العدد 4594 - الأحد 05 أبريل 2015م الموافق 15 جمادى الآخرة 1436هـ

طحنتنا الحروب!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما أن نفتح شاشات التلفاز نتوجّه فوراً إلى القنوات الاخبارية، وتشدّنا أحداث الوطن العربي، والخليج بالطبع أكثر من غيره في أولويات مشاهداتنا، حيث نشاهد مناظر لم نشاهدها عندما كنّا صغاراً، مشاهد الدم والخراب والدمار.

وننتهي من مشاهدات التلفزيون المؤثّرة، وننتقل إلى مشاهدات أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً في تلك المواقع نقرأ أو نشاهد التنازع والقتال الالكتروني والمواجهات خلف لوحات الكيبورد.

وأثناء يومنا نتفاجأ بمرض عضال مفاجيء يصيب فلاناً، وجلطة قويّة تصيب فلانة، وسرطان في المرحلة الرابعة لآخر، والتهاب دم لشاب، وما هي إلاّ أيام وأشهر، حتّى نسمع عن موتهم أو وجودهم في المستشفيات.

وتأخذنا الحياة سريعة جدّاً من دون توقّف، وما هي إلاّ سنوات من عمرنا تمضي ونحن لم نشعر بها ولم نستلذ طعمها، فتواتر الأحداث ومراقبتنا للحروب والأمراض والتدهور الذي نعيشه، جعلتنا لا نستمتع بهذه الحياة، فحتّى الطعام تغّير وتشكّل، وأصبحنا بين هاجس السمنة والرياضة وإنزال الوزن.

إنّنا نعيش في أحلك عصر للإنسانية، فلقد تخلّى الإنسان عن طبعه الإنساني الراقي، فانتشر النفاق والفساد والسرّاق، وأصبحنا نؤمن بأنّ من لديه سلطة ومالاً ونفاقاً وفساداً وسرقة هو الذي ينجح، وأنّ من يحاول التمسّك بمبادئه ما هو إلاّ قابض على الجمر، لأنّ الدنيا تمشي بالعكس!

وأصبح الرياء هو أساس التدرّج والقفز الوظيفي، فلا شهادة عليا تعادل هذا الرياء والنفاق، لأنّهما أقوى للأسف الشديد، وأصبحت المراكز الوظيفية حصراً على طبقة معيّنة، وتورّث للأبناء، وتسقط بهذا كل الكلمات الرنّانة التي كنّا نسمعها من أهلنا عن العمل والإبداع والتميّز، فلقد أصبح التميّز في الأصل والطائفة والفئة أكثر من التميّز في العلم والعمل!

لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، بعضنا يشحت من أجل وصوله للمركز الذي يستحقّه، وبعضنا يُعطى المركز من دون تعب ولا جهد ولا تميز، وبهذا انتشر الإحباط وزاد الإحساس بالإهانة لدى الموظّف، فلا هو يستطيع أخذ حقّه ولا هو متدرّج في وظيفته، لأنّ الأساس هو أنت مَنْ وابنُ مَنْ؟! ومن أي طائفة ومن أي فئة؟ وأصبح التطرّف هو أساس الوصول، سواء التطرّف في المذهب أو القبيلة أو الفئة!

إنّ إفرازات الحروب هي التي شجّعت على التكتّل والخوف من الآخر، ففي النهاية لا أحد يثق بأحد، كلّ يريد الخير لجماعته فقط، ولو كنّا نريد الخير للوطن ولو كان هو أكبر همّنا، لأذبنا هذه الإفرازات من أجل التقدّم والاتّحاد.

لقد طحنتنا الحروب وشتّتتنا، على رغم أنّ الحروب تقع في أراضٍ أخرى، ولكنّها أثّرت في توجّهاتنا وحياتنا المعيشية، ولم ننتبه إلى ما آل إليه الأمر. لقد آلِ الأمر إلى الانشقاق والتبعثر والفرقة، وما لنا إلاّ إعادة حساباتنا نحن الأفراد قبل الدولة، من أجل إرجاع ما كان في يدنا، إرجاع الوحدة واللحمة الوطنية، وإيقاف الحروب التي لا تؤدّي إلا إلى الدمار الشامل، الدمار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للأوطان.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4594 - الأحد 05 أبريل 2015م الموافق 15 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 10:53 ص

      تشتت

      التشتت والضياع تتحمله الدوله بالدرجه الاهم وطريقة معاملة شعوبها والتفريق بيتهم هو سبب الخراب الحاصل فاما المساواة بجميع الاطياف او شتات وخراب البلد فلا اظن ان لدينا في السلطه من يخاف على الشعب

    • زائر 18 | 5:15 ص

      اذا كان المثقفين المنافقين هذا رأيهم فما بالك بالعامةمن الناس

      يا مريم تأملي في كتابات ومقابلات واراء من يدعون انهم مثقفون ، ماذا يقولون لأول مرة يشعرون بالفخر والأعتزاز انهم اصبحوا قوة لا تقهر في وجه الأعداء في حين الواقع يقول غير ذلك ، هل نحن وقفنا في وجه من نعتبره عدوا حقيقا وحاربناه ام حاربنا انفسنا وتقاتلنا ؟ هل هذا منطق ؟ متفرقين ويوم ان اجتمعنا قاتلنا بعضنا بعضا ؟ امريكا وغيرها هل تريد لنا الخير ؟ ما اريد ان اصل اليه هو اذا لم نرمي بالأحقاد والطائفية جانبا لن نصل الى شيء لأن البعض مستعد لأن يتحالف مع الشيطان في سبيل كسر شوكة الآخر . ولا استثني احدا .

    • زائر 17 | 5:10 ص

      هاده الحواب على موضوعك يا اخت مريم

      هؤلاء المصلحشيه من الناس والمسؤلوون لقد فضلو طريق الشر على طريق الخير لو اتبعو الله وشرعه وهم يخافونه فى الدنيا قبل الاخرة لكانت الدنيا بخير و...............حطو فى عقوولهم هاده الحشى الهريج لازم نقاتل الشيعة كانه الشيعة كفار لو صدق هم احبوون الله شان حررو فلسطين من الظلم ملايين صرفوها عشان محاربة الشيعة مو الشعووب الفقيرة اولا بهادى الاموال المشتكى لله

    • زائر 16 | 3:34 ص

      العواطف المذهبية تقلب الحقائق وتزين الخطىء 1020

      والله الحقيقة صاطعة من ابتدأ الحرب ونقلب على الشرعية بقوة السلاح والتحالف مع الدكتاتور نبتعد عن المتسبب وننظر لهول الكارثة ونلوم رد الفعل

    • زائر 15 | 2:59 ص

      طحنتنا الاسترزاق من الوقوف من مسببي الحروب 0930

      دغدغة المشاعر الطائفية أصبحة السلعة الرائجة والاغلى في زمن الحروب والمصلحة الشخصية هي الأساس واللي تغلب به العب به واللعب على الذقون هو الهدف المهم دينكم ديناركم

    • زائر 14 | 2:09 ص

      الكل سوف يتذكر

      لا احد يبالي. يعتقدون بان اذا الجارة سيطرت على المنطقه سيكونون في وضع افضل. ما اريد أقوله بان الله سبحانه وتعالى هو الحافظ وان من يتوهم بان خطط الجاره في الاستيلاء على الدول على أساس طائفي او توسعي او عقائدي هو من سيجعل وضعهم افضل فهو واهم. لايوجد داعي بان اعطي امثله فالجميع يرى ما يحدث حولنا. فقط اسئالوا من يذهب الى الأماكن المقدسه في العراق. الامن والأمان نعمة الى الان لانعرف معناها

    • زائر 13 | 1:47 ص

      يا مريم

      يلحقونك عنوة بأحداث وبدل اخرى ، دون ان يكلفوا انفسهم عناء السوأل عنك وعن ما تحتاجه ، تعبنا من الكلام الموزون والعقلاني وهو المقدم لدينا ولكن يبدوا ان المنافقين واصحاب الصوت العالي والمحرضين للدولة على ابنائها نجحوا في تفريق وتمزيق المجتمع فنراهم في كتاباتهم المريضة كلما لاح خبر للتقارب والأنتاح اجهضوه ، يتركون الشخص يلوذ بمذهبه وبجماعته لأنها هي التي توفر له السند والظهر في حين تتخلى الدولة بعل المحرضين ثم يريدون منك موقف او رأي ( انتبهوا للناس ولا تتركوهم ) ثم اطلبوا منهم مواقف مساندة .

    • زائر 12 | 1:12 ص

      بترول وموجود وتخلّف موجود فماذا نتوقع من الدول الاستعمارية؟

      تريليونات البترول موجودة في دول لا تحسن ادارتها لذلك لن تهدأ الحروب وهناك من يتربص بنا من الدول الاستعمارية

    • زائر 11 | 1:10 ص

      طالما البترول يضخ والعقول المتخلّفة موجودة فشباب المسلمين وقودا

      تحت ايهامات دينية وطائفية تسوّق الحروب والسبب هو ان دولنا تسبح على بحيرات من النفط فلا بد من استنزافها

    • زائر 9 | 12:33 ص

      يابني قطعت الرؤس من اجل ان يضع احدهم تاج على رأسة

      مسج لخلاصة الحروب

    • زائر 6 | 11:13 م

      بوركت اختي العزيزه

    • زائر 5 | 11:07 م

      قلبي على اليمن العراق سوريا

      راحوا بعد عمري الفقراء والمحروميين دائما هم الفئة المستهدفه في الحروب

    • زائر 4 | 10:33 م

      العرب والجهل

      خربوا العراق وسوريا وليبيا واليمن وصدقت الآية الكريمة فيهم# يخربون بيوتهم بأيديهم#

    • زائر 3 | 10:32 م

      وهل ترك "الراصد" أي لحمة وطنية؟ لقد مزّقها كل ممزّق..

      لقد آلِ الأمر إلى الانشقاق والتبعثر والفرقة، وما لنا إلاّ إعادة حساباتنا نحن الأفراد قبل الدولة، من أجل إرجاع ما كان في يدنا، إرجاع الوحدة واللحمة الوطنية، وإيقاف الحروب التي لا تؤدّي إلا إلى الدمار الشامل، الدمار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للأوطان..

    • زائر 2 | 10:30 م

      معلمه مصريه بمدرستنا

      هاوشت طالبة أمها مصريه متزوجه بحريني
      ليش تتزوج بحريني وتهد المصري؟؟؟
      وقلنا لها ليش يايه البحرين
      قالت البحرين دي بنك
      بس مفيهوش حاجه عدله
      لا مستشفيات ولا تعليم ولا حاجه عدله
      ولا ناسها مع أن احنا مو مقصرين معاها
      قلت لها .
      لو خذت المصري جان طرشها البحرين عشان اتييب فلوووس مثل ما طرشج ريلج

    • زائر 1 | 10:30 م

      تدمير بلداننا بحجة محاربة عدو وهمي

      أين كنا واين نحن مند غزو العراق2003 وكرت المسباح على الأرض متفككة دمرت العراق بأيدي عربية السودان وسوريا ولبنان والصومال ومصر والجزائر وهاهي الحرب تأكل دولنا كل ذلك حدث بمال عربي ونقول العيب فينا

اقرأ ايضاً