العدد 4016 - الأربعاء 04 سبتمبر 2013م الموافق 28 شوال 1434هـ

الحقائب التعليمية ... تطوُّرها ومفهومها

تؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة أهمية التعليم، وذلك من خلال تفهمُّ الفرد لما يتمحور حوله من اهتمام العملية التعليمية من المادة الدراسية إلى التلميذ نفسه، ويسلط عليه الأضواء ليكشف عن ميوله واستعداداته وقدراته ومهاراته الذاتية، بحيث يكون الهدف من ذلك التخطيط لتنميتها وتوجيهها وفقاً لوصفة تربوية خاصة بكل تلميذ على حدة لتقابل ميوله الخاصة وتتماشى مع حاجاته الذاتية واستعدادات نموه ولتحفز دوافعه ورغباته الشخصية ليتمكن بذلك من الوصول إلى أقصى طاقاته وإمكاناته الخاصة به.

والحقيبة التعليمية عبارة عن: مجموعة من الأجهزة والأدوات والمواد والوسائل التعليمية التي تخدم مجموعة متماثلة من الأنشطة المنهجية واللامنهجية، يتم حفظها بشكل آمن ومناسب داخل حقيبة سهلة الحمل والنقل ما أمكن، بحيث يتم تصنيفها بداخلها بشكل يمكن الوصول إلى أية قطعة بيسر وسهولة.
وبما أن مدارس التعليم الأساسي تنطلق من مبدأ مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين والسير بهم بحسب سرعتهم الذاتية، كان لزاماً التعرف على أنماط وأساليب التدريس الحديثة التي تحقق هذا الغرض وتؤدي إلى نجاحه ومنها الحقائب التعليمية، وهي من ضمن السلسلة التي تقدم الأساليب الحديثة في التدريس وتخدم المعلم في واقع الميدان التربوي؛ إذ إن من شأن ذلك توفير الجهد والوقت واستغلال الوسائل التعليمية الاستغلال الأمثل في عملية التعليم والتعلم.
ومن شأن هذا الاتجاه التربوي الحديث أن يفسح المجال أمام إبراز الفروق الفردية الموجودة بين تلاميذ الصف الواحد وإتاحة الفرصة لكل منهم للانطلاق وفقاً لسرعته الخاصة به في التعلم ويستلزم هذا الاتجاه تركيز مخططي العملية التربوية على ما يتمكن كل تلميذ من عمله وممارسته والاندماج فيه وإتقانه بدلاً من التركيز على ما يجب أن يتعلمه أو يعرفه أو يحفظه من معارف ومعلومات جامدة لا يستطيع استخدامها، كما كان يحدث في التعليم التقليدي. وقد تطلَّب هذا النوع من التعليم بناء نظام تربوي جديد، يقوم على أساس من المعرفة الذاتية لكل تلميذ في جميع مجالات نموه العقلي المعرفي، والانفعالي الوجداني (النفسي) والبدني والحركي، ليحدد له أهدافاً مرحلية مناسبة تنبع من احتياجاته الخاصة به وتحقق مطالبه الذاتية، وتتيح له فرص الاختيار المتعدد، وتمكِّنه من ممارسة هذا الاختيار بحرية كاملة؛ ما يساعده على السير قدماً لتحقيق أهدافه وفقاً لسرعته الخاصة به في التعلُّم مع عدم فرض أي ضغوط أو قيود عليه أو دفعه إلى تعلم غير ما هو مستعد له.

العدد 4016 - الأربعاء 04 سبتمبر 2013م الموافق 28 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً