العدد 4042 - الإثنين 30 سبتمبر 2013م الموافق 25 ذي القعدة 1434هـ

فرنسا تحملت مسئوليتها واستخدمت الصرامة لجعل سورية تقر بسلاحها الكيماوي لتدميره

لوريان فابيوس

وزير الشئون الخارجية الفرنسية

(كلمة ألقاها في مجلس الأمن بتاريخ 27 سبتمر/ أيلول 2013).

لقد ارتكب نظام بشار الأسد، في 21 أغسطس/ آب ما هو غير مقبول: إنه قتل نحو 1400 مدني بإطلاق الغاز، بما فيهم مئات الأطفال.

ومن البديهي أن استخدام الأسلحة الكيماوية أمر بغيض، إلى حد أنه تم حظرها منذ نحو مئة عام؛ وكل القرائن تتهم النظام. فما من شخص، شرط أن يكون حسن النية، يستطيع إنكار ذلك.

وبفضل التهديد بالضربات التي لم تكن مجرد خدعة، توصلنا إذاً إلى تحريك الخطوط. ومارسنا الضغط على النظام وحلفائه. وبينما كانوا ينفون حتى وجود الأسلحة الكيماوية، اضطروا في غضون بضعة أيام لتغيير اتجاههم بالكامل: إنهم أقرّوا بوجودها وقبلوا بتدميرها. وفرنسا كسواها، لاسيما الولايات المتحدة، تحملت مسئولياتها. ونحن نعتبر بأن الصرامة أثمرت.

ويلبي القرار الذي اعتمدناه للتوّ ثلاثة شروط وضعها رئيس الجمهورية الفرنسية وأنا، وربما سيبقى مدوناً في التاريخ، كأسبوع دولي للانفراج، سواء تعلق الأمر بسورية أو بإيران: يصف هذا القرار استخدام الأسلحة الكيماوية بتهديد للسلام والأمن الدوليين. إذاً يستطيع مجلس الأمن أن ينظر في المستقبل بهذه القضية في أي وقت. وهو سيكون الضامن لنزع الأسلحة الكيماوية.

من ناحية أخرى، يؤكد القرار بشكل واضح بأن المسئولين عن جرائم كهذه يجب أن يحاسبوا على أعمالهم أمام العدالة.

وأخيراً، ينص القرار أيضاً، كما كان قد وافق على ذلك زميلانا الأميركي والروسي في جنيف وعملا كثيراً في هذا الاتجاه، على أنه في حال عدم احترام نظام دمشق لالتزاماته، فإنه سيتم اتخاذ تدابير بموجب الفصل السابع من الميثاق.

هذا القرار ليس نقطة وصول، إنه ليس سوى خطوة أولى. ونحن للأسف لا نستطيع تصديق كلام نظام كان ينفي حتى وقت قريب امتلاكه أسلحة كهذه. يتعين إذاً على الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية نشر بعثتهم المشتركة بلا تأخير. ويجب الالتزام بالجدول الزمني المحدد في القرار المعتمد في لاهاي.

تعاون سورية يجب أن يكون غير مشروط وبشفافية تامة. ومجلس الأمن الذي سيوضع بالصورة بشكل منتظم سيحكم على الأمر. وسيتخذ، إذا لزم الأمر، تدابير بموجب الفصل السابع من الميثاق لكي يتم بلوغ هذا الهدف. باختصار، لا يجب التصويت فقط على هذا القرار بل يجب أن ينفذ. وفرنسا كمثلنا جميعاً ستكون يقظة.

مهما كانت الطبيعة الإيجابية لهذا القرار، يتواصل القمع والكارثة الإنسانية في سورية بشكل مأساوي. وتكمن مسئوليتنا بالتحرك لوضع حد نهائي لها.

وستنتهز فرنسا هذه الوحدة التي حصلت أخيراً في المجلس للدفع معكم بالعملية السياسية إلى الأمام، وهي الوحيدة التي ستسمح بوقف المعارك وإحلال السلام. علينا الإعداد لاجتماع جنيف ـ 2، في الإطار الذي حدده اتفاق جنيف ـ1، الذي ينص على نقل السلطات التنفيذية إلى هيئة انتقالية. ويتحمل الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن مسئولية خاصة، مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه اللذين أهنئهما وأشكرهما على عملهما، للتوصل إلى ذلك، كما جرى الأمر، لاسيما بشأن الملف الكيماوي.

بالأمس، ترأست مع ممثلي العديد من الدول اجتماعاً حول السيد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري، الذي أكد بأنه مستعد لإرسال وفد للتفاوض في جنيف ـ2. من جانبهم، على مساندي نظام دمشق أن يضمنوا لنا التزاماً مماثلاً.

أعرف بأن الأمين العام ومبعوثه سيتخذان مبادرة من أجل التقدم بشكل سريع في هذا الاتجاه، كما أشرنا إلى ذلك أثناء اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الذي أسفر عن نتيجة إيجابية وحدد تاريخاً لعقد جنيف ـ 2. وستدعم فرنسا هذه الجهود.

نعرف بأنه رغم فائدة القرار البديهية فلن ينقذ وحده سورية. ولهذا يتعين على مجلس الأمن تحمل مسئولياته حتى النهاية. وعلينا في غضون الأسابيع المقبلة التفكير فقط بالشعب السوري ومأساته التي يجب أن تتوقف بأسرع وقت ممكن. هذا ما سيكون عليه موقف فرنسا التي ستبقى حازمة ومتماسكة عبر تقديم مساندتها الكاملة للبحث عن السلام.

إقرأ أيضا لـ "لوريان فابيوس"

العدد 4042 - الإثنين 30 سبتمبر 2013م الموافق 25 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 10:39 ص

      مجرد نفاق

      فرنسا واجهة هجوم لاذع و مقاطعة لمنتجاتها بسبب عدم مشاركت امريكا في احدى الحروب السابقة و هاهي تعلمت الدرس جيدا.

    • زائر 5 | 10:33 ص

      من انتم! انكم لستم ملائكة ايضا

      كندما تملكون جميع انواع الاسلحة حتى النووية. فهي ليست للزينة او للعبث.
      ان الاسلحة لديكم لتستعملوها ولن يهمك الحرام او موت الاف الاطفال كما حدث في العراق."موت اطفال العراق ليس خسارة" اولبريت"worth it "
      اطفالنا و اراملنا و ضحايانا مجرد ارقام لديكم .
      ما يحصل في سوريا بالضبط ما تريدون انهاك الجميع و البدأ من جديد كما حصل في العراق و ليبيا.
      ابتعدوا عنا انتم لستم ملائكة.

    • زائر 4 | 4:36 ص

      قل ما لا تفقهه

      احلى ما فيك انك تضحك الناس عليك وانك سادج سياسيا . ستبقى سورية عصية عليك وعلى اشكالك. سيذكرك التاريخ بانك لا تفقه السياسه .

    • زائر 3 | 3:45 ص

      تاريخ وجغرافيا ودول أو ربما كانت أو نست أنها إستغلت الشعوب

      يقال الإعتراف بالذنب فضيله لكن الإعتراف ليس دائما سيد الأدلة!
      بينما قد يقال اليوم فرنسا ودول أوربية ليست خائفة لكنها غير متهمة ولكن مدانة في مساعدة الصهاينة في بقائهم في المستوطنات في فلسطين. وأين المفر؟

    • زائر 2 | 3:39 ص

      لما لا تحاسب الدول المستعمره قوادها مثل نابليون بونبرت مثلاً؟

      قد يقال أن فرنسا ساعدت سوريا على الإعتراف بأن عندها سلاح لكن لما لا تقر أو فرنسا بأنها إستعمرت سوريا وقتلت الكثير من السوريين وسجنت مثل ما فعلت تركيا كذلك في سوريا وغيرها من الدول؟

    • زائر 1 | 1:00 ص

      والعكس هو الصحيح

      فرنسا دورها so negative in syria crisis كل الشكر الى روسيا والصين وايران وبل الاخص الرؤس نعم لعبتها بكل حرفيه وذكاء وحكمه وحنكه ودبلماسيه اما بعض الدول العربيه وفرنسا وامريكا كانوا مع محور القاعده و مافى اذنى شك من مول وسلح وجاء بهائولاء الحيوانات من اقصى بقاع العالم وزج بهم وغرهم بل المال وانشاء الله ستنرد عليهم الكره كما جاء فى الايه المباركه من حفر حفره لاخيه وقع فيها

اقرأ ايضاً