العدد 4627 - الجمعة 08 مايو 2015م الموافق 19 رجب 1436هـ

الشيخ آل مكباس يحقق في «أزهار الرياض» للشيخ الماحوزي

خلال أمسية نظمها مركز ابن ميثم البحراني بجدحفص الثقافي

آل مكباس يوقع كتابه-تصوير عيسى ابراهيم
آل مكباس يوقع كتابه-تصوير عيسى ابراهيم

ضمن تنقيبه في كتب التراث أخرج الشيخ محمد آل مكباس كتاباً نفيساً جديداً للعيان بتحقيقه وهو كتاب «أزهار الرياض» لمؤلفه الشيخ سليمان الماحوزي 1075 - 1121هـ ومهره بتوقيعه في أمسية ثقافية عقدها «مركز ابن ميثم البحراني للدراسات والتراث» لتدشين الكتاب، وذلك مساء يوم الثلثاء (5 مايو/ أيار 2015) في مركز جدحفص الثقافي بحضور مجموعة من الباحثين في التراث والمثقفين وعلماء الدين والمهتمين.

تضمن حفل التدشن كلمة ألقاها الأكاديمي والشاعر حسين السماهيجي باسم «مركز ابن ميثم البحراني للدراسات والتراث» عبر فيها عن اعتزازه بأن يضع المركز بين أيدي الباحثين والمهتمين كتاب «أزهار الرياض» وأن يكون هذا الكتاب ضمن باكورة إصداراته للأعمال الكاملة للمحقق البحراني الشيخ سليمان بن عبدالله الماحوزي المكون من 25 جزءًا. وتابع ان «المركز أخذ على نفسه عهدًا بأن يعتني بتراث البحرين العلمي والأدبي من خلال التحقيق والنشر وإقامة الندوات المتصلة به».

وأكد السماهيجي «سيشكل هذا الكتاب إضافةً تتسم بأهمية بالغة لتراثنا العلمي والأدبي. فهو يكشف عن حالة متميزة لهذا الرجل العظيم الذي لم يكن فقيهًا عاديًا. فهو، حقًا، عالمٌ أديبٌ شاعرٌ مفسرٌ عرفانيٌ؛ جامعٌ لمختلف الفنون والعلوم والآداب مما به يكمل المرء ويكون زينًا للعلم والأدب».

وختم السماهيجي «نأمل أن نكون قد أدينا، بهذا العمل، بعضًا من دَيْن لآبائنا وأجدادنا. فهم قد تركوا لنا من كنوز العلم والأدب ما هو جديرٌ بالفخر، وما هو مستحقٌ للبذل والعطاء دون انتظار مقابل. وننوه في هذا المقام الى أن مركز ابن ميثم البحراني للدراسات والتراث يتأهب قريبًا جدًا لإصدار باكورة الأعمال الكاملة للمحدّث الصالح الشيخ عبدالله بن صالح السماهيجي البحراني وهو ما تم الإعلان عنه في نهاية أعمال مؤتمر المئوية الثالثة لرحيل المحدث الصالح».

وفي التعريف بالكتاب تحدث الشيخ عبدالزهراء العويناتي عن الدراسة النقدية التي قدمها للكتاب وتحقيقه فأشار إلى أن «أزهار الرياض» كتاب موسوعي متنوع، جمع فيه مؤلفه المسائل والغرائب والطرائف من جواهر التفسير والأخبار، واللطائف، والشعر والحِكم وجوامعَ الكلم «ومباحثات شريفة، ومناقشات لطيفةً سنحت للخاطر العليل أيام التحصيل» فمن الجلي أن المؤلف ينص على أن جمعه لمادة الكتاب كان في أيام التحصيل، ولم يكن في أيام التعطيل.

أما تاريخ تأليف الكتاب فأشار العويناتي الى انه «لا نعلم بالتحديد في أي سنة ابتدأ المحقق البحراني بتألف (أزهار الرياض)، غير أنه نستطيع القول انه قد قام بتأليفه بين سنتي 1118 و1120هــ، أي أنه من أواخر مؤلفاته».

وفي نقد تحقيق الكتاب أشار العويناتي الى أن المحقق الشيخ المكباس مع ما بذله من جهد يشكر عليه، إلا أنه خلط بين كشكولين فقد وقع في خطأ، إذ ألحق ما ليس من (أزهار الرياض) به، ففي الجزء السادس ـ بحسب تقسيم الشيخ المكباس ـ هناك في آخره الكثير من الأوراق تدل محتوياتها على أنها ليست من (أزهار الرياض)، وأنها لأحد تلاميذ مؤلفه المحقق البحراني، ذلك لأنه يقول عنه مثلاً: (لشيخنا العلامة سليمان) وأشباهها من تعبيرات. علاوةً على أنه في هذه الأوارق الأخيرة ينقل عن (أزهار الرياض) صراحة، أو ينقل للمحقق البحراني أشعاراً أو فوائد ذكرها في (أزهار الرياض).

وفي كلمة أخرى ألقاها محقق الكتاب الشيخ محمد آل مكباس عبر فيها عن مدى العناء والمشقة التي مر بها في التنقيب والبحث عن مخطوطة الكتاب في البحرين وخارجها ثم العمل على ترميم أوراقه وتصحيحها وتنقيحها وتحقيقها، ورحلته التي استمرت عقدا من الزمن في إخراج كتاب «أزهار الرياض» للعيان غير متناس الظرف واللطائف التي واجهته أثناء محاولة استعارة وتصوير المخطوطة الأصل من أصحابها الذين عادة ما يكونون حريصين عليها فمنهم من يرجعه بخفي حنين ويسرحه خائباً من مبتغاه، ويحيله لآخرين، ومنهم من يضن بها كونه يحتفظ بها كنزاً ثميناً فيقول له «هذا الكتاب «المخطوطة» كنز ثمين تعبت للحصول عليه سنين، وبذلت له الغالي والنفيس؛ لتأتي أنت في لحظات وتظن أنني أعطيك اياه بهذه السهولة»

وأكد آل مكباس أنه قام بتحقيق المصنفات الكاملة للمحقق الشيخ سليمان الماحوزي «والتي ستتكون مما يربو على 25 مجلداً كلها جاهزة ومعدة للطبع وقد طبع منها بين أيديكم اليوم كتاب (أزهار الرياض) مع مجلد عن سيرة حياة المحقق البحراني فكان في 6 مجلدات».

وتابع آل مكباس «تعد المجاميع العلمية المنوعة العلوم أو ما يسمى بـ (الكشكول) ومن تلك المجاميع العلمية الأدبية أو الكشاكيل كتاب (أزهار الرياض) والذي يعد من روائعها؛ حيث كان هذا الكتاب عبارة عن موسوعة علمية وأدبية جمع فيه المؤلف عدة علوم متفرقة من فقه وتفسير وأدب وشعر وطرائف ونوادر وتاريخ البلدان بشكل عام والبحرين بشكل خاص، وغيرها من العلوم».

يذكر أن الشيخ الماحوزي ولد كما يؤرخ هو لنفسه بقوله «مولدي في شهر رمضان من السنة الخامسة والسبعين والألف على ما سمعته من والدي دام ظله في ليلة النصف من شهر رمضان بطالع عطارد». وتوفي في اليوم السابع عشر من شهر رجب للسنة الحادية والعشرين بعد المئة والألف، وعمره آنذاك أربع وأربعون سنة وعشرة أشهر. ودفن في مقبرة الشيخ ميثم بن المعلى جد الشيخ ميثم العلامة المشهور، بقرية الدونج - بالنون والجيم - من قرى الماحوز، نقل من بيت سكناه البلاد القديم إليها لكونه منها.

له العديد من المؤلفات ما يربو على 122 مصنفا بين كتب وتعليقات ورسائل كثيرة، قد تجاوزت جهود الفرد الواحد تمثل اضطلاعه بجوانب المعرفة الشاملة، وقد يعجب المرء من وفرة تأليفه ذات المواضيع المختلفة والمعارف المتعددة على رغم قصر عمره.

العدد 4627 - الجمعة 08 مايو 2015م الموافق 19 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:22 م

      يحق لهدا البلد واهله الفخر


      يحق لهدا البلد واهله الفخر بمن مضى من رجاله واحفادهم وستتركون ما يفخر به احفادكم وهدا خير ميراث يورث .
      جزاكم الله خير الجزاء

    • زائر 4 | 7:15 ص

      ظلامة المكباس

      مع ما لسماحة الاستاذ الشيخ المكباس من ايادي بيضاء ومواقف مشرفة ومشاركات كثيرة وتحقيات لكثير من الكتب المنسية، الا انها هذا الشيخ الاستاذ مظلوم ولا زال مظلوماً من بعض طلبة العلوم الدينية للاسف، ومن مظلوميته انه فتح مشروعا كبيرا في اسكان عالي فهدد واحرق المحل وانتهى المشروع ..

    • زائر 3 | 6:58 ص

      موفقين

      موفقين شيخنا الجليل
      وكثر الله من أمثالك للمحافظة على التاريخ والتراث

    • زائر 2 | 3:39 ص

      الشكر و التقدير للشيخ العويناتي و ال مكباس

      ان احياء التراث العلمي و الأدبي لاابائنا و أجدادنا يعتبر خطوة لنهوض هذه الأمة و دافع للتقدم و الازدهار و عامل مهم لتعريف هذا الجيل بحقيقة تاريخه العظيم
      مقترح للمركز بان يعمل كراسات مختصرة لهذا العمل وتكون بسيطة ليطلع عليها جيل الشباب

    • زائر 1 | 1:12 ص

      تصحيح اشتباه العويناتي

      ما ذكره العويناتي من وجود خلط بين كشكولين صحيح إلا أن محقق الكتاب قد نوه بذلك في ج6 والأمانة العلمية اقتضت إلحاق هذا الكلام حيث أن الناسخ قال في آخر الكتاب هذا ما وجدناه مكتوبا فنسخناه إضافة أن المكباس أشار إلى مواضع الالحاق فبهذا لا يمكن نسبة الخلط للمحقق المكباس لأنه كان ملتفتا لهذه الإضافة وأخيرا نشكر الشيخ العويناتي والمكباس على جهودهما العلمية في إحياء تراث البحرين

    • زائر 5 زائر 1 | 9:22 ص

      العويناتي غير مشتبه

      عطفاً على تعليق (تصحيح اشتباه العويناتي) ـ إنك بعد أن أقررت بأن ما ذكره العويناتي من وجود خلط بين كشكولين صحيح ، فكيف تقول إنه اشتبه ، وأما أن المكباس قد نوه بذلك الخلط في ج 6 فهذا غير صحيح ، فإنه لم ينوه بذلك في أي موضع من هذا الجزء ولم يصرح بوجود هذا الخلط ولم يقل إن كشكول نوح بن هاشل العصفوري قد ألحق بأزهار الرياض ، إضافة على أن المكباس لو كان ملتفتاً لذلك فلماذا ألحقه بأزهار الرياض ، وأما أنه ألحقه به لأن الناسخ ألحقه به فهو تبرير غير مقبول عند العلماء ومحققي التراث .

اقرأ ايضاً