العدد 1565 - الإثنين 18 ديسمبر 2006م الموافق 27 ذي القعدة 1427هـ

قالوا في أبي جميل

لقد فقدت البحرين بوفاة سماحة الشيخ عبدالأمير الجمري رحمه الله، عالماً فذاً من كبار علمائها، وعلماً من أبرز أعلامها، ومجاهداً صدق ما عاهد الله عليه، وجمع فروسية الموقف وفروسية القلم وفروسية الخطابة، فكان من خيرة رجالات الوطن. ومن صفوة علماء المملكة، ومن أبرز رجالاتها التاريخيين، ومجاهديها الأبرار.

ولقد عرفنا سماحة الشيخ الجمري من خلال علاقات وصلات عائلية تاريخية ربطت بين عائلتينا منذ أيام سماحة الشيخ الملا عطية الجمري والوالد المرحوم حسن بن رجب، فعرفنا فيه التواضع الصادق، وعفة النفس، والعدالة قاضياً في المحاكم الجعفرية، وأعجبنا به عالماً فذاً، ورجلاً صدوقاً، مبادراً إلى الخير، وإلى الانخراط في العمل الوطني المثمر. فكان من خلال سجاياه النبيلة مثالاً للعالم المجاهد، ورجل الموقف الصلب، الذي لا يتوانى عن نصرة العقيدة، والامتثال لمبادئ الرسالة الحسينية الخالدة، وهو خطيبها البارع، وعالمها الفارع، وأحد أبرز المدافعين عنها في تاريخنا المعاصر. رحم الله سماحة الشيخ عبدالأمير الجمري، وأسكنه فسيح جناته، وأوسع عليه المغفرة والثواب. وعزاؤنا الصادق إلى القيادة والشعب البحريني بفقيد البلاد، والى أبناء وأحفاد وعائلة الفقيد الكبير. إنا لله وإنا إليه راجعون.

وزير شئون البلديات والزراعة

منصور بن رجب


«وعد»: الفقيد رمز للوحدة الوطنية والتسامح والمحبة

أكدت جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) في بيان لها أمس أن البحرين وحركتها السياسية فقدتا واحداً من أعز رجالاتها وهو المجاهد الشيخ عبدالأمير الجمري بعد صراع طويل مع المرض، مشيرة إلى أنه كان واحداً من رجال الدين الذين يتمتعون بروح التسامح والرقي في علاقاته مع القوى السياسية بشتى تلاوينها، فكان أن تمكن من خلق أريحية في تعاطيه مع جميع وجهات النظر السياسية التي توجت عريضة نخبوية لأمير البلاد الراحل وقع عليها زهاء 300 شخصية من مختلف الاتجاهات في العام 1992. وأشار بيان «وعد» إلى أن الفقيد عانى سنوات طويلة من السجن والاقامة الجبرية حتى تعرض لانتكاسة صحية خطيرة أجبرته على عيادة المستشفيات داخل البلاد وخارجها، وكان طوال تلك السنوات رمزاً لكل محبي العدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية، فقد وقف إلى جانب أبناء شعبه وقدم من عمره الكثير من أجل مستقبل أفضل للبحرين، على رغم القمع والقهر الذي كانت تعاني منه البلاد طوال عقود من الزمن، إذ كان قانون أمن الدولة هو المسيطر على مفاصل البلاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولفت بيان وعد إلى أنه بتضحيات الشيخ الجمري وعلاقاته مع مختلف القوى شكل الفقيد الغالي رمزاً وطنيّاً شامخاً، وعنواناً كبيراً للوحدة الوطنية والتسامح والمحبة فكسب محبة المواطنين وتمكن من القيام بدور فاعل في خلق علاقات صحية بين قوى المعارضة بمختلف تلاوينها من أجل توحيدها في إطار المطالب العادلة التي رفعها شعب البحرين منذ عقود طويلة.

- بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تنعى حركة الحريات والديمقراطية (حق) رحيل قائد وطني وأب روحي لشعب البحرين سماحة الشيخ عبدالأمير الجمري صباح هذا اليوم.

وإذ تعزي حركة «حق» الشعب البحريني بفقدان هذا الرجل العظيم، تذكر بعطائه وقيادته من أجل وطن يحيا فيه الجميع من خلال عنوان المواطنة الدستورية الحقيقية وينعم بالأمن والأمان من دون تفرقة بين أبناء الشعب، سنة وشيعة. فالكل يذكر آخر رسائله الذهبية التي دخلت تاريخ البحرين. رحمة الله عليك يا أبا جميل عشت حراً وانتقلت إلى جوار ربك حراً أبياً عزيز النفس قرير العين بما قدمت لشعبك الوفي وضحيت من أجله.

حركة الحريات والديمقراطية (حق)

- بقلوب ملؤها الحزن والأسى تنعى جمعية التوعية الإسلامية رحيل العلامة المجاهد فضيلة الشيخ عبدالأمير الجمري الذي سخر حياته في خدمة الدين والشريعة، وطلب العلم ونشره، والدفاع عن حقوق الشعب، وإعلاء كلمة الحق.

لقد كان الشيخ الجمري الكبير علما بارزاً من علماء البحرين ومن الذين تخرجوا من حوزة النجف الأشرف، وحظي بثقة مراجعها العظام، وأسس حوزة الإمام زين العابدين في البحرين، والتي مازالت معيناً ينهل منها طلاب العلوم الدينية. كما كان الشيخ أحد القادة السياسيين في العصر الحديث ومواقفه السياسية وحركته الكبيرة في الدفاع عن حقوق الشعب وصبره ومبدئيته سمات بارزة في حياته، حيث وقف بكل صلابة للمطالبة بالحقوق السياسية وتوفير الحياة الكريمة للشعب، وتحمل في ذلك أعظم العناء، ولم يتخلَّ عن مواقفه المبدئية. بل ظلّ وفياً للشعب الكريم، ولذا حظي بالاحترام الواسع والمحبة في قلوب الناس.

جمعية التوعية الإسلامية

- بقلوب ملؤها الحزن والأسى تنعى جمعية الشباب الديمقراطي البحريني رحيل المناضل الوطني الكبير الشيخ عبد الأمير الجمري الذي سعى جاهداً بكل ما أوتي من قوة لأجل الدفاع عن حقوق شعبنا والمطالبة بحقوقهم.

لقد كان الجمري أحد الرموز الوطنية البارزة في البحرين التي لم تنحن خلال مشوار المطالبة بحقوق شعبنا، كما انه يمثل أحد الرموز الوطنية التي طالما دافعت عن الوحدة الوطنية وسعت إلي تحقيقها. إن الجمري لم يدخر جهدا في سبيل تحقيق مطالب شعبنا خلال فترة التسعينات حيث قاسى ما قاساه من عذابات في السجون ووضع تحت الإقامة الجبرية وترهيب عائلته وتهجيرها، إلا أنه ومع ذلك استمر في المطالبة بالحقوق السياسية لأبناء شعبنا وتحقيق الحياة الكريمة لهم، متمسكا بمبادئه الوطنية. إن «الشباب الديمقراطي» وهم ينعون أحد ابرز القيادات الوطنية في البحرين، وهم يستذكرون اليوم أيضاً مآثر هذا الرجل الذي سعى إلى تكريس مبادئ الوحدة الوطنية منذ انطلاقة الحركة المطلبية في التسعينات، حينما دعا جميع أطياف المجتمع البحريني إلى الوحدة وتبني المطالب الدستورية، يتوجهون بالدعوة الصادقة إلى جميع مكونات المجتمع البحريني إلى ضرورة الوحدة التي طالما سعى إليها فقيد البحرين ونبذ الطائفية، فلنجعل هذا المصاب دليلاً على وحدة شعبنا ووحدة مطالبه العادلة.

جمعية الشباب الديمقراطي البحريني

- الأعزاء آل الشيخ الجمري والشعب البحراني العزيز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فقد تلقينا بالمزيد من الحزن والتسليم لقضاء الله وفاة أخينا العلامة المجاهد الشيخ عبدالأمير الجمري رحمه الله الذي كان عالماً مخلصاً تقياً مجاهداً عاش للإسلام كله وللأمة كلها وبذل حياته في سبيل ذلك وتحمل الأذى في جنب الله واخلص للخط الإسلامي الأصيل في خط الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في انفتاح على الوحدة الإسلامية في بعدها الفكري والعملي والسياسي.

