العدد 4649 - السبت 30 مايو 2015م الموافق 12 شعبان 1436هـ

"كانو الثقافي" ينظم محاضرة بعنوان "قراءة نقدية في شعر سليم عبدالرؤوف"

المنمة - مركز عبدالرحمن كانو الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان "قراءة نقدية في شعر سليم عبدالرؤوف" والتي قدمها كلا من عبدالحميد المحادين وخليفة بن عربي.

وفي يداية المحاضرة ، قدمت انتصار البناء نبذه تاريخية حول الأديب والشاعر سليم عبدالرؤوف والذي تميز شعره بلغته العذبة والرقراقة وسلسلة ، كما القت الضوء على أهم مؤلفاته كديوان شعر مرثية ابليس ، وديوان يا بنفسج باللهجة العامية ، وكتاب موسيقى الشعر - اللون مقابل المصطلح - وهو دراسة في العروض ، وديوانه الأخير عاصمة العيون .

وأشار عبدالحميد المحادين الى ان الشاعر سليم عبدالرؤوف في ديوانه الأخير عاصمة العيون ، يترقق شعره بملامحه دالة وكأنها صناعة في الصياغة والموسيقى اللفظية ، حيث يدور موضوع ديوانهِ الى وحدة بارزة فيه الا وهو الغزل ، والغزل شعرٌ تتحداه الثنائية في المقاصد ، ولا يتوافق الشعراء كل الشعراء على نهجاً واحد في غزلهم ، ولسليم قدرةٌ على التوافق مع نفسه على الأقل فهو يجمع كل مكونات الرقة في اعلى حالاتها في المرأة ، ويصنع من أجنحة الفراشات وهمسات القلب وينسج من خيوطها غزلياته الرقيقة ، ويعد الشعر الغزلي رحلة رائقة عذبة ملئ بالمفاجآت والأسئلة ، وأحيانا يكون الشاعر الغزلي كمن يبي بيوتا من الرمل يتلذذ ببنائها ، ثم يتلذذ باحالة يده فوقها واعادتها الى اصلها .

وأضاف عبدالحميد المحادين ان الشاعر هنا يرق فوق ما هو رقيق في تكوينه في حضرة الحبيبة ويُعينهُ على ذلك غزارة الصور والمعاني التي برع في انتقائها ، وله في اللغة الشعرية مختارات هائلة ، كما جاءت لغته سليمة البناء ، ولأن المرأة موضوعٌ اساسي في هذا الشعر فقد اختزل كل مظاهر الجمال المحتملة في المرأة وبنى منها هذا الديوان الأنيق ، حيث برع الشاعر في صياغة الثنائيات بما يترك أثرا موسيقيا لدى المتلقي وهذا سر الايقاع الجميل في شعر سليم ، وله في اجتراع الايقاع قدرة فائقة هي من أبرز مزاياه والايقاع يتولد من الكثير من الحالات اللغوية وأبرزها الجناس ، والطباق ، والاقتباس الموحي من النصوص المألوفة ، وتعد اللغة الثوب الذي تلتف فيه القصيدة وتختفي خلفها كل مفاتيحها .

ومن جانبه ، أشار خليفة بن عربي الى ان التجربة التي يقدمها سليم عبدالرؤوف في شعره تتشجر مع تلاوين عدة من التداعيات الشاعرية واللغوية والدلالية ، فحين نواجه نص عبدالرؤوف نقف امام متانة شعرية ورصانة لغوية وعروضية ، كأن النص بنيانٌ مرصوصٌ محكم ، ولا وجود لذلك الجمود الشعري الذي نلحظهُ في كثير ممن تعاطوا العملية الشعرية بوصفها وزرنً وقافيةً وألفاظاً تدل على معاني وحسب ، ولكنني اعني البيئة والبنية الشاعرية القادرة على تكوين نص ملتزم ومنفتح في ذات الوقت في شاعريتهِ على فضاءات واسعة من الصور واللغة الشعرية .

وأوضح خليفة بن عربي ان ديوان عاصمة العيون هو المنتهى الابداعي الذي وصل اليه الشاعر سليم عبدالرؤوف ، حيث يتكئه في تجرية الشعرية على عنصرين مهمين ، الأول هو تلك الرقه والسلاسة التي تنضح من خلال لغة معبرة سهلة تنفذه الى القلوب والأفهام بلا تعنت ولا كدٍ للذهن ، كما ان الشاعر برع في تكوين تزاوج شفاف جرسي بين الفاظه تتعاقب بشكل متناغم يساعد في رسم الصورة التي يريدها ويضع المتلقي في جوٍ من التساوق العاطفي ، ومما يميز لغت الشاعر كذلك اعتماده على الألفاظ الحالمة والمفرطة في الساحرية والوجدان والغوص في عوالم الخيال المجنح ، وثانيا يعتمد الشاعر في تجربته على محاكاة الداخل العاطفي والنفسي للمتلقي ، وهو هنا لا يخاطب عقل المتلقي ومنطقه لكنة يحاكي قلبه وروحه ، كما أن الصورة عند سليم لا تخضع لمقاييس الصنعه المقصودة ولا يعنى بها عناية خاصة يحاول ان يبهر بها المتلقي ويضعه في احداثيات الدهشة الذهنية بل انه يطلق الصورة على سجيتها يجعلها تخلق نفسها بنفسها .





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً