العدد 4453 - السبت 15 نوفمبر 2014م الموافق 22 محرم 1436هـ

القوات العراقية تفك حصار مصفاة بيجي ورئيس أركان الجيش الأميركي يزور بغداد

عسكريون يرفعون علم العراق في موقع استراتيجي بمحافظة ديالى - AFP
عسكريون يرفعون علم العراق في موقع استراتيجي بمحافظة ديالى - AFP

تمكنت القوات العراقية أمس السبت (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) من فك الحصار الذي يفرضه تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ أشهر على مصفاة بيجي النفطية الأكبر في البلاد، في يوم يزور رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارتن دمبسي بغداد لبحث «المرحلة المقبلة» من الحملة ضد التنظيم.

ويأتي تقدم القوات العراقية نحو المصفاة غداة استعادتها السيطرة على مدينة بيجي الاستراتيجية مدعومة بضربات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، في واحد من أبرز النجاحات العسكرية لبغداد منذ سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطق واسعة في البلاد في يونيو/ حزيران.

وقال محافظ صلاح الدين رائد الجبوري لوكالة «فرانس برس» إن «القوات العراقية وصلت إلى إحدى بوابات المصفاة» وذلك غداة استعادتها السيطرة على مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد) القريبة منها.

وأكد ثلاثة ضباط في الجيش والشرطة فك الحصار عن المصفاة التي كانت تنتج في السابق 300 ألف برميل من النفط يومياً، وتوفر نحو 50 في المئة من الحاجة الاستهلاكية للعراق.

وبدأت القوات العراقية مدعومة بعناصر مجموعات مسلحة موالية لها، هجوماً لاستعادة بيجي في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، وتمكنت من دخول المدينة نهاية الشهر نفسه، قبل أن تواصل التقدم تدريجاً، في مقابل اعتماد الجهاديين على التفجيرات الانتحارية والعبوات الناسفة.

واعتبر ضابط برتبة عقيد في قوات التدخل السريع التابعة للشرطة أن فك الحصار عن المصفاة يحمل أهمية «استراتيجية وعسكرية».

وتعد بيجي ذات أهمية استراتيجية لقربها من المصفاة، ووقوعها على الطريق إلى الموصل، كبرى مدن الشمال وأولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم المتطرف.

كما يمكن لاستعادة المدينة أن يتيح للقوات العراقية، عزل مدينة تكريت التي يسيطر عليها التنظيم.

ويأتي هذا التقدم للقوات العراقية مدعومة بعناصر من «الحشد الشعبي» وأبناء العشائر، ليضيف إلى سلسلة اختراقات ميدانية حققتها في الفترة الماضية.

وتمكنت هذه القوات ومجموعات مسلحة موالية لها، من استعادة السيطرة خلال هذا الأسبوع على سد العظيم في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد)، ومنطقة جرف الصخر (جنوب غرب) الشهر الماضي.

إلا أن التنظيم لايزال يسيطر على مناطق واسعة، وتحدى دول التحالف بأن الغارات لن توقف «زحفه»، وأنها ستضطر «للنزول إلى الأرض» لقتاله.

وأجاز الرئيس باراك أوباما في السابع من نوفمبر، إرسال حتى 1500 جندي إضافي، سينضمون إلى 1400 جندي موجودين في بغداد وأربيل. ومن المقرر أن يقوم الجنود الإضافيون بتدريب القوات العراقية والكردية، في معسكرات في شمال العراق وغربه وجنوبه. واعتبر أوباما الخطوة مؤشراً إلى «مرحلة جديدة» في الحملة ضد التنظيم.

وفي هذا الإطار، وصل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارتن دمبسي إلى العراق أمس.

وقال مساعد المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد التنظيم بريت ماكغورك إن دمبسي «وصل إلى العراق للبحث مع المسئولين السياسيين والعسكريين العراقيين، في المرحلة المقبلة لحملة القضاء على الدولة الإسلامية»، بحسب تغريدة على موقع «تويتر».

وقال المتحدث باسم دمبسي الكولونيل اد توماس لوكالة «فرانس برس» إن دمبسي وصل «لزيارة القوات الأميركية، القادة العسكريين والقادة العراقيين».

وأوضح أن «الهدف الرئيسي لزيارته هو الاطلاع عن قرب على الوضع في العراق، والاستماع إلى ملخصات والحصول على فهم أفضل بشأن تقدم الحملة».

وأدى هجوم التنظيم في يونيو/ حزيران إلى انهيار العديد من قطعات الجيش العراقي ولاسيما في الموصل، كبرى مدن الشمال وأولى المناطق التي سقطت في الهجوم. وترك العديد من الضباط والجنود مواقعهم وأسلحتهم الثقيلة، ومعظمها أميركية الصنع، صيداً سهلاً للتنظيم.

وتأتي زيارة دمبسي في أعقاب عزل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هذا الأسبوع 36 من قيادات الجيش بهدف «مكافحة الفساد»، في خطوة لاقت ترحيب واشنطن.

وأكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل الخميس أن الحملة الجوية «ستتسارع بالوتيرة والكثافة بالتزامن مع تعزيز القوات العراقية تدريجياً».

وضمن استراتيجيتها ضد التنظيم الذي يسيطر أيضاً على مناطق واسعة في شمال سورية وشرقها، تأمل واشنطن تدريب عناصر من المعارضة السورية «المعتدلة» المناهضة للرئيس بشار الأسد، لخوض معارك على الأرض ضد متشددي «الدولة الإسلامية»، تزامناً مع الضربات الجوية للتحالف.

وذكرت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية أمس أن أنقرة وواشنطن وضعتا اللمسات الأخيرة على اتفاقهما بشأن تجهيز وتدريب حوالي ألفي مقاتل، مشيرة إلى أن ذلك سيبدأ «في نهاية ديسمبر/كانون الأول» في مركز تدريب الدرك في كيرشهر، على بعد نحو 150 كيلومتراً جنوب شرق أنقرة.

العدد 4453 - السبت 15 نوفمبر 2014م الموافق 22 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:43 ص

      النصر للجيش العراقي والحشد الشعبي

      الله ينتقم من اردوغان تركيا والدواعش و دول ....ومريكا مثيرة الحروب وبريطانيا دمرت سوريا والعراق

اقرأ ايضاً