إننا نشارككم العزاء بهذا المصاب الجلل ونقدم لكم كل مشاعر التعزية، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته جزاء لجهاده وإخلاصه ويعوض الأمة الإسلامية عن فقده ويلهمكم الصبر وعظيم الأجر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع محبتي ودعائي.

27 ذوالقعدة الحرام 1427هـ

السيدمحمد حسين فضل الله

حسن: نعتبر أنفسنا تلامذة لهذا الشيخ العظيم

- من ناحيته قال النائب البرلماني، ورئيس مجلس شورى الوفاق عبدعلي محمد حسن: «الشيخ الجمري هو شيخ المناضلين، اختاره الله إلى جواره وهو مرفوع الرأس. وغيابه كان خسارة وزادت الخسارة بفقده، نسأل الله له الرحمة ونسأل لأنفسنا الثبات على المبادئ العالية التي سار عليها الشيخ وعلى النهج الذي اختطه ونعتبر أنفسنا تلامذة لهذا الشيخ العظيم».

شريف: الروح التي بثها في الحركة الدستورية ستظل موجودة معنا دوماً

- أشار أمين عام جمعية العمل الوطني (وعد) إبراهيم شريف السيد إلى أن «الشيخ الجمري كان دوره كبيرا في فترة القمع السياسي أيام أمن الدولة من خلال احتضان المناضلين من جميع الاتجاهات السياسية وتكوين جبهة وطنية واسعة من اجل اعادة العمل بدستور 73، وكان الشخصية الأبرز في نضال مرحلة التسعينات وفي تشكيلة لجنة العريضة الشعبية، وعانى مثلما عانى الكثيرون من القمع والسجن وتوجيه اتهامات باطلة بحقه. وتجربة العمل الوطني في العمل مع التيار الليبرالي أثبتت انه رجل ترفع عن المسائل الطائفية ويعمل لمصلحة الشعب بجميع طوائفه، الشيخ كان مريضا وغاب عن الساحة ولكن التحالفات التي ساهم في صنعها والروح التي بثها في الحركة الدستورية ستظل موجودة معنا دوما، وأكثر ثمارها اليوم الانتصار الشعبي الذي حققته جمعيات المعارضة وبقاء التحالف الوطني الذي رسمه وعودة العمل الدستوري».

مرهون: الجمري كان محطة للتلاقي والوحدة

- قال النائب الأول السابق لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون: «إن الشيخ عبدالأمير الجمري هو أحد القامات الكبيرة في شخوص هذا الوطن، وكان محطة جذب لكل الناس في مختلف أرجاء البحرين، واستطاع أن يشكل محطة للتلاقي والوحدة ما أهله أن يتبوأ مكانة عالية في نفوس جميع المواطنين، بالإضافة إلى ما تمتع به من إيثار وتضحية جعلته دائماً يقدم مصلحة الكل على الفرد، ولذلك احتل هذه المكانة في نفوس شعب البحرين».

وأضاف مرهون «المواطنون سيذكرون الجمري أنه كان ذا مواقف مشرفة خصوصاً في الأوقات الصعبة، حينما يتطلع الجميع إلى قائد قد لا يجدونه إلا هو، ومن المؤسف أن مشروعه الكبير كمحطة للتلاقي الوطني لم يكتمل لأن جميع من تبعوه لم يستطيعوا أن يكونوا بمثل طول قامته ولا علو هامته، وقد توفي رحمه الله ولم يكمل كل كلامه بعد، ولم تبلغ رايته منتهاها الصحيح».

العالي: الجمري خلق بحركته جيلاً صبوراً ومعطاءً ومتفانياً

- قال النائب السابق الشيخ عبدالله العالي: «إن الأمة والشعب البحريني فقدا يوم أمس رجلاً سخر حياته جهاداً وكفاحاً من أجل الإنسانية والدين بلا حدود ومن أجل الوطن بلا حدود، عطاؤه كان مثمرا وخلق بحركته جيلاً صبوراً جيلاً معطاءً ومتفانياً، واستطاع من خلال حركته أن يسطر تاريخ البحرين الحديث، وقام بجهود جبارة من أجل تحقيق قدر عال من الحرية والعدالة والمساواة، رحيله كان بمثابة ثلمة حقيقية لم يثلم بها الإسلام فحسب بل ثلم بها الوطن برمته، لذلك نحن نعزي أنفسنا ونعزي شعب البحرين ونعزي القيادة السياسية والعلمائية برحيل هذا الرجل العظيم الذي أعطى أكثر مما يأخذ، جزاه الله خيراً عن هذا الوطن».

- في مرحلة تحمل كل التحديات الصعبة، فجعت الأمة برحيل علم من أعلامها ورمز كبير من رموزها العلامة المجاهد الشيخ عبدالأمير الجمري، الذي كان العالم الرباني، ورجل المحراب والمنبر، ورجل التقوى والصلاح، ورجل العطاء في كل الميادين العلمية والثقافية والروحية والاجتماعية والسياسية.

كان رجل الأمة الحاضر في كل قضايا الناس، عاش مع الناس في كل آلامهم وآمالهم، يتأوه لآهاتهم، ويتحسس كل معاناتهم، ضحّى بكل ما لديه في سبيل قضية أمته العادلة، ارتضى أن يعيش خلف القضبان دون تفريط بحق من حقوق الأمة.

كان رجل الجهاد والمواقف الصعبة، تقدم صفوف الجماهير في لحظة عصيبة، عاش الإخلاص لله، ووقف صامداً ومتحدياً ومتحملاً كل العناء، صابراً محتسباً راضياً ابتغاء مرضاة الله، ومضى شهيداً سعيداً.

وإذا كان قد رحل عنا بجسده، فهو باقٍِ في القلوب، خالد بفكره وروحه وجهاده وعطائه، وجود عملاق وهامة شامخة، وستبقى الأمة تحتضنه في كل عقلها وفي كل وجدانها وفي كل حركتها، وسيبقى خالداً في ذاكرتها ملتحقا بقافلة الشهداء، شهيداً عظيماً تقدمه الأمة قرباناً ضمن قافلة القرابين العظيمة.

المجلس الإسلامي العلمائي

- لقد آلمنتا وفاة العلامة سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبدالأمير الجمري بعد عمر حافل بالعطاء وتحمل المسئولية والدفاع عن حقوق الناس وبعد معاناة طويلة من المرض.

إنني ارفع أحر التعازي إلى صاحب الأمر (عجل الله فرجه الشريف) أولاً وإلى أسرته الكريمة وأنجاله الكرام وإلى جميع العلماء حفظهم الله وجميع أبناء البحرين على رحيل هذا العالم العامل الصابر المجاهد الذي أدى ما عليه تجاه دينه وشعبه وأمته، وأرجو من الله تعالى أن يتغمد شيخنا الراحل في واسع رحمته، وان يلهم ذويه الصبر الجزيل إنه نعم المولى ونعم النصير.

السيدهادي المدرسي

- رحيل سماحة الوالد العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري أمر محزن لأبناء الشعب، لما يمثله هذا الرمز من أمل وطموح وتطلع وحياة كريمة لوطن متقدم. هذا الرحيل يؤثر في كل هذه الأبعاد، فقد خطّ سماحة الشيخ منذ نعومة أظفاره حتى رحيله درب الإصلاح وعدم الرضا بالظلم والأخطاء والعمل على تصحيحها من أجل خير الجميع، وأنجز هذا الدرب الكثير من المنجزات بما فيها الحياة البلدية والبرلمانية التي نعيشها على رغم كل نواقصها... ونأمل من الله أن يستمر هذا الخط في خلفائه من العلماء والقوى السياسية وخط الوحدة والتقارب، وهذا نوع من الوفاء لهذا الرمز الكبير.

كانت علاقتي بسماحة الوالد، علاقة شاب رأى في الشيخ عالماً جليلاً ومناضلاً، وتكررت هذه العلاقة عندما رجعنا بعد فترة من دراسة العلوم الدينية عندما وجدنا الشيخ عالماً، وامتدت هذه العلاقة حتى رحيله، وفي كل المراحل كنا تلاميذ لسماحة الشيخ.

إن رحيل الشيخ نقطة لتأليف وتجميع القلوب أكثر، وهو يوحد السنة والشيعة والقوى السياسية، ويرسخ العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

الشيخ علي سلمان

نائب برلماني، أمين عام جمعية الوفاق?

العدد 1565 - الإثنين 18 ديسمبر 2006م الموافق 27 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً