صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4674 | الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 18 رمضان 1445هـ

المريض أحمد عبدالله القلّاف!

الكاتب: مريم الشروقي - maryam.alsherooqi@alwasatnews.com

وزير الصحّة؛ زادت هموم المرضى في البحرين، وتحمَّلْنا قليلاً في سرد أحد الهموم، وهو هم المريض أحمد عبدالله القلّاف، الذي توجّه إلى مستشفى الملك حمد الطبّي في شهر مايو/ أيار الماضي، فاكتشف أنّه مصاب بسرطان المعدة، وقد أخبره الإخوة في المستشفى بأنّهم لا يستطيعون تقديم العلاج له، وأنه يجب عليه التوجُّه إلى مستشفى السلمانية.

هناك بدأت محنة أحمد القلاّف (أبو عبدالله) الذي يبلغ من العمر 55 عاماً، إذ قامت أسرته بترتيب الأوراق وأخذه إلى مجمع السلمانية الطبي في الحال، واستقبلهم الأطباء في قسم الطوارئ، وتمّ تحويله إلى الجناح، وكان من المتوجّب تحضيره لعملية استئصال المعدة، ومن ثمّ البدء في الكيماوي، ولكن كان هناك عائق وهو ضغط غرفة العمليات الضّاجة من المرضى، فالعمليات لا تتم إلاّ في يومي الأحد والأربعاء، والرجل كان على قائمة الانتظار!

بعد شهر ونصف وبعد جدال ونقاش وصراخ من قبل أهل المريض مع الطبيبة المسئولة عنه، أخبرتهم بأنّ السرطان انتشر! وطبّياً الرجل باقٍ له شهران من الحياة! تأخير مدّة شهر ونصف عن العلاج كانت ستُحدث فرقاً كبيراً في حالة أحمد، أليس كذلك؟ وإن كان المرض قد انتشر فهل السبب هو الإهمال أو تأخير العملية أو الكيماوي؟ ومن يجب أن يتحمّل مسئولية هذا التأخير؟ الطبيبة المسئولة، مسئول القسم، إدارة المستشفى، من بالضبط؟! كلّكم راع وكلّكم مسئول عن رعيّته.

نضيف إلى ذلك المأساة الثانية لأهل المريض، والذي يتساءل ويحتار فيها أي أهل مريض، أين يذهبون؟ ماذا يصنعون؟ كيف ينقذونه؟ وهل هناك علاج خارج البحرين؟

بدأت عملية البحث، واكتشف الأهل وجود علاج في تايلاند، ولكن كما هو الحال الأبواب مغلقة لمن لا ظهر ولا سند له، البعض أخبرهم بكتابة رسالة إلى وزير الصحّة، والبعض الآخر نصحهم بكتابة رسالة إلى سمو رئيس الوزراء، وأهل الخير أخبروهم بالتوجّه إلى الجمعيات الخيرية لعلّهم يساعدونهم، ولكن الوقت يمر وحالة الرجل تتدهور، والأهل لا يعلمون أين يذهبون وكيف يساعدون ابنهم!

تقارير المستشفى الذي خاطبه الأهل في تايلاند أكّدت وجود علاج ولكنّهم يحتاجون لنقله في أسرع وقت ممكن، فما الإجراءات التي ستتّخذها الوزارة من أجل مساعدة القلاّف الذي خدم البحرين 35 عاماً في الجيش؟ هل يستحق أن تعطيه (وَيْه) أم إنّه (سين) من النّاس؟

3 أبناء ينتظرون علاج والدهم، فإن كان المرض انتشر، فهل هو بسبب تأخير وإهمال طبّي؟ إذ كان لابد من إجراء العملية في سرعة قصوى، أم هل كان قضاء وقدراً وكان المرض منتشراً ولكن الأطباء لم يخبروا الأهل؟ لا نعلم بالضبط التفاصيل الدقيقة لقصة المواطن المريض أحمد القلاّف، ولكننا نعلم بأنّ هناك خوفاً وألماً وحسرة من قبل أهله عليه، وأنّهم ينتظرون أحد المسئولين على رأسهم الوزير، حتى يستجيبوا لطلب أهله بنقله وسرعة علاجه في الخارج، فهل يتحقّق ذلك يا تُرى؟ أم فات الأوان يا تُرى!


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1002875.html