لم يبق إلا القليل من الأيام لتعود المدارس لفتح أبوابها مجددًا لتحتضن رواد المستقبل، أبناءنا الطلبة، بكل حفاوة وترحاب، فنرى في هذه الأيام الجميع مهتما بالأمور المدرسية، فالطلبة شغلهم الشاغل الآن إكمال جميع اللوازم المدرسية ابتداء من اللبس المدرسي وانتهاء بالأدوات المدرسية، فنرى تنقل أولياء الأمور مع أبنائهم من سوق إلى اخرى لتوفير جميع اللوازم دون نقصان، ولكن ماذا عن من سيكون العنصر الأهم في الحلقة المدرسية، نعم إنه المدرس، كيف سيكون استعداد المعلمين لاستقبال عام دراسي جديد؟ وما هي خططهم الجديدة لهذا العام؟ وهل هناك أمور لم تعجبهم في العام السابق وينوون تغييرها؟ هنا سنعرف ذلك...

تقول معلمة نظام الفصل أم محمد ان استعدادي لاستقبال عام دراسي جديد لن يكون كسابقه، حيث وكما هو معروف أن معلمة نظام الفصل تختلف قليلًا عن مدرسي بقية المواد، ففي العام السابق كنت أدرس الصف الثالث الابتدائي الذين لازمتهم لمدة ثلاث سنوات، فأعرفهم جيدًا وأعرف مستواهم الدراسي بشكل ممتاز، فلم أجد صعوبة في طريقة التدريس، أو طريقة التواصل مع أولياء أمورهم، ولكن هذا العام سأستقبل فوجا جديدا من الطلبة، فلذا أستعد الآن لمعرفة طلبتي الجدد وأستعد لرسم طريقة أخرى للتدريس تتناسب مع هذه الدفعة الجديدة فلكل دفعة من الدفعات مستوى مختلف وطريقة تدريس مختلفة جدًا، ففي العام السابق حاولت أن أطبق العديد من الأنشطة والعديد من الوسائل المحفزة للطالب ولكن هذا العام أنوي تكثيف هذه الأنشطة وزيادة عددها لأني رأيتُ منها نتائج ممتازة، ووجدت أن الطلبة يتفاعلون معها بصورة مذهلة، فهي تسهل من عملية استقبال الطلبة للمعلومات، غير هذا أنوي أن أتعرف على أولياء الأمور وأن أكون بتواصل دائم معهم فأنا مؤمنة جدًا بأن الحلقة التعليمية لا تكتمل إلا بتعاون البيت مع المدرسة.

في حين يرى أستاذ الحاسوب أبوعبدالله أن طريقة استعداده لاستقبال العام الجديد تبدأ من تفحصه لجميع أجهزة الحاسوب والتأكد من أن جميعها تعمل بشكل جيد، وأن تتوافر جميع البرامج المطلوبة في جميع المناهج باختلاف الصفوف الدراسية على جميع الأجهزة، لكي لا يتعطل أي درس من الدروس ولتسير الخطة الدراسية المقررة لجميع الصفوف على قدم وساق، كما أنه يسعى في كل عام لتزويد الطلبة بالبرامج الحديثة والمتطورة فبرامج الحاسوب وكما هو معروف عند الجميع في كل يوم تتجدد وتتغير وتتطور ويجد أنه من واجبه كأستاذ أن يعطي الطالب حقه في معرفة كل ما هو جديد بشكل مبسط ليخرج جيلا مستوعبا للغة عصره.

أما معلمة الفيزياء الأستاذة إيمان فتستعد لاستقبال العام الدراسي بالتأكد أولًا من عدد المقررات التي ستدرسها وكم عدد الحصص في الأسبوع الواحد لتتأكد من مقدرتها على تدريس هذه المواد ومن ثم تعيد قراءة كل كتاب من هذه الكتب لتحاول عمل الملخصات المناسبة لكل مقرر، حيث تقول: "أعلم ان مادة الفيزياء هي مادة دسمة بعض الشيء ومعظم الطالبات تستصعبنها لذا أحاول في كل عام أن أسهل هذه المادة وأن أقدمها بشكل أبسط من خلال الملخصات، التي تحتوي على بعض المسائل الفيزيائية وأهم القوانين الموجودة لكل مقرر، لأحبب طالباتي بالمادة ولو بشكل بسيط".

ويجد الأستاذ محمد، مدرس اللغة العربية أن استعداده لاستقبال العام الدراسي سنويًا "يكون بترتيب أهم قواعد اللغة العربية في جدول مناسب، لأنه في كل مرحلة من المراحل نحتاج لهذه القواعد بشكل أساسي، فالإعراب مثلًا ابتداء من المبتدأ والخبر والفعل والفاعل يكون من الأمور الأساسية التي يجب على الطالب تذكرها باستمرار فأنا أسعى في كل فصل لتذكير طلبتي بهذه القواعد لكي تركز بشكل جيد في عقولهم، وبعدها أبدأ في المنهج ويكون أساس تعليمي للطلبة حب المادة أولًا، فلهذا أسعى في كل عام لتطوير نفسي بمحاولة رؤية الثغرات التي اهملتها في الفصل السابق وبالإضافة لذلك أسعى الآن لإعداد بعض الدروس الإلكترونية التي أتمنى أن يستقبلها الطلاب وأن يستفيدوا منها بالمستوى الذي أتمناه".