صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4674 | الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 18 رمضان 1445هـ

اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب

الكاتب: منصور الجمري - editor@alwasatnews.com

في كل عام، في (26 يونيو/ حزيران)، تحتفي الأُمم المتَّحدة باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، وتعتبر هذه المناسبة عامَّة لجميع الدول؛ لكي تؤكد التزامها بواحد من أهمّ المبادئ التي تميّز الإنسان عن غيره من المخلوقات الأُخرى، وهو عدم القبول - تحت أيّ عذر كان - بالسماح بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة، أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

فإذا كان هناك ما يميّز حضارة الإنسان عن حياة الغابة، فهو أنَّ البشر يتحدَّثون ويعبّرون عن آرائهم، ولذلك يجب السماح لهم بفعل ذلك؛ لكي لا تتساوى حياتهم مع حياة الحيوان غير القادر على التعبير عن رأيه. كما أنَّ الإنسان يجب أَلا ينحدر إلى مستوى الحيوان غير العاقل، وذلك بأن يعمل على منع تعذيب أَيّ شخص آخر، ولأَيّ سبب كان.

الأُمم المتَّحدة خصصت هذا اليوم العالمي من أجل تجديد التزام البشريّة - بصفتهم بشراً - بالتنديد بجميع أصناف أعمال التعذيب والإهانة والإذلال، وأنَّ على الجميع السعي إلى الانتصاف لضحايا التعذيب. وبالطبع، فإنَّ هناك الكثير من الحكومات التي تقول إنَّها وقَّعت واعتمدت الاتفاقيَّة الدوليَّة لمناهضة التعذيب، لكن السؤال الأَهمَّ، هو ما إذا كان قد توقَّف التعذيب فعلاً، وما إذا تمَّت محاسبة من عذَّب وأَهان وأَذلَّ إنساناً آخر. وفي حال لجأت أَيَّة جهة رسميَّة أو غير رسميَّة لتبرير ممارسة أيّ نوع من أنواع التعذيب، فإنَّها تُخرِجُ نفسها من دائرة الإنسانيَّة الرفيعة، وتلتحق بمنهاج الغاب، حيث يأكل القويُّ الضعيف، وحيث إنَّ التعذيب لا بأس به، ولا مانع منه، بل إنَّه وسيلة حياة.

من المفترض أنَّ جميع الجهات الرسميَّة ومنظَّمات المجتمع المدني تمنع التعذيب والإهانة والشتم بكل صنوفه، على أن تكون هناك جهود فعَّالة؛ لمنع وقوع هذه الجرائم، وأَن تكون هناك برامج لمساعدة ضحايا التعذيب، ومعاقبة الجناة، والحرص على عدم تكرار تلك الأَعمال.

غير أَنَّنا نعلم أنَّ هذا الطرح الأمميَّ لايزال بعيداً عن التطبيق بصورة مرضية في الواقع العملي؛ لأنَّ التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانيّة أو المهينة وسائل مشروعة - في بلدان عديدة - من أجل إخضاع الناس، ومن أَجل سحب الاعترافات، ومن أجل الخروج بانتصارات القبض على المناوئين. هذا السلوك في أيّ مكان كان، ومن أيَّة جهة صدر، يعتبر جريمة دوليَّة، وإهانة للإنسانيَّة، وهو فوق كلّ ذلك خرق واضح للعهد الدولي الخاصّ بالحقوق المدنيَّة والسياسيَّة، واتفاقيَّة مناهضة التعذيب، وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية، أو اللاإنسانيَّة أو المهينة.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1002873.html