العدد 4042 - الإثنين 30 سبتمبر 2013م الموافق 25 ذي القعدة 1434هـ

من هدم حائط الصد؟

محمد حميد السلمان comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هنا كلمات يجب أن يسمعها ويقرؤها كل بحريني شريف وأصيل يحترق قلبه على الوطن، بدون مزايدات كلامية أو فوائد مادية أو منافع دنيوية؛ ليعرف الجميع من هم الذين عملوا على بناء حائط الصد البحريني ومن هم الذين هدموا هذا الحائط القوي.

هل تذكرون تلك الصورة الجميلة المعبرة بحق عن شعب البحرين الحقيقي، حيث لم تظهر بينهم غربان البين المحلقة في سماء اليوم، تلك الصورة التي جمعت أطياف المحرق ووسطهم السيدعبدالله الغريفي فيما عُرف «بشجار منطقة الحالة» أواخر شهر سبتمبر/ أيلول العام 2008 والذي صادف تماماً أواخر شهر رمضان كذلك، وهل تذكرون مأدبة الإفطار المشتركة التي أقامها لتهدئة الفتنة الطائفية آنذاك، المسحوبة جنسيته اليوم، الشيخ حسين نجاتي في مأتم سيدمحمود وهي ترسل رسالة لكلا الطائفتين بأن أبناء البلد من سنة وشيعة، وخصوصاً في منطقة المحرق، لا ترهبهم أصوات النشاز؟

وهل تذكرون تلك القصيدة الطيبة التي أنشدها الشيخ راشد المريخي في اللقاء، الذي ضم الطائفتين إثر الحادثة، ونظمته جمعية مالك بن أنس، حيث قال في حب المصطفى (ص):

دليل حبي إليكم واضح وجلي

وكم بكم آل طه ينجلي وجلي

ولي شواهد صدق في محبتكم

روحي بها اعترفت من سابق الأزل

تمت عوائدهم جلت فضائلهـم

عمت محاملهم بالبحر عن وجل

ومن يواليهم لاحت سعادته

وكان له الرحمن خير ولي

هل تذكرونها أم أن ذاكرة بعض الإنسان البحريني ضعيفة ولابد من تنشيطها بين حين وآخر!

حسناً، لنتذكر إذن من كان وراء تلك التهدئة وبناء حائط الصد البحريني ضد الطائفية؟ أليس علماء الدين الكرام من أهل البحرين، وعلى رأسهم نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيدعبدالله الغريفي؟ وألم يتم الاجتماع في منزل الشيخ راشد المريخي بمنطقة البسيتين؟ فما بال البعض كيف انقلب على عقبيه؟ وكيف تحول الوضع اليوم إلى عداء سافر وعمل دؤوب على إيقاظ «مشروع الفتنة الخفي»؟

أتذكرون كيف تحول ذاك الشجار، إلى أقوى لقاء بين رموز العلماء الكرام بوعي وفطنة العقلاء من الطائفتين الكريمتين؛ بينما اليوم، وبفعل أبواق الفتنة الإعلامية، يتم اتهام من عمل على وأد فتنة المحرق الطائفية تلك بأنه هو السبب في الأزمة المفتعلة طائفياً؟

أو تذكرون كيف قيل في تلك الحادثة بأن المحرق مستهدفة، من قبل مثيري الفتن لأنها نموذج التعايش بين طوائف المجتمع البحريني الأصيل؟ لذلك، وفي ذلك اللقاء، وكما نشر في هذه الصحيفة وغيرها حينها، اعترف علماء وشخصيات ومثقفين من الطائفتين الكريمتين بأن هناك مشروع فتنة «خطير جداً» في مدينة المحرق.أما اليوم تتم محاولة رخيصة لتسويقه على الأرض البحرينية كافة.

فمن شوّه تلك الصورة البديعة؟ وأين دور العلماء، ونؤكد من كلا الطائفتين، لوأد هذه فتنة اليوم؟ ولماذا لم نسمع من يجرؤ على التوقيع على وثيقة الوحدة الإسلامية، بجانب من أصدروها ووقعوا عليها فعلاً، وهي التي تدعو لاحترام كل الطوائف ولحقن دماء كل المسلمين وعدم إقصاء الآخر؟

أتذكرون بأن أروع الكلمات، في لقاء المحرق والبسيتين، تلك التي سطرها الشيخ المريخي حين قال بأن «اللقاء هو كسر لشوكة الأعداء الذين يريدون أن يمزقوا صفوف المواطنين! ونحن والحمد لله في البحرين، لم تكن عندنا مثل هذه الممارسات التي تفرق بين الناس، فأهل البحرين، علماؤهم معروفون وأهلهم معروفون وحكامهم معروفون وشعبهم معروف، وهم الذين لم يردوا (رسول) رسول الله (ص) حينما أرسل إلى أهل البحرين فدخلوا في الإسلام طوعاً، ولذلك دعا لهم النبي عليه الصلاة والسلام بالبركة والخير، ومانزال في خير وبركة هذا الدعاء لو حاول البعض الدخول بيننا لأنه ليس منا».

في الوقت الذي أضاف فيه، نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيدعبدالله الغريفي، هذه الكلمات: «مثل هذه اللقاءات تشكل موقفاً يتصدى لتلك المؤامرات الخبيثة التي تحاول أن تشتتنا فرقاً ومذاهبَ وأحزاباً». فيما قال حينها الشيخ حمزة الديري: «إنه من الضرورة بمكان التصدي للمشروع الذي يتحرك في جزيرة المحرق، لأنها تمثل النموذج الكبير للتعايش، ويريدون أن تشتعل فيها فتنة». وأكد أنه «من المهم أن نلتقي في هذا العصر حيث مشروعات الفتنة تتحرك هنا وهناك وحيث أعداء الإسلام يزرعون الفتنة في كل أرض لتشتيت وتفريق المسلمين، هنا، تأتي هذه اللقاءات الإيمانية المباركة لتشكل موقفاً يتصدى لتلك المؤامرات الخبيثة التي تحاول أن تشتتنا فرقاً ومذاهبَ وأحزاباً، مثنياً على كلام الشيخ المريخي بأن شعب هذا البلد عرف بالصفاء والمحبة والأخوة الإسلامية، ونحن بحاجة إلى لقاءات صادقة».

بينما ذكر الناشط يوسف بوزبون، في حينها، «أن هناك لقاءات وندوات مفتوحة سيتم الترتيب لها، وتأتي استمراراً لمشوار التلاقي ضمن برنامج مكثف، وبدأنا بزيارة رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية النائب الشيخ علي سلمان الذي زار عدداً من مجالس المحرق وكانت آثار تلك الزيارة طيبة على الجميع. وإننا على علم ويقين ونتابع التطورات والممارسات التي تسيء إلى الوطن والمواطن، وهذا ما لا نرضاه، من باب القيام بالمسئولية الوطنية أمام الله سبحانه وتعالى، لتأكيد أهمية الاستقرار وتعزيز العلاقات بين الطائفتين الكريمتين وتجاوز مؤامرات مثيري الفتن، وأن العمل سيستمر تأكيداً وإخلاصاً على الدور الوطني لخدمة وطننا».

فهل علمتم من بنى ومن سعى للهدم؟ إذن راجعوا أنفسكم ونشطوا ذاكرتكم قليلاً من آثار ما ران عليها خلال العامين الماضيين من حفلات زار الكذب والنفاق والدجل، وليكن أجرأكم اعترافاً هو الفائز، وليتقدم مع الآخر في إعادة بناء حائط الصد الطائفي من جديد، فإنكم ستكونون أحوج إليه في المرحلة المقبلة لرسم خريطة التعايش المشترك بين طوائف الشعب الأصيل بعيداً عن غربان الطائفية الأغراب.

إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"

العدد 4042 - الإثنين 30 سبتمبر 2013م الموافق 25 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 12:25 م

      علاج بصدمة وصدمة العلاج بالصدمة - ليس لها علاقة بصدد لكن

      يقال الصحة فيها كحة بينما يقال أن قانون لا مرسوم بقانون. يعني أو أي أن للتأكيد على أنه لا يصح كما لا يجوز القول بأن القانون لا = مرسوم بقانون أو من رسمه؟. هنا قد يكون في اللهجة المصرية مجاز بينما في اللهجة البحرانية غير مجاز ولا علاقة له بالأمزجه – يعني على كيف كيفك لكن القانون مغطى أو مطبق لا يعلم وقد لا يعرف لأنه مغطى ولا نفاذ له. قال جحا مشكلة لغة جسد أو الصحة عامة لها الكحه بسبب الكهنة والكهنوت والا هوت وهاروت وما روت (...)

    • زائر 4 | 5:28 ص

      الطائفية

      هناك طاءفية من صناعة النظام ولا يوجد طائفية من جانب المواطنين والتعايش السلمي خير دليل وشاهد .

    • زائر 3 | 1:13 ص

      مدينة عيسى نموذج التعايش

      بالأمس من حيث الصدفة بمناسبة زواج إلتقيت بأحد الاخوة لم اراه منذ اكثر من 30 عاماً فكم كان التصافح والسؤال بين الطرفين وعن الذكرايات الجميلة بالمدرسة ايام الطفولة .

    • زائر 2 | 12:45 ص

      الشعب ضد التفرقة

      إستاذي العزيز نعم سنبقى إخوة رغم من يستميت بدفعنا نحو التناحر ولكن هيهات الشعب واعي فكم عظيم انت يا شعب البحرين

اقرأ ايضاً