العدد 4016 - الأربعاء 04 سبتمبر 2013م الموافق 28 شوال 1434هـ

طبقة جديدة فاسدة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من تداعيات الربيع العربي، أنه جاء بطبقات حاكمة جديدة من الشارع، وأوصلها إلى الحكم، ولكنها في السنة الأولى أثبتت أنها ابنة شرعية أصيلة لحقبة الدكتاتورية والاستبداد.

رأينا ذلك في مصر حينما حاول الإخوان المسلمون، وكانوا أكبر ضحايا الاستبداد، السيطرة على كل مفاصل الدولة والمجتمع، حتى ألّبوا بقية الأطراف ضدهم. ورأينا ذلك في بلدان عربية أخرى مثل تونس، إلا أن المثل الأبرز ما حدث في العراق، بعد سقوط حكم الطاغية صدام حسين.

عشر سنوات مرت على سقوط الطاغية، وتهاوي نظام البعث البائد، دون أن تفلح الطبقة الحاكمة الجديدة في لملمة جراح العراق، والخروج به من المستنقع الدامي. لاشك أن بقايا فلول النظام تعمل على تقويض العملية السياسية، والحركة التكفيرية آلت على نفسها أن تصبغ خريطة العراق بالدم، والمخابرات الخارجية تعيث في الأرض فساداً، إلا أن الأسوأ من كل ذلك هو بروز تلك الطبقة السياسية الجديدة الغارقة في الفساد.

في الأسبوع الماضي، ومن حسن حظ العراق، تظاهر آلاف العراقيين في 12 محافظة في جنوب ووسط وشمال البلاد، احتجاجاً على الامتيازات والرواتب العالية التي يحظى بها أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 325 نائباً. وهي امتيازات يعتبرها النواب حقوقاً لهم، فيما يعتبرها الآخرون «سرقة» وأحد مظاهر الفساد الجديد.

فأصحاب السعادة النواب منحوا لأنفسهم بعد انتهاء الدورة الأخيرة، (ومدتها أربع سنوات) راتباً تقاعدياً يصل إلى 80 في المئة من راتبهم الحالي المحدّد بـ13 مليون دينار شهرياً (8500 دولار) بينما لا يتجاوز راتب الغالبية العظمى من المتقاعدين في العراق مبلغ 400 ألف دينار بعد خدمة أكثر من عشرين عاماً. هذا الامتياز البشع الذي اقتطعه النواب لأنفسهم من المال العام، بعد أربع سنوات من الخدمة «الافتراضية»، المشكوك فيها للشعب، تجعل الأكثرية تنظر إليهم كطبقةٍ من الانتهازيين الجشعين، وخصوصا مع وجود أزمات حياتية ملحة، من قبيل انقطاع الكهرباء ونقص الماء.

النواب الذين اقتطعوا لأنفسهم هذه الامتيازات دون استحقاق أو خدمة ناجزة، اقتطعوا لأنفسهم أيضاً أموالاً إضافيةً بمسميات مختلفة، بدل حماية، وبدل سكن، وبدل ضمان صحي، (وفي بلدٍ آخر بدل «مكتب» مع أن أكثر النواب لم يفتحوا لهم مكتباً واستحلوا أكل ذلك المال الحلال الزلال!)، فضلاً عن جوازات السفر الدبلوماسية وبدل السفرات للخارج.

طبعاً الحكومة العراقية الموقرة سمحت للمظاهرات الاحتجاجية في المحافظات ولكنها منعتها من العاصمة بغداد، بحجة عدم تعكير صفو الأمان والسلم الاجتماعي، وعدم التسبّب في زحمة المرور، وعدم تعطيل المصالح العامة في البلاد. وهكذا منعت المتظاهرين من الوصول إلى نصب الحرية في بغداد، بينما استخدمت في المناطق الأخرى مسيلات الدموع، لكن ليس على المنازل والأحياء السكنية، وإنما في الشوارع المفتوحة حيث تجمع المتظاهرون.

المفاجأة أن رئيس الوزراء الموقر نوري المالكي أعلن اصطفافه مع الجمهور وانحيازه إلى مطالبه العادلة، حيث صرّح بأن امتيازات ومرتبات أعضاء مجلس النواب تجهد موازنة البلاد، ووعد الشعب بنقلها إلى مجلس الوزراء لإعادة النظر فيها، لأنه «لا يوجد في الدستور شيء أصلاً اسمه راتب تقاعد للنواب»! وكفاية «جمبزة وكلاوات»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4016 - الأربعاء 04 سبتمبر 2013م الموافق 28 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 1:36 م

      سلام سيدنا/ الله يحفظك ياربي

      صدقت ابو الهواشم ام نحن فبرلمانا هو ليس صوت الشعب الناطق بل هو صوت الحكومة وإلا هل سمعت ياسيدنا المحترم برلمان لا يستطيع محاسبة الحكومة ولا يقالة وزير وهل ايضا سمعت عن اغلبية ساحقة تحصل على 18 نائبا ونسبة بسيطة تعد بالاصبع تحصل على 22 نائبا اي عدل هذا

    • زائر 24 | 5:21 ص

      هذا الباب على ذاك الخراب

      نواب ميلس الرزة الفارغة ايضاً نفس الشي. توقع ان تنابله تيلس 4 سنوات ثم يتبرطعون على 4000 دينار شهرياً وهو لم يقدم مقترح أويناقش قانون لأنه اصلاً لايفهم كيف يتكلم جيف يناقش. احدهم شغلته يحضر جن لأعضاء الميلس الآخرين. وآخر يدور من بلد لبلد يدور شهادة لين حصل جامعة اخرطي عطته مو شهادة بل دكتوراه وهو عن يا زعم امام مسجد لا يعرف يقرأ القرآن صحيحاً. هذا ميلس العجب

    • زائر 26 زائر 24 | 11:39 ص

      صدام وبس

      الان يتدكرك العراقين كلما شاهدوا المصائب في العراق تفجيرات قتل علي الهوية لقد اغتالتك يد الغدر الله على الاسقرار والامان فعلا كنت قائد حكيما شهم مقدام لم تعجب امريكا وعملائها الدين جاءوا معها علي دباباتها فلاعجب ان ينتشر الفساد والمفسدين والغريب الان يستوردون كل شي لان المصائع قد دمروها والنفظ سرقوة وتقاسموا الموال لدا لانستغرب من من يدعون ممثلي الشعب وهم بعيدين عن الشعب يطالبون بالموال مانقول الارحمة الله علي ياابو العروبة والقومية والاسلام شهيد العصر صدام حسين

    • زائر 22 | 4:42 ص

      v

      حتى في العراق عندهم مسيل دموع يابة!!!
      و ممنوعين من التظاهر في العاصمة بعد !!! حتى يوم الجمعة يا ترى !!!

    • زائر 20 | 3:52 ص

      دول تموّل الارهاب+ رموز النظام السابق+ فساد مورس لمدة 3 عقود

      هناك دول تعمل على تصدير الارهاب للعراق وقد صرحوا بذلك وظهرت حقائق ذلك بينة بأدلة قاطعة
      كما ان وجود فلول النظام السابق تسرح وتمرح فذلك يزيد الوضع تعقيدا
      ومجتمع رباه النظام السابق على الافقار والفساد لمدة 4 عقوقد
      هذه العوامل مجتمعة هي سبب الارهاب في العراق

    • زائر 19 | 3:39 ص

      يا سبحان الله

      صورت لنا يا السيد بأن فساد العراق فقط مركز في نواب الشعب وبأن أمير مؤمنين العراق نوري المالكي الموقر هو صاحب الشرف العظيم وأمين الوحي في العراق والله ثم والله حرام عليكم , وعلى نظرتكم الضيقه بعين واحده , أنا أسألك بألله كم سرق المالكي وحزبه من خيرات البلاد والعباد ، وانتم مساؤلون عن كل حرف تكتبونه

    • زائر 17 | 3:21 ص

      نعم هناك فساد وفسدة ولكن ايضا هناك دول يضيرها الاستقرار في العراق

      اتكلم بخصوص العراق هناك فساد خلقه النظام الفاسد في النفوس وفي المجتمع وفي العلاقات وفي كل مفاصل الدولة والقضاء على الفساد يحتاج الى حرب ضروس ما بالك بأنه ترك طبقة من الحكم السابق تلعب في دماء شعب العراق بالاضافة الى دول لا ترضى ولا تقبل بأن يعش شعب العراق في أمن وسلام ويحكم نفسه عن طريق شعبه.
      عوال 3 دول ظالمة جائرة لها مخابراتها تلعب في دماء العراقيين وبقايا نظام فاسد الى ابعد الحدود وثالثها الفساد الذي تربت عليه النفوس لعقود كيف يمكن الوقوف بوجه هذه الامور

    • زائر 14 | 3:00 ص

      الى زائر رقم 9

      تحياتي اليك
      اشلون تبيه يستر يعني؟؟؟
      الكلام اللي كتبه موجود في الجرايد ومواقع التواصل !!!
      يعني ما جاب شي جديد من عنده وفضحهم

    • زائر 11 | 2:25 ص

      أين قانون دساتير دول متحدثة باللغة العربية

      قد يعني أن الحاجة أم الإختراع وأن مصر أم الدنيا لكن هذا قد لا يعني تسريح أو تسريع إقالة الحكومات العاملة في البلاد العربية. وذلك بسبب أنها لم تقدم لكنها تأخرت وأخرت الشعوب وأرجعتهم الى الجاهلية والاقطاعية بينما يقتطعوم لهم مرتبات تقاعديه بعد تقاعصهم عن العمل. فهل هذا جائز دستوريا أو عرفيا أو شرعا أو فلكيا أوقانون ما فيه يحكم؟

    • زائر 8 | 1:57 ص

      ونوابنه شنو ... يا سيد

      احد النواب يحمل سيفا يشهره في احد الشوارع متهددا بقتل كل من يخالفه ... نائب ثاني يتشاجر في احد البارات ويشهر سلاحه على خصمه ... نائب ثالث يكفر طائفة كاملة ويصفهم بأبشع الصفات .. نائب رابع يسافر خارج البلاد ويقابل الجماعات الارهابية في سوريا ... نائب خامس يطالب الحكومة بسحب جنسيات الشعب ... نائب سادس متهم بإختلاس الملايين ... نائب سابع ونائب ثامن ... وووو والقائمة تطول وتطول

    • زائر 9 زائر 8 | 2:21 ص

      استر

      استر الله يستر عليك.

    • زائر 21 زائر 8 | 4:34 ص

      لا وبازيدك

      فى نواب خونه يذهبون الى الخارج وييشوهون سمعة وطنهم وفى نواب يحرضون على العنف والكراهيه والطائفيه وفى نواب يشجعون على التدخل الخارجى ويستنجدون بايران ووووو خله مستوره

    • زائر 7 | 1:45 ص

      نعيب زماننا والعيب فينا

      سيدنه ... ونوابنا شنو .. معاشات راهية ومزايا واراضي وسيارات وراتب تقاعدي ... وللاسف يقفون مع الفساد والطائفية والاحتكار والظلم وضد ارادة الشعب ويطالبون الحكومة بمزيد من الاعتقالات والتعسف والفساد ويصفقون لكل مشروع ضد ارادة الشعب ... ولاول مرة في التاريخ نواب شعب يطالبون بتضييق الخناق على الشعب !!!! وش رايكم ياجماعة

    • زائر 6 | 1:32 ص

      جمبزة وكلاوات

      صدقت الجماعة عندنا اخذوا فلوس المكتب وما فتحوا مكاتب لهم . كلها جمبزة وكلاوات.

    • زائر 5 | 12:40 ص

      لاجفيه لاحامض حلو لاشربت

      عندنا وعندهم زود سيدنا

    • زائر 4 | 11:19 م

      العراق

      المثل يقول عط الخباز خبزه المالكي يبي يقلد بوعدي مأعرف بأن إلي ماله أول ماله تألي شكرا للكاتب

    • زائر 3 | 10:31 م

      لا تعجب

      النظام الذى يسير و يسير هذا الكوكب مؤسس على أستغلال البشر. لا يمكن أن تستغنى الا بإستعباد البشر. نفس السياسة القديمة الا إن وسائلها و جوهها تغيرت. لماذا تتعجب؟؟

    • زائر 25 زائر 3 | 5:51 ص

      هذا مو كلام,,,,,

      هؤلاء النواب انتخبهم الشعب في الوقت الذي كانت حياة كل واحد رايح للتصويت مهددة,,,,
      و اليوم يقال عنهم كل هذا الكلام,,,,,إذا كان فيه خطأ فسيكون :-
      إما من الناخبين ما يميزون الأوادم,,,,,,
      أو - كما قيل - النظام الديمقراطي ممكن ان ينجح في أي دولة في العالم إلا ان تكون,,,,,دولة,,,,عربية,,,,,,و دمتم.

    • زائر 2 | 10:12 م

      السرقة فنون ياسيد

      كما أن الجنون فنون كذلك السرقة ألوان وأشكال وإذا كان رب البيت بالدف مولع فماذا ستكون شيمة أهل البيت بل أهل الحي بل قل الجميع وما دام القانون على الرف فليسرق من يسرق ولكن حذار فيجب باسم القانون والقانون مفصل على قياس السراق فضاعت البقرة يا سيد قاسم وكأنك تؤذن في خرابه فهم يقتلون ويستبيحون ويشردون ويفصلون ووو باسم القانون فالسرقة شيء أهون بكثير والله يسلم رأس المتحمل ياسيد قاسم.

    • زائر 1 | 10:03 م

      هههه

      من وين لهم الفكره يا ترى؟

اقرأ ايضاً