العدد 4365 - الثلثاء 19 أغسطس 2014م الموافق 23 شوال 1435هـ

شتان بين «دلو الثلج» و«العمليات الانتحارية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تنتشر حالياً في أميركا وأوروبا حملة تبرُّع مرحة بدأت على مواقع التواصل الاجتماعي وملخصها أن شخصاً يملأ دلواً من الماء المثلج ويسكبه على رأسه، وبعد ذلك يرشح هذا الشخص ثلاثة أشخاص آخرين، وإذا رفض أيٌّ منهم سكب الماء المثلج على نفسه فإن عليه أن يتبرع بمئة دولار (أو قدرٍ من المال) لصالح جمعيات خيرية تمول بحوثاً علمية واختراعات طبية لمعالجة مرض «التصلب العصبي»، وهو أحد الأمراض التي تشل حركة الإنسان ولا يوجد له علاج حالياً.

وقد زاد الحماس بعد اشتراك المشاهير من كبار الشخصيات ولاعبي كرة القدم والممثلين والمغنين في الحملة وتصوير أنفسهم وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي. الحملة مملوءة بالمرح، وقد نتج عنها تبرعات بالملايين خلال فترة وجيزة، وكلها تذهب لصالح إيجاد علاج لمرض خطير، وهذه الفكرة بدأت تتوسع لتشمل مجالاً أوسع من البداية التي بدأت بها.

وحالياً، فإن العالم يبدو أنه يتزلزل وربما يتفكك بسبب هول الأحداث السياسية وانتشار وباء الإيبولا، والذي أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس (الثلثاء) أنه أودى بحياة 1229 شخصاً حتى الآن، وذلك بعد وفاة 84 مصاباً خلال ثلاثة أيام، وأن العدد الأكبر من الوفيات التي حدثت مؤخراً سُجل في ليبيريا. وبينما ينتشر هذا الوباء، فإن الأنظار تتجه للدول المتقدمة لإيجاد العلاج لمواجهة خطر تمدده.

الناس العاديون في تلك البلدان لهم دورهم المباشر في إضافة المرح في حياتهم بينما يساهمون في إيجاد علاج للأمراض الخطيرة، هذا في الوقت الذي تنتشر حملات جمع الأموال في بلداننا من أجل المشاركة في القتل والدمار، ومن أجل إرسال الشباب، بمن فيهم أطباء ومهندسون، لكي ينفذوا عمليات انتحارية ويذبحوا أكبر عدد من الناس بصورة عشوائية.

شتان بين «دول الثلج» و «العمليات الانتحارية»، والفرق كبير بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في بلدان أخرى من أجل إضافة المرح وجمع التبرعات بهدف اختراع الدواء المطلوب لأمراض وأوبئة تؤذي الإنسانية، وبين بلداننا التي تُستخدم المواقع فيها للتبجح بتنفيذ عمليات الذبح والقتل العشوائي.

شتان بين جمع المال من أجل اختراع الدواء، وجمع الأموال من أجل القتل والدمار ونشر الحقد وسفك دماء الآخرين باسم الدين الإسلامي.

إنها المأساة الكبرى التي جعلت بلداننا مرتعاً لصناعة الموت وثقافة الكراهية، بينما في بلدان أخرى تنتشر صناعة البهجة والحياة وثقافة حب الخير للآخرين.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4365 - الثلثاء 19 أغسطس 2014م الموافق 23 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 2:32 م

      الفرق بين العقول

      كل ذللك لان عندنا مقفل متحجر وعندهم عقول مثلجه تنتج

    • زائر 23 | 1:35 م

      الصراحة جريدتك الوحيدة اللى كتبت عن ارض الزلاق

      وبقية الجرايد عندها اشياء اهم كفو يالوسط عفيه عليكم لا وربعنا مايحبونكم وهم اول ناس تقراها واسأل برادات الحد والمحرق اول جريدة تخلص الوسط اما عن الدخول على موقعكم فالحسبه عند بتلكو

    • زائر 22 | 6:17 ص

      لا تنسوا ان

      داعش قد حرمت ايضا علوم الكيمياء والفلسفة وهي بذلك تسير على نهج السلف ف محاربة العلم والكيمياء خصوصا ! ألم يتهم ابن خلدون جابر بن حيان بالسحر والزندقة ؟ وكذلك فعل شيخ الاسلام الخصي ابن تيمية الحراني .
      علي جاسب . البصرة

    • زائر 20 | 2:42 ص

      v

      هني بعد يمرحون بس مزاحهم ثقيل ...
      ما يدغدغهم الا الدم و زهق الارواح

    • زائر 19 | 2:21 ص

      رد على ام محمود زائر 6

      انتي تشيلين معاك اللاب توب ليش خائفة من شنو؟ أكيد حاطه شي مو عدل على اللاب توب. افضل أني أشيل عيالي من مدرستكم

    • زائر 21 زائر 19 | 2:44 ص

      صراع ثقافات

      الفرق بيننا وبينهم انهم يقدرون الحياة وايستحقونها ونحن نكرس ثقافة الموت..منذ 7سنوات ذهبت طفلتي في رحلة سياحية منظمة بالكامل من الألف إلى الياء من خلال التبرعات من افراد وشركات وجمعيات خيرية ورجعت سعيدة جدا وذكريات جميلة ...بينما في مجتمعنا التبرعات تجمع لتجهيز غازي..انظر الفرق

    • زائر 17 | 2:18 ص

      عجيبة و الله

      غريبة و الله تقولون فقارة و ما عندكم تاكلون و لا عندكم فلس حمر نال دور رايح تايلند مع العائلة

    • زائر 16 | 1:46 ص

      الشكلة تكمن في رأس الهرم

      عندما يكون الحكام هم من يديرون كل شيء بنظام شمولي قمعي فأن الناس تلجأ الى أساليب للتعبير جدا عنيفه و هذا من الكبت الموجود
      اذا فسد الحاكم و العلماء فالناس في ضياع و نحن كذلك في هذا الزمان

    • زائر 15 | 1:43 ص

      زائرة

      عندما قرأت مقالك بكيت، فأنا واحدة من الذين يسكبون على رأسهم الماء المثلج يوميا حتى يمكنهم أن يبدأوا يوما جديدا، وفي هذا البلد فإن استشاريي الرأس لا يعرفون الأنواع المتعددة لمرض الإم إس ولا يمكنهم تشخيصه إلا إذا كان مثل الخارطة التي في ذهنهم عنه ويصفون لنا أدوية الاكتئاب وتوهم المرض. كل من يريد علاجا يذهب للخارج لقلة فهمهم وقلة خبرتهم. ما نرجوه هو:
      1. إنشاء مركز خاص بأمراض الرأس وفيه وحدة خاصة بمرض التصلب اللويحي.
      2. دعم البحوث حول مرض التصلب اللويحي.
      3. تعريف أطباء العائلة بالمرض.

    • زائر 14 | 1:37 ص

      من الذي انشأ هذا الفكر ومن دعمه ومن رعاه وتبناه كلهم شركاء في الدماء

      انها دماء الابرياء التي قتل واحد كقتل الناس جميعا ويكفي للتخليد في جهنم :هذه هي حقيقة وحصيلة ما جرى من انشاء هذا الفكر المتطرف والسفاح والارهابي. من انشاء هذا الفكر واعوانه هم شركاء في الدماء والارواح التي تزهق

    • زائر 13 | 1:34 ص

      دلو الثلج

      شتان بين دلو الثلج و البراميل المتفجره التى توازن العمليات الانتحارية

    • زائر 12 | 1:31 ص

      من أين نشأت هذه الجماعات القتّالة واي فكر ساعدها على الانتشار؟

      لكي لا ندس رأسنا في الرمال فلنتكلم بصراحة عن الفكر الذي ظهر يكفّر معظم المسلمين ويستحل دماءهم مع باقي من يختلف معهم فأي شخص ليس منهم فدمهم مستباح. من زرع هذا الفكر من رعاه من قام بدعمه من يتبناه كلهم شركاء في دماء الابرياء وما وصلت اليه الحالة من الاجرام والارهاب

    • زائر 11 | 1:12 ص

      شتان بين دول الثلج و دول العمليات الانتحارية و الخراب و الدمار ..... ام محمود

      صدقت في كل كلمة كتبتها في المقال الرائع فالعرب وصوا لمرحلة من التشويش الفكري و الانحلال الأخلاقي و الارتداد عن الدين الصحيح حتى ان بعض رجال الدين و الفقهاء سقطوا في نفس الأخطاء المدمرة ..في الدول الاوربية يستخدمون الطرق المرحة لجمع التبرعات ل الأمراض المستعصية بينما الاعراب يقومون بتجهيز غازي او نجدة الشعب السوري و الملايين تذهب لجماعات التكفير ...و هناك قلب للحقائق و للمباديء السامية و السهام و السيوف أصبحت توجه لمذهب أهل البيت ع المذهب الشيعي الجعفري الاثنى عشري بسبب الفكر السام الهدام

    • زائر 10 | 1:08 ص

      مسلمين بلا إسلام

      شتان بينهم وبين هؤلاء المتأسلمين .!
      فهناك إسلام بلا مسلمين وهنا مسلمين بلا إسلام ! يُريدون نشر الفساد والقتل والدمار في بلادنا وكله بإسم الدين والدين منهم براء فقد قتلوا الإنسانية في حياتهم وانتزعوا الرحمة من قلوبهم فأصبحوا وحوشاً ومصاصي دماء وبلا ضمير

    • زائر 9 | 1:04 ص

      عجبي ؟؟

      شاهدة في الغرب اسلام بلا مسلمين و بلاد المسلمين مسليمن بلا اسلام !!!!؟ .. ما ابعدنا عن الاسلام الا التفرقة وتكفير الاخر ... وكأن الله لم يخلق النجة الا له ؟؟ .

    • زائر 8 | 1:03 ص

      الفكر التكفيري والفكر الانفتاحي

      هناك اعمال كثيرة قام بها هذا الشعب المتحضر فمثلا دعوات التبرع بالدم تنطلق من شبكات التواصل وكذلك حملات دعم المرضى للخارج ولكن الفكر التكفيري والفكر ...يستغل هذه المواقع ليبث سمومه

    • زائر 7 | 1:00 ص

      المواقع الالكترونية مليئة بالصور الدامية أو المنحطه ...... 2 ............ ا محمود

      الأجيال من الشباب و الشابات لازم بيكونون منحرفين أو عندهم ميول عدائية بسبب الكم الهائل من العنف و قلة الادب الموجودة في الانترنت و المواقع الاخرى و داعش ما قصرت في بث الصور المرعبة هناك برنامج تلفزيوني تذيعه قناة العربية من سنوات اسمه (صناعة الموت) و هو عن الجماعات التكفيرية ك القاعدة و ما تقوم به في اليمن سوريا و ليبيا انا شاهدت بعضه مثلا هناك 1300 عملية اغتيال في ليبيا ارجع لك للكلام عن التدريس اذا بشرح ال jobs افتح على الصور لكلمات babysitter و nurse و firefighter لتعرف ما أقصده

    • زائر 6 | 12:49 ص

      المواقع الالكترونية مليئة بمشاهد القتل و الدماء و الاباحية .. 1 ... ام محمود

      الانترنت و المواقع الالكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مليئة بثلاثة أشياء بغيضة و هي صور القتل و الدمار و الذبح و الفوضى الدامية التي تركتها الثورات في الوطن العربي + صور الاباحية و العاريات + الطائفية و السب و القذف تعلم يا دكتورنا الفاضل ان بعض المدرسين يستخدمون النت للاستعانة في شرح المفردات او القواعد او المواقع الالكترونية خاصة لمادتي الانجليزي ولكني من 3 سنوات أصبحت مترددة عندما أحمل اللاب توب للصف او استخدم الصف الالكتروني والسبب الصور الغير متوقعة لهذا اكون حذرة و أستخدم الفلاش

    • زائر 4 | 10:45 م

      صناعة الموت

      كنت مع العائلة في مطار بوكت وفي جنبي واحد ملتحي يقرا القرآن ، الشعور الطبيعي ان اشعر بالأمان ، ولكني للأسف شعرت بالقلق. هدا ماوصولونا اليه صناع الموت و مموليهم الخليجين.

    • زائر 3 | 10:35 م

      إفلوس الخليج كثيرة لصناعة الموت

      لا والفتوة جاهزة لتوسعة ...ملئها بالمتفجار شفت دكتور إشلون المرح عند الخليجيين .

    • زائر 2 | 9:59 م

      مقارنه رائعه

      المقارنه بين واقع الغرب وبين ما نحن نعاني منه، تدعو لتغيير مرتكزاتنا والعمل للاستفادة منها في ابتكار ما يخفف من ثقل مصاعب حياة اغلبية شعبنا .

اقرأ ايضاً