العدد 4502 - السبت 03 يناير 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1436هـ

بين المقاصد الثقافية والمقاصد السياحية!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أفصح النائب الثاني لرئيس مجلس النواب النائب عبدالحليم مراد، عن أن الفنادق في البحرين يمتلكها مسئولون في الدولة وفي مناصب مرموقة، فيما يديرها شرذمة، واصفاً إياهم بـ «قوادين»، في جلسة النواب يوم الثلثاء (30 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، واستطرد مراد قائلا خلال مناقشة المقترح النيابي بشأن إنشاء هيئة مستقلة لقطاع السياحة والثقافة: «إن قطاع السياحة منذ شهر لا ينتمي لأي وزارة، فأين برنامج عمل الحكومة الذي يتحدثون عنه»؟!

سؤال للنائب الثاني في مجلس النوّاب وغيره من النوّاب ومن يحاول وضع يده على السياحة، ما الفرق بين المقاصد الثقافية والمقاصد السياحية؟ وهل المقاصد الثقافية هي نفسها المقاصد السياحية في البحرين؟ وهل السياحة هي فقط «فنادق»؟! أم انّ استخدام الفنادق هو جزء من التوجّه الى سياحة البلد ومعالمها وثقافتها وأيضا تجارتها ودوراتها ومؤتمراتها وغيرها من أمور؟!

لا ندري ان كان النوّاب بمعيّة بعض الوزراء يعرفون الفرق بين الفنادق في حد ذاتها كاستقطاب للدولة، وبين كونها وسيلة مريحة من أجل الاستمتاع بمعالم الدولة وخدماتها! ولكننا من خلال التصريحات والمهاترات نعلم بأنّ هناك لبْساً في الموضوع، فربط الفنادق بالسياحة وفصل السياحة عن الثقافة هي كارثة يجهل النوّاب وغيرهم من الوزراء الذين يحرصون على ضم هذا القطاع بمدى تأثيرها السلبي على البحرين.

إنّ الوصول للسياحة لا يتم الاّ عبر الثقافة، فنحن لا نستطيع العمل من دون تكامل هذين القطاعين المهمّين في الوطن، ويكفينا ما قامت به وزارة الثقافة والسياحة سابقا من تشغيل للفنادق والخدمات عبر الثقافة والسياحة، ويكفينا فخراً الشروط التي وضعتها على الفنادق من أجل الرقي بالسياحة في البحرين، ونحن سنقف مدافعين عن الثقافة وعن السياحة وعن «وزيرتها» سابقاً التي لا تتوقّف عن العطاء، وننتظر من القيادة الرشيدة الاعلان عن مصير الثقافة والسياحة، لأنّ الجميع يريد تلقّف السياحة، هاملاً الثقافة في جانب! لا لشيء الا لجهل البعض بأهمية تجانس الاثنين من دون الفصل!

لقد صنعت وزارة الثقافة سابقا ما لم تصنعه وزارات في الدولة، فلقد أوصلت تراثنا الوطني الى أقصى المعمورة، وأصبح لدينا موقعان أثريان عالميان يتوجّه إليهما الجميع قبلة، في بلد صغير كالبحرين، من كان يتوقّع ما صنعته هذه الوزارة على رغم حداثتها؟!

ولو رجعنا 15 سنة الى الوراء وقارنّا ما قامت به وزارة الثقافة والسياحة في سنوات بسيطة، فإننا سنعرف أهمية دمج القطاعين وعدم الفصل بينهما، والدليل على نجاح وزيرة الثقافة والسياحة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وطاقمها، هو التفات الجميع الى قطاع السياحة وعدم الالتفات الى وزارة حقوق الانسان التي انتهت في وقت انتهاء وزارة الثقافة نفسه!

الى من بيده الأمر، ننتظر البت في شأن الثقافة والسياحة ووزيرتها سايقاً مي بنت محمد آل خليفة، فلقد أفتى الكثيرون فتاوى لا صحة لها ولا معنى، قد تدمّر قطاع حيوي في الوطن أكثر من تنميته، ونعلم بأنكم أفضل منا في تقرير مصير هذين القطاعين وعدم الفصل بينهما، لترأسهما الشيخة مي بنت محمد وتمضي في خططها الاستراتيجية من أجل البحرين، فاستمرارية هذين القطاعين تحتاج الى مواصلة الخطط والى يد واحدة تكون مسئولة عنها، ولا نتمنّى رميها الى أولئك الذين لا يقدّرون ثمن الثقافة مع السياحة!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4502 - السبت 03 يناير 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:09 ص

      أسئلة ؟؟؟

      بعد فراغي من قراءة المقال بقيت أسئلة معلقة ولا جواب ، سأقتصر على ثلاثة منها أولا : إذا كان فصل السياحة عن الثقافة كارثة يجهل النواب و غيرهم تأثيرها السلبي قلماذا يحرصون على الضمّ ؟!
      ثانيا : كتبت " يريد تلقّف السياحة، هاملاً الثقافة " هل يجوز لها تعدية فعل لازم ؟!أتفرّق بين همل و أهمل؟!
      ثالثا : كتبت " فتاوى ... قد تدمّر قطاع حيوي " هل يجوز عندها رفع المفعول به بدل نصبه ؟!

    • زائر 6 | 2:40 ص

      شيم العرب

      الوزيره السابقه لم تنجح في شي بالعكس جابت لبلدنا الراقصات والجواري وتريد ان تقتبس من الغرب تقاليدهم وعادتهم وتورثها لدينا في البحرين . ناهيك انها تريد ان تمنع الحجاب في وزارتها. لو تدخل الحكومه لاكانت قد فعلت. هدا بالاضافة انها غلط على النواب الدين اختارهم الشعب وحتي لوختلفنا معهم . فهم نواب وعاى الوزيره ان تحترمهم ولاتقول لهم انتم منتم رجاجيل. ناهيك عن الفتنه التي لو لا لطف الله لحدثت في المحرق. ومانشروه النائب في مجلس الشعب من صوره لهو دليل على تغيرها من منصبها

    • زائر 5 | 2:38 ص

      حفظ الله البحرين

      شكرًا مريم ، مادام فيه عقل مثلك نحن بخير ، العالم يسير بخطى ثابته والوجهه مدروسة ومخطط لها اما نحن في البحرين نخطئ خطوة الى الامام ونتبعها بخطوتين للخلف لإفتقارنا الى النظرة المستقبلية وربما لسبب هام لقصور مواردنا المالية ولغياب التخطيط والحزم والحسم والتردد القاتل ، اما الثقافة والسياحة فهي جزء من هذا المصير الرمادي ، والزائر رقم واحد اصاب الحقيقة عندما أشار الى الذين يحملوا عقول العصر الحجري وتمكينهم من اتخاذ القرارات الخرقاء لكي نصبح بحق أمة ضحكت من جهلها الامم

    • زائر 4 | 2:22 ص

      أسئلة ؟؟؟

      بعد فراغي من قراءة المقال بقيت أسئلة معلقة ولا جواب ، سأقتصر على ثلاثة منها ، أولا إذا كان فصل السياحة عن الثقافة كارثة يجهل النواب و غيرهم تأثيرها السلبي قلماذا يحرصون على الضمّ ؟! ربّما لأن الضم أيضا كارثة
      ثانيا : كتبت " يريد تلقّف السياحة، هاملاً الثقافة " هل يجوز لها تعدية فعل لازم ؟!أتفرّق بين همل و أهمل؟!
      ثالثا : كتبت " فتاوى ... قد تدمّر قطاع حيوي " هل يجوز عندها رفع المفعول به بدل نصبه ؟!

    • زائر 3 | 1:21 ص

      مالي أرى اليوم مقالك مصفرا يا مريم

      هذه الوزارة أستنزفت الكثير من أموال الشعب، على ما يسمى بربيع الثقافة وهو المدخل في إنفاق أموال طائلة في أنشطة دعائية والتي سرعان ما يزول أثرها. أسآلي عن مصروفات منى آمرشا و حسين الجسمي وسوف تعرفين إن كانت تستحق حقيبة وزارية

    • زائر 2 | 1:09 ص

      شي موئسف

      أحسن شي يسون وزيرين وزير لثقافة النظيفة ووزير لسياحة الغير نظيفة

    • زائر 1 | 10:14 م

      لا افهم

      لماذا مكنت الحكومة الجهلة و المتخلفين بالتدخل في شؤونها؟؟ يا ناس ماتت السياحة و الأعمال في البحرين بسبب المشاكل السياسية و الآن يقتلونها عالآخر؟ مثل ما تحارب الحكومة الخارجين عن القانون يجب أن تحارب الفكر الرجعي و الذي سيودينا في داهية أكثر من المشاكل السياسية الحاصلة! إن شاء الله ترجع الشيخة مي لمنصبها و تكمل إباعها فهي الضوء الوحيد التي كانت موجودة في الساحة البحرينية الرسمية! و يجب ألا يسمح في المستقبل للملتحين أو العمايم من دخول الإنتخابات. مكانهم في المساجد و ليس في السياسة!

اقرأ ايضاً