العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ

العوامية التي نحب

جعفر الشايب comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

برزت بلدة العوامية إلى صدارة الأحداث المحلية منذ أن تصاعدت فيها المسيرات الشبابية منذ 3 سنوات وإلى أن برزت فيها أيضاً مواجهات صدامية مستمرة بين مسلحين وقوات الأمن، وظلت إلى اليوم جرحاً دامياً ينزف من جسم وطننا الغالي. ومثلها مثل أية بقعة في وطننا، ينبغي أن نتناول ما يحدث فيها بهدف المعالجة وليس لغرض التأجيج والإثارة والانتقام وردود الأفعال الارتجالية.

هذه البلدة التي يتجاوز عدد سكانها الـ 30 ألف مواطن، تميّز أبناؤها بحبهم للعلم والمعرفة، وبرز من بينهم أكاديميون وأطباء وشعراء وعلماء دين بارزون على مستوى الوطن. وللمعلومية فإنها تقع ضمن منطقة محصورة ومحاطة ببلدات مجاورة، وتمر على أطرافها أنابيب النفط الواصلة لموانئ التصدير على سواحل الخليج العربي، ويخترقها شارع وحيد يوصلها بما حولها من مدن وبلدات.

ساد في هذه البلدة اتجاهان شبابيان بارزان: الأول اتخذ من الجريمة وسيلةً لترويع الآمنين ونشر الفساد والعبث بمصالح المواطنين والتعدي على مؤسسات الدولة ومنشآتها. وقد أدرك أبناء المجتمع خطورة هذا التوجه الذي استغل صعوبة الوصول إلى البلدة وانتشار المزارع فيها ليمارس مختلف أشكال الجرائم بعيداً عن أعين الرقابة والمتابعة الأمنية.

وطالب الأهالي والشخصيات الاجتماعية الجهات الأمنية باتخاذ إجراءات رادعة لضمان الأمن والسيطرة على عمليات تهريب وبيع السلاح والمخدرات وغيرها من أشكال الجرائم المستنكرة.

الاتجاه الثاني جاء متفاعلاً مع أحداث الوطن العربي ومتبنياً لمطالب اجتماعية قائمة، وعبّر عن ذلك بمسيرات متواصلة ما لبثت أن لقيت صدى وتفاعلاً في مختلف مدن المحافظة، إلا أنها استجابت مع إجراءات الدولة بمنعها ومواقف الشخصيات الاجتماعية والدينية ورجالات العوامية وتوقفت عن النهج الصدامي منذ حوالي عام. ومع العلم أن جهات رسمية عديدة التقت ببعض هذه الوجوه لتداول الرأي معهم حول مطالبهم، وشكلت لجاناً لتحديد هذه المطالب ومعالجتها.

تكمن المشكلة في تداخل الاتجاهين مع بعضهما، ومحاولة جماعات الإجرام الاختفاء حول الاتجاه المطلبي وأخذه كذريعة لمواصلة أعمالها الجنائية التي لم يسلم منها الأبرياء من المواطنين، بل ودفع كثير منهم جراء مواقفهم المعارضة لذلك أثماناً باهظة.

لم يتوقف كثير من الخطباء والعلماء والكتَّاب في المنطقة عن الحديث عن رفضهم لكل شكل من أشكال العنف واستخدام السلاح ضد المواطنين أو ضد أفراد الأمن، بل وصدرت عدة بيانات بهذا الخصوص من شخصيات لها مواقعها الاعتبارية في المجتمع ولدى الدولة. وقد جاء البيان الذي أصدرته شخصيات من رجالات القطيف في الأسبوع الماضي بعد مقتل أحد رجال الأمن كرد واضح على هؤلاء الذين يعبثون بأمن البلاد ويستهدفون الأبرياء باستخدام السلاح.

ما يهمنا هنا هو التفكير في معالجة جادة لهذه القضية معتمدة على حالة من الفهم المنفتح وقادر على المعالجة بعيداً عن أجواء التحدي والمواجهة، فالبيانات والخطابات الإعلامية لم يثبت جدواها، والتوجه الأمني منفرداً أثبت أنه مكلف على الجميع، ولابد من السعي المشترك لمعالجة الموقف بصورة حازمة ومخلصة تراعى فيها هيبة الدولة وأمن المواطنين.

ففي الوقت الذي ندين فيه أي شكل من أشكال العنف والإرهاب، فإننا ندعو في ذات الوقت إلى استمرار أجهزة الدولة في تواصلها مع علماء وشخصيات أبناء المنطقة لتفويت الفرصة على من يتصيد في المياه العكرة، ولوضع حد من التساهل في أرواح الناس ورجال الأمن ودمائهم.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"

العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:19 ص

      العوامية مدنية الشموخ والعزة والكرامة والكبرياء

      استاذ جعفر انت تعرف العوامية فلا تجعل من نفسك اداءة لتسويق على ان هناك شباب من العوامية يمارسوا الجريمة والتعاطي مع المخدرات وانت تعرف حق المعرفة ان من يمارسوا هذه الاعمال المخلة بالاداب العامة هم من جندتهم السلطات لتشويه الحراك المطلبي الذي يطالب به اهل العوامية وعلى راسهم الشيخ النمرهؤلاء الناس معروفين الى القاصي والداني من اهالي العوامية وهم لا يقطنون العوامية بل يذهبوا الى العوامية لغرض القيام باعمال مخلة بالادب العام وبعدها تقوم السلطات بستثماره لادانة اهل العوامية وعليه يحدث ما حدث مؤخرا.

    • زائر 2 | 2:39 ص

      هذا انا

      اولا: للعلم ان العوامية ليست بلدة ولاكنها مدينة يمكن ان تقول انها مدينة العوامية لأن مصطلح بلدة ليس في قاموس اهل الخليج وانما هذا مصطلح شامي يطلق على المدن المقسمة او المعزولة عن المدن الأخرى ويكون لها شخص يديرها وحكومة غير الحكومة الرئيسية مثل ما يطلق على المدن الموجودة في جنوب لبنان اما عندنا في الخليج فتوجد المدينة او القرية.
      لاتشبكونا في مكان بعيد عنا.

    • زائر 1 | 11:12 م

      محب الوطن العوامية والبحرين الطيبتان الله يبعد عنهم السوء 0710

      صباح الخير للجميع الأجندات المختلفة للتيارات الشيعية هو سبب عدم ضبط الشارع وكذلك الرد المبالغ من رجال الأمن زاد العنف لاكن كلنا أمل في شيوخ الشيعة الكبار حل هذه المعضلة لمصلحة الكل

اقرأ ايضاً