العدد 4198 - الأربعاء 05 مارس 2014م الموافق 04 جمادى الأولى 1435هـ

كلما اقترب الحل!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

في يوم الأربعاء (15 يناير/ كانون الثاني 2014)، انقلب المزاج السياسي في البحرين مع الإعلان عن التقاء ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مع وفد جمعية الوفاق المعارضة برئاسة الشيخ علي سلمان، بعد قطيعة «معلنة» بين السلطة والمعارضة امتدت ثلاث سنوات منذ بدء الحراك الشعبي والوطني في فبراير/ شباط 2011، بالتزامن مع أحداث الربيع العربي.

ومنذ ما قبل ذلك اليوم، وحتى اللحظة، كانت البحرين على موعدٍ أكثر من مرة، من الاقتراب من توافقات تنهي هذه الأزمة التي تعصف بالبلاد، غير أن هناك دائماً من يعيق تلك التحركات ولا يريد لها النجاح.

ومن نافلة القول، التأكيد مراراً أن العنف أو التحريض عليه مرفوض مطلقاً، مهما كانت الأسباب والدوافع، وقطعاً لا يوجد بحريني واحد محب لوطنه يفرح إذا ما أريق دم من الأبرياء من مختلف الفرقاء، بمن فيهم رجال الأمن وشباب هذا الوطن.

الأكيد أن من لا يريد خيراً للبحرين، هو من يمارس العنف ويشجّع عليه، في الوقت الذي تؤكّد فيه مختلف القوى السياسية على أنها تنتهج السلم طريقاً للنضال الوطني، فالعنف لا يجر إلا مثله، ولا عاقبة محمودة عقلاً ولا شرعاً بالتمسّك به.

من لا يريدون الخير للبحرين لا يهمهم أن تحترق البحرين بمن فيها، ولا يهمهم أن تمتد يد الإرهاب والفتنة إلى أبناء هذا الشعب. يستمتعون بإسالة الدم، وبث الكراهية والأحقاد بين أبناء البحرين، هؤلاء هم فعلاً أعداء هذا الوطن وهذا الشعب، ونحن نشد على يد الجميع للتصدي لهم وإيقاف كراهيتهم للوطن وأهله.

نأسف كبحرينيين، كلما فتح باب للحوار أو المصالحة أن تعاود الساحة الأمنية سخونتها مجدداً، وتكرار الحوادث الأمنية كلما طرح عنوان الحوار واقترب الحل السياسي من التبلور، يؤكد أن من استهدف رجال الأمن قبل أيام كان يهدف لإغلاق باب الحوار والعقل، للعودة مجدداً إلى المربع الأمني الذي ينهك البلاد والعباد.

الحديث اليوم بعد الدم المراق، يجب أن يكون حول إيجاد حلٍّ للأمة التي تعيشها البحرين، وليس لإسالة المزيد من الدم، لأن التوجه للحل الأمني يحقّق هدف من قام بالحادثة الإجرامية المستنكرة والمشبوهة النوايا والهدف، ويقدّم رسالةً أن الغاية من التفجير قد تحققت!

إن جر الساحة البحرينية إلى المزيد من الحلّ الأمني، من شأنه أن يعقّد الأمور أكثر، البحرين بحاجة إلى حل سياسي يحقق العدالة والإنصاف والمصالحة والمساواة. فالبحرينيون عانوا الكثير الكثير من الآلام والمحن والعذابات، وليس من الصواب الاستمرار في ذات الحلول الأمنية، بعد تجربتها عقوداً طويلة من الزمن دون أن تجلب أي خير للبحرين.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4198 - الأربعاء 05 مارس 2014م الموافق 04 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:51 ص

      هذا مرادكم

      دائما تريدون التدخل الخارج انظروا الى العراق بعد التدخل الخارجي، ويمكرون ويمكر الله بهم

    • زائر 4 | 12:28 ص

      علامات استفهام كثيرة تثار واهمها من يستفيد من مثل هذه الاعمال

      للوصول الى حلول تبعات ربما يكون بعضها سيئ على بعض من له مصالح في بقاء الفساد وبالطبع من لديه مصالح من فساد الوضع لا يريد للبحرين الخروج من ازمتها
      باختصار هذه الحقيقة وحتى نخرج بحل علينا بمواجه الواقع بكل صراحة والا فلا خروج من الازمة

    • زائر 3 | 12:18 ص

      ابو حسين

      يا استاذ حسن المدحوب المحترم,, لايوجد وطني حقيقة يفرح سفك الدماء من هنا وهناك والبحرين ليست في ساخة حرب هناك مطالب مشروعة والاختلاف
      عليها امرا مشروع ويجب ان تكون اسلوب المطالب مشروعة حقا يجب على
      الجميع نبذ العنف والعنف لا يحقق الخير لاحد ابد الجميع خاسر ولا يجب ان
      نشعلها حربا والابتعاد عن جطاب الفتنة والكراهية لانها دمار وخراب البلاد
      والمطالبة بحلول انسانية لخروج من هذة المحنة لتحقق العدل والمساواة
      لعم الخير والاستقرار

    • زائر 1 | 9:37 م

      هناك علامة استفهام في التوقيت

      لن نصل الى حل سوى بتدخل دولي يفرض الامر على الجميع

اقرأ ايضاً