العدد 4650 - الأحد 31 مايو 2015م الموافق 13 شعبان 1436هـ

العمليات الانتحارية... تفجير الدمام مثالاً

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يوم الجمعة الماضي (29 مايو/ أيار 2015) شهدت مدينة الدمام الكائنة في شرق السعودية محاولة أخرى لقتل المصلين في مسجد العنود. لكن هذه المرة لم يقتل المصلين كما حدث في «القديح» بالقطيف، ولكن راح ضحية هذا الحادث المأساوي أربعة وليس ثلاثة كما جاء في بعض التقارير الصحافية الأولى.

شبان حموا المصلين كدروع من إرهابي تنكر بزي امرأة وهو يحاول أن يدخل مصلى النساء بالمسجد. الإرهابي الذي انكشف أمره لكون مصلى النساء كان مغلقاً. فر هارباً من الشبان الذين لحقوا به لكن عندما أمسك أحدهم بالإرهابي انفجر الحزام الناسف على أجساد الجميع التي تطايرت فيها الأشلاء مترامية هنا وهناك لعبدالجليل واخيه محمد الأربش وابن خالتهم محمد العيسى والسيد عبدالهادي الهاشم واحترقت السيارات في محيط المسجد. هكذا انتهت الحادثة بدقائق وبعد أن بدأ الخطيب للتو يتكلم بادئاً خطابه كما جاء في التسجيل الذي تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي «المسجد بيت من بيوت الله» ثم فجأة يسمع الانفجار ويخرج المصلون مفزّعين.

إن ما حدث يبدو كمشهد لفيلم سينمائي وربما هذه الحادثة تترجم في يوم من الأيام إلى حكاية فيلم لهوليود. فهذه الحادثة تعد واحدة من أبشع الحوادث التي حدثت في منطقة الخليج وتحديداً من مدينة قريبة جداً من جزيرتنا البحرين. وهي تؤكد كما أشرت في مقال سابق اختراق الأمن من خلال بوابة الخليج الشرقية المضطربة سياسياً.

إن مسلسل الإرهاب واستهداف مختلف الأعراق والعقائد والمذاهب المختلفة وحتى بشأن الاختلاف في الرأي يفتح باب التساؤل عن هذا الإرهاب الذي يراد منه إخراس الأصوات إلى الأبد والبحث عن صور لشغل الرأي العام بقضايا تقسّمه بدلًا من أن تجمعه. فيقتل من يقتل ويزج من يزج بالسجون ويعذب من يعذب بقصد إقصائه.

والحديث عن العمليات الانتحارية هي مسالة معقدة للغاية والبحث عن أسبابها قد يرجع إلى تراكمات المنطقة العربية من أحداث سياسية شتى أسست إلى ثقافة الموت عبر عمليات انتحارية وكأسلوب سريع لتخلص من الأخر وتخويفه. وهذا تماماً ما حدث مع بداية الصراع العربي الإسرائيلي عندما بدأت هذه العمليات تسمى بالعمليات الفدائية ضمن أجندة المقاومة وتحرر الشعوب في حقب زمنية سابقة. وكانت تخلف معها ضحايا لكلا الجانبين. وهي الآن وصلت إلى عقر دار دول الخليج التي يكثر فيها المتحمسون للأفكار المتشددة والإرهابية.

في الواقع تبدو عملية عبثية وغير منطقية إطلاقاً، أن يتم تحليل هذه الحوادث بقصد آخر فهذه العمليات الانتحارية لا يمكن تبريرها أو تفهمها في أي حال من الأحوال، ومن غير الصواب تجزئة النظر والموقف من الإرهاب. كما أن ما تنادي به هذه الجماعات المتطرفة لا يهدف إلى تطوير وحماية المجتمعات، بل على العكس فهي تسعى إلى تفكيكها وتدميرها.

إن مراجعة ما حدث في السعودية والمنطقة ككل هي ضرورة ملحة تستوجب التركيز في جوانب مفيدة وهامة من أجل مواجهة سرطان الإرهاب. ولابد من الحذر في تناول هذه القضية، فعملية الخلط قد تجعل من التصدي أكبر مما نتصوره وربما أصعب وأكثر تعقيداً، ويستفيد منه في نهاية المطاف من هم وراء التفجيرات والعمليات الانتحارية لاستقطاب عناصر جدد يغرر بهم.

ولذا فإنه من الضروري التصدي إلى ثقافة الموت والكراهية التي توقع بالمزيد من الضحايا في فخ الإرهاب والجنة المنتظرة. وهذا يقتضي المكاشفة، فثمة خلل فيما يُصب باسم الإسلام وتُعبّأ به عواطف الشباب. وهذا ما يبرهن على تعرض المنطقة لمخطط يسعى إلى تقسيمها يوماً بعد يوم تحت تبريرات كثيرة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4650 - الأحد 31 مايو 2015م الموافق 13 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 3:31 ص

      المنابر

      المنابر التكفيرية والمناهج الداعية ال التكفير والشرك الى المذاهب الاخرى كالشيعة هي اللبنة الاولى ف توليد الارهاب والعمليات التفجيرية ضذ ابناء الفئة المستهدفة.

    • زائر 7 زائر 6 | 2:04 م

      الدواعش في كل مكان

      نعم نحن وهم في كل مكان ولسنا بعيدين

    • زائر 5 | 2:38 ص

      يسهل اختراق الامن لأن فكر البعض يتطابق مع فكر الدواعش

      حقيقة مرّة قد تزعج البعض ولكن هي الحقيقة بأن تغلغل الفكر الداعشي في المجتمع بحيث وصل الى رجال الامن مما يسهل عمليات الاختراق

    • زائر 4 | 1:48 ص

      ثقافة الموت - توضيح

      ثقاقة الموت في سبيل طرد المحتل لا تقارن باي شكل من الاشكال مع الانتحاريين التكفيريين الذين يقتلون المسلمين من ابناء جلدتهم.
      فالحديث هنا ليس بالمقارنة بينهما، فالاول يحرر الارض والناس، والثاني يقتل الناس ويحصرهم كما هو الحديث في ادبيات الجماعات الارهابية.

    • زائر 3 | 1:45 ص

      إرهاب المواطنين في مساجدهم لايقارن بالعمليات الفدائية ضد المستوطنين

      ليس صحيحا مقارنة وتمثيا قتل المواطنين الآمنين في مساجدهم بالعمليات الفدائية التي قام بها الفلسطينيون ضد المحتلين الصهاينة ياسيدتي الفاضلة.

    • زائر 2 | 1:00 ص

      فثمة خلل فيما يُصب باسم الإسلام وتُعبّأ به عواطف الشباب.

      ولذا فإنه من الضروري التصدي إلى ثقافة الموت والكراهية التي توقع بالمزيد من الضحايا في فخ الإرهاب والجنة المنتظرة. وهذا يقتضي المكاشفة، فثمة خلل فيما يُصب باسم الإسلام وتُعبّأ به عواطف الشباب. وهذا ما يبرهن على تعرض المنطقة لمخطط يسعى إلى تقسيمها يوماً بعد يوم تحت تبريرات كثيرة.

    • زائر 1 | 12:48 ص

      صباح الرحمه والمغفره

      علامات آخر الزماااااااان
      تقسيم المنطقة إلى دويلات
      يامجيير

اقرأ ايضاً