على رغم انتهاء امتحانات نهاية العام، واستلام غالبية الطلاب لشهاداتهم ودرجاتهم، إلا أن عوائل البحرين لم ترفع حالة الطوارئ داخل بيوتها بعد، فهي مازالت تعيش حالة طوارئ جديدة، وخصوصاً مع بداية مباريات كأس العالم 2014 المقام حالياً في البرازيل.

حالة الطوارئ هذه مستمرة لأسباب عدة، منها كون البث حصرياً على قنوات مدفوعة، وغالبية العوائل لا تملك المال الكافي للاشتراك، لذا تجد الكثيرين يلجأون إلى المقاهي، وهذا ما ترفضه عوائل كثيرة، وذلك خوفاً على أبنائها الصغار، بعد مخالطة الكبار وربما تعلُّم بعض العادات السيئة.

كما أن توقيت المباريات قد «يلخبط» نظام الليل والنهار في البيوت، فالمباريات تبث بتوقيت البرازيل، وهناك فرق كبير في المواقيت مع مملكة البحرين، فالمباريات ما بين الساعة السابعة مساء إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وهذا ربما يؤدي إلى سهر العائلة، وبالتالي سيكون الحال مقلوباً، إذ سينام الجميع في النهار وسيستيقظون في المساء لمتابعة المباريات.

عوائل من ذوي الدخل المحدود اضطرت للاشتراك في قنوات البث الحصري حفاظاً على أجوائها العائلية. أما عوائل أخرى فهي تعيش القلق من تأخر أبنائها لساعات متأخرة، وأخرى ترفض خروج أبنائها للمقاهي مما قد يوتر الأجواء الأسرية ويسبب المشكلات والمشاحنات.

رغم صعوبة الأوضاع بشأن هذه المشكلة، إلا أن هناك بعض الأمور التي قد تذلل الخلافات، لنعيش أجواء مونديال كأس العالم بكل أريحية، فهناك بعض الجمعيات الخيرية في داخل عدد من القرى والمدن ممن فتحت مقارها لاستقبال أولئك الأطفال بعوائلهم لمتابعة المباريات مجاناً وفي أجواء آمنة، كما أن بعض المحلات التجارية، قامت بتقسيط الاشتراك في تلك القنوات، حتى تتمكن الأسر محدودة الدخل من الاشتراك بمبالغ لا تخل من موازنتها. أما عوائل أخرى فقد يضطرها الوضع للجوء إلى برامج لكسر الحصرية من دون دفع المال، عن طريق برامج تمكنهم من ذلك.

الوضع الذي تحدثنا عنه هو ليس وضعاً استثنائياً للبحرينيين فقط، بل يكفي أن تتابع النشرات الرياضية والقنوات العربية، لتتأكد أن كل الوطن العربي يعاني الحال ذاته، وهذه المشكلة تتكرر في كل مونديال بسبب الحصرية، ترى متى سينتهي هذا الوضع ويتابع الجميع المباريات بكل أريحية؟!.

مناهل