العدد 4136 - الخميس 02 يناير 2014م الموافق 29 صفر 1435هـ

البوعينين: نُحذِّر قطر من خطوة دعم «حماس»

البوعينين: تنظيم الإخوان لدينا في البحرين مشارك في العملية السياسية
البوعينين: تنظيم الإخوان لدينا في البحرين مشارك في العملية السياسية

حذَّر وزير الدولة للشئون الخارجية غانم البوعينين، في حواره لصحيفة «الوطن» المصرية، من خطورة دعم بعض الدول العربية، مثل قطر، لحركة «حماس» كحكومة بديلة أو حكومة أمر واقع، مؤكداً أن هذا النهج يصبُّ في مصلحة إسرائيل، وتكريس الانقسام الفلسطيني.

واعتبر أن مواقف «حماس» السلبية من ثورة 30 يونيو في مصر تزيد عزلتها، وأشبه ما يكون بـ «الانتحار».

وقال البوعينين: «تنظيم الإخوان المسلمين لدينا في البحرين مشارك في العملية السياسية، وله نوابه في مجلس النواب البحريني، ومندمج مع السياسة العامة للدولة، وفاعل في عملية البناء السياسي مع بقية القوى السياسية».


أكد أن هذا النهج يصب في مصلحة إسرائيل وتكريس الانقسام الفلسطيني

البوعينين: نُحذر قطر من خطوة دعم «حماس»

المنامة - وزارة الخارجية

كشف وزير الدولة للشئون الخارجية غانم البوعينين، عن أن الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية، الذي جاء بناءً على طلب فلسطين، لم يناقش الأمر الذي دُعي لأجله، وهو الاتفاق الإطاري الذي وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بطرحه على القيادة الفلسطينية، حيث اعتبر أن المساعدة العسكرية المصرية لدول الخليج كفيلة بتعويض تراجع الدور الأميركي.

وحذر الوزير في حواره لصحيفة «الوطن» المصرية، من خطورة دعم بعض الدول العربية، مثل قطر، لحركة «حماس» كحكومة بديلة أو حكومة أمر واقع، مؤكداً أن هذا النهج يصب في مصلحة إسرائيل وتكريس الانقسام الفلسطيني. واعتبر أن مواقف «حماس» السلبية من ثورة 30 يونيو في مصر تزيد عزلة «حماس»، وأشبه ما يكون بـ «الانتحار».

وفيما يلي نص اللقاء:

زرتَ القاهرة أكثر من مرة منذ «30 يونيو»، كيف تراها اليوم؟

- زرتُ مصر 4 مرات منذ ثورة 30 يونيو حتى اليوم، لكن هذه المرة أحمل انطباعاً مختلفاً، وأول شيء لفت انتباهي هو استعادة الأمن، وأن الفوضى قلت بشكل كبير جداً، وللمرة الأولى منذ ثورة 25 يناير نرى وجوداً قوياً جداً لرجال المرور والأمن فى الشوارع، فمصر بدأت تخطو خطواتها على الطريق الصحيح.

وبالنسبة للزيارة الأخيرة، هناك تطور ملحوظ فى الوضع السياسي نحو الاستقرار، وإصرار من جانب القيادة المصرية على تنفيذ خريطة الطريق، بل إن هناك توافقاً ورؤية للمستقبل لم تكن موجودة قبل 30 يونيو، حيث كان الوضع السياسي بمثابة «تَوَهان»؛ لا توجد خطة عمل سواء من الإخوان أو بقية الأحزاب أو السياسيين القدامى، والمشروع الوحيد الذى رأيناه لمستقبل مصر السياسي هو مشروع الفريق عبدالفتاح السيسي، المتمثل فى خريطة الطريق، التى نقلت مصر من حافة انهيار الدولة والحرب الأهلية، وكانت الورقة العقلانية الوحيدة التى وضعت مصر على الطريق الصحيح.

هل ترى أن مصر تسير بشكل سليم فى تطبيق هذه الخريطة؟

- بالفعل، وهناك اهتمام بالأولويات مثل الأمن الذى يعد أكثر أهمية من الطعام، لأن العمليات الإرهابية فى سيناء كانت شيئاً مرعباً جداً، وكانت يمكن أن تؤدي كما أدت فى العديد من البلدان إلى مزيد من الفوضى، لكن مصر بقياداتها استطاعت أن تجتاز مرحلة مهمة جداً فى تاريخها المعاصر. ويجب بعد تحقيق الأمن الالتفات إلى الاقتصاد، وهو يحتاج إلى الاستقرار السياسي والأمني، وغير معقول أن الاستثمارات ستدخل مصر قبل أن تستقر الأمور، ومصر الآن تضع حجر الأساس لهذا الاستقرار.

هل ترى فى الدستور المقبل حجر أساس سليم للبناء؟

- إقرار الدستور يتوقف على إرادة الشعب المصري لاشك، لكن من خلال متابعتى أرى أن هناك رضا عاماً عنه، وسيتوج هذا بإقرار الدستور؛ لأنه لا بديل عن إقرار الدستور وبناء المؤسسات إلا الفوضى، وطول المرحلة الانتقالية والتذبذب والتردد فيها ستساعد على زيادة الفوضى، لكن إقرار الدستور هو اللبنة الأولى للبناء، والدستور ليس فقط مهماً كرسالة للعالم بل للداخل أيضاً، فعندما يطمئن المواطن المصري على حياته وحقوقه وأمنه سيركز على الإنتاج والعمل.

كيف ترى الأعمال الإرهابية التى انتشرت فى مصر بعد سقوط حكم الإخوان؟

- العنف شيء طارئ وغريب على الشعب المصري المعروف بتسامحه وطيبته، لكن مصر ليست فى معزل عن محيطها، والإرهاب موجود فى كل مكان وينتقل عبر الحدود، وربما الإرهاب هو سمة المرحلة، وربما تكون هذه الأحداث ضمن مخاض لخروج المشروع العربى الجديد، ولا أقول «الربيع العربي» بل المشروع العربي الجديد. واستهداف مصر غير مستغرب، لأنها قلب العالم العربي وعمقها الاستراتيجى، وتاريخ مصر وشعبها وموقعها وقوتها، وهذا قدر مصر، واستهدافها ليس بغريب. الجماعات الإرهابية الناشطة حالياً عائدة من مناطق النزاعات فى المنطقة وخارجها، لكن مصر استطاعت أن تتصدى لكل هؤلاء، وهذا يحسب لرجال القوات المسلحة والشرطة، ومصر كلها ضحت فى مواجهة الإرهاب، والمجتمع الدولي كله مسئول عن انتشار الإرهاب بالمنطقة نتيجة سلبيته.

لكن الإرهاب فى مصر تصاعد بعد سقوط الإخوان؟

- حسبما تابعنا وجدنا أن أحد قيادات هذا الفصيل قال خلال اعتصام «رابعة»: «إذا أردتم أن تهدأ سيناء يجب أن يعود محمد مرسي». ولا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك علاقة ما، سواء علاقة قوية أو ضعيفة، مباشرة أو غير مباشرة، بين هذا الفصيل والإرهاب فى سيناء. ولا أذيع سراً إذا قلت إن القيادات فى مصر وتحديداً القوات المسلحة كانت متنبهة لهذه العلاقة قبل حدوث كل ذلك، وهي كانت تتابع وتترقب وترى أن استمرار النظام السابق لن يأتي إلا بالإرهاب والفوضى وهو ما حدث وتأكدنا منه بعد 30 يونيو.

أشرت إلى ما سميته بـ»المشروع العربي»، ما هو؟ وكيف ترى الربيع العربي الآن؟

- فى كل عمل بشري إذا لم يكن له فوائد مرجوة ورؤية وفكر فلا قيمة له، بمعنى: لنسأل ماذا كان يريد من صنعوا الربيع العربي؟ أولاً: قضية بناء الدولة كانت مطلباً أساسياً لبناء المشروع العربي، وكان يجب أن يفضي ما يسمى بالربيع العربي إلى بناء الدولة وليس هدمها، كما يحدث فى ليبيا وسورية، وكان يجب أن يزيد التقارب العربي وليس الخلاف، كما حدث بين مصر وبعض دول الخليج فى عهد محمد مرسي. ولا يجوز للدول العربية بعد كل ما قامت به من ثورات وما تمتلكه من ثروات مادية وبشرية أن تظل خلف الأمم، وفى الماضي كنا نبحث عن رضا الشرق والغرب والقوى العظمى، والآن صرنا نبحث عن رضا القوى الصغرى الإقليمية. ومصر مرشحة أن تكون قوة إقليمية بدعم عربي مساند لها، والدول التى بادرت لدعم خريطة الطريق ليست أقل من أن تنسق مواقفها وأدوارها والبناء على ما تحقق.

التجارب تثبت أن التضامن العربي «لحظي» وغير مستمر، كيف نحوله إلى تعاون مؤسسي بين الدول العربية؟ وهل يمكن التعويل فى ذلك على الجامعة العربية؟

- حال جامعة الدول العربية هو انعكاس طبيعي لحال الأمة العربية، ولا يمكنها أن تضرب العصا وتخرج باتحاد عربي، وبالإمكان الاستفادة من جامعة الدول العربية كمؤسسة قائمة لها إرث إداري وفني وتكنوقراطي وكفاءات، لكن المهم وجود إرادة الدول وقبولها بالتنازل عن جزء من سيادتها لصالح كيان فوق قومي له سلطة على الدول.

هل تحفظت قطر على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة الذى أعلن دعم ثورة 30 يونيو؟

- قطر لم تتحفظ على البند الخاص بدعم خيارات الشعب المصري فى بيان القمة الخليجية، وعندما نتحدث عن مشروع عربي فهي أحد مكونات هذا المشروع، ونتمنى وجود مزيد من التقارب بين مصر وقطر، وأن تكون هناك مبادرات من جانب بعض الدول لتقريب وجهات النظر، والخلاف بين البلدين مرتبط بمسألة معينة ولفترة معينة وليس خلافاً عميقاً. وعلى أي حال، مخطئ من يستغني عن مصر، ومخطئ من يعتبر أن الأمن العربي يمكن أن يتجزأ، وليس هناك دولة عربية قدمت للقضايا العربية والقضية الفلسطينية ما قدمته مصر، فهي التى خسرت من اقتصادها وخطط التنمية وقدمت من دماء رجالها الكثير، والدم المصري هو أكثر دم أُسيل فى سبيل فلسطين، ثم تأتي بعض الدول التي تسمي نفسها «إسلامية» وتزايد على مصر، وهي لا تخرج من أموالها «مليماً» لخدمة أي قضية إسلامية، فعندما طُلب دعم القدس فى أحد قمم التعاون الإسلامي لم تبادر إيران بدفع مليم رغم أنها تدعي رغبتها فى قيادة الأمة الإسلامية، والأزمة السورية فضحت دورها وكشفت حقيقة «حزب الله». الخلاصة أن من يعتبر أنه يمكنه الاستغناء عن مصر فهو مخطئ، وخيار العرب هو مصر وخيار مصر هو العرب.

على ذكر إيران، هل ستعود حركة «حماس» إلى حليفها القديم «إيران»، خصوصاً بعد سقوط الإخوان فى مصر؟

- إيران لا تقدم شيئاً دون ثمن، ولديها مشروع كبير، ومشروعها القومي أعلى من مشروعها الديني، وهو مشروع فارسي وليس إسلامياً، وبالنسبة لـ «حماس» يجب أن تنظر بصورة أشمل إلى الوضع وليس فقط للمساعدات، يجب أن يعرفوا ما الثمن الذى سيدفع نتيجة وجود إيرانى فى غزة، وتأثير ذلك على غزة و «حماس» ومصر. وينبغي على «حماس» أن يكون خيارها عربياً، وأن تسعى للمصالحة، لأنه لا يمكن للدولة الفلسطينية أن تكون غزة وجزءاً من سيناء كما كانوا يريدون، وكما تخطط إسرائيل.

وهل السياق الحالي مناسب لهذا الطرح الإسرائيلى الذى يتضمن نقل غزة إلى سيناء؟

- لا، لأننا لو نظرنا للصورة الشاملة ورأينا أن هناك قيادة قوية فى مصر، فإن هذا يعني فشل المشروع.

لماذا لم يحظر مجلس التعاون الخليجي تنظيم الإخوان رغم أنه سبق أن حظر تنظيمات أخرى عنيفة؟

- بالنسبة لحظر «حزب الله» فى لبنان، نحن فى البحرين عانينا منه أكثر من غيرنا، فضلاً عن محاولة «حزب الله» اغتيال أمير الكويت السابق؛ فالحزب لدينا عليه دلائل مادية دامغة على تورطه فى منطقة الخليج عموماً وفي البحرين وشرق السعودية خصوصاً، لكن تنظيم الإخوان لدينا فى البحرين مشارك في العملية السياسية وله نوابه فى مجلس النواب البحرينى ومندمج مع السياسة العامة للدولة وفاعل فى عملية البناء السياسي مع بقية القوى السياسية، وكذلك جمعية الإصلاح الإخوانية فى الكويت، وهذا ما كنا نتمناه لإخوان مصر؛ أن يندمجوا فى العملية السياسية بعيداً عن مشروعهم السياسى للاستبداد بالسلطة.

الفريق «السيسي» أعلن استعداد مصر لدعم البحرين فى الحفاظ على أمنها واستقرارها، ماذا مثلت لكم هذه الرسالة؟ وما إمكانيات التعاون الأمني؟

- صحيح الفريق «السيسي» أكد ذلك في لقائه بوزير داخلية البحرين، وهناك بالفعل اتفاقيات دفاع مشترك واتفاقيات أمنية غير مفعلة بين الدول العربية كلها، وإذا كنا فعلنا هذه الاتفاقيات لما احتجنا إلى تدخل الولايات المتحدة فى قضية غزو الكويت فى التسعينات، لكن لنقارنها بغزو العراق للكويت فى الستينات عندما تدخل الزعيم «عبدالناصر» ودعم الكويت، ولذلك فإن الاتفاقيات الأمنية والمساعدة المصرية على المستوى العسكري والأمني مطلوبة، ليس للبحرين فقط ولكن لكل الدول العربية التى تحتاج إليها، وهذا هو الأصل، أي العون العربي - العربي، وليس الأجنبي. و «السيسي» يشبه «عبدالناصر» فى توجهه العروبي، ولذلك نحن نحب أن يعتمد العرب على أنفسهم، ونتمنى أن يكون هذا بداية لتكامل عربي وتنسيق أمني وعسكري عربي، وأن يكون هناك قواعد عسكرية لدول عربية ولمصر فى دول عربية أخرى، وخاصة فى الخليج، وزيارات عسكرية مستمرة، وتدريبات ومناورات عسكرية مشتركة. وأنا أفرح جداً عندما أجد مناورات عسكرية مشتركة بين مصر والسعودية، وخاصة المناورات البحرية فى البحر الأحمر، أفرح جداً لو كانت القوات البحرية المصرية تؤدي تمارينها فى الخليج العربي، وهذه رغبتي ومبتغاي كعربي قبل أن أكون دبلوماسياً ومسئولاً.

وأعتقد أن عدم وضوح موقف مصر من القضايا العربية فى عهد «مرسي» كان سبباً فى سوء علاقته بالخليج، وعدم وضوح علاقته مع إيران، لكن الفريق «السيسى» أوضح فيما يتعلق بالعلاقات العربية - العربية.

كيف يتأثر الخليج بالاتفاق المبدئي بين إيران والغرب والتقارب بين أميركا وإيران، وتزامن ذلك مع انحسار الدور الأميركي فى المنطقة نسبياً، ورفع يده عن بعض القضايا؟

- مصداقية الدور الأميركي سقطت بعد تأكيده ضرب نظام الأسد ثم تراجعه عن القرار، والسياسة الأميركية وليدة الإرادة الأميركية، ومن الواضح أن الإدارة الأميركية تعبت من التدخلات العابرة للقارات بعد أن مدّت ذراعها العسكرية فى كل مكان، والرئيس الأميركى فى فترة رئاسته الأخيرة يركز فى مشكلاته الداخلية.

فى المقابل، نحن بالخليج لدينا قيادة عسكرية مشتركة وقوات مشتركة بحرية وجوية ومركز طوارئ، وكل مقومات الاتحاد الكونفيدرالي موجودة بالخليج، وأتصور أن الخليج بإمكانياته الحالية وبمساعدة مصر لن يكون نكوص الدور الأميركي عقبة أمامنا ولن يشكل لنا إشكالية.

كيف ترى نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير، وجهود استئناف المفاوضات فى إطار خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري؟

- فى اجتماع عمان، 17 يوليو/ تموز الماضى، جون كيرى ملأنا أملاً بأن السلام بات قاب قوسين أو أدنى، وأكد أنه حينما تستأنف مباحثات السلام ستكون كل القضايا مطروحة، لكننا فوجئنا خلال سير المفاوضات بأن رئيس فريق المفاوضين صائب عريقات قدم استقالته أكثر من مرة، لعدم وضوح الموقف الأميركي. «كيري» أيضاً خلال زيارته الأخيرة تكلم عن وجود عسكري إسرائيلي فى الغور، وهذا مشروع خطير على الأراضي الفلسطينية، لأن هذا استقلال منتقص.

ماذا عن الاجتماع الوزاري العربي الأخير الذى حضره الرئيس عباس يوم السبت 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي؟

- الرئيس محمود عباس قال إن الجانب الأميركي كان سيعرض عليه اتفاقاً إطارياً يبين وجهة نظر الأميركان فى المشروع ككل، وكان من المفترض أن يكون اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد ورود هذا المقترح الأميركي لكي نناقشه، ولكن الأميركان تأخروا فى إرسال الاتفاق الإطاري للجانب الفلسطيني، ولذلك لم يخرج اجتماعنا بجديد.

علاقة الخليج بالسلطة الفلسطينية علاقة قوية، هل هناك تصور خاص لدى مملكة البحرين لحل قضية الانقسام الفلسطيني؟

- هناك إجماع عربي على تفويض مصر كوسيط لحل قضية الانقسام الفلسطينى وتحقيق المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، بحكم دورها وثقلها الإقليمي والعربي وبحكم انخراطها فى القضية منذ أربعينات القرن الماضي، والرئيس المصري عدلي منصور قال لنا إن مصر مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم اللازم لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وأعتقد أنه عندما تبرز ملامح الحل النهائي للقضية الفلسطينية سيكون ذلك فرصة مواتية لتحقيق المصالحة.

تصميم بعض الدول العربية، مثل قطر ومصر فى عهد «مرسي»، على دعم حركة «حماس» كسلطة فى غزة هل ينتقص من هيبة ورمزية السلطة الفلسطينية؟

- دعم غزة له مستويان؛ الأول هو دعم الشعب الفلسطيني من أهالي القطاع، وهذا لا خلاف عليه، والسلطة الفلسطينية نفسها ترحب به وتساعد فيه، أما دعم «حماس» كحكومة بديلة أو حكومة أمر واقع بالإضافة للحكومة الفلسطينية فى «رام الله»، أعتقد أن ذلك يكرس الانقسام، وأي دعم لـ «حماس» كسلطة بديلة أو دولة أخرى وليست كجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المرتقبة، فإن هذا لا يضر الفلسطينيين فقط بل يضر العرب جميعاً، وهذا يعطي فرصة للإسرائيليين للطعن فى شرعية الحكومة والسلطة الفلسطينية، ويؤثر سلبياً على أي مفاوضات لأن الإسرائيليين سيقولون بكل بساطة: «من يمثل الشعب الفلسطيني؟».

هل تعاطي حركة «حماس» السلبي مع التطورات العربية، مثل رفضها لعزل «مرسي» وعدم التفاتها بالأساس للهم الفلسطيني، يؤثر على الدعم العربي للقضية الفلسطينية؟

- الدعم العربي للقضية الفلسطينية لن يتغير، والمنطق والعقل والتاريخ يقول لأهل غزة: ظهركم مصر، واجهتكم مصر على العالم كله، ومخطئ من يفرط لأسباب ضيقة ومحدودة جداً فى العلاقة الاستراتيجية مع مصر. وخيار الغزاوية الصحيح هو العلاقة السليمة والصحية مع مصر، غير ذلك أشبه ما يكون بانتحار. غزة كما تسمى قطاع، بحرها منتهك ومحاصر من الإسرائيليين، وشمالها وشرقها كذلك، فقط حدودها مع مصر ليست كذلك، وليست متصلة مع الضفة، والجانب العربي الوحيد المتصلة به هو مصر، ولا أعتقد أن المنطق يبيح لأي من كان أن يسيء علاقته بمصر، أياً كان هذا المبرر. مصر أرفع من مهاترات جانبية، وأكبر من أن تدخل فى خصام مع إخوة عرب لها، ولكنها تريد فى المقابل من حركة «حماس» أن يحسنوا الجوار ويتفهموا مقتضيات أمنها القومي، خاصة عندما يكون أمن مصر القومي مهدداً من هذا الاتجاه بالذات.

ما تعليقك على الرأي القائل بأننا لم نرَ أحداً من سكان غزة يموت نتيجة الحصار، وفي المقابل نرى عشرات من رجال الجيش والشرطة المصريين يموتون فى سيناء بسبب فوضى الحدود؟

- صحيح، لاشك فى ذلك، ولذلك أقول إنه يجب على قيادة «حماس» أن تعيد حساباتها وترتيب أوراقها وتتعامل مع القيادة فى مصر كمعاملة إخوة عرب ومعاملة حسن جيرة، ولا يجوز أن يأتي الطعن لمصر بالذات من اتجاه غزة التى تسيطر عليها «حماس»، وفى المقابل هم فقط المستفيدون من تحسين علاقتهم بمصر من الناحية الاقتصادية، لأن مصر لن تستفيد اقتصادياً من غزة، لكن غزة هي المستفيدة بالكامل من التعاون الاقتصادي مع مصر، مصر فقط تريد ضبط حدودها وأمنها.

ما مصلحة «حماس» فى العزلة الحالية عن مصر والبقاء كجزء من المشروع السياسي للإخوان، وتكريس الانقسام الفلسطيني؟

- الموضوع يرتبط بتعلق «حماس» أكثر بمصالحها الضيقة دون وضع الأولوية للمصلحة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لكن من مصلحة حركة «حماس» ومن مصلحة الشعب الفلسطيني أن تكون السياسة العليا لحركة «حماس» مع مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وليس مع مصالح الحركة الحزبية الضيقة، ولاشك أن مصلحة فلسطين هي فى الانفتاح على مصر والتعاون معها، و «حماس» لن تجد أقرب لها من مصر حتى لو بحكم الجغرافيا، فهي غير متصلة أرضياً مع دولة عربية أخرى غير مصر. ووجدانياً الشعب المصري أول من سيَّر القوافل الطبية والمساعدات إلى القطاع فى كل لحظات الضيق دون استئذان أحد، وأول أطباء خرجوا لنجدة غزة كانوا من مصر، ولا تحدثني عن محاولة كسر الحصار من البحر، كلنا نعلم أنها كانت محاولات من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لزيادة شعبيته.

العدد 4136 - الخميس 02 يناير 2014م الموافق 29 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 6:01 ص

      للأسف

      كلام مسئول يخلو من الدبلوماسية .......!

    • زائر 17 | 5:12 ص

      دائماً المعايير مزدوجة.. في سورية ثورة والبحرين لا.. في مصر الإخوان إرهابيين وفي البحرين لا..

      البوعينين: تنظيم الإخوان لدينا في البحرين مشارك في العملية السياسية..
      أليس تنظيم الإخوان في مصر مشارك في العملية السياسية قبل 30 يونيو؟؟

    • زائر 13 | 2:51 ص

      وينك ياوزير الخارجية

      ليش ما تطبق قرارات الجامعة العربية باصدار قرار بحظر جماعة الاخوان بالبحرين حسب التعميم المصري من خلال الجامعة يسري مفعوله على جميع الدول الاعضاء ويجب حضرهم وسبق ان حذرتكم مصر وانتوا اخبر بعد حين لا تولولون تري هاي خطرين على الجميع لايعرفون لا ام ولا ابو حاسبوا مثل ماحذركم الخلفان مال دبي

    • زائر 12 | 2:16 ص

      هذا التيار واتباعه منافقين من الرأس الى القدم .. يدورون عندما تدور العجلة ..ينقلبون حتى على اتباعهم عندما تقتضي مصلحتهم .. نسئل الله ان يخلص بلاد المسلمين منهم و يريح العباد ... امين يا رب العالمين

    • زائر 11 | 1:28 ص

      نواب في البرلمان !!

      لو في تقسيم عادل للدوائر الأنتخابية لما رأيت ولا أخواني بالبرلمان ، ولكن !!

    • زائر 10 | 1:25 ص

      ....

      ماذا بعد التحذير؟ هل أنتم بمستوى تحذير الآخرين
      من بيته من قش لا يلقي بالنار على بيوت الآخرين..

    • زائر 9 | 12:41 ص

      خافت قطر خافت

    • زائر 8 | 12:13 ص

      بس مساعدة داعش والنصرة

      مساعدة النصرة وداعش مايخالف لأنهم غير مجابهين لإسرائيلو

    • زائر 7 | 10:51 م

      حزب العدالة و التنمية المصري ايش يشتغل يبع رويد !

      اخوان المسلمين في البحرين ليس فقط مشاركين في العملية السياسية بل متغلغلين في مفاصل الدولة وهذا لا ينفي التآمر فاخوان مصر مشاركين في الحياة السياسية ولكن بانت انيابهم وعادة الاخوان لا يظهرون ما يبطنون و يخططون له الا بعذ التمكن وهم اقتربوا في الخليج من الهدف

    • زائر 6 | 10:32 م

      من انت لتهدد الشقيقة قطر

      لا تخرب العلاقات .... انت دبلوماسي ولكن شنو نقول!! ......

    • زائر 16 زائر 6 | 5:10 ص

      شكلك ضعيف باللغة العربيه

      اقرأ وشوووف وين التهديد يالبطل

    • زائر 5 | 10:24 م

      انظروا ما ذا فعلوا في ليبيا ومصر لتكون عبرة لمملكتي الغالية البحرين

      الكل شاهد بعض النواب البحرينيين وهم يستقبلون من مرسي ولعدة مرات وكانوا ينتظرون ان تميل الريح لهم ويفرض الاخوان سيطرتهم المطلقة على مصر ليبدؤوا بتنفيذ اجندتهم في البحرين بحكم أنهم ينتظرون هذه الفرصة لكن الله كفى العالم من شرورهم

    • زائر 4 | 10:18 م

      للأسف قياديوا حماس يستقبلون بالحفاوة في دول الخليج ويوهمون الناس انهم المستضعفون في الأرض ولكن طلبهم كان الحكم وقد تحقق وشق عصا الوحدة الفلسطينية

      يعتبر الاخوان في جميع دول العالم ذراع واحد .... ومطالبهم واحدة وهي الحكم ولو بعد حين .... في البحرين هم متقدمون بخطوات مدروسة أولها الاستيلاء على المناصب القيادية خصوصا التعليم وديوان الخدمة مرورا بالعسكرية ومهادنة الحكومات الى أجل مسمئ كما هو معروف بنفاقهم ثم لكل حادث حديث

    • زائر 3 | 10:05 م

      في البحرين مفاصل الدولة كلها بيد الاخوان .... تعبنا من ظلمهم للطائفة الكبرى

      يعني تبي تقنعني أن استقبال مرسي لعدد من نواب البحرين الاخوانيين دليل على أن لاعلاقة لإخوان مصر بإخوان البحرين هههه ، والله اذا استمرالامر على ما هو عليه من تغلغلهم في جميع مفاصل المملكة فإنهم لامحاله سيطعنون الدولة من الخلف... فمقولتهم المشهورة الغاية تبرر الوسيلة مطبقة فعلا فهم طلاب حكم وهدفهم الحكم .... وكما يسميهم الكل بالم......... يستغلون الشباب حديثو التجنيس في جمعيتهم والصلاة في جامعهم ويمنحوهم الوظائف المطلوبة وكأنهم حكومة داخل حكومة ، انظروا الى وزارة التربية ومناصبها القيادية بيد من !!

    • زائر 15 زائر 3 | 5:07 ص

      حلوه

      الطائفه الكبرى

    • زائر 2 | 9:45 م

      جميع تنظيمات الاخوان في جميع أنحاء العالم ومنها البحرين ذات نهج واحد

      كلام للاستهلاك المحلي .... من طينة واحدة

اقرأ ايضاً