العدد 4659 - الثلثاء 09 يونيو 2015م الموافق 22 شعبان 1436هـ

«البحرينيون على أعتاب الرفاهية»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تلقى الشارع البحريني بسخرية عنواناً لصحيفة محلية قبل عام تقريباً، وبالتحديد في مايو/ أيار 2014، يقول: «البحرين على أعتاب الرفاهية»، إذ أجمع غالبية البحرينيين على أن هذا الحديث نوعٌ من الفكاهة.

ذلك الحديث نُقل على لسان مديرة إدارة الإحصاءات الديموغرافية والبيئية والاجتماعية بالجهاز المركزي للمعلومات، رئيس مشروع مسح دخل ونفقات الأسرة التي أكدت أن «مشروع مسح دخل ونفقات الأسرة» من شأنه أن يشخص الوضع المعيشي الحقيقي للمواطنين، وأن نتائجه ستسهم بوضع السياسات والخطط التنموية والاقتصادية إلى البحرين والرامية للارتقاء بمعيشة المواطن وتحقيق رفاهيته».

بعد عام كامل تقريباً من ذلك التصريح، كشف تقرير حديث عن مستوى الرفاهية على مستوى العالم في 2015، أن دولة قطر احتلت المرتبة الأولى عربياً، في حين جاءت الـ 22 على المستوى العالمي، بينما جاءت الإمارات ثانياً على المستوى العربي، والـ 29 عالمياً، فيما جاءت السعودية في المركز السادس على المستوى العربي، والـ 41 عالمياً، فيما حلّت البحرين السادسة (الأخيرة) خليجياً والـ 46 عالمياً.

في ظل ذلك التصنيف، ومع توجّه الحكومة لإسقاط الدعم عن أهم السلع لدى المواطنين وخصوصاً اللحوم، فإن الرفاهية في البحرين أصبحت لدى الكثيرين «حلماً» خرافياً صعب الوصول إليه، في ظل جملة المتغيرات التي تسعى السلطة إلى تنفيذها لإيجاد حلول لأزمتها المالية.

في مايو 2014 عندما كان الحديث عن «البحرينيون على أعتاب الرفاهية»، نشر مغرّدون صورةً لرجل كبير في السن جالس على الأرض في انتظار دوره لتحديث بيانات «علاوة الغلاء»، وعلّق عليها «صورة مواطن بحريني على عتبة الرفاهية ينتظر دوره للتسجيل لعلاوة الغلاء»!

مع ذلك الحديث تناقل مغرّدون، يوم الاثنين (8 يونيو/ حزيران 2015) صوراً لثلاثة مواطنين قيل إنهم كانوا متواجدين في مكتب وزارة الإسكان لاستلام مفاتيح منازلهم بعد تلقيهم اتصالاً من الوزارة وإخبارهم بحصولهم على الوحدة السكنية، وذلك بعد انتظار دام أكثر من 26 عاماً بحسب ما هو منقول، إذ بينوا أن المواطن الأول بلغ من العمر 66 عاماً، والثاني 61 عاماً، أما الثالث فكان عمره 52 عاماً!

من بين علامات الرفاهية للمواطن البحريني، أن القروض الشخصية على المواطنين والمقيمين تخطت الثلاثة مليارات دينار! ومن بين علامات الرفاهية للمواطن البحريني أن 97 في المئة من الوظائف الجديدة التي تزيد رواتبها عن ألف دينار تذهب للأجنبي، فيما نصيب البحريني منها لا يتجاوز 3 في المئة فقط.

يرى أحد المغردين أن من أهم العلامات الدالة على أن البحرينيين على أعتاب الرفاهية هو مدخل منطقة الحد الرئيسي، حيث «أول ما ستراه مقبرة، ومغيسل، ويليهما مركز شرطة!».

ولأن المواطن البحريني على أعتاب الرفاهية، فإن السلطة لم تجد ما يمكن أن تقدّمه له من جديد في الموازنة الجديدة، فضلاً عن «إسقاط دعم اللحوم»، غير بناء أربعة ملاعب كريكيت بـ10 ملايين دينار، وذلك بعد أن استكملت المنظومة الرياضية المتكاملة في جميع مناطق البحرين، وبعد تحويل جميع النوادي والمراكز الشبابية إلى نوادٍ نموذجية وبمواصفات ومعايير عالمية.

من بين تصريحات المسئولين المتكرّرة، أن «حكومة البحرين تولي اهتماماً خاصاً بالسياسات الاجتماعية من أجل تحقيق الرفاهية لكافة فئات المجتمع وحمايتهم اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً من خلال إشراك المواطن في التنمية والتخطيط لها ورسم سياساتها واستراتيجيتها بوصفه هو غاية ووسيلة التنمية في آن معاً». ولكن على أرض الواقع، يتكشف للمواطن البحريني أنه ضحية لتلك التصريحات، التي عادةً ما تأتي مخالفةً لما هو مطبّق فعلياً على الواقع، بل يجد عكسها تماماً.

الواقع الحالي، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن المواطن البحريني أصبح «ضحية» لتلك التصريحات الإعلامية، فالواقع المالي يزداد سوءاً شيئاً فشيئاً، والسلطة تتّجه لتغيير سياساتها في الدعم بشأن الوقود واللحوم والكهرباء وحتى الطحين والتعليم والخدمات الصحية وغيرها، وذلك دون أي تغير ملموس في أجور المواطنين التي بقيت على ما هي عليه منذ سنوات طويلة.

الرفاهية المقصودة التي سيكون البحريني على أعتابها، هي ارتفاع الأسعار بشكل جنوني بعد تطبيق قرار رفع الدعم عن اللحوم، مع تعويضه بـ5 دنانير فقط عن كل ذلك!

تحدّثنا من قبل أن النواب والحكومة سيلبسون الشعب أعباء أزمة الموازنة المالية، وسيكون ضحية السياسات المالية الخاطئة التي اتبعتها السلطة طول السنوات الماضية، وسيخرج مسئولون سيتحدثون عن إنجازات كبيرة، وعن مستوى الرفاهية الذي وصل إليه المواطن البحريني، حتى وإن أصبحنا في ذيل الترتيب الخليجي والعالمي!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4659 - الثلثاء 09 يونيو 2015م الموافق 22 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 4:31 ص

      نعم لله امري

      نعم للرفاهية والاجنبي يحتل محلي وينهب رزقي و البرلمان يقول لا لبحرنة الوظائف ودبوان الخدمة المدنية يوظف العمالة الاجنبية ويستغني عن الوطنية ووزارة التربية الاخوانية تحاصر المتفوقين و دمرت التعليم والمرور اخترع كيف يرفع الغرامات والجمارك يرفع الضرائب ويصبح المواطن يكدح ليسد جوعه فقط . اي الرفاهية يا مسلمين

    • زائر 30 | 10:05 ص

      قولناها من قبل استادى

      كلما ابتعدوا عن شرع الله فى المعاملة ويه الناس البحرين ستدهب الى الهاويه واتوقع الناس ستخرج الى الشارع من سنه وشيعة لانها لاتقدر ان تصارع الجووع فعلى الحكومة ان تتخد الله فى المعاملة ويه الناس وتترك عنها الاجانب الي ماوراهم اله الفساد والدمار بعدين لاصيحون اذا الشارع انفجر الحقوا على رووحكم الناس تعبت من الظلم وتريد حل لمشاكلها والحل بعيد عن الشيطان والتقرب الى الله فى المعاملة

    • زائر 29 | 7:18 ص

      تعلمانا على هالكذب

      كلام هالمسؤلين الشبعانين كله اعلام وكذب وضحك على المواطنين والاعلام العالمي

    • زائر 28 | 6:05 ص

      للاسف

      للاسف الشديد ياستاذ، المثل يقول من فوق الله الله ومن تحت يعلم الله.

    • زائر 27 | 5:58 ص

      رحت السوق توني جاي كيلو الطماطة بدينااااااااااااررررررر عاشت رفاهيتنا قبل شهر الله

      اذا كيلو الطماطة بدينار اليوم والصندوق الصغير بثلاث دينار ونصف يعني عيشوا ياجماعة قمة الرفاهية ومبارك عليكم شهر لله

    • زائر 26 | 4:13 ص

      قسيمة

      انتظرها من سنة 1993م الى اليوم وبلغ عمري 52سنة تحيا الرفاهية لكن في القبر شعب مدمر محطم مقهور

    • زائر 25 | 3:57 ص

      مشكلتنا شعب جاهل

      رفع الدعم عن اللحوم فقط بدون الحديث عن الكهرباء سيحدث خللا في الاقتصاد بشكل كبير ، ارتفاع سعر اللحوم ل 3 اضعاف يعني حتميه ارتفاع كل معوض لها بسبب زيادة الطلب و منها ستترتفع حتى مشتقات الحليب و الطحين و الفواكه و الخضار ، و منها سيقل الادخار في البنوك و ستقطع المصروفات لتتاثر كل القطاعات و منها البنوك ..
      سنرى سقطه كبيره في الاقتصاد و بحسب اخبار اليوم هناك ايضا قروض حكوميه مستحقه الدفع في شهر اكتوبر بقيمه نص مليار ، ناهيك عن العجز الحكومي
      ترقبوا سقوط حتى التامينات الاجتماعيه قبل نهاية العام

    • زائر 24 | 3:22 ص

      الضربة القاضية والقاصمة لظهر المواطن قطع لقمة العيش وتوجيهها لترفيه الآخرين

      كيف لا يخرج الناس بعد ان يتلقى المجتمع البحراني هذه الضربة والتي يهدف منها اذلا المواطن في لقمة عيشه بل ربما اكثر من ذلك وهو اهلاك المواطن جوعا .

    • زائر 23 | 3:19 ص

      آخر المطاف: يسلبون العيش من أفواه المواطنين ويرفهون بالملاعب للأجانب

      بالتدريج بعد ان كانت الوظائف وميزاتها تسلب من المواطن جاء الآن دور لقمة العيش وهي آخر المطاف لكي تسلب من افواه المواطنين وتعطى كملاعب ترفيهية للاجانب

    • زائر 22 | 3:19 ص

      لا استاذ هاني لا تقول جذي

      كل يوم يصرحون في الجرايد عن رفاهية المواطن البحريني وانت تقول ما في رفاهية ؟؟؟ اجمع التصريحات اذا ما وصلت للمئات وهذا يكفي انك تصير مرفه ، قطر والأمارات الكويت ما يصرحون قد البحرين لكن تشوف النعمة عليهم اللهم زد وبارك ( وعندنا تصريحات و.... ليل نهار تكتب ) وكل في الرويس ، نحن على اعتاب الرفاهية بس العتبة يا استاذ هاني رفيعة يبغي لها درج عشان نوصل لها والدرج خاشينه عن المواطن .

    • زائر 21 | 3:16 ص

      يحاولون ارضاء الأجنبي بكل طريقة ولو على حساب قوت المواطن

      فاتورة كهربا ستتضاعف ولحم سيحرم منه الناس والرفاهية في ملاعب الكريكت.
      فاتورة الحياة ستصبح خيالية ولن يتمكن مواطن من العيش في ظل حياة مرفهة فلل وسيارات فارهة وملاعب وغيرها للأجانب بعد ان يسحب كل شيء من المواطن

    • زائر 20 | 3:06 ص

      فيما حلّت البحرين السادسة (الأخيرة) خليجياً والـ 46 عالمياً

      فيما حلّت البحرين السادسة (الأخيرة) خليجياً والـ 46 عالمياً

    • زائر 19 | 2:59 ص

      يشقى بنوها و النعيم لغبرهم

      ذلك كله يجسد قمة الماساة ……و مشكلة المواطن البحريني ( الآصلي ) تتجاوز كل هذه العناوين بكثير واين كل ذلك من تغيب الهوية و التميز و الإقصاء و إ ستبدال الشعب

    • زائر 18 | 2:47 ص

      في هذا البلد يلفق كلمة الرفاهية للمواطنيين بينما يعيش الرفاهية والرغد الاجنبي الغريب

      بلد غريب عجيب يفضل الاجانب والغريب ويجلب الغرباء لهذا البلد ويوظفهم في وزارات الدولة بلا استثناء ويوطنهم في هذا البلد ويريد اقناع العالم بأنه يعيش المواطنيين ورفاهية

    • زائر 17 | 2:11 ص

      لولا التجنيس لكنا برفاهية حقيقة

      لولا التجنيس واستجلاب الأجانب للوظائف واحلالها مكان المواطن الأصلي الجامعي مخصوصا ولولا تمت معالجة تقرير أملاك الدولة ولو تم ملاحقة من تم ورد وزارتهم على تقرير الرقابة المالية ولو كان هناك عدل بالاسكان ولو ولو مع ان لو مصطلح خطا يستخدم لانه كا عشم بليس بالجنة .....نحن برفاهية لو يتم هذا كله وافضل مواطن خليجي لكن للأسف الشديد اله يعين كل بحريني اصلي

    • زائر 16 | 2:05 ص

      لقلقة لسان

      هي مجرد لقلقة لسان لا اكثر فاللسان يقول كل شي لكن العبره في الافعال وليس الاقوال

    • زائر 14 | 2:01 ص

      الرفاهية زايدة

      و الناس متوهقة ويش تسوي بالفلوس الفايضة

    • زائر 13 | 1:46 ص

      على اعتاب الرفاهية ها؟ هههههههه

      هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه اجلللدهم يا ولد الفردان

    • زائر 12 | 1:35 ص

      كلما زاد الظالم في ظلمه كلما قرب الفرج

      الناس قبل كانت تطالب ببيوت اسكان وغيره ووظائف والحين زادو التضييق على البحرينين ويؤثر بشكل سلبي على جميع الطوائف في المستوى المعيشي وهذا لن يقبله احد وراح تشوف اللي كانو واقفين مع الحكومه هم اللي راح يتصدرون المطالبين بحقوقهم في اول الصفوف وذلك بسبب الضيق

    • زائر 10 | 12:58 ص

      وين بتعدل

      إذا العماله الوافدة بأزدياد و البطالة للمواطنين ايضا" بأزدياد بسبب حبهم للأجنبي و ايضا التجنيس الجنوني الذي هد مدخرات البلد بالحاضر و ستزيد الحالة سوءا" للأجيال القادمة .

    • زائر 9 | 12:54 ص

      ما سمعت أكذب أكذب

      أكذب وكرر وعول وثق بالكذب حتى ما عاد امامي الا الكذب حتى اصدق نفسي بلد بالغلط ولدتني امي فيه رحماك ياربي لاأجد ولم ولن أجد ولن استجدي رحمة من سوالك فأني مستغني والحمد لله لكل رحمة الا من سواك

    • زائر 8 | 12:45 ص

      إلا طحين

      والسلطة تتّجه لتغيير سياساتها في الدعم بشأن الوقود واللحوم والكهرباء وحتى الطحين .
      الحين بطرشون عليك بقولون لك ويش يصير لك ابو عزرائيل؟؟!!

    • زائر 7 | 12:38 ص

      العيوز .

      والمستقبل يبنى بسواعد الشرفاء الشباب , متى الفرج ؟

    • زائر 6 | 12:14 ص

      يا زينك يا هاني الفردان ( واقف لهم عظم )

      انا من زود الرفاهية موب عارف اسكن بأي بيت بديار المحرق والله بدرة البحرين ، والله النقود بأي بنك اخليها ، الكل مرتاح والوظائف بالهبل والأولوية للمواطن هذه المعيشة تذكرني بأيام الامام عمر بن عبدالعزيز !!

    • زائر 5 | 12:00 ص

      بصوتك تقدر

      المشكله يا أستاذ هاني أن هناك من يصدق هذه البهرجات الاعلامية في السنة الواحده كم عنوان نسمع ولكن المشتكى لله ممن يتسبب في عدم ارجاع الحقوق الى أصحلبها

    • زائر 4 | 10:45 م

      الحكومة قديمة

      الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يتعقد أكثر يوم بعد يوم وأصحاب الرأي والخبرة لا يرون أي أفق لحل الأزمات في البحرين. النفق مظلم ويزداد ظلمة وللأسف لا يوجد أذن صاغية للعقل. الرفاهية في البلد لفئة محددة ومعظم الأجانب وأغلب الشعب يعاني الصعوبات في مختلف المجالات والكل يرى الواقع ويحكم بنفسه. كل ما هو مطلوب من جميع المسؤولين في البلد هو الدين والصدق والأمانة بعدها تتحقق الرفاهية للجميع.

    • زائر 11 زائر 4 | 1:05 ص

      على الرف

      يمكن قدصهم على الرف هاي
      واضح جدا.... خصوصا بعد مضاعفة الشعب ما تلقى دجاجة في السوق

    • زائر 3 | 10:40 م

      ههه ههههه ههههههه ههههههههه

      طنبوووووووووورها

    • زائر 2 | 9:42 م

      عزيز الفرداان.

      هؤلاء انما يناطحون الجبال با العناد فقط وفى الاخر ستخسر البلد .

    • زائر 1 | 9:41 م

      الكاسر

      ما اكثر الضجيج وأقل الحجيج
      ما اكثر ما يصرح من كلام المسؤولين وما اقل الأفعال التي نراها فساد فساد فساد وزير الإسكان عندما جاء قال سوف يقلل فترة الحصول على بيت ولم نري الا الريش وزير اخر قال نرفع من وضع البحريني ما شفنا الا الريش كلام في كلام

اقرأ ايضاً