العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ

انقراض تراث الربيع

السؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا وكيف انقرضت كل مظاهر تراث الربيع الريفي القديمة ولم تحل محلها سوى بعض الاشكال الجديدة، كالأناشيد الدينية فقط؟

يمكننا القول ثمة عدة عوامل متداخلة، ساهمت في هذا الانقراض التدريجي المتسارع بدءاً من مطالع سبعينات القرن الماضي تقريباً، لعل أبرزها:

- انتشار التعليم الحديث، أي المدارس في القرى وتعدد الألعاب الحديثة وخاصة انتشار فرق كرة القدم.

- شيوع أجهزة التلفزيون والراديو خلال السبعينات حتى بلغت ذروتها بظهور القنوات الفضائية المتعددة منذ مطلع التسعينات بالإضافة إلى الحدائق العامة وألعابها ووسائل التسلية الحديثة، مثل «البلاي ستيشن»، والكومبيوتر والموبايل وغيره.

- التحول القيمي الاجتماعي المصاحب لتحول مجتمعات الريف إلى أسر نووية بعد ما كانت الأسر ممتدة كبرى، بما في ذلك استحداث المنازل والاحياء السكنية الجديدة ومن ثم تغير نمط هذه المجتمعات.

- تغير المزاج الشعبي تحت تأثير الظروف والأوضاع السياسية والاجتماعية والمعيشية المتردية المعروفة التي مرت بها مجتمعات الريف البحريني ولاسيما منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، وبلغت ذروتها خلال العقد الأخير منه في أحداث التسعينات المؤلمة.

-- بروز شيء من الغلو الديني الذي يحرم أو لا يحبذ عادات وتقاليد أشكال البهجة المتقدم ذكرها، من رقص وغناء وخلافه، والتي كانت تمارس في ذلك الزمن الجميل.

ختاماً لنتذكر جميعاً أن التراث الفني والابداعي للريف كان ومازال أحد الروافد أو المصادر الرئيسية التي مدت تراثنا الغنائي الموسيقي الحديث في بلادنا والجزيرة والخليج في حين لم يقدم الريف وسائر المعنيين بالثقافة الشعبية الريفية أي رموز فنية من مطربين وفنانين باستثناء قلة محدودة بخلاف العراق وايران اللذين تشارك وتتماثل فئات أو قطاعات واسعة منهما معنا في هذا التراث المشترك.

العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً