بعد طفرة لافتة وبارزة في مستويات الكرة البحرينية ومنتخبنا الوطني الأول امتدت قرابة 6 سنوات بدأ مسلسل التراجع الرهيب في مستوى منتخبنا، وفي حلقة الأمس تحدث ضيفنا ونجمنا البحريني عبدالرزاق محمد عن تقدم نتائج ومستوى «الأحمر» بداية من كأس آسيا مرورا بالمشاركة في خليجي 10 و11 و12.

وقال «رزاق» ان مستوى منتخبنا شهد بعد هذه المشاركات تراجعا غريبا ومفاجئا وتحديدا منذ المشاركة في خليجي 13 التي أقيمت في سلطنة عمان العام 1996 والتي قاده فيها طاقم فني وطني بقيادة النجم فؤاد بوشقر.

وأكد «رزاق» أن خليجي 13 يمكن وصفها بأنها بطولة للنسيان سواء على صعيد المستويات الفنية السيئة التي ظهر بها وقدمها منتخبنا أو على صعيد النتائج السلبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهي المشاركة الأسوأ لمنتخبنا.

وحل منتخبنا في المركز الخامس وقبل الأخير برصيد نقطتين من تعادلين مع الإمارات وعمان بهدف لمثله في كلتا المباراتين، وسجل الهدفين اللاعب المحرقاوي محمد صالح الدخيل، فيما خسر باقي مبارياته أمام الكويت صفر/1، والسعودية 1/3 سجله حميد درويش، وأمام قطر 1/2 سجله خميس عيد، وعاد «رزاق» بذاكرته للوراء بقوله «نتيجة لهذه النتائج المخيبة والسيئة، تم اتخاذ قرار بعد البطولة مباشرة بحل المنتخب واتحاد الكرة في آن واحد».

وبشأن الإيجابيات التي أفرزتها المشاركة في خليجي 13 قال «رزاق» أنها لا تذكر عدا بزوغ موهبة بحرينية كانت محل إشادة من مختلف المحللين والنقاد والإعلام المتابع للدورة الخليجية وهو اللاعب مرتضى عبدالوهاب، مشيرا إلى أنه كاد يتوج بلقب أفضل لاعب في البطولة إلا أن الجائزة ذهبت إلى اللاعب الكويتي عبدالله وبران.

آخر مشاركاته

وفيما يتعلق بمشاركته الأخيرة في دورات كأس الخليج فكانت في خليجي 14 العام 1998 التي استضافتها البحرين، مؤكدا أنها كانت تمثل أهم مشاركة له في الاستحقاق الخليجي، بل اعتبرها الأهم في مسيرته الكروية، لافتا إلى أنها كانت مميزة بالنسبة له كلاعب.

ويتذكر عبدالرزاق محمد جيدا هذه الدورة وخصوصا هدفه الثمين في مرمى المنتخب السعودي وفي شباك الحارس المعروف والشهير عبدالله الدعيع، وأضاف «جاء الهدف مع نهاية الشوط الأول وعبر ركلة حرة مباشرة استقرت على يساره، وكانت السعودية متقدمة بهدف للاعب يوسف الثنيان، واستطعت بهذا الهدف معادلة النتيجة التي انتهت عليها المباراة، ومازالت الجماهير الخليجية تذكرني بهذا الهدف كلما رأتني، وأصبحت راسخة في ذاكرة الرياضيين إلى الآن، وكذلك حصلت على جائزة أفضل لاعب بالمباراة».

وعبر «رزاق» عن عدم رضاه عن النتائج التي حققها منتخبنا في هذه الدورة وخصوصا أن الأمنيات والطموحات كانت كبيرة في المنافسة على اللقب، واصفا هذه المشاركة بأنها كانت فرصة ثمينة لتأكيد جدارة الكرة البحرينية وكان يمكن استغلالها بصورة إيجابية، وأضاف «النتائج كانت سلبية وحل منتخبنا في المركز الخامس برصيد 3 نقاط من 3 تعادلات، 1/1 مع السعودية، وصفر/صفر مع قطر، ومع عمان 2/2 سجلهما طلال يوسف وخالد جاسم، فيما خسر منتخبنا من الإمارات في الافتتاح صفر/1، والكويت صفر/2، وحقق المنتخب الكويتي اللقب وحافظ عليه للمرة الثانية على التوالي بقيادة المدرب التشيكي ميلان ماتشالا الذي حقق معهم البطولة السابقة أيضا».

وعن أبرز وأهم الذكريات التي ما تزال عالقة بأذهانه قال عبدالرزاق: «في مباراتنا أمام الكويت أصبت بإصابة قوية في رأسي، ما استدعى إجراء عملية جراحية سريعة لي بين الشوطين وذلك بعمل 13 غرزة لوقف النزيف، وطلب الطبيب جمال الذوادي استبدالي ولكني رفضت، وأكملت المباراة للنهاية».

قرار الاعتزال

وبشأن أبرز الإيجابيات في الدورة أكد «رزاق» أنها كانت تمثل نقطة بداية لنجوم بحرينية أكدت تواجدها في الفترة اللاحقة وفرضت اسمها بقوة ليس على الصعيد الخليجي فقط بل تعدى ذلك لتكون نجوما قارية وآسيوية أمثال: محمد سالمين، طلال يوسف، راشد الدوسري، محمود جلال، حسين علي بيليه، بالإضافة إلى اللاعبين الذين سبق لهم المشاركة مع المنتخب أمثال، محمد حسين، راشد جمال، يوسف عامر، خالد الدوسري، عبدالرحمن عبدالكريم.

وأكد «رزاق» أن خليجي 14 كانت بمثابة نقطة النهاية في مشواره الدولي الذي امتد نحو 12 سنة، لافتا إلى أنه أعلن اعتزاله اللعب الدولي، وأضاف «هذا القرار في مخيلتي منذ أن كان عمري 13 سنة، بأن يكون آخر مشوار دولي لي مع الكرة في سن الـ30 سنة، وبالفعل اتخذته بعد نهاية الدورة مباشرة، وحينها كنت في أوج تألقي، ولكن كان عقلي مخططاً لاتخاذ القرار ولم أتراجع عنه».