العدد 4121 - الأربعاء 18 ديسمبر 2013م الموافق 15 صفر 1435هـ

ارامل الحرب في سريلانكا عرضة للاغتصاب والاعتداء

هجرت غوري مع طفليها بيتها للمرة الثالثة في شمال سريلانكا بعدما داهمه رجال قالوا انهم اصدقاء زوجها، لكنهم لم يلبثوا ان اعتدوا عليها جنسيا، وهددوها بان يعيدوا الكرة..وهي تشتبه انهم عناصر في الشرطة.

وتقول هذه السيدة التي تعيش في شمال سريلانكا، الذي كان مسرحا للحرب "جاء رجلان وقدما نفسيهما على انهما من اصدقاء زوجي، فاستقبلتهما".

وتضيف "بعد ذلك مزقوا ثيابي ودفعوني الى غرفتي، فوقعت على الارض وصرت اصرخ".

عندها لاذ الرجلان بالفرار، لكنهما عادا واتصلا بها للقول انهما سيعاودان الكرة، بحسب ما تروي هذه السيدة المذعورة لمراسل وكالة فرانس برس.

انتهت الحرب الاهلية في سريلانكا في العام 2009، لكن الكثيرات من نساء اقلية التاميل ما زلن يخشين على انفسهن في هذه المنطقة التي كانت ارض المعارك، ولاسيما بعد تسجيل حالات اغتصاب واعتداءات جنسية عدة.

وتقول غوري، التي تخفي اسمها الحقيقي خوفا من الانتقام منها، ان زوجها قتل في الاشهر الاخيرة من النزاع في العام 2009 عندما نجحت القوات الحكومية في سحق تمرد نمور التاميل الانفصاليين.

وهي بذلك واحدة من 89 الف ارملة حرب يعشن في هذه المنطقة، اربعون الفا منهن يعشن وحيدات.

وتعاني كثيرات منهن من انعدام الامن والتهميش المتزايد، بحسب ما اظهر تقرير منظمة "ماينوريتي رايتس غروب انترناشونال" (مجموعة حقوق الاقليات الدولية).

وروت نساء كثيرات لمراسلي فرانس برس عن تزايد الاعتداءات الجنسية منذ نهاية الحرب، يعزز هذا الخطر نشر السلطات اعدادا كبيرة من العسكريين في هذه المنطقة.

وتقول فرح مهلار المتخصصة في شؤون جنوب اسيا في هذه المنظمة الحقوقية ان هؤلاء النساء "وحيدات ومعرضات اكثر للاحتكاك الاجتماعي، الامر الذي يجعلهن اكثر هشاشة، لانهن يضطررن الى التعامل مع العسكريين ومع اشخاص يعملون في مؤسسات حكومية اخرى".

وتضيف فرح ان هؤلاء النساء يشعرن ايضا بالتهديد من الرجال المنتمين الى مجموعات عرقية اخرى، ولا سيما من طرف الاكثرية السنهالية التي يتوافد ابناؤها بكثافة الى هذه المنطقة للاستثمار فيها منذ انتهاء الحرب.

بعد اربع سنوات على انتهاء الحرب، ما زالت عقلية "الانتصار" تهيمن في صفوف الجيش، بحسب فرح التي توضح "انهم يتعاملون على قاعدة +نحن انتصرنا ويحق لنا ان نفعل ما يحلو لنا+".

ويقول ناشط حقوقي في المنطقة، طلب عدم الكشف عن اسمه، ان هناك 400 حالة اغتصاب سجلت بحق ارامل في منطقة جافانا، منذ انتهاء الحرب، مضيفا "ما خفي أكبر".

وتتهم المنظمة الحقوقية السلطات السريلانكية بانها تحافظ على جو من "الافلات من العقاب".

وتقول فرح "لا يوجد عدالة في المناطق التي كانت مسرحا للحرب، لم يعاقب اي جندي على الاعتداءات الجنسية بحق النساء منذ انتهاء النزاع".

لكن متحدثا باسم الجيش السريلانكي ندد بالتقرير الصادر عن المنظمة الحقوقية، ووصف الاتهامات الواردة فيه بانها "اساطير".

وبحسب المتحدث فان 17 عسكريا دينوا بارتكاب اعتداءات جنسية في شمال سريلانكا بين العامين 2007 و2012 نالوا عقابهم او طردوا من الجيش.

لكن تقريرا لمنظمة هيومان رايتس ووتش ذهب ابعد من ذلك معتبرا ان الاغتصاب اسلوب تنتهجه قوات الامن بشكل واسع النطاق.

واحصت المنظمة 75 حالة اغتصاب لرجال ونساء في مراكز الاعتقال في انحاء مختلفة من سريلانكا.

واوضحت المنظمة ان هذه الارقام تستند على شهادات من خرجوا من المعتقل وغادروا البلاد، مشيرة الى ان هذا الرقم لا يعبر سوى عن جزء من الواقع.

وتبدي المنظمة قلقها ايضا من انخراط العسكريين اكثر فأكثر في الحياة الاقتصادية من ادارة فنادق الى تجارة الخضار.

ويشير مركز "بوليسي الترناتيفز" (السياسات البديلة) في كولومبو الى ان مكافحة العنف ضد النساء ينبغي ان يمر عبر انشاء سلطات محلية في شمال البلاد، وتعيين رجال شرطة من المجتمعات المحلية، ان كانت الحكومة ترغب فعلا في تحقيق المصالحة الوطنية وطي صفحة النزاع.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً