العدد 4409 - الخميس 02 أكتوبر 2014م الموافق 08 ذي الحجة 1435هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

حج المنتظرين

هكذا قرر أصحاب الحملة أن يطلقوا على قافلة حجهم هذا العام «حج المنتظرين» وكأنهم عاقدون العزم مع من تركوا معهم قلوبهم أن ينتظروا قفولهم، لتعود لهم قلوبهم الواجفة على من تركوهم في عهدة من لا يؤتمن غيره!

على أنهم عللوا تسميتهم تلك، ليشتاق زوار الرحمن إلى فرج بعد شدة يؤازرهم في مناسكهم، ويستجيب لدعواتهم اللاهجة بقرب ظهوره في طوافهم ببيته العتيق، أو يكتبوا على تراب عرفة اسمه حين تعتزم أقدامهم أن تلهج بطلب الشفاعة وهي تدوسه.

قرر أصحاب الحملة ما قرروا وسعوا إلى تعليل تسمياتهم كيف شاءوا، فإن لم يجانبوا الصواب في قلوب حجاجهم، وكان أن توافقوا بينهم على ما سموا ثم اعتقدوا، فلا أقل من أن أخالفهم - وإن لم أكن حاجاً - في أن الانتظار - عندي - انتظار أفئدة وتوجس قلوب.

ترقب

كان الأمر في بداية الأمر بين شد وجذب، أو جذب وشد إذا حسبنا اختلاف الأدوار في أوقات كثيرة!

قرر صاحب النهي والأمر أن يحج بعض أبنائه إلى بيت الله الحرام فقررت معه كما قرر أن تشد ابنته إليه أيضاً، قرر وقررت وترجمنا قرارنا أن سجلنا في لوح «المقاول» غير المحفوظ أسماؤهم.

وربما شجعنا على ذلك في بداية أمره وظن أنه اقتنص بعض «الزبائن» في سعره الذي قرره زيادة على عامه الذي التحقنا فيه معه قبله، ولكن الرجل شعر بعد ذلك بالندم، وبدأ يعض بعض أطراف أصابعه عضاً غير مؤلم.

وبدأ بخنصر قرار الحكومة تقليل المصلين خلف مقام إبراهيم إلى سبعين حاجاً فقط، ثم عض بنصره وأعلن أنه لن ييمم وجهه شطر المسجد الحرام مع حجاجه وسيتخذ العراق أرضاً يدعو فيها على من ظلمه!

ووصل الألم إلى وسطاه حين تحمل في صبر يحسب له نقد المنتقدين وقرعهم لقراره - كما قررت الحكومة حين اجتمع بها مع جملة من المتضررين - أن يرفع السعر، على رغم أن الرجل طرح ذلك القرار - في بداية الأمر - «كفكرة « تقبل نقاش المنسحبين أو تفرح بالمرحبين، وتلك قسمة « الأفكار» الضيزى!

ولم يصل الألم إلى سبابته كما توقعنا بل لعقها مع سعره الجديد، فكان أن قرر «صاحب الأمر» سحب مقدمه المدفوع وأن يصلي أولاده عند «الرضا» احتجاجاً، سحب مقدمه واتخذت معه ذلك القرار الحازم، بل وقررت أن ألتحق بمقام كما فعل أو احتج في أي بلدة كما عزم.

قلق

لم يخلُ الأمر بعد ذلك من قلق واضطراب، ولم ينتهِ أيضاً الجذب من قبلنا هذه المرة ، فقد قرر المقاول أن « الصرورة» أولى ثم « النيابة « وأخيرا لمن عزمه « استحبابا « ، فكان أن استبدلنا بمن كان ينتظر أن ينسحب غيره ليحل ضيفا في رحاب بطحائه ، ولم يقبل توبتنا حين قررنا أن نقبل «بعسل» سعره الجديد وقربناه إليه ليلعقه بسبابته ولكن جرتنا كان يجب أن تنتظر لتذوقها بعد جرار كثيرة بعد أن كنا نمانعه أن يذوق من طيبه حين رفع سعره!

وربما بلغ بنا اليأس أن هاتفنا حملة أخرى أكبر علّ الله يجعلنا ممن يجمع جمراته المكيه أو يؤجل ذلك إلى مزدلفة، وكأننا كنا نعلم - أستغفر الله - أنه سطر في لوحه سبحانه أن تلك الحملة «الكبيرة» هي من سيحمل آمالنا ودعواتنا وينقلها في قافلته إلى أرض عرفة وربيع منى ومزدلفة!

انتظار

إن نسيت لم أنسَ نظرتها وهي تغادر مع القافلة إلى أرض المغفرة، لم أنسَ توسلها لي في نظرة عابرة توصيني بفلذات أكبادها وتطلب في رجاء الأم الرحوم أن أتحملهم كما تحملتهم وآثرت سعادتها طوال سالف الأيام!

آثرت أن تبقى إماً في دولة الأمهات! أثرت ألا تلوث نفسها بأردان سوق العمل وترضى بأن تكون مطيعة طيعة حين يرفض طلبها في العمل أو يهضم حقها فيه، بل ورحبت بأن يتولى مهمة تربية النشء من لم يعرف هذا النشء أو يلمس ترابه.

لم أنسَ ذلك البحر من الصفاء في عينيها وهو يلهج بالدعاء قبل أن يصل إلى أرض الدعاء ويكتب في رمالها من وصاها ومن حاول تذكيرها بأن تدعو له بل وتتبتل فيه، لم أنسَ نظرة لطالما عرفتها وكتبتها وحفظت معانيها الغزيرة التي مهما ساومت على معرفتها لن أنجح! ولكني واثق بعد ذلك أن تلك النظرة تحتمل أوجها منها أنها لهفة إلى أرض الله وشوق إلى من تحب قبل أن تغادر أرض الوطن... هو انتظار إذاً، انتظار ولهفة إلى أرض الحبيب وانتظار الأيام وحسابها أن تعود إلى أرض الأحبة سالمة غانمة!

عباس علي مزعل


وما إن تقرأ

ما إن تقرأ..

تفحص قلبي كثيراً

وبلل مسامعك العجوزة

لعلك بعد طول الليالي الصاخبة، ترى!

فيَا ليتَ ولعلك تفهم، ولعلك تعلم..

بأنني أطلتُ في حبي إليك

فما ذقت سبات المساء أبداً

لأنك جذبت أنفاسك على قلبي

وأخذتني إلى أبعد المسافات

وكأنك أخذتني إلى الموت المرموق

إلى الموت المدوّي في صدور الأحياء

فما إن تقرأ..

تهجأ حروفي، وتفحصها كثيراً..

لعلك تشعرُ بأن بعد طوال الليالي الهيجاء

كنتُ أكتب عنك دون ملل

كنتُ أكتبُ أنك أجمل الأشياء التي التقيتها وأحببتها

لكنها، ولكنك كسرتني..

وتجاهلتني..

أما واللهِ لو أنك تقرأ!

إسراء سيف


نثري الورد

وصية يا بعد عمري

نثري الورد على قبري

واقري الفاتحة عند النوم

ما ريد أحد يدري

***

أحس اني ترى تعبان

عندي إحساس وأنا إنسان

أشوف همي طفح بالكيل

وأشوف تلعب بي الأزمان

***

مواجع في الجسم تقصف

ما شوف لي أحد يعرف

ما أحد يدري عن أوجاعي

في الأدوية كم أصرف

***

لكن صابر على الشدات

بعد صابر على الصدمات

أنا ضعيف وأمري لله

مني يخفف هو الونات

جميل صلاح

العدد 4409 - الخميس 02 أكتوبر 2014م الموافق 08 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً