العدد 4057 - الثلثاء 15 أكتوبر 2013م الموافق 10 ذي الحجة 1434هـ

«طفل واحد من أصل أربعة» في العالم يعانون من سوء التغذية

في يوم الأغذية العالمي... 842 مليون شخص في العالم «جياع»

غلاف تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بمناسبة يوم الأغذية العالمي
غلاف تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بمناسبة يوم الأغذية العالمي

أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن 156 مليون طفل في العالم ممن يعانون من سوء التغذية لن يبلغوا أبدا طاقتهم المادية والإدراكية الكاملة، إذ إن طفلاً واحداً من أصل أربعة أطفال في العالم دون الخامسة يعاني من «التقزم».

وأوضحت المنظمة في تقريرها الصادر بمناسبة يوم الأغذية العالمي الذي يصادف 16 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام أن نحو ملياري شخص في العالم يفتقرون إلى الفيتامينات والمعادن الضرورية ليتمتعوا بصحة جيدة، في حين أن نحو 104 مليارات شخص يعانون من زيادة الوزن وثلثهم تقريباً يعانون من السمنة المفرطة، إضافة إلى أنهم معرضون لأمراض القلب التاجية أو مرض السكري، أو غيرها من المشاكل الصحية التي تصاحب زيادة الوزن.

ولفتت المنظمة في تقريرها إلى أنه في البلد الواحد وفي الأسرة الواحدة هناك أنواع مختلفة من سوء التغذية، وصنفت المنظمة الأسباب المباشرة لسوء التغذية والتي تتضمن عدم توفير أغذية امنة ومتنوعة ومغذية بالإمكان الحصول عليها بسهولة، إضافة إلى عدم الحصول على مياه نظيفة وإمدادات صحية ورعاية صحية، فضلاً عن عدم وجود خيارات غذائية للبالغين وعدم ملاءمة الأغذية للأطفال.

وذكرت المنظمة أن أسباب سوء التغذية أكثر تعقيداً وتشمل البيئة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والمادية، مطالبة بالبدء في معالجة سوء التغذية عبر البدء في إجراءات متكاملة وتدخلات مكملة في مجال الزراعة ونظام الأغذية وإدارة الموارد الطبيعية والصحة العامة والتربية، مؤكدة ضرورة وجود الدعم السياسي الرفيع المستوى وذلك لتحفيز الجهود.

وأكدت المنظمة ضرورة أن تكون النظم أكثر تعزيزاً للتغذية بحيث تكون الأغذية متوفرة وسهلة الوصول إليها، إذ أثبت الترويج لتغيير السلوك من خلال حملات التثقيف والمعلومات الخاصة بالتغذية فعاليته في معاجلة سلوك العديد من الأسر وضمان الأغذية الملائمة لجميع الأعمار ومراحل الحياة، مشددة على أهمية العمل على الوقاية من ارتفاع الوزن الزائد والسمنة، مؤكدة أن السلوك يساهم في الاستخدام المستدام للموارد.

وذكرت المنظمة أن تجهيز وتغليف الأغذية الغنية بالمغذيات السريعة التلف كالحليب، والخضراوات والفواكه قد يسمح بجعل الأغذية المغذية أكثر توفراً وسهلة المتناول بالنسبة إلى المستهلكين على مدار العام، إلا أنه في الوقت ذاته فإن المواد الغنية بالطاقة قد تودي إلى الإصابة بالوزن الزائد والسمنة لدى استهلاكها على نحو مفرط.

ونوهت المنظمة الى أن المتاجر الكبرى تنتشر بسرعة في البلدان ذات الدخل المنخفض، لذا فإن المستهلكين ذوي الدخل المتدني في المناطق الحضرية والريفية مازالوا يقومون بعملية شراء معظم أغذيتهم من خلال شبكات توزيع الأغذية التقليدية، إذ إن هذه الشبكات تشكل القناة الأساسية للأغذية الغنية بالمغذيات كالفاكهة والخضراوات الطازجة والمنتجات الحيوانية، على رغم أنها تعرض كميات متزايدة من الأغذية المجهّزة والمغلّفة.

هذا وكشف تقرير رئيسي صادر عن وكالات الأمم المتحدة الثلاث المختصة بالغذاء أن ثمة 842 مليون شخص، أو نحو شخص من كل ثمانية أشخاص، مازالوا يعانون من الجوع المزمن خلال الفترة 2011/ 2013، إلا أن الرقم الكلي للجياع سجل انخفاضا من 868 مليون نسمة للفترة 2010-2012، وذلك وفقاً للتقرير السنوي الرئيسي «حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم» الذي تعده سنويا كل من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، الفاو، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي.

وقالت الوكالات في بيان صحافي لها إن استمرار نمو البلدان النامية اقتصادياً عزز مستويات الدخل، وبالتالي زاد من إمكانية الحصول على الغذاء، إذ إن انتعاش نمو الإنتاجية الزراعية، زاد من الاستثمار العام.

وأشارت الوكالات إلى أن التحويلات النقدية من المهاجرين في بعض البلدان إلى البلدان الأخرى كان لها دور في خفض مستويات الفقر في بعض البلدان النامية، ما انعكس إيجابيا على تحسين الحمية الغذائية، وأسفر عن إحراز تقدم في الأمن الغذائي، إذ ساهمت التحويلات المالية أيضاً في زيادة الاستثمارات الإنتاجية من جانب صغار المزارعين.

وذكر البيان أن جنوب الصحراء الكبرى حقق أقل تقدم في غضون السنوات الأخيرة، إذ إن نقص التغذية مازال مستمراً على نحو أعلى من الأقاليم الأخرى، إذ واحد من كل أربعة أفارقة في هذا الإقليم 24.8 في المئة مازالوا جياعاً، كما أنه لم يتم إحراز أي تقدّم مؤخرا في غرب آسيا، إلا أن جنوب آسيا وأيضاً شمال إفريقيا شهدت تقدما بطيئا في مستوى تحسين الغذاء، في حين أن هناك انخفاضات أكبر، بمقياس عدد الجياع وانتشار نقص التغذية، سُجلت في معظم بلدان شرق آسيا، وجنوب شرق آسيا، وفي أميركا اللاتينية.

ومن المشار إليه أنه سينعقد في روما 19 و21 نوفمبر/ تشرين الثاني «المؤتمر الدولي الثاني للتغذية» ومن المتوقع أن يتناول التحديات والفرص المتاحة لتحسين التغذية في بيئة عالمية جديدة، كما سيسعى هذا المؤتمر الوزاري الرفيع، الذي تنظمه منظمة الفاو بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، إلى اقتراح إطار سياسي مرن لمواجهة تحديات التغذية في العقود المقبلة.

العدد 4057 - الثلثاء 15 أكتوبر 2013م الموافق 10 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً