العدد 3893 - السبت 04 مايو 2013م الموافق 23 جمادى الآخرة 1434هـ

الماليزيون يصوتون في الانتخابات التشريعية الاشد تنافسية في تاريخ ماليزيا

انور ابراهيم
انور ابراهيم

يدلي الماليزيون الاحد (5 مايو/ أيار 2013) باصواتهم في اطار الانتخابات التشريعية الاشد تنافسية في تاريخ ماليزيا والتي قد تنهي اكثر من نصف قرن من سلطة الحزب الحاكم الملطخ باتهامات بالفساد.

وقال متقاعد باسم اتش واي اونغ كان ينتظر في صف طويل امام احد مراكز الاقتراع في العاصمة كوالالمبور "ان الزمن تغير ويجب ان تتغيير الحكومة". ومثله ملايين الماليزيين يستعدون الاحد للمطالبة عبر التصويت بالتبديل السياسي الذي سيكون ان حصل الاول منذ استقلال المستعمرة البريطانية السابقة في 1957.
وتشير استطلاعات الراي الى ان الانتخابات قد تسجل نهاية 56 عاما من حكم المنظمة الوطنية الموحدة الماليزية النافذة بزعامة رئيس الوزراء نجيب رزاق، لمصلحة انور ابراهيم الاصلاحي الذي يتمتع بشخصية قوية وركز حملته على مكافحة الفساد.
وافاد استطلاع شمل عينة من 1600 شخص واجراه معهد مرديكا المستقل في نيسان/ابريل وايار/مايو، ان ائتلاف الميثاق الشعبي (باكاتان راكيات) بزعامة انور ابراهيم سيحصد 89 من اصل 222 مقعدا في البرلمان، مقابل 85 مقعدا للجبهة الوطنية (باريسان ناسيونال) التي تدعم نجيب رزاق البالغ 59 عاما والمتحدر من عائلة ماليزية عريقة.
ويشغل الميثاق الشعبي حاليا 75 مقعدا مقابل 135 للجبهة الوطنية، الائتلاف الحاكمم التي تعتبر المنظمة الوطنية الموحدة محركها. علما بان الغالبية المطلقة محددة ب112 نائبا.
لكن معهد مرديكا يؤكد ان نحو خمسين مقعدا تبقى غير محسومة ما يجعل نتيجة الاقتراع غير واضحة قطعا.
وقال مدير معهد مرديكا ابراهيم سفيان "ان هذه الارقام تدل على انه لم يسجل اي من الفريقين اي تقدم واضح".
ويلقي الاستطلاع ظلالا من الشك على توقعات المحللين السياسيين الذين كانوا يجمعون حتى الان على اعلان فوز المنظمة الوطنية الموحدة، لكن بغالبية محدودة.
وتحمل المنظمة الوطنية الموحدة في رصيدها الازدهار الاقتصادي الكبير الذي ينعم به "النمر" الماليزي، الامة المسلمة التي تعد 29 مليون نسمة وارتقت في خلال 25 عاما من بلد نام الى بلد متطور.
لكن بعدما حققت الفوز بدون انقطاع في الانتخابات التشريعية الاثنتي عشرة التي اجريت في البلاد منذ العام 1957، بدأت المنظمة تفقد من شعبيتها لا سيما بسبب فضائح الفساد ومنها فضيحة الغواصات سكوربين التي تتورط فيها مجموعة تاليس الفرنسية ونجيب رزاق.
وقد فتح تحقيق اولي في فرنسا بخصوص هذا العقد الذي تبلغ قيمته مليار يورو.
وصرح انور ابراهيم بعد ان وضع بطاقة التصويت في صندوق الاقتراع "لا يمكن انكار واقع ان هناك رياحا قوية، تغييرا كبيرا" لمصلحة المعارضة.
وكان المعارض صرح السبت في حديث لوكالة فرانس برس ان التزوير الانتخابي وحده يمكن ان يسرق منه الفوز، فيما تتكاثر اتهامات المحاباة لصالح الحزب الحاكم وما يدعمها هو اكتشاف ان الحبر المفترض انه لا يمكن "محوه" والذي يهدف الى تفادي تصويت شخص واحد مرات عدة، يمكن ازالته عند غسله للمرة الاولى.
وقد ركز انور ابراهيم حملته على النضال من اجل ارساء ديمقراطية "حقيقية" بعد ان عانى هو نفسه مما يسميه "استبداد" المنظمة الوطنية الموحدة. ففي العام 1998 وفيما كان انور ابراهيم يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ومطروح اسمه لرئاسة الحكومة، اقيل من مهامه وادين بتهمة "اللواط" التي اعتبرت بشكل واسع تهمة سياسية.
وتمت تبرئته في نهاية المطاف وخرج من السجن بعد ان امضى فيه ست سنوات ليصبح بطلا في بلاده شبيها بنلسون مانديلا وحقق اختراقا انتخابيا غير مسبوق في الانتخابات التشريعية الاخيرة في 2008، بحيث تضاعف عدد نواب ائتلافه الثلاثي ثلاث مرات.
وامام الاستياء الشعبي حاول نجيب رزاق تحديث صورة حزبه فابطل خصوصا القوانين القمعية الاكثر اثارة للجدل.
ونجح رئيس الوزراء بذلك في ابقاء شعبيته على الصعيد الشخصي مرتفعة لكن بدون التمكن من كبح تدهور شعبية حزبه.
وستقفل صناديق الاقتراع في الساعة 17,00 (09,00 ت غ) بينما ينتظر اعلان النتائج الاولية في الساعات التالية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً