العدد 4378 - الإثنين 01 سبتمبر 2014م الموافق 07 ذي القعدة 1435هـ

العنف المدرسي... ظاهرة متفشية لا تلقى الاهتمام

يشكل العنف المدرسي أحد العوائق التي تعوق قدرة المدارس على تحقيق أهدافها التعليمية السامية، وهي تربية الأولاد وتأهيلهم لتنمية قدراتهم وتطوير إمكاناتهم في بيئة سليمة وآمنة بعيدة عن كل ما يهددها. وللعنف المدرسي عدة أسباب تعود في مجملها على الطالب الذي قد يعاني من العزلة والانطواء أو العنف والنقص، وعلى الأستاذ الذي قد لا يتمالك نفسه أمام أي تصرف سيئ من الطالب. فكيف يمارس العنف في المدارس؟ وما هي الحلول التي يجب العمل بها للحد من هذه الظاهرة؟

شهد العام الدراسي 2013/2014 الكثير من قضايا العنف المدرسي التي رصدتها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، إذ تعرض طفل ذو الـ(10 أعوام) لضرب مبرح من قبل مدرس اللغة العربية في مدرسة ابتدائية بالمحافظة الشمالية. حيث قام المدرس بضرب الطفل بيده على ظهره وركله برجله أيضاً عندما فقد السيطرة على الصف أثناء شرحه للطلبة في الحصة الرابعة من اليوم الدراسي، والذي أكد والده أن يكون لوزير التربية والتعليم وقفة جادة لإنهاء تكرار مثل هذه الحوادث.

وفي حادثة أخرى، تعرض طالب في المرحلة الإعدادية للضرب المبرح خلال الفسحة على يد زملائه في المدرسة، ليسقط على الأرض مغشياً عليه ويصاب بكسر في الفك السفلي من الجهتين، بالإضافة إلى عدم القدرة على الكلام.

وسعياً من "الوسط" لمعرفة آراء المعنيين بالأمر، يقول أستاذ مادة الرياضيات (لأكثر من 30 عاماً) حسين الحداد: "تنشأ ظاهرة العنف بين الأساتذة والطلاب، ولاسيما في المرحلتين الإعدادية والثانوية لأسباب كثيرة، وخاصة عند الطلبة ضعاف المستوى الذين يحاولون تعويض نقصهم بالتجرؤ على الأساتذة ليثبتوا لبقية طلاب الفصل أنهم قادرون على تحدي الأستاذ، ما يفسر أحياناً تهور بعض الأساتذة واستخدامهم للعنف غير المبرر، ولأسباب لا تستحق العقاب. فالأستاذ في بعض الأحيان ينسى أنه يتعامل مع طلاب في سن المراهقة لا يجدي الاحتكاك والاصطدام بهم نفعاً ولا يحقق هدفاً بل يزيد الأمور تعقيداً. أما بالنسبة للعنف بين الطلاب أنفسهم فهو ناتج عن الخليط غير المتجانس وخاصة في بعض المدارس الثانوية، ولكن في أوقات كثيرة أيضاً تحدث هذه المناوشات والتعديات خارج المدرسة، فضلاً عن داخلها. لذا يجب على وزارة التربية والتعليم تطبيق لائحة الانضباط حتى يتمكنوا من الحد والتخفيف من هذه الظاهرة".

ومن جانب آخر، تقول الطالبة زهرة محمد (الرابع الابتدائي): "ذات يوم، وسهواً مني نسيت كراستي المدرسية في المنزل، ولم انتبه لنسيانها. فعندما وصلت للمدرسة كنت بغاية الخوف من قسوة الأستاذة التي عرفت بها، وفعلاً ما ان علمت بنسياني لها حتى شدت لي أذني بقوة أمام جميع الطالبات وطردتني خارج الفصل في منتصف الحصة".

وبالنظر إلى الحلول، نجد أن ظاهرة العنف المدرسي تحتاج إلى سعي الجميع لتحقيقها والعمل بها. حيث تتمثل الحلول في عدة محاور؛ أولها عدم الاكتفاء بسن قوانين الحد من حوادث العنف أو التقليل منها لتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع، بل الاستفادة من الإمكانات والخصائص التكنولوجية لوسائل الإعلام لنشر الرسائل التي تنبذ العنف وتدعم القيم الاجتماعية من خلال القوالب الصحافية والتلفزيونية المختلفة، فبدلاً من بث الأفلام والمسلسلات التي تحتوي على مشاهد عنيفة تبث مشاهد تدعم الحوار وحسن المعاملة بين الأبناء والآباء أو بين الأزواج، كما يمكن عرض رسوم متحركة تهدف إلى تعميق القيم الإنسانية وتنمية الخبرة الحياتية لدى الأطفال، كقيم التعاون، العمل، والتعلم.

العدد 4378 - الإثنين 01 سبتمبر 2014م الموافق 07 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً