العدد 4253 - الثلثاء 29 أبريل 2014م الموافق 29 جمادى الآخرة 1435هـ

عندما يهرب فرسان الكراهية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يوم الأحد الماضي، نظمت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، ورشة عمل حول «دور الإعلام في تعزيز وحماية حقوق الإنسان في مملكة البحرين»، تم التطرق خلالها، وبشكل خاص، إلى حرية التعبير ومكافحة خطاب الكراهية.

ورشة العمل هذه جاءت ضمن سلسلة من الورش نظمها وفد المفوضية الذي يتواجد في البحرين لمدة شهرين بهدف تقديم المساعدة الفنية والتقنية ودراسة الأوضاع وإصدار تقييم عنها، وتقديم تقرير عن ذلك إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان.

المهم في أمر ورشة العمل هذه أن أحداً من المعنيين بخطاب الكراهية، لم يحضر هذه الندوة، كما أن صحافتنا المحلية تجاهلتها تماماً، ولم تشر إليها من قريب أو بعيد، وكأنهم غير معنيين بها، رغم أن المنظمين أكدوا أنهم دعوا الجميع.

ورغم أنه كان من المفترض أن يقدم أحد رؤساء التحرير ورقة عمل حول «المهنية الإعلامية وضبط خطاب الكراهية»، إلا أنه ليس فقط هرب من تقديم الورقة ولم يحضر الورشة، ولكنه لم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار للمنظمين.

بالتأكيد أن الوفد سيرفع تقريره إلى المفوضية، وبالتأكيد أن التقرير سيلاقي ردة فعل غاضبة من وسائلنا الإعلامية التي ستردد نفس الجملة المكررة من أن «الوفد أخذ جانباً واحداً، واستمع لجهة واحدة فقط، وإن التقرير يفتقد إلى الحيادية والمصداقية... إلخ».

الممثل الإقليمي للمفوضية عبدالسلام سيد أحمد، يشير إلى أنهم لاحظوا ازدياد خطابات الكراهية في البحرين في الأعوام الأخيرة، وذلك من خلال رصد قام به الفريق التقني التابع للمفوضية، والذي يتواجد في البحرين منذ قرابة شهرين. في حين قال أحد أعضاء الوفد خلال ورشة العمل إنه لا يعرف أحداً من الصحافيين أو كتاب الأعمدة في البحرين، ولكنه لاحظ خلال الفترة التي قضاها هنا أن أغلب الأعمدة الصحافية كانت تفتقر إلى الحرفية والمهنية، وتتضمن الكثير من الكذب والافتراء، فضلاً عن الكراهية، وأشار إلى أن بعض الكتاب تعمدوا الكذب على وفد المفوضية رغم أنهم لم يلتقوا معهم أبداً.

لقد بدا واضحاً الآن أن من يبث الكراهية ويتهم الناس بالعمالة والخيانة ويصف القوى المعارضة بأبشع الصفات، ويغدق عليها ما شاء من السب والشتم، لا يملك ولو قليلاً من الجرأة، لمواجهة الرأي الآخر في وجود جهة محايدة، وأن شجاعته على الورق فقط، أو عندما يحتمي بجهات ومؤسسات تشجعه على ذلك، لقد بات واضحاً أن فرسان الكراهية أجبن من مقارعة الحجة بالحجة، والرأي بالرأي الآخر، ولذلك لم يكن أمامهم إلا الهرب.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4253 - الثلثاء 29 أبريل 2014م الموافق 29 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 4:30 ص

      ترى ما ننسى

      العفو يكون بيد صاحب الحق وليس المعتدى.. هذا بداية .. وهذه الآفات التي تلذذت باستفراغ قيحها على المكلومين لن تفلت من عدالة الشعب ونحن لا ننسى

    • زائر 8 | 4:14 ص

      لا يحق لنا بعد 2011 الكلام عن خطاب الكراهية 2

      من يملك الحل السحري للتكفير أو عدمه مطمئن البال، ليس عليه حرج و لا لديه مشكلة، بل يتغذى عليها و ربما هي سبب وجوده، لأنه لا ضغط عليه من المتضررين.
      أستاذي لنكتب و لنطالب إلى من بيده الحل! إنه الكهنوت السني و الشيعي! وإلا فإننا نكتب و نطالب من لا يملك من أمره شيئاً أن يأخذ دور البطل المنقذ!

    • زائر 7 | 4:13 ص

      لا يحق لنا بعد 2011 الكلام عن خطاب الكراهية 1

      لقد قرر خطاب الكراهية أن يبقي معنا إلى الأبد لتوفر المكان و الأمان و المرعي المثالي، و استعداد الأغلب لتوقيره و تبجيله و تقبيله على رأسه صباح مساء. و لبناء قلعته الراسية العاتية ألا و هو التكفير. ناقشوا التكفير فقط لا غير. و أي حوار و أي نقاش و أي مواطنة و أي توافق ؛ دون التطرق إلى التكفير هو إضاعة جهد و تبديد للطاقات من جهة ؛ و خديعة و حرف للمشكلة عن طريق الحل من جهة أخرى!

    • زائر 6 | 3:54 ص

      قلة حياء

      هذه قلة حياء وتربية .. من المؤسف أن تسلط هذه الآفات المريضة على الاعلام للنيل من الشرف والشرفاء

    • زائر 5 | 2:56 ص

      اسمح لي في التعديل استاذي الكريم

      لماذا يهرب فرسان الكراهية ؟؟؟؟ ونجيب ( لأنهم جبنااااء ) ويتخفون وراء الحيطان وهم شجعان الشتم والسب فقط لو نازلهم صغارنا فضلا عن كبارنا لألجمهم حجرا بل حجارة ، ولعلموهم السياسة على حقيقتها لأن صغارنا قبل كبانا شجعان ويستطيعون الوقوف امام ايا يكون ، لكن فرسان الكراهية والطائفية جبناء وشجاعتهم على الورق ، لهذا بارت اعمدتهم كما هم في بوار اخذتهم الذلة المسكنة ، برغم جراحنا شجعان ، ورغم نعيمهم فانهم يعيشون الجبن .

    • زائر 3 | 1:34 ص

      اسباب الكراهية متفشية ومؤتمر مثل هذا لا يودّي ولا يجيب

      اسباب الكراهية في الاعلام الرسمي
      اسباب الكراهية في تعامل وزارة الداخلية مع الاحتجاجات ومداهمة البيوت والاعتقالات والتعذيب والقمع
      اسباب الكراهية في العنصرية
      اسبابها في منعنا من التوظيف في بعض الوزارات السيادية ونحن اهل البلد اصلا وفصلا
      اسبابها في توزيع دوائر الانتخاب الظالمة صوت يعادل 32 صوت
      اسبابها كل ما يمارس على ارض البحرين من ظلم وتعد على حقوق الانسان وهذه لن تتوقف

    • زائر 2 | 11:04 م

      عاد

      كالعاده رد الموالون واحد لايتغير وممل للعايه عاد غير بطيتو جبد اللي ماينبط

    • زائر 1 | 10:27 م

      ادعو رئيس وفد المفوضية الصلاة خلف الخطيب النائب هذا الاسبوع لسماع خطبته المشبعة بالكراهية

      الخطيب النائب خطبتي الجمعة كل اسبوع موضوعها موحد وحنتى الدعاء. منذ 2009 على اقل تقدير زبدة خطبه المعارضة في البحرين رافضية صفوية مجوسية مشركة لابد من محاربتهم و لا يبتسم في وحوههم و الدعاء الختامي عليهم بالهلاك و يدعو ربه ان يرى تعذبهم في الدنيا . ليس عبثا ان يختار الخطيب النائب بث الكراهية في منطقة مختلطة مذهبيا فهناك قلق من ائمة الكراهية من الاندماج المجتمعي بين السنة و الشيعة ولكن يبدو ان السنة هم اكثر الناس معرفة ان الرجل يقتات من بثه الكراهية

اقرأ ايضاً