العدد 3886 - السبت 27 أبريل 2013م الموافق 16 جمادى الآخرة 1434هـ

تواصل فعاليات المؤتمر العالمي الثاني "المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم"

تواصلت اليوم الأحد (28 أبريل / نيسان 2013) فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم"المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم" لليوم الثاني على التوالي في قاعة السفراء بفندق الدبلومات.

وضمت فعاليات اليوم جلستين اثنتين عُرضت في كل واحدة منهما ثلاثة أبحاث متنوعة، إلى جانب استمرار المعرض المصاحب الذي تشارك فيه أكثر من 20 جهة عرض متخصصة في المجال القرآني، بالإضافة إلى محاضرتين اثنتين ضمن البرامج التدريبية.

وبدأت الجلسة الثانية من جلسات المؤتمر برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية فضيلة الدكتور إبراهيم عبدالعزيز الزيد، وقُدِّم فيها ثلاث أوراق عمل.

وحملت الورقة الأولى عنوان "التدبر والعمل بكتاب الله ووسائل غرسهما في النفوس"، قال فيها أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن الكريم بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر عضو لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالكريم إبراهيم صالحان ان تدبر القرآن طريقة راقية للوعظ والتذكير والتوجيه". موضحًا فضيلته حقيقة التدبر وأهميته وأنواعه، لافتًا إلى ضرورة تدبر القرآن وفهمه.

ونبَّه صالح إلى ما وصفه بـ "الأمور المساعدة على تدبر القرآن الكريم"، ومنها: إخلاص نية القارئ في تلاوته وحفظه، الاستعاذة من الشيطان عند الشروع في القراءة، التجويد وحسن التلاوة، حسن الوقف والابتداء، تحسين الصوت بالتلاوة، الاستماع والإنصات، قيام الليل بما حفظ، التجاوب مع آيات القرآن الكريم، والتفكر والاعتبار.

ثم عرض أربعة أمور اعتبرها من معوقات التدبر، وهي: مرض القلب وانشغاله، الكبر، الغفلة وعدم الفقه، واقتراف الذنوب والإصرار عليها. خاتمًا ورقته بذكر ثمار التدبر.

ومن جانبه تساءل رئيس المجلس العلمي بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم فضيلة الدكتور أيمن رشدي سويد في ورقته التي حملت عنوان "حفظ القرآن الكريم عبرَ العصور كما أُنزل مقروءًا ومكتوبًا" عن الكيفية التي حافظت على نطق الأصوات القرآنيَّة كما أُنزلت وإلى عصرنا هذا من غير أن يُصيبَها تغييرٌ أو تبديلٌ، وعن الضوابط التي وضعَها أئمةُ القراءةِ واستطاعوا من خلالِها المحافظةَ على النصِّ الأصليِّ سليمًا كما أُنزِلَ.

وفي معرض إجابته عن هذين التساؤلين اللذين أقام بحثه عليهما، لفت إلى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتلقَّى من جبريل كلَّ ما يتعلَّق بالنصِّ القرآنيِّ من حيث كتابته ونطقه،وقراءاته، وظاهره وباطنه، وأسراره وأنواره، وكان إذا نزل عليه مقطع قرآني دعا من حضره من الكتبة فيكتبون بين يديه.

وأشار إلى كون العرب فصحاء ليسوا بحاجة لمن يصحح لهم حروفهم أو نطقهم، ولما بدأت تلك الحاجة تظهر بدخول غير العرب في الإسلام، قام عدد من العلماء الأفذاذ كأبي الأسود الدولي والخليل بن أحمد الفراهيدي بوضع ضوابط وقواعد تحفظ للنص القرآني صحة أصواته ودقة ألفاظه، مؤكدًا أن كل ذلك للمحافظة على أصوات القرآن الكريم من أن تتغير بتداول الألسنة المختلفة لها؛ إذ إن الألفاظ قوالب المعاني؛ فإن تغير اللفظ تغير المعنى المنوط به. واستعرض جهود العلماء في تلك المحافظة.

وختم سويد ورقته بإيراد عدد من ضوابط التلقي للقرآن الكريم، وأنواعه.

واختتمت الجلسة الثانية بورقة قدمها فضيلة الدكتور عبدالهادي حميتو آسفي بعنوان "أساليب المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم"، دعا فيها إلى الدعم الدائم لتعليم القرآن الكريم والمؤسسات الشرعية ليواصل أداء رسالته والقيام بوظيفته في الأمة وفق المنهج النبوي في التعليم والتزكية.

وأضاف: "إنما القصد بالدعم الإعانة على الطاعة، وتفريغ أولئك المعلمين والمشرفين على المؤسسات للقيام بهذا الواجب الكفائي عن المسلمين". مطالبًا بتخصيص قسط من وفر الدولة وميزانيتها لرعاية هذه المؤسسات ودعمها وتجهيزها وإمدادها بالكفاءات العلمية والتعليمية.

وعرض آسفي خمسة أساليب من أساليب المنهج النبوي في تعليم القرآن، وهي: أسلوب التلقي والمشافهة بالقرآن تعلمًا وتعليمًا، الحفظ في السطور بعد الحفظ في الصدور، حلق تعليم القرآن في العهد النبوي وأسلوب التلقين والعرض، المعلمون من الصحابة ونظام الحلق القرائية، إنشاء الكتاتيب في الصدر الأول لتعليم القرآن للصغار.

ثم فُتح الباب للنقاش والأسئلة، واختتمت الجلسة الثانية عند الساعة الحادية عشرة والنصف.

وفي الجلسة الثالثة التي عقدت بعد ظهر اليوم برئاسة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فضيلة الدكتور محمد مختار المهدي، واستهلت بورقة عمل لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد أحمد بوركاب في ورقته التي حملت عنوان "طرق تلقي القرآن عن النبي (ص) وأثرها في المحافظة على النص القرآني والاستقامة على منهجه الرباني".

وأكد بوركاب أن القرآن الكريم متميز في كل شيء، في مضمونه ورسم حروفه وأداء كلماته، وهو ما يوجب تلقيه بالمشافهة الموصولة بالحضرة النبوية.

وأوضح أن القرآن الكريم تلقاه جبريل عليه السلام عن الله سبحانه سماعًا، ثم تلقّاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبريل بالعرض عليه عقب السماع منه، ثم تنافس أصحابه (رضوان الله عليهم) في تلقيه عنه (صلى الله عليه وآله وسلم).

واستطرد في عرض طرق تلقي الصحابة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأثر التزام طرق التلقي في المحافظة على النص القرآني والاستقامة على منهجه الرباني، وسبل تحصيل آثار التلقي.

وشدد على ضرورة المحافظة على طرق التلقي المعتبرة عند القراء، منبهًا إلى أن القرآن لا يُحْكَم ولا تحفظ حروفه وحدوده إلا بتلك الطريقة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

من جانبه أوضح مدير مركز بحوث القرآن بجامعة ملايا بماليزيا فضيلة الدكتور أحمد قاسم كسار أنَّ الكتابة والتدوين صنعتان للخط، وقد اعتمد عليهما القرآن الكريم منذ نزوله وإلى يومنا هذا، وهي سنة متبعة، فقد كُتب القرآن الكريم وتمَّ تدوينه (جمعه) بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحظي موضوع الكتابة والتدوين باهتمام الخلافة الراشدة رضي الله تعالى عن أصحابها.

وبيّن كسار في ورقته التي عرضها في المؤتمر والتي حملت عنوان "أساليب المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم - الكتابة والتدوين نموذجًا"أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اختار الكتابة والتدوين منهجًا لتعليم القرآن الكريم، وكان حريصًا ودقيقًا في اللفظ القرآني المكتوب المعجز بلفظه ومعناه، فاختار بعض الصحابة ليكونوا كُتَّابًا للوحي، وكُتِب المصحف الشريف على كل ما كان يكتب عليه في زمن نزوله، لافتًا إلى أن هذا المنهج هو نفسه الذي سار عليه الصحابة رضوان الله عليهم حينما جمعوا القرآن في عهدي أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، فلم يجمعوا القرآن من صدور الرجال؛ وإنما اشترطوا أن يكون مكتوبًا، وعليه شاهدان يؤكدان أنَّ هذا النص قد كُتب بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله سلم).

وأشار إلى أن هذا المنهج النبوي الذي عني بكتابة القرآن الكريم هو منهج قرآني في الأصل، فهناك العديد من الآيات القرآنية الكريمة صرَّحت بموضوع كتابة القرآن الكريم.

ولفت إلى أن الحاجة تدعو إلى أن نطَّلع على منهج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كتابة القرآن الكريم وتدوينه؛ لأنَّه منهج تربوي عملي.

كما تحدث في الجلسة الثالثة الأستاذ في كلية التربية بجامعة تكريت فضيلة الدكتور غانم قدوري الحمدان فأشار الى ان السنة التاسعة من الهجرة عُرفت بسنة الوفود لكثرة الوفود التي قدمت فيها إلى المدينة المنورة، لافتًا إلى أن تلك الوفود تمثل القبائل العربية التي كانت تسكن الحواضر والبوادي خارج منطقة الحجاز، وجاءت تعلن إسلامها بعد أن فُتِحَتْ مكة.

وأضاف في ورقته للمؤتمر التي حملت عنوان "تعليم الوفود إلى المدينة المنورة القرآنَ الكريم": "كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر بعض أصحابه باستضافة تلك الوفود، وكان يتعاهد كل وفد.. يحدِّثهم عن الإسلام ويدعوهم إليه، ويتلو عليهم القرآن ويُبَيِّنُ لهم شرائع الإسلام، وإذا أعلن القوم إسلامهم أمر بعض الصحابة من القراء أن يعلِّموهم القرآن، ويُفقِّهوهم في الدين، وإذا انصرفوا من المدينة راجعين إلى أقوامهم أمر لكل واحد منهم بجائزة، وقد يختار أميرًا لهم من بينهم ممن يكون أكثر أخذًا للقرآن من غيره".

ولفت الحمد إلى أنَّ حرْصَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على تعليم الوفود القرآن الكريم في الأيام القليلة التي كانوا يقيمون فيها في المدينة يكشف عن أهمية التربية القرآنية في الدعوة إلى الإسلام وترسيخ معاني الإيمان في النفوس.

وتتبَّع الحمد في بحثه أخبار تعليم تلك الوفود القرآنَ الكريم وقت إقامتهم في المدينة، والقائمين بتلك المهمة من الصحابة، والتعرف إلى الوسائل التي اعتمدوها، والوقوف عند النتائج التي تمخضت عنها عملية التعليم، والآثار التي تركتها في نفوس العرب بعد رجوعهم إلى ديارهم في أنحاء الجزيرة العربية، والدروس التي يمكن أن تستنبط من ذلك.

ومن جانب آخر، عُقدت مساء اليوم محاضرتان ضمن البرامج التدريبية؛ المحاضرة الأولى بعنوان "برنامج إبداعي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها" للدكتور عبدالعزيز عبدالرحيم ضمن البرنامج التدريبي الأول: "اللغة العربية منطلقًا لتعليم تلاوة القرآن الكريم".

والمحاضرة الثانية قدمها فضيلة الدكتور حازم سعيد حيدر بعنوان "الوقف والابتداء في كتاب الله" ضمن البرنامج التدريبي الثاني "ثلاثية تعليم تلاوة القرآن الكريم".

وتتواصل اليوم الاثنين فعاليات المؤتمر بجلستين تُطرح فيهما ست أوراق عمل متنوعة، وتختتم اليوم البرامج التدريبية المسائية بمحاضرتين اثنتين، فيما يستمر المعرض المصاحب حتى يوم غدٍ الثلاثاء.

والجدير بالذكر أن المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن يُقيمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالتعاون مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وينعقد على أرض مملكة البحرين، ويحظى برعاية كريمة من لدن عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، ويستمرُّ أربعة أيام، يرافقه معرض مصاحب متخصص على هامش الجلسات وطوال أيام المؤتمر تشارك فيه أكثر من 20 جهة عرض ذات صلة بالمجال القرآني.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً