العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ

«لا تجذّب يا الجذّاب»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هذه الجملة هي جزء من تصريح صريح لرئيس مجلس بلدي المحرّق عبدالناصر المحميد، إذ اتّهم عضو مجلس بلدي المحرّق بنكث القسم والعهود دائماً، وبسعيه المتعمد لإفشال المجلس.

وما همّنا من حديثه كلّه هي المحادثة التي كشفها رئيس المجلس التي تمّت بين المطوع وبين أحد كبار المسئولين في الدولة، حيث طلب عضو مجلس البلدي الحصول على قسيمة أرض، وقال للمسئول بالحرف: «المتنفذون يلعبون بالأراضي»، فنفض المسئول يد المطوع ووبّخه قائلاً: «لا تچذب يالچذاب»، هذا مع العلم أن المطوع وبلسانه، تفاخر بهذه الحادثة أمام رواد أحد مجالس البسيتين، كما روى رئيس المجلس!

ونحن نسأل من هو «الجذّاب»؟ هل هو المطوّع الذي كان صريحاً في طلب الأراضي أسوةً بالآخرين، وكذلك في اتّهامه المتنفّذين الذين يلعبون بالأراضي؟ أم أنّ الكذّاب هو ذلك المسئول نفسه، لأنّ لجنة التحقيق في أملاك الدولة أقرّت بتلاعب المتنفّذين بالأراضي؟ نعتقد بأنّ الجذّاب هو الذي يمثّل الناس ويحصل على أراضٍ تقدّر قيمتها بمئات الآلاف والملايين، ثمّ يقف ويقول هذا من رزق الله أمام الناس! فليعلم الجميع «كلّنا عيال قريّه وكل منّا يعرف خيّه»!

إنّ «الجذّاب» على حد علمنا كذلك، هو الذي ينصح الناس بالعفّة والزهد والفوز بالجنّة وترك الدار الفانية، ومن تحت الطاولة يمد يده ويتسوّل الأراضي من المتنفذين، ومن ثمّ يخطب خطبته العصماء عن عدم المطالبة بالحقوق الواضحة، كسرقة الأراضي وأموال النفط (على قولة المعاودة) وهو صادق وليس «جذّاب» هذه المرّة.

لقد انقلبت الموازين في وطني، فأصبح «الجذّاب» هو الصادق، والصادق هو «الجذّاب»، والدليل حادثة عضو مجلس بلدي المحرّق المطوّع الذي كان صريحاً لأبعد الحدود هذه المرّة! فقد أخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو الصادق المصدوق، بأن آخر الزمان ستنقلب فيه المقاييس، وسيخوَّن الأمينُ ويؤتمن الخائن. قال (ص): «سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يصدّق فيها الكاذب، ويكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتحدث في أمر العامة»، رواه ابن ماجة وأحمد، وله رواية بلفظ: «السفيه يتكلم في أمر العامة». ونحن لا نقصد بالرويبضة أعضاء مجلس النوّاب أو أعضاء مجلس الشورى أو أعضاء مجلس بلدي المحرّق، ولا نقصد رئيس وأعضاء ائتلاف الفاتح، ولا المحرّضين من الإعلام المرئي أو الاجتماعي أو المكتوب! حاشا لله!

شافاك الله يا وطني من كل كذّاب وأفّاق، ومن كل متمصلح يُبدي مصلحته الشخصية على مصلحة أبناء الوطن وقيادته، وعافاك الله يا وطني من أولئك الذين ينهبون من خيرك ويأكلون السحت ويرمون الفتات. وحفظك الله ممّن يتسوّلون الأراضي والخيرات، ومن ثمّ يذمّون ويثرثرون وينتقدون، ليطالبوا بالمزيد!

ولكَ الله يا وطني ويا شعبنا الأبي الصابر، فبين «الجذّاب» الذي اغتنى في ليلة وضحاها، وبين «الصادق» الذي يتجرّع المر في كل لحظة وثانية، نجد أنّ «الجذّاب» وللأسف الشديد ينجح، ونشاهد «الصادق» الذي يطلب حقّه الطبيعي فقط يفشل ولا يناله، والسبب وجود آفات من المتسلّقين تمتّص الأخضر واليابس وتسأل هل من مزيد!

هؤلاء هم أوّل المعاول في هدم الأوطان! كفانا رؤية هذا الوطن الغالي ينزف نزفاً من دون بوادر حلول للأزمة القائمة في الأفق القريب، وأوّل أسبابه «الجذّاب» ونضيف إليه «المنافقين» في كل الميادين.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 5:11 م

      احسنت

      احسنت.. بارك الله فيك

    • زائر 20 | 3:09 ص

      الكذب

      الكذب هو باب المشاكل التي تصيب الفرد ومن ثم المجتمع الذي يصاب بشتى أنواع الامراض الاخلاقية نتيجة الكذب الذي لو سد هذا الباب لعاشت الامة باكملها بود وسلام ووئام.

    • زائر 15 | 2:26 ص

      تحية للوسط

      تحية لجريدة الوسط والمقالات المبدعة من صحفييها ...سيروا إلي الأمام في حفظ الله وسلامته

    • زائر 14 | 2:07 ص

      حبيبي يابحرين

      سلمت أناملك يابنت بلادي ياسليلة الأشراف

    • زائر 13 | 1:56 ص

      قسيمة

      يابنت الشروقي يابنت الحلال المواطن مسكين جدا في هذه البلاد فهناك من طلبهم قسائم ينتظرون من 25سنة وانا منهم انتظرت 21سنة الى اليوم واللحظة لم احصل على شيء من 1993م وكل سنة يعدونا ولاترى شيئا الا الكلام بلغ عمري 50سنة وانا واولادي المرضى بالسكلر نعيش بالايجار 180د شهريا يا ليت تتكلمي عن مشكلتي

    • زائر 12 | 1:46 ص

      يا رب إحفظ الطيبين

      دعواتنا لك يا كاتبة من شرر الكذابين وحماك من كل مكروه

    • زائر 11 | 1:40 ص

      عزيزتنا مريم

      هناك متنفذين درجة اولى ودرجة ثانية ودرجة ثالثة ووو فمن اي الدرجات هم الذين يتلاعبون في الأراضي ؟؟؟؟ ومن اي الدرجات السالفة تحدث العضوا البلدي معه ؟؟؟؟ نريد التوضيح لنميز بين الدرجات ومن هم عليها ونصل للنتيجة النهائية ونقيم حجم ( الهبشة ) من الأراضي لأن درجة اولى ارضه غير درجة 2 غير درجة3 وهكذا .

    • زائر 10 | 1:05 ص

      والله

      لو كان هذا المقال الوحيد الذي كتب في حياتك ليفي بأن يذكره التاريخ ويدرس للأجيال رحم الله والديك وقبله علي رأسهم

    • زائر 8 | 12:27 ص

      لكي تصبح وزيرا او مسؤولا عليك ان تكون كذّابا

      الكذب هو الموصل الاسرع لأي وظيفة مرموقة في هذه الايام

    • زائر 6 | 11:50 م

      الكذابين

      الكذابين ما اكثرهم في هالبلد وهم الناجحين

    • زائر 5 | 11:38 م

      المقلوب

      تصبح الرذيله فضيله عندما يتفق الناس على اقرارها والتمسك بها والعكس صحيح تصبح الفضيله رذيله عندما يعتبرها الناس كذلك . اخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهرون .

    • زائر 4 | 11:25 م

      رائع رائع يا استاذة

      اجمل صباح هو صباح يبدأ بقراءة مقالك يا صوت البحرين الصادق ، كنت اتمنى وأنا أقرأ هذه السطور الرائعة أن ألتقيك وأصافحك وأشد على يديك وأقول هكذا هن بنات بلدي الأصيلات ، الحريصات على مصلحة ومستقبل بلدهن ، المخلصات لترابه، شكرا عزيزتي والله يحفظك ويسلمك من كل كاذب ومنافق.

    • زائر 3 | 11:06 م

      نريد

      وشلون عن الكذاب الي قال عن الإباتشي،نريد توضيح يزاك الله خير

    • زائر 9 زائر 3 | 1:04 ص

      صفريه ام عراوي

      بابا اباتشي بيسلم عليك ويقول لك شخبار النفق اللي حفروه المعارضة من الدوار الى ايران ..درع الجزيرة حصلته او لا

    • زائر 19 زائر 3 | 2:37 ص

      نة اباشي طلعت كوبرا

      صدق عقول يعني جت على الماركة خير ان شاء الله قال اباتشي وهي كوبرا ويش تفرق

    • زائر 2 | 11:03 م

      الكذب والنفاق والفبركات سوقها قايم هذه الايام بزيادة

      الكذّابون والآفاكون والمنافقون والمفبركون سوقهم هذه الايام رائجة

    • زائر 1 | 10:39 م

      اسم واجد متنفيذين يعني ويه ؟

      واجد اتكررون متنفذفين يعني وبه ؟ هم بشر لو كائنات حية غير ؟ بس الي اكتسفته من كلامكم انهم واجد واجد طماعين.

اقرأ ايضاً