العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ

الفوتوغرافي نادر البزاز: بالأضواء يرسم المصورون

نظم نادي التصوير الفوتوغرافي مساء الأحد (الموافق 11 يناير/ كانون الثاني 2015) بجمعية البحرين للفنون التشكيلية محاضرة حول «فن قراءة الصورة البصرية» للمصور الفوتوغرافي نادر البزاز، تناول فيها قواعد قراءة الصورة الفوتوغرافية، مؤكداً أن الصورة مثلها مثل اللوحة الفنية لها من الأطر الحرفية ما يمكّن المشاهد من قراءتها بطريقة فنية بحسب الموضوع والتكوين والتقنيات والزوايا المختلفة، والتوازنات والتباينات، والخطوط والأضواء وغيرها؛ بما يجلّي الرؤية التي تشكلت في الصورة واشتغل على إنجازها المصور، فإذا كان الرسام يتحكم في اللوحة بالألوان فإن المصور يرسم بالأضواء ليوصل رسالته ورؤيته.

وحدد البزاز هدفه من المحاضرة في «الإضاءة على أطر واستراتيجيات القراءة البصرية للصورة الفوتوغرافية، والتعرف على بعض المصطلحات الأساسية في الفن البصري والتكوين»، ثم استعرض أهم الأطر التي يمكن العبور منها لفن الصورة وقراءتها وذلك عبر مصطلحات هذا الفن نفسه. وابتدأ بمفهوم التجريد، الذي صار حيزاً للتنافس بين اللوحة الفنية وفن التصوير، فمع الواقعية احتد التنافس فهذه الآلة أصبحت تشبه الأدوات التي يستخدمها الفنانون، وتصنع نفس اللوحات بل هي أكثر دقة من الرسم، وفي أجواء هذه المنافسة ظهرت المدرسة الانطباعية والتجريدية والسريالية إلا أن التصوير استمر ينافس الرسم حتى في هذه المدارس فصارت الصورة الفوتوغرافية لا تُعرف أهي صورة أم رسم، عبر التجريد الذي يصنع صورة غير معرفة المعالم، تستخدم فيها الخطوط والأشكال، والتأثيرات، خصوصاً بعد تطوّر الحاسوب ودخول الصورة في برامجه الفنية المختلفة.

وأضاف البزاز أنه من الأطر الفنية في النظر للصورة إطار المحتوى، فعادة ما نقرأ الصورة من خلال المحتوى، متسائلين هل تحتوي على عنصر أو أكثر، فإذا كانت تحتوي على عنصر واحد نجد الألوان والخطوط تركز على الموضوع الذي يريد المصور الوصول إليه بطريقة أسهل، ومع تعدد العناصر في الصورة سنجد أن هذه العناصر تتآلف وتترابط بحيث توصل الرسالة التي يريدها المصور.

وأشار إلى وجود أنوع مختلفة من التصوير الوثائقي، بمجالاته المتعددة من صحافية أو تجارية أو علمية، وهناك تصوير البورتريه أو الطبيعة أو التصوير الليلي، وكل هذه الأنواع مبنية على أسس علمية وفنية بحتة، وإن اختلفت هذه الصور بحسب أغراضها ومجالاتها إلا أنه يمكن الجمع بينها تحت مسمى واحد هو الصورة الفنية، وبالتأكيد هناك فرق بين الصورة العادية التسجيلية، والصورة الفنية التي تخاطب الوجدان الشعور، ولذلك فهي تضاهي الفنون الأخرى الإبداعية مثل الشعر الرسم المسرح وغيره.

وعن خاصية التعبير في قراءة الصور أكد البزاز أننا عادة نبحث في الصورة حينما نقرؤها عن التعبير عن المشاعر والوجدان فيها، متسائلين هل استطاع المصور أن يوصل لنا ما في الحدث من مشاعر سواء فرح أو فوز أو حزن أو هزيمة، فإذا استطاع إيصالها بطريقة صحيحة ستكون الصورة فيها قوة وذات تأثير أكبر، وهي بدون تلك المشاعر الوجدانية ستكون ضعيفة.

وعن سمة الشكل الهندسي أشار البزاز إلى أن الأشياء الهندسية في الصورة مع التكوين الجميل تساعدنا على القراءة وخصوصاً إذا كانت منظمة وموضوعة بشكل ترتاح له العين بما يسهم في توصيل الرسالة التي يريدها المصور. وأضاف التكوين يساعدنا على القراءة عبر النظر في توظيف الخطوط والقواعد والمساحات اللونية والفراغ السلبي أو المحايد؛ بما يسهم في إبراز الموضوع الأساسي أو الرسالة، فلابد في أي صورة أن يكون هناك رسالة يراد توصيلها للمشاهد، عبر رموز وأبعاد يكشفها من يريد قراءة الصورة، وهذه الأبعاد أحياناً تكون أبعاداً دينية روحية أو غيرها كمثل صورة المصلي للمصور عيسى إبراهيم حيث احتوت على عنصر واحد أو عنصرين مع المصلي، وتكوينها الجميل خدم الموضوع نفسه حيث المسجد والخطوط والطفل، وفيها بعد روحاني طفولي براءة وهذه الأبعاد أعطت للصورة قوة وساهمت عناصرها القليلة في التركز على موضوعها، وفي مقابل ذلك حينما تكون العناصر مترابطة متآلفة وكلها من نوع واحد مثل البحر والشباك والقوارب والصيادين، من دون ما يشوش على رسالتها، بهذا تكون الصورة واضحة وتصل بسرعة، وفي هذا المستوى حينما نقرأ الصورة نتساءل هل نرى عناصرها متآلفة وتخدم الموضوع والرسالة التي تريد إيصالها.

وختم البزاز محاضرته بالكلام عن العناصر البصرية الأخرى مثل التكرار والنمط، والخلفية والتوازن والتباين، والتأطير والمنظور، وقاعدة الأثلاث وغيرها من قواعد الفنون البصرية المختلفة.

العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً