوس المصريين، منوهًا في الوقت نفسه بقوة العلاقة وصلابة الجوامع المشتركة بين شعبي مصر والبحرين، متمنيًا الاطلاع والاستفادة من تجارب مملكة البحرين في التعايش والعيش المشترك.

ومن جهته، أكد الستري أن أهل البحرين عرفوا بتعايشهم وتآخيهم منذ القدم، لافتًا إلى أن اختلاف المناهج والمذاهب لم يكن أبدًا عامل إضرار أو تصدع في النسيج الوطني، مشيرًا إلى ثقته في قدرة البحرينيين على العبور من الأزمة التي مرت بالبلاد من دون أن تتأثر سمة الأخوة والتعايش التي ميزت هذا الشعب طوال قرون من الزمن، معربًا عن ارتياحه من أن الأزمة لم تكتنفها روافد مذهبية.

واعتبر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية نموذجًا فريدًا ومميزًا يعكس روح الأخوة والتعاضد في البناء ولا يوجد له مثيل في المنطقة، إذ يجتمع علماء البحرين من جميع المذاهب والمدارس ليتباحثوا بعقل واحد وبرؤية جامعة فيما يصلح شئونهم.

إلى ذلك، ثمن وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة كلمة الإمام الأكبر أحمد الطيب، مؤيدًا ما ذهب إليه فضيلته من أن الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية والعدل هي قواعد التقدم والرخاء، مؤملاً في الوقت نفسه في تعاون الجميع على نبذ العنف، ومحاربة الطائفية، ومحاربة بث الكراهية لدفع الخوف وتعزيز الشعور بالأمن الاجتماعي.

واعتبر وزير العدل زيارة شيخ الأزهر مصدر سعادة واعتزاز للجميع، منوهًا بالأزهر الشريف ومخرجاته وإسهاماته الحضارية والثقافية.

وفي مداخلة لعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبداللطيف المحمود، تكلم عن تجربة البحرين في التعايش، واستعرض محطات تاريخية من علاقة حكام البحرين مع علمائها، مرورًا بالتأسيس الإداري الحديث، لافتًا إلى أن مملكة البحرين أنشأت المراكز والمؤسسات والجهات والإدارات التي تستوعب جميع الطوائف والمذاهب والأديان لترسيخ قواعد التعايش، وتكريس قيمه، معربًا عن ثقته في قدرة أهل البحرين على تجاوز الأزمة، مؤكدًا أنها سحابة صيف عابرة.

وغادر شيخ الازهر المنامة أمس بعد زيارة رسمية لمملكة البحرين التقى خلالها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

العدد 3881 - الإثنين 22 أبريل 2013م الموافق 11 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:44 ص

      إلى وعّاظ السلاطين

      لحقوا على روحكم بكرة ينتهي تاريخ صلاحيتكم و يقطّونكم

    • زائر 9 | 3:15 ص

      ألم يسمع شيخ الازهر عن هدام المساجد؟

      ألم يسمع شيخ الازهر عن هدم المساجد؟

    • زائر 7 | 1:59 ص

      يجوز هدم المساجد اذا كانت شيعية صح؟

      الإخوة ماذا تعني
      هل تجوز الاخوة الدينية هدم مساجد الشيعة والاعتداء على مقدساتهم وتدنيس قبور شهدائهم؟

    • زائر 6 | 1:58 ص

      لو كانت مساجدنا للمسيحين

      لستنكر الامام الاكبر وانا أتوقع سوف يصرح تصريح خطير الايام القادمة

    • زائر 5 | 1:55 ص

      وعن الخمور و الدعارة

      وعن الخمور و الدعارة المنتشرة في البلد مافي استنكار

    • زائر 2 | 10:48 م

      ماذا نقول

      الم يستنكر اهل الاسلام الامام الاكبر هدم المساجد في البلد الاسلامي الذي يزوره ويمجد هادميه!!

اقرأ ايضاً