العدد 3881 - الإثنين 22 أبريل 2013م الموافق 11 جمادى الآخرة 1434هـ

دروس من الفورمولا 1

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

أنهت مملكة البحرين بنجاح استضافتها التاسعة سباقات الفومولا 1 على حلبة الصخير وسط ترقب ومتابعة عالمية لهذه الجولة الرابعة التي توج بها بطل العالم سائق ريد بول الألماني سبستيان فيتيل.

من يعيش أجواء الفورمولا 1 عن قرب يدرك معنى الرياضة بمفهومها العالمي الحديث والتي تختلف تماما وجوهريا عما هو موجود لدينا مما يسمى أنشطة رياضية.

فنحن مازلنا في المراحل الأولى جدا في المجال الرياضي وهي مرحلة المبتدئين الهواة، أما الرياضة بمفهومها الاحترافي كما تطبق عالميا فما زلنا بعيدين جدا عنها.

تواجدنا في الفورمولا 1 أتاح لنا التعرف عن قرب أكثر على صناعة الرياضة باعتبارها علما وفنا واقتصادا تدار بشكل عالمي وبمساهمة الشركات متعددة الجنسيات وبأجناس مختلفة من البشر معيارها الأساس الكفاءة والعطاء.

هنا لا أتحدث عن تنظيم سباقات الفورمولا 1 وهو ما نجحت فيه البحرين ولكن أتحدث عن صناعة الرياضة، وعن مفهوم الاحتراف ومفاهيم التسويق الرياضي وحقوق البث التلفزيوني وغيرها من المفاهيم الغائبة تماما عن رياضتنا المحلية والخليجية والعربية.

ما تعلمناه من الفورمولا 1 أن الرياضة الاحترافية هي مزيج متكامل بين الرياضيين والتقنيين والمدربين والمسئولين والرعاة ووسائل الإعلام والجمهور كل يكمل بعضه في مزيج متكامل ومن خلال دورة اقتصادية واحدة تعطي الرعاة حقهم الإعلاني وتوفر المداخيل للفرق وللمسابقة وتمتع الجماهير المستهدفة التي تدفع قيمة الحضور في الحلبة أو المشاهدة من التلفزيون.

هذا المزيج المتكامل هو ما نفتقده بحق في رياضتنا، وهذا يرجع للبنية الاقتصادية المختلة أصلا؛ كوننا مجتمعات ريعية استهلاكية لا نسهم بالشكل الصحيح في دورة الاقتصاد العالمي، وبالتالي ليس لدينا القدرة بعد على ايجاد دورة رياضية احترافية متكاملة.

هذا الواقع يحتم علينا الاستفادة أكثر من دروس الفورمولا 1 والبحث عن بدائل لكي نتمكن من الولوج داخل المنظومة الرياضية العالمية الحديثة بدل التفرج عليها من الخارج، وخطوة إنشاء حلبة البحرين لا شك في أنها جزء من هذا العمل، ولكن ذلك لا يكفي لوحده سواء في مجال رياضة السيارات أو في أي رياضات أخرى، فالفكرة واحدة وهي الدورة الرياضية الاقتصادية المتكاملة.

ما يمكن أن نستفيد منه في تطوير رياضتنا هي الأموال العربية الهائلة والمستثمرة في الشركات متعددة الجنسيات، فهذه الشركات ليست حكرا على الدول الأوروبية أو الأميركية وإنما هي شركات متعددة الجنسيات كما تسمى ومثلما ترعى وتدعم المسابقات التي يديرها الأوروبيون لماذا لا يضغط المساهمين العرب فيها لكي ترعى وتدعم الرياضة العربية بمختلف أشكالها وتسهم في تطوير هذه الرياضة وانتشالها من وضعها الحالي.

فنحن في البلاد العربية لسنا سوقا فقط لمنتجات هذه الشركات، وإنما لدينا حقوق أيضا متساوية مع الآخرين، والرياضي العربي له كامل الحق في الدخول في المنظومة الرياضية العالمية والاستفادة منها كما يستفيد الآخرون من الأموال العربية في صناعة امجادهم الرياضية.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3881 - الإثنين 22 أبريل 2013م الموافق 11 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً