صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4695 | الأربعاء 15 يوليو 2015م الموافق 18 رمضان 1445هـ

رمضان في القطب الشمالي: متى تفطر في مكان لا تغيب عنه الشمس؟

في مدينة إيكالويت الكندية يعمل العمال لساعات طويلة من أجل الانتهاء من بناء أول مسجد في المنطقة قبل الشتاء. وهم يفعلون هذا من دون أن يتناولوا طعاما أو شرابا، ولا حتى الماء، لما يقرب من 22 ساعة يوميا، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط يوم أمس الأربعاء (15 يوليو/ تموز 2015).

وشأن المسلمين في أنحاء العالم، فإن أفراد فريق البناء يحتفون بشهر رمضان الكريم، والذي يتم حسابه وفق التقويم القمري، وهو يوافق الصيف هذا العام، بالصيام منذ طلوع الشمس وحتى الغروب. ويعني الصيف للمسلمين في نصف الكرة الأرضية الشمالي أياما أطول من دون طعام؛ ولكنه يكون صعبا بصورة استثنائية بالنسبة إلى الآلاف ممن يعيشون قرب الدائرة القطبية، حيث تكاد لا تغرب الشمس. وفي إيكالويت، وهي واحدة من مدن أقصى شمال كندا، يبدأ الغسق نحو الساعة الحادية عشرة مساء. وبحلول الساعة 2 صباحا تقريبا تشرق الشمس من جديد. في سان بطرسبرغ، يدوم النهار 21 ساعة؛ وفي ستوكهولم تغرب الشمس عند الساعة الواحدة صباحا، وتشرق بعدها بساعتين ونصف الساعة فقط. ولا تمنح أرض شمس منتصف الليل ما يكفي من الوقت لإعداد الطعام.

إن كيفية صيام رمضان بالنسبة إلى المسلمين الذين يعيشون في أماكن تمتد فيها ساعات النهار لما يقرب من الأربع وعشرين ساعة، تعد مسألة جديدة إلى حد بعيد بالنسبة إلى رجال ومفكري الدين الإسلامي، بحسب ما يقول شانكر ناير، وهو أستاذ دراسات دينية في جامعة فيرجينيا. فحتى القرن العشرين، كان عدد المسلمين الذين يعيشون في مناطق شمال الكرة الأرضية صغير جدا؛ ولكن فرصة الهجرة وسياسات اللاجئين قد جذبا أتباع الدين الإسلامي إلى كندا وشمال أوروبا؛ حيث يعيش نحو 600 ألف مسلم في البلدان الشمالية. ويصل تعداد السكان المسلمين في كندا إلى ما يقرب من مليون نسمة.

وقد أصدر علماء من مصر والسعودية وغيرهما من مراكز العلوم الإسلامية فتاوى متناقضة حول كيفية صيام رمضان في الأماكن التي يدوم فيها سطوع الشمس طوال ساعات اليوم تقريبا. وعلى المسلمين في هذه المجتمعات أن يتخيروا من بين هذه الفتاوى.

يرى بعضهم ضرورة مراعاة مواقيت شروق وغروب الشمس في المدن الشمالية القريبة، بحسب حسين جوستي، المدير العام والمسؤول المالي لمؤسسة «زبيدة طلب»، وهي منظمة خيرية كندية. وفي إيكالويت، يعني هذا الصيام عن الطعام والشراب من الخامسة والنصف صباحا وحتى التاسعة مساء، مثلما يفعل المسلمون في أوتاوا. ولكن آخرين من أعضاء هذه المجتمعات يفضلون الالتزام بالصيام خلال الساعات الطويلة بتوقيتهم، الذي يحدده رجال الدين. ويقول جوستي: «أعتقد أنها مؤشر على مزيد من الجدية».

ولكن هذا ينطوي على صعوبة كذلك؛ إذ إن الدراسات تظهر أن الصيام معظم اليوم يمكن أن يؤدي إلى الصداع، والإجهاد، والجفاف الخطير. وخلال الليل، لا بد للمسلمين أن يأكلوا ويتناولوا السوائل بعد يوم طويل وحار أحيانا، وكل ذلك في غضون ساعتين فقط.

يقول المسلمون في كيرونا، في السويد، حيث لا تغرب الشمس أبدا، إن الصيام لساعات طويلة يجعل من الصعوبة بمكان أن يواجه المرء أعباء اليوم. وقالت فاطمة كنيز لـ«الجزيرة»: «كنت أشعر أحيانا بالإرهاق، وأستقل الحافلة من العمل إلى المنزل بدلا من المشي.. وكنت أنظر في الساعة مرات كثيرة».

على الجانب الآخر، تقول يليزافيتا إسماعيلوفا، التي تصوم رمضان في سان بطرسبرغ، بحسب ما تنقل عنها صحيفة «الغارديان»: «هذا عبء كبير بالنسبة إلى جسم الإنسان». وفي إيكالويت، بدأ السكان في أخذ القيلولة بعد العمل لأن المجال الزمني المتاح للإفطار محدود جدا وفي وقت متأخر جدا من الليل.

 


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1008755.